تدخل دعوة سيف الإسلام، نجل الرئيس الليبي، لأعضاء المكتب الدولي للكونكريس العالمي الأمازيغي، ضمن سياسة ترتيب الأوراق التي ينهجها النظام السياسي الليبي لتفرشة الوضع وإزالة جميع الألغام أمام انتقال السلطة من الرئيس معمر القدافي إلى نجله سيف الإسلام، كما هو معروف ومتعارف عليه لدى جميع حكام العرب. الرغبة لاتكمن لدى سيف الإسلام في محاورة الوفد الزائر والبحث معهم على سبل خدمة الأمازيغية والأمازيغ في ليبيا... بل رغبة الرجل تكمن في مغازلة المعارضة الليبية للنظام السياسي الليبي، نظرا لامتلاك هاته الأخيرة وجهة نظر خاصة، في مستقبل النظام السياسي بالبلاد يتعارض مع طموح نجل الرئيس، كما تكمن كذلك رغبة الرجل في مد يده اليسرى للمعارضة الأمازيغية في ليبيا والمصالحة المؤقتة معها وتفادي خطورتها على مستقبل أمن النظام السياسي الليبي
غياب أي عمل يذكر لصالح الأمازيغية والأمازيغ في ليبيا وحظر منظري المعارضة الأمازيغية في ليبيا من الدخول إلى التراب الليبي للمقابلة والجلوس مع ذويهم وعشائرهم، إضافة إلى الشتم والسب الذي توج به والد سيف الإسلام حواراته مع نفس الوفد في حلته القديمة، يقودنا مباشرة إلى فهم الخلفية السياسية التي تكمن وراء هاته الدعوة الملغمة والمرتبطة أساسا باستغلال الكونكريس العالمي الأمازيغي والأمازيغية في ربط علاقة ودية منعكسة بين المعارضة الأمازيغية ونجل الرئيس الليبي سيف الإسلام، بغية خلق الإجماع لانتقال السلطة بين الرئيس والإبن، من جهة وكذا تمكين أعضاء الوفد الزائر من الأسفار في طائرات مريحة والإقامة في فنادق فخمة وكذا الإستفادة من بعض الإمتيازات...من جهة أخرى
قبول سيف الإسلام إنجاز مشاريع تنموية ضخمة بتعاون مع الكونكريس العالمي الأمازيغي، لصالح أمازيغ ليبيا، يؤكد كذلك هاته الخلفية السياسية، لأن الكونكريس العالمي الأمازيغي ليس مؤسسة لمهندسين دوليين وتقنيي مشاريع يستأجرهم النظام الليبي لإنجاز وهندسة المشاريع في ليبيا، بل جمعية دولية تدافع عن حقوق الأمازيغ...أما رغبته في تقديم المساعدات المادية لأعضاء الوفد الزائر لاتترك مجالا من الظن في تسخير سيف الإسلام للكونكريس العالمي الأمازيغي في تطبيع علاقته مع أعضاء المعارضة الأمازيغية في ليبيا
إذا كانت شيخوخة الرئيس معمر القدافي، أمرا لاريب فيه وحبه العظيم في انتقال السلطة سلميا لنجله سيف الإسلام وخوفه كذلك من المعارضة الأمازيغية، هي من الأسباب الكامنة وراء هاته الدعوة... فإننا نسائل سيف الإسلام عن واقع الأمازيغية والأمازيغ في ليبيا، كما نسائله كذلك عن الإله الذي غفر الذنب لأبيه من مواقفه العدوانية والحقدية في حق الأمازيغ والأمازيغية... كما أننا نسائل الوفد الزائر عن نتائج الحوار الذي كان مع معمر القدافي وأية قيمة مضافة يبحث عنها المحاورون مع سيف الإسلام
إننا، من داخل الحركة الأمازيغية، سوف لن نسمح باستعمال الأمازيغية والكونكريس العالمي الأمازيغي لأغراض سياسوية، مثل هاته التي تعتبر جبن وعار وخيانة عظمى للنضال الأمازيغي. لهذا ندعو الوفد الزائر أن لايقدم ورقة الأمازيغية فوق طبق من ذهب لأعداء تمازغا وأعداء الديمقراطية، مقابل أهداف لايمكن أن تكون إلا شخصية
محمد أجغوغ يوم 7 شتنبر 2009
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire