lundi 31 mars 2008

وزارة الخارجية الأمريكية تبحث عن ممثلين للأمازيغ بالمغرب؟؟؟!!!

في 13 مارس الماضي، إنعقد لقاءا هاما جدا أحيطت به الكثير من السرية بين نشطاء من الحركة الأمازيغية بفندق فرح بالرباط بممثلين عن وزارة الخارجية الأمريكية
حضره من الجانب الامريكي كل من:
- روميرو مارتينيز المكلف بالعلاقات بشمال أفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية
- ولورا أبراهام شولز المكلفة بالمنظمات المدنية بمكتب مبادرات التعاون مع الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية
وحضره من الجانب الأمازيغي كل من:
- لحسن ولحاج عميد كلية الحقوق أكدال بالرباط وعضو المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية- أحمد الدغرني المحامي بهيئة الرباط، والأمين العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي
- سعيد كمال عن الكونغريس العالمي الأمازيغي
- الشاب أجغوغ محمد عن تنسيقية أميافا للجمعيات الأمازيغية بالأطلس
- أودادس أحد الوجوه القليلة التحرك في الساحة الأمازيغية، وأحد المقربين من محمد شفيق العميد السابق للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
عرضت الأطراف التي حضرت اللقاء جملة من القضايا الأمازيغية بالمغرب والتي تشغل بال الفاعلين والتنظيمات الأمازيغية بالمغرب وهي
: - منع التنظيمات الأمازيغية والأمازيغ من حقهم في التواجد والتنظيم
- الاعتقالات التعسفية في صفوف الحركة الأمازيغية لدواعي سياسية
- تجاهل اللغة الأمازيغية في الدستور المغربي وإقصاء هوية كافة المغاربة من حقها من الحماية الدستورية والقانونية
- التمييز تجاه إيمازيغن والأمازيغية في الإعلام، التعليم، القضاء، التنمية، وكافة مناحي الحياة العامة
وقد اقترح الجانب الامريكي تنظيم ندوة دولية حول الأمازيغ بالمغرب تشارك فيها العديد من الدول الكبرى، وأكد مصدر حضر اللقاء أن الخارجية الأمريكية راسلت الدولة المغربية بخصوص تنظيم هذه الندوة غير أن تحفظ فرنسا التي تسعى هذه الأيام إلى لعب دور استراتيجي بالمنطقة المتوسطية، هو السبب من وراء رفض المغرب لطلب الولايات المتحدة الأمريكية، ويأتي هذا اللقاء بعد عدة لقاءات عقدت في السابق منها لقاء مع السفير الأمريكي طوماس رايلي أواسط السنة الماضية، وأكدت مصادر متطابقة أنه من غير المستبعد أن تكون الندوة التي قامت بها الحركة الشعبية حول الأمازيغية وبحضور مستشار الملك مزيان بلفقيه ورئيس البرلمان مصطفى المنصوري وكذا ندوة جمعية البحث والتبادل الثقافي التي حضيت بدعم مهم من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة الثقافة، والتي استدعت لحضورها فؤاد عالي الهمة المقرب من القصر، إشارة موجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية على أن الدولة المغربية لا يحتاج إلى ندوات دولية حول الأمازيغ، ربما مخافة أن تتوطد العلاقات الأمريكية الأمازيغية بعد تزايد الإهتمام الأمريكي بالقضية الأمازيغية في الأونة الأخيرة، المصادر ذاتها أكدت أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن تمثيلية حقيقية للأمازيغ بالمغرب قصد الشروع في تنفيذ سياستها الجديدة بالشمال الإفريقي، ومن غير المستبعد أن تتدخل السفارة الأمريكية في ملف الحزب الأمازيغي لفك الحصار عنه كممثل لأمازيغ المغرب، نظرا لمواقفه المعتدلة وانفتاحه على مختلف الشعوب والأمم خصوصا بعد الزيارة التي قام بها وفد من أعضائه إلى دولة إسرائيل، كما أن التعليمات الصارمة التي تناقلتها الصحافة الوطنية من الأمين العام للحركة الشعبية إبان الجامعة الربيعية، والقاضية إلى تجنب ذكر الحزب الأمازيغي في توصيات الجامعة، بالإضافة غلى الهجوم الذي شنه إبراهيم أخياط
أمس السبت على تسييس الأمازيغية أو تحزيبه
ا

أمياواي إمازيغن / إعــلان الـنـاظـور

في إطار تقوية و دعم دينامية الحركة الأمازيغية الديمقراطية المستقلة، و تجاوز السلبيات التي طبعت المشهد الأمازيغي سابقا، و خاصة حالة التردي و التشتت التي ميزته بعد تراجع التنسيق والعمل المشترك بين مكونات العمل الأمازيغي و بشكل أساسي مع إحداث الدولة لما يسمى "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية"، و ما رافق ذلك من احتواء لمجموعة من النخب الأمازيغية و خلق و إفراز مجموعة من التعبيرات المدنية و الخطابات الانتهازية الموالية للنسق الرسمي، في مقابل رفع الدولة و بشكل ممنهج من وتيرة التضييق في حق مختلف التعبيرات الأمازيغية ، و استمرارها في التنكر لجميع المطالب الأمازيغية المشروعة و في مقدمتها الإقرار بأمازيغية المغرب و دسترة رسمية اللغة الأمازيغية ، عقد أمياواي إمازيغن ، بمدينة الناظور، يومه 30 مارس2008 ، ندوة وطنية تحت عنوان " الحركة الأمازيغية والرهانات السياسية الاستراتيجية ". وبعد تدارس الندوة لمختلف القضايا الفكرية و التنظيمية الإستراتيجية للحركة الأمازيغية ، و وقوفها على الظرفية العامة للمغرب في علاقتها بالواقع الراهن للحركة الامازيغية، و ذلك من خلال المحاور الثلاثة الأساسية المسطرة في الأرضية التقديمية المطروحة لتنظيم المناقشات و استخلاص التوصيات ، خلص المشاركون إلى ما يلي : •الدعوة إلى استثمار الأرضية الأدبية للندوة لتنظيم نقاشات سياسية بباقي جهات المغرب في أفق عقد لقاء وطني تحصلي
• الدعوة إلى المزيد من الفرز بين النخب الموالية للنسق الرسمي، الدولتي والحزبي، و بين مناضلي الحركة الأمازيغية الديمقراطية المستقلة
•الدعوة إلى تكثيف الجهود لبناء جبهة سياسية منظمة و قوية مفتوحة في وجه جميع الفعاليات الأمازيغية المستقلة و الديمقراطية
إلى ذلك طالب المشاركون بالإطلاق الفوري لسراح جميع معتقلي القضية الأمازيغية و بإسقاط الدعوى المقامة ضد الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي، و تمتيعه بحقه الكامل في التنظيم

الحركة التلاميذية الامازيغية / موقع والماس *** بيان

في إطار مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية بأمكناس بتاريخ 2008/03/27،لمساندة المعتقلين السياسيين للحركة الثقافية الامازيغية والتنديد بالاعتقالات المخزنية المشبوهة فالحركة التلاميذية الامازيغية تعتبر تأجيل محاكمة المناضلين ليست إلا لعبة مخزنية والغاية منها تكسير شوكة النضال الامازيغي الهادف إلى تحرير الشعب الامازيغي من ويلات التعريب والقمع المخزني
لهذا نعلن للرأي العام المحلي والدولي مايلي
* تضامننا المطلق واللامشروط مع معتقلينا السياسيين لقضيتنا العادلة بجميع المواقع الجامعية وكذا الحركة التلاميذية الامازيغية والمجتمع المدني بالجنوب الشرقي
*مطالبتنا بــــ:
- إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين للقضية الامازيغية ; - رفع العزلة والتهميش الممنهجان عن المنطقة ; - تنسيقية وطنية للحركات التلاميذية بكافة المواقع لتقوية هذا الإطار الجذري ;
* تنديدنا بـــ:
ـ الأحكام الصورية التي تعرض لها مناضلونا ; ـ المضايقات المخزنية العروبية لمناضلينا ; ـ لكل من يساهم في إعلاء صوت المخزن القومجي من البرابرة المسترزقين ; ـ لمحاولات الحركة الشعبية الرامية إلى النيل من النضال الامازيغي لانها ممثل المخزن لسنوات ; - استرزاق بعض الجمعيات الأشباح التي تتعامل مع المعهد والأحزاب(موحى اوحمو ازايي نموذجا )
* تضامننا مع:
- مطرودي الإطار العتيد الحركة التلاميذية الامازيغية موقع إغرم ن مكون الصامد ; - معتقلي الشتاء الأسود بالجنوب الشرقي ; - مناضل الحركة التلاميذية الامازيغية موقع الناظور الذي تعرض لحادثة سير في طريقه للوقفة وتمنياتنا له بالشفاء ; وبهذا نعلن استعدادنا الراسخ للنضال الجذري والمستقل إلى جانب كل من يؤمن بقيم تيموزغا ونعد المخزن الكارتوني بفلسفة نضالية جديدة ان لم تتحقق مطالبنا العادلة والمشروعة عن الحركة التلاميذية الامازيغية
موقع والماس
2008/03/28

باشا "ايت اورير " يحرم جمعية امازيغية من وصل الإيداع

ارتأى باشا باشوية ايت اورير التابعة لعمالة الحوز، ان يخرق القانون بشكل سافر، لا يمث بأية صلة إلى ما تروج له وزارة الداخلية المغربية من شعارات زائفة من قبيل العهد الجديد و دولة الحق و القانون، ويتعلق الأمر برفض تسليم وصل إيداع لجمعية امازيغية، تحمل اسم Atlas inu التي انعقد جمعها العام يوم 10 فبراير2008، وكان أعضاء الجمعية قد بلغوا السلطة بالمنطقة عن انعقاده يوم 27 يناير، لكن السلطات قد سخرت كل وسائلها و أساليبها لعرقلة تنظيم هذا الاجتماع، إلا ان أعضاء اللجنة التحضيرية أصروا على ممارسة حقهم في التنظيم وتوعية المجتمع
وبعد انعقاد الجمع العام في أجواء قانونية و عادية بحضور ممثل السلطة، واستكمال جميع الوثائق التي ينص عليها قانون تأسيس الجمعيات، قام أعضاء الجمعية بوضعه عند السلطات المحلية من اجل تسليم الوصل المؤقت في انتظار تسليم الوصل النهائي كما هم منصوص عليه أيضا في القانون. إلا ان السيد الباشا ترك القانون جانبا و تحدث بلغة اصطنعها حسب مزاجه، ورفض رفضا باتا تسليم أي وصل للجمعية بدعوى أنها لا تتماشى مع القانون أنها جمعية "إثنية"" عرقية" وقد أستند الباشا على تبرير موقفه هذا بعبارة أخذها من بين الأهداف المسطرة في القانون الأساسي للجمعية مفادها " وتعمل الجمعية على إدماج الامازيغية في كل دواليب الدولة". هكذا وقد صرح السيد الباشا لأحد أعضاء الجمعية على ان الجمعيات الامازيغية مثلها مثل الجمعيات الدينية و التي لا يسمح القانون بإعطائها الترخيص و الوصل القانوني. وقد طلب منهم تغيير ما جاء في القانون الأساسي و الذي له علاقة بالامازيغية ان أرادوا تسليم الوصل. ان هذا السلوك الذي مازال مترسخا في مناطق عديدة بالمغرب و التي يطبق فيها رجال وزارة الداخلية شططا في استعمال السلطة وخنق حرية التعبير و التنظيم في حق الجمعيات و الأنشطة الامازيغية، لا يبرره القانون و لا يتماشى مع ما تعتبره الدولة المغربية مصالحة مع الامازيغية، ويبين بالملموس التناقض الصارخ و الخادع الذي تتعامل به الدولة مع الامازيغية و الذي ستكون له عواقب وخيمة
أما تشبيه الجمعيات الامازيغية بالجمعيات الدينية يشكك المتتبعون على انه ربما تتضمن الرسالة الأخيرة التي بعثها وزير الداخلية إلى ولاة و عمال الأقاليم عبارات تفيد التضييق على الجمعيات الامازيغية إلى جانب أنشطة العدل و الإحسان
ع. بوشطارت

الحركة التلاميذية الامازيغية / قلعة مكونة *** يبان

بعد مسيرة من التظاهرات التي نظمتها الحركة التلاميذية موقع قلعة مكونة وبعد تدخل الإدارة العسكرية ومن خلالها تم قمع المتظاهرين باستخدام العنف المادي و الرمزي في حقهم وبعد ذلك ثم طرد 24تلميذ وإصدار مجموعة من الأحكام التعسفية تتلخص في الشغب وتهمة السرقة والمس بالمقدس حيث أصبحت ثانوية الورود ثاني مخفر لشرطة بقلعة مكونة
وبعد ذلك دخل المطرودون في اعتصام أمام الإدارة احتجاجا على الالتزام الذي أرغموا على توقيعه والذي مفاده أن يتم استلامهم شواهد المغادرة في أخر السنة بالإضافة إلى حرمانهم من نقطة المواظبة والسلوك على إثرها تدخل السيد المدير" أحدو" وحفنة من الأساتذة لقمع الاعتصام بالعنف مما أسفر عن إصابة المعتصمين ومنهم التلميذ القاصر وابن الحركة التلاميذية" عبو سعيد" 15 سنة الذي أصيب بجروح بالغة قبل أن يتم حجزه في غرفة مظلمة لأزيد من 6 ساعات تدخلت القوات العمومية الممثلة في الباشوية و الدرك..... باستدعاء من مدير الثانوية لاستنطاق المحتجز وإرغامه على ارتداء كل التهم المنسوبة إليه بطريقة مأساوية و تعذبيه دون أن ننسى تحميل إدارة الورود مسؤوليتها في تدعيم الارهابين "العدل والإحسان ، التوحيد والإصلاح ، الدعوة والتبليغ..." ماديا ومعنويا للتعشيش داخل الثانوية من خلال العروض والندوات التي يتلقاها التلميذ الامازيغي . ونحمل كذلك المسؤولية لوزارة التربية الوطنية إزاء ذلك ولهذا تعلن الحركة التلاميذية الامازيغية للرأي المحلي والدولي مايلي: &- تنديدنا
* للأحكام الصادرة في حق مناضلي الحركة التلاميذية من طرف إدارة ثانوية الورود
* لتدخل القوات العمومية ، الباشا، الدرك الملكي .... في تسير إدارة الثانوية وتهديد المناضلين بالسجن
* للمضايقات والتهديدات في حق أسر و مناضلي الحركة التلاميذية
* لأشكال العنف الممارس على مناضل الحركة التلاميذية "سعيد عبو" والميز العنصري الذي يمارس على مناضلي الحركة التلاميذية الأمازيغية سواء داخل الإدارة أو الفصل الدراسي
* العنف الذي يمارسه بعض أساتذة ثانوية الورود "علي زكروي ، أسرير، العباسي" دوي التوجه الاسلاموي في حق الامازيغية *
الفتاوى التي تصدر يوميا في حق مناضلي الحركة التلاميذية من طرف الاسلاموين
* للتراجع الخطير و اللانساني في إبداء الرأي بديمقراطية
* الأحكام الصادرة في حق مناضلي القضية الامازيغية
&-استعدادنا: * لخوض كل الأشكال النضالية لفك الحصار علي الحركات التلاميدية بالجنوب الشرقي
* لخوض أشكال تصعيديه في سبيل الحرية والديمقراطية
* لتصعيد نضالنا المشروع في وجه دولة المافيات و إرغامها على إطلاق سراح معتقلي القضية الأمازيغية
&-تضامننا المطلق مع: *معتقلي القضية الأمازيغية و أسرهم
* مناضل الحركة التلاميدية ًعبو سعيدً و محنته مع الإدارة ثانوية الورود العسكرية
*الحركات التلاميدية بالجنوب الشرقي
* الحركة الثقافية الامازيغية بكل المواقع الجامعية
* الشعوب التواقة إلى الانعتاق و التحرر وعلي رأسهم الشعب الامازيغي
&-مطالبتنا: * بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين للقضية الامازيغية القابعين في زنازين مغرب الاحتقلال
* بإيقاف أشكال التهديدات علي مناضلي الحركة التلاميدية داخل و خارج ثانوية الورود
* إدارة ثانوية الورود بالكف عن مساندة الجماعات الاسلاموية
* الجمعيات الحقوقية المستقلة الدولية و الوطنية في التدخل السريع لإيقاف مسلسل الاستفزازات التي تمارس يوميا علي مناضلي الحركة التلاميدية و المتعاطفين معها
"عاشت الحركة التلاميدية إطار ديمقراطي صامد و مستقل" "قد تستطيعون أن تقطفوا الزهور لكنكم لن تستطيعون وقف زحف الربيع خصوصا إدا كان أمازيغيا" حرر في 27/03/2008/2958

الحركة الثقافية الامازيغية / أمكناس *** تقرير عن وقفة احتجاجية

استمرارا للوقفات الاحتجاجية التي تنظمها الحركة الثقافية الامازيغية . وبدعوى من لجنة دعم المعتقلين السياسيين للقضية الامازيغية موقع امكناس تم تنظيم وقفة احتجاجية أمام محكمة الاستئناف بمكناس يوم الخميس 2008/03/27 ابتداءا من الساعة التاسعة صباحا إلى الواحدة بعد الزوال
وقد عرفت هده الوقفة تجاوبا جماهيريا واسعا . حيث حظرت كل المواقع الجامعية للحركة الثقافية الامازيغية . وبعض مواقع الحركة التلاميدية وكدا بعض الفعاليات الامازيغية والهيئات الحقوقية
ومما ميز هده الوقفة الاحتجاجية , رفع صور كل المعتقلين السياسيين للقضية الامازيغية (بومالن دادس , امتغرن , امكناس ) ولافتات وشعارات تندد بالاعتقال التعسفي , الحالة المزرية للمعتقلين داخل السجن , الأحكام الجائرة في حق معتقلي امتغرن وبومالن دادس , التماطل الذي طال ملف المعتقلين خاصة بموقع امكناس واختتمت هده الوقفة بكلمة التنسيقية الوطنية والمواقع الجامعية والحركة الثلاميدية للحركة الثقافية الامازيغية وكذلك كلمة أباء وأولياء المعتقلين السياسيين للقضية الامازيغية بسجن سيدي سعيد امكناس
Ankraf ikka afus amazigh aznd afus امكناس : 2008/03/27

تنسقية خير الدين للجمعيات والفعاليات الأمازيغية بالجنوب / بيان

عقدت خلية الأزمة المسيرة لتنسيقية خير الدين للجمعيات والفعاليات الأمازيغية بالجنوب اجتماعها الأول يوم السبت 29 مارس 2008، تمت فيه مناقشة مستجدات الوضع الأمازيغي وواقع الحركة الأمازيغية بالمغرب وهكذا فان تنسيقية خير الدين للجمعيات والفعاليات الأمازيغية بالجنوب تعلن للرأي العام الأمازيغي يما يلي: 1- إننا نعتبر حركة لكل الديمقراطيين وحركة أحرضان وجهان لعملة واحدة اسمها المخزن، وبالتالي فإننا نعتبر كل أمازيغي يضع يده في يد الهمة أو أحرضان خائنا للشعب الأمازيغي ولمبادئ الحركة الأمازيغية بالمغرب، كما نحذر الحركة الشعبية وحركة الهمة من مغبة التطاول على الأمازيغية والتدخل في الشؤون الداخلية للحركة الأمازيغية بالمغرب
2- نرفض ما قاله أحرضان في جامعته الشعبية بخصوص طلب العفو الملكي لمناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية القابعين بسجون دولة العروبة والإسلام، ونرفض طلب العفو الملكي لأن المذنب هو الذي يطلب العفو وليس المظلوم ونحن مؤمنون ببراءة مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية المعتقلين، وبالتالي فإننا نطالب بالإفراج الفوري والغير المشروط عنهم مع تعويضهم عن المدة التي قضوها بالسجون ومحاكمة كافة المتورطين في تعذيبهم أثناء فترة الاعتقال
3- نجدد رفضنا للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي تحول اليوم إلى معهد مخزني لتبذير المال العام والى مزاد علني تباع فيه الذمم وتشترى، كما نؤكد عن تجميد كل علاقاتنا مع كل من تبث لدينا حصوله ولو على درهم من دراهم المعهد جمعية كانت أو أفرادا
4- ندعو كافة مكونات الحركة الأمازيغية بالمغرب الوفية لمبادئ الحركة ولقيم الشعب الأمازيغي إلى التصدي لتطاول الهمة وأحرضان وبيادقهما، بكل ما يلزم بهدف حماية القضية الأمازيغية من كل محاولات الاحتواء التي تستهدفها وكذا من أجل تحصين إطارات الحركة الأمازيغية بالمغرب
تنسقية خير الدين للجمعيات والفعاليات الأمازيغية بالجنوب المنسق العام : ساعيد الفرواح

vendredi 28 mars 2008

قمع شرس للأطر العليا المعطلة بالرباط بعد محاولة إقتحام وزارة العدل يوم الأربعاء 26 مارس2008

Portrait de Haddou ben Abdeslam Akchich

Il est surnommé aux documents historiques : Ahmed Abdeslam Arrifi né en 1918 à Tamassint commune Imrabtine, tribu ait ouaryaghel, province d'Al hoceima Maroc. Après ses études dans plusieurs écoles traditionnelles au Rif, il avait continué ses études à l'un des instituts à Tetouan, dont il avait intéressé à ses études et encadré au même temps les mouvements de protestations des élèves. A cause de ces activités militantismes et politiques il va être exclu de cet institut, par conséquence il quittera Tétouan pour continuer ses études à l'un des instituts de Fès. Par les mêmes causes il sera exclu des études à cet institut. Il prendra son retour à Tétouan dont il aura continué ses activités militantismes révolutionnaires contre le colonialisme espagnol au Rif.En 1945 il était emprisonné par les autorités espagnoles qui l'avaient envoyé à Tamassint, dont il sera sous haute surveillance. A la fin de l'année 1946 il avait quitté le Maroc en compagnie d'un de ses camarades vers l'Egypte. Après avoir arrivé au Caire, il avait contacté l'Emir Mhand Abdekrim khattabi qui lui proposait de continuer ses études à l'université Alazhar. L'Emir avait découvert en sa personnalité des énormes compétences militantismes et politiques, c'est ce qui va le qualifier pour être parmi les premiers militants révolutionnaires envoyés à la faculté militaire de Bagdad au premier octobre 1948.Il finira ses études au 30 juin 1951 comme lieutenant, cadre militaire très important à l'époque, Haddou va être chargé par l'Emir pour constituer les premières troupes de l'armée de libération nationale au Nord-Africain. Parmi ces premières missions militaires, il était responsable des mouvements révolutionnaires en Algérie et Libye, dont il était chargé de 30 milles combattants algériens et libyens, il sera le premier à tirer la première balle aux montagnes Al awrass en Algérie comme signal du début de la libération des pays du Maghreb.En 1956, il avait retourné à Tétouan pour réaliser des missions révolutionnaires dont il a été chargé par l'Emir Abdelkrim mais, il était emprisonné par les autorités coloniales pendant trois mois à Sebta. Après sa libération, il s'installera à Tamassint, à cette occasion il va visiter les douars et souks des régions d'Alhoceima, pour expliquer aux paysans pauvres l'opinion de l'Emir Abdelkrim sur l'indépendance falsifiée de 1956 et pour leur demander de continuer la lutte pour la vraie libération sous l'appui de l'armée de libération nationale qui a pour but l'évacuation de toutes les forces coloniales dans tous les terretoires marocains. Son slogan est "pas de vie au Rif sans l'Emir Mhand Abdelkrim khattabi". Les nouvelles autorités coloniales en alliance avec le parti Al istiqlal avaient poursuivi tous les militants révolutionnaires qui ont des relations avec l'Emir, les terrorisé, les détenu, les torturé et les tué. A la fin d'avril (ou mai) 1956, un commando de dizaines de personnes armées avait encerclé la maison du Haddou Ben Abdeslam Akchich à Tamassint. Ils ont enlevé le colonel, son dernier mot à sa mère est " en fin nous sommes dans les mains des voyous mais, si ma vie sera longue je vivrai homme, si je serai mort je mourra homme tête levée". Depuis son enlèvement sa famille ne sait rien sur le reste de sa vie ni de sa mort. Il est certain qu'il était bien torturé jusqu'à la mort en compagnie d'autres camarades révolutionnaires avant de quitter la vie !Tout le monde au Rif parle des coupables membres du parti Al Istiqlal : Allal El Fassi, Attores, Mehdi Ben Berka ... Suite à la version d'Al mehdi El moumeni Attajkatani dans son livre "Dar Bricha ou histoire d'enlevé", le colonel Hadou ben Abdeslam Akchich est tué au jardin Abricha à Tetouan, le camp utilisé par les milices du parti Al Istiqlal pour torturer les militants révolutionnaires et que son corps est dans un coin non connu jusqu'à maintenant.Quelque soit l'histoire de sa mort, la vérité de son enlèvement a été par les mains des opportunistes qui sont contre la libération totale la patrie. Ceux qui avaient préféré l'accès aux chaises de l'autorité au nouveau colonialisme sur les cadavres des militants révolutionnaires.Le comité de l'équité et la réconciliation a marginalisé la question du colonel Haddou !C'est une autre façon de tuer Haddou une deuxième fois.L' CER ne fait que convoquer son frère à une audience d'écoute des victimes de la torture des années obscures, qui avait parlé pendant quelques minutes des souffrances de sa famille après son enlèvement et surtout, son père qui a été lui aussi envelvé, torturé, jugé, condamné à mort, passé quatre ans de détention et souffrant de plusieurs maladies jusqu'à sa mort !Source : Mémoire du Rif : http://amrif.africa-web.org/article.php3?id_article=39

بــلاغ صحافي في شأن الندوة الدولية حول تجارب تدريس الأمازيغية

تعزيزا للتعبئة المتواصلة بأكاديمية جهة سوس ماسة درعة لتجويد استراتيجية تدريس اللغة الأمازيغية بعد مرور خمس سنوات في الشروع في إدماجها في المسارات التربوية، تنظم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة يومي 28 و29 مارس الجاري ندوة علمية دولية حول تجارب تدريس اللغة الأمازيغية بتعاون ومشاركة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، إضافة إلى فعاليات تربوية وطنية ودولية متخصص في تدريس الأمازيغية
اللقاء الدولي الذي يشكل فرصة للاطلاع على التجارب الدولية في تدريس اللغة الأمازيغية، وصياغة مقاربة موضوعية حول وضعها ومستقبلها بشكل يسمح بتوفير عناصر التقويم الداخلي والخارجي والإصلاح المتواصل وإيجاد الحلول العملية للإكراهات المحتملة سينظم بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير بمشاركة عدد من الباحثين والفاعلين المهتمين
وسيقارب برنامج الندوة العلمية التي تعد الثانية من نوعها بعد الندوة الوطنية الأولى المنعقدة بأكادير حول تدريس الأمازيغية يومي 5 و6 ماي 2006 عددا من القضايا ذات الصلة بتجارب تدريس الأمازيغية بالأكاديميات الجهوية بالمغرب، ومقاربتها بتجارب من الخارج، وذلك وفق البرنامج التالي
الجمعة 28 مارس 2008 الجلسة الافتتاحية 9:00 كلمة السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة؛ 9:05 كلمة السيد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية؛ 9:10 كلمة الإدارة المركزية ؛ 9:15 كلمة السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر أكادير؛ 9:20 كلمة اللجنة التنظيمية؛ 9:30 استراحة؛ الجلسة الأولى: تدريس اللغة الأمازيغية من التصور إلى الممارسة رئيس الجلسة: د. أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية 10:00 "سيرورة إدماج اللغة الأمازيغية في المسارات الدراسية من الإرساء إلى التشخيص"، ذ. مادوش بوعزة مكلف بتتبع إدماج اللغة الأمازيغية في المسارات الدراسية بوزارة التربية الوطنية
10:20 L’enseignement de la langue amazighe : un autre défi pour le corps inspectoral ; Abdallah Kassi ; Ministre de l’éducation nationale 10:40 Fatima Boukhris : L'enseignement de l'amazighe: des dialectes à la langue ; Fatima Boukhris, IRCAM ; Rabat 11.00 "تنميط اللغة الأمازيغية من خلال الكتاب المدرسي" المهدي إعزي، المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية 11:20 استراحة 11:30 : تجربة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في إعداد الكتب المدرسية والحوامل الديداكتيكية. د. محمد البغدادي، المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. 11:50 « L'enseignement de la langue amazighe et l'émergence d'une langue scolaire. » Abdallah El Mountassir faculté des lettres et des sciences humaines, Agadir. 12 :10 « l'Enseignement de la langue Amazighe dans les Ecoles Communautaires MEDERSAT.COM de la Fondation BMCEBANK: une Expérience inédite et Novatrice » M.Ismael Ijji, chef de projet pôle Amazighe et TICs. 12.10 مناقشة عامة؛ 13:00 غذاء. الجلسة الثانية: تقويم التجارب الميدانية في مجال تدريس اللغة الأمازيغية بالمغرب رئيس الجلسة: د. مبارك حنون، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة. 15:00 عرض تجارب الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين: 10 دقائق لكل متدخل؛ 16:30 استراحة؛ 17:00 تتمة عرض تجارب الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين؛ 17:30 مناقشة عامة؛ السبت 29 مارس 2008 الجلسة الثالثة: تقويم تجارب أخرى في تدريس اللغة الأمازيغية خارج المغرب رئيس الجلسة ؛ د. أحمد صابر، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، أكادير؛ 9:00 « L’enseignement de Tamazight en Algérie après 12 ans d’expérience Etat des lieux et perspectives ». Youssef MERAHI (Haut commissariat à l’amazighité Algérie) 9:20 « Proposition d’une stratégie d’introduction d’un enseignement apprentissage de la langue amazighe dans le système éducatif » Noura Tigziri (Université de Tizi-Ouzou Algérie) 9:40 « L’enseignement de tamazight en Algérie » Moussa IMARAZENE , Université de Tizi Ouzou Algérie . 10:00 « L'enseignement du berbère à l'INALCO :Historique, état des lieux et perspectives » Abdallah BOUNFOUR (INALCO France) 10 :20 مناقشة عامة؛ 10:45 زيارة المدرسة النموذجية الحنصالي بنيابة أكادير إداو تنان؛ 12:00 زيارة معرض الكتاب الأمازيغي؛ 13:30 غذاء؛ 15:00 الورشات: الورشة الأولى: تعلم اللغة الأمازيغية يتم خلالها عرض شريط فيديو في الموضوع؛ الورشة الثانية: التكوين والتأطير في مجال تدريس اللغة الأمازيغية؛ الورشة الثالثة: المناهج والبرامج والوسائل الديداكتيكية الداعمة؛ الجلسة الختامية 17:00عرض تقارير الورشات؛ 17:30 اختتام الندوة؛ 19:00 وجبة العشاء؛ 30 مارس 2008 زيارة معلمة اكادير اينومار 9.00 انطلاق الحافلة 11.00 الوصول 11.00-13.00 زيارة المعلمة مع تقديم عرض حولها 13.00 تناول وجبة الغذاء في عين المكان.

تقرير حول جلسة 27 مارس 2008 المتعلقة بدعوى وزارة الداخلية الرامية الى حل وإبطال الحزب الديموقراطي الأمازيغي المغربي

وصل مسلسل التقاضي بين الحزب الديموقراطي الأمازيغي المغربي، من جهة ، ووزارة الداخلية ، الى المحطة السادسة. فقد انعقدت صباح يوم الخميس 27 مارس 2008 على الساعة 9.00 صباحا، بالمحكمة الادارية بالرباط ، أطوار الجلسة السادسة في دعوى الحل والابطال في الملف رقم 339/غ
فيما يلي العناصر الجديدة التي حملتها جلسة 27 مارس
1- تميزت هذه الجلسة بتقدم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمذكرة ترمي الى الاخراج من الدعوى مرفوعة الى رئيس المحكمة الادارية بالرباط. فيها أن مهام المعهد كما هي محددة في الظهير المؤسس له،" تتمثل في تجميع وتدوين مختلف تعابير الثقافة الأمازيغية، والحفاظ عليها، وحمايتها، وضمان انتشارها وكذا في القيام ببحو ودراسات في الثقافة الأمازيغية في المجالات ذات الصلة، وخاصة منها التعليم والاعلام والادب والفنون"
لهذه الاسباب – يرى الأستاذ المارودي ، دفاع المعهد- أن القول والحكم باخراج المعهد من الدعوى له ما يبرره واقعا وقانونا؛ 2- ركز دفاع الحزب على محتويات التقرير الدوري 17 و 18 حول اعمال المغرب للاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري الذي أعدته وزارة العدل المغربية و الذي جاء في مادته الرابعة ، فقرة 110 ما يلي : " لا يعرف المغرب وجود أحزاب سياسية قائمة على التمييز ، ذلك لأن الأحزاب السياسية المغربية هي أحزاب تجمع في مكوناتها مختلف المغاربة أمازيغ وعرب و صحراويين، وعلى هذا الأساس فقد قامت السلطات المغربية بمنع تأسيس أحد الاحزاب السياسية ويتعلق الامر بالحزب الديموقراطي الامازيغي المغربي لكونه ينبني على أصل عرقي وهو ما لا يسمح به قانون الاحزاب السياسية و لا المواثيق الدولية ، وفي مقابل هذا المنع منحت السلطات الادارية المغربية عدة قرارات تأسيس أحزاب سياسية جديدة كان اخرها حزب البديل الحضاري "؛ 3- أعلن المفوض الملكي اعتزامه الدخول على الخط ، والتقدم بمذكرة جوابيى في الجلسة المقبلة؛ 4- حدد تاريخ 3 أبريل على الساعة 9.00 صباحا ، كموعد للجلسة المقبلة و التي سيصدر فيها الحكم ؛ 5- يشكر الحزب كل الغيورين على العدالة ، و الذين لم يدخروا جهدا في مساندة الحزب و خصوصا هيئة الدفاع
اللجنة التنظيمية الحسين أبليح

لجنة دعم المعتقلين السياسيين للحركة الثقافية الأمازيغية -إمتغرن / بلاغ

أزول دامغناس تنويرا للرأي العام الوطني والدولي تعلن لجنة دعم المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية ما يلي
- أنه تم الإفراج عن المناضل داخل صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية، عاهيد داود، بعد أن وصل التحقيق أفقه المسدود وفي ظل تصاعد نضالات الشعب الأمازيغي وتزايد الدعم الجماهيري الوطني والدولي والحقوقي لقضية الإعتقال السياسي. - تأجيل محاكمة بوجمعة الليج و ابراهيم موعشى من 24/03/2008 إلى 31 من نفس الشهر في المحكمة الابتدائية بإ متغرن(الراشيدية)
- التنديد بمحاولات الإسترزاق على نضالات إيمازيغن وعلى القضية الأمازيغية من طرف الزوايا السياسيةالعميلة تاريخيا للمخزن
وفي الأخير ندعو كافة الغيورين إلى مزيد من الصمود وإلى حشد مزيد من الدعم المادي والمعنوي لقضية الإعتقال السياسي وكذا للمعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية
Afus g fus tankra atrz wala tkna
عن لجنة دعم المعتقلين السياسيين إمتغرن في 28/03/2008 عاشت الحركة الثقافية الأمازيغية صامدة ومناضلة

LE MONDE : Maroc: le héros de la guerre du Rif, El Khattabi, en bande dessinée

28.03.08
es faits d'armes du chef charismatique Abdelkrim El Khattabi lors de la guerre du Rif (1921-1927) opposant l'armée espagnole aux guérilleros berbères dans le nord du Maroc, sont retracés pour la première fois dans une bande dessinée. Sous le tire "L'émir Ben Abdelkrim", l'ex-prisonnier politique à l'époque de Hassan II, Mohamed Nadrani décrit ce précurseur de la guérilla avec un visage rond, un fusil à la main, une paire de sandales aux pieds, un pantalon bouffant et une courte djellaba. Abdelkrim El Khattabi affrontera les armées espagnoles dirigées par le général Manuel Fernandez Sylvestre, chargé par le roi Alfonso XIII de "pacifier" les tribus en rébellion dans le nord marocain. Sylvestre est présenté avec des moustaches noires fournies et relevées à la turque. Nadrani montre comment ce militaire de haut rang, qui jugeait la pacification facile, sera surpris par la résistance des tribus malgré une dure répression illustrée par des images de bombardements, de vandalisme et d'exécutions. Les guérilleros marocains gagneront la bataille d'Anoual en 1921 contre l'armée espagnole. "Vaincue par une horde de brigands", fait dire l'auteur à un soldat espagnol ahuri. Abdelkrim El Khattabi est né à Ajdir dans le Rif marocain en 1882. En 1922, il proclame la République des tribus fédérées du Rif. Mais son armée sera défaite en 1926 par une coalition franco-espagnole. Il mourra en exil au Caire en 1963. L'auteur de la BD, Mohamed Nadrani, ancien militant de gauche, est l'auteur de deux autres livres sur les centres secrets de détention au Maroc durant "les années de plomb". Mohamed Nadrani - L'Emir Ben Abdelkrim - Editions Al Ayam, Casablanca, 64 pages.

فرع الحسيمة للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب / بلاغ صحفي

إيمانا منا بعدالة قضيتنا وسيرا على نهج الشهيدين مصطفى الحمزاوي وناجية أدايا قررنا بفرع الحسيمة للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب على ضرورة تنظيم أياما إشعاعية تحت شعار'جميعا ضد الاعتقال السياسي والتهميش الاجتماعي و الاقتصادي' بهدف التعريف بإطارنا وكذا فضح سياسات المماطلة و الأذان الصماء التي نعامل بها من طرف المسؤولين محليا، إقليميا ووطنيا
وفي هذا الاتجاه كان يوم 20 مارس 2008 هو بداية برنامجنا الإشعاعي و النضالي الذي عرض فيه رواق الصور الكاريكاتورية لمجموعة ARAGHI التي عالجت ملف البطالة إضافة إلى عرض أشرطة مصورة وصور فوتوغرافية للمعارك المحلية التي خاضها الفرع المحلي بحيث حضر فيه كل من نقابة الكنفدرالية العامة للشغل الإسبانية(CGT) و ممثلة حركة العدالة الأممية الأسترالية و ذلك بمقر الفضاء النقابي الديمقراطي بالحسيمة، وكانت كلمة ممثل النقابة الإسبانية (CGT) وكذا ممثلة حركة العدالة الأممية الأسترالية بداية النقاش الذي تفاعل معه المعطلون بشكل معمق ودقيق فيما يخص كرونولوجية هذين الإطارين الأجنبيين، غير أن اليوم الثاني من البرنامج الإشعاعي 21 مارس 2008 حضر فيه إلى جانب هذين الأخيرين كل من الهيآت السياسية و النقابية و الحقوقية و الجمعوية بالمدينة حيث تم فيه تدارس إشكالية البطالة بالمغرب عموما و بمنطقة الريف خصوصا وبعد النقاش على مائدة مستديرة خلص الحاضرون إلى ضرورة عقد يوم دراسي آخر من اجل التعميق و التدقيق في الإشكالية المطروحة من أجل التفكير في الآليات النضالية الجماعية الممكنة للتصدي للسياسات التي تكرس هذه الأزمة
وفي اليوم الأخير 22 مارس 2008 نضمنا مهرجانا خطابيا حيث تدخل فيه كل من ممثل الفرع المحلي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين و ممثل النقابة الإسبانية (CGT) و ممثلة الحركة الأسترالية وكذالك مجموعة من ممثلي الإطارات المدنية والسياسية و الحقوقية و النقابية بالمدينة بحضور جماهيري واسع وغير مسبوق نظرا لتفاعل الكل مع المداخلات التي مست كافة الجوانب السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية التي يعاني منها المواطن خصوصا على مستوى منطقة الريف التي تعاني من ويلات التهميش و الإقصاء و الحرمان من أبسط شروط العيش الكريم
وكذلك سجل المتدخلون تضامنهم المبدئي واللا مشروط مع معتقلي الجمعية و خاصة الرفيق التهامي الخياط و كذا كافة معتقلي الرأي و التعبير
ونظرا لما تعانيه الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب من إقصاء اجتماعي مباشر و حصار قمعي... نتيجة السياسات الفاشلة المنتهجة من طرف النظام القائم و لذلك فإننا في الفرع المحلي عازمون على مواصلة درب النضال و الصمود إلى غاية تحقيق مطالبنا العادلة و المشروعة في الشغل و التنظيم
عن المكتب

mardi 25 mars 2008

الدغرني يتهم المغرب والجزائر بالتواطؤ ضد الهوية الأمازيغية للصحراء

اتهم أحمد الدغرني الأمين العام للحزب الأمازيغي الديمقراطي ،المغرب والجزائر بالتواطؤ ضد الهوية الأمازيغية للصحراء المغربية، وحمل هذا التواطؤ مسؤولية تعثر التوصل إلى حل يطوي ملف الصحراء المغربية المفتوح منذ عام 1975، ويعيد تنقية الأجواء بين المغرب والجزائر بما يسمح بفتح الحدود المغلقة منذ العام 1994
واعتبر الدغرني في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن تواطؤا خفيا بين الجزائر والمغرب ضد الأمازيغ هو الذي يعرقل التوصل إلى حل قضية الصحراء المغربية، وقال: "هناك صراع خفي بين تركيبات تسمى اتحاد المغرب العربي، وهي مجموعات متفقة ضد الأمازيغ بما في ذلك قادة البوليساريو الانفصاليون الذين يريدون إقامة جمهورية عربية صحراوية، فالمغرب لا يناقش الهوية العرقية للانفصاليين وإنما يناقش الوحدة الترابية، والصراعات القائمة في المنطقة أساسها على القومية العربية، ولو أتيحت الفرصة للقبائل الأمازيغية في تلمسان ووهران في الجزائر ووجدة وتافيلالت في المغرب لحل المشكل بين الجزائر والمغرب طبيعيا، وهذا هو الخيط الخفي الذي يعكس تخوف المغرب والجزائر من المد الأمازيغي لأنه سيكون أخويا وعائليا". واعتبر الدغرني أن جوهر استعصاء الحل بالنسبة للصحراء المغربية هو التواطؤ الرسمي الجزائري والمغربي ضد الطبيعة التاريخية للصحراء، وقال: "نحن نطالب منذ البدء بأخذ الواقع التاريخي للأمازيغ في الصحراء المغربية، فهذا هو الحل الوحيد لها، ذلك أنه لا مكان لجمهورية صحراوية عربية في هذه المنطقة لأنه لا أصل تاريخي لها، والقبائل الخمسة المكونة لسكان الصحراء هم أمازيغ، ويتكلمون اللهجة "الحسانية" الأمازيغية، ولذلك فالمغرب والجزائر يتواطآن على هوية الصحراء الأمازيغية". وأشار الدغرني إلى أن الاحتكام إلى الآليات الديمقراطية سيعطي الأمازيغ حقهم ويحل المشكل الصحراوي آليا، وقال: "لا أعتقد أن هناك حلا لأزمة الصحراء المغربية خارج الهوية الأمازيغية فهو الخيط الخفي، ذلك أن الجزائر تصادر حقوق الطوارق على الصحراء وغالبية البترول الجزائري في تلك المناطق، كما أن ثلثي الخريطة الجنوبية في المغرب تسكنه قبائل أمازيغية، ومن هنا فإن الشعوب هي صاحبة الحل وليست حكومات اكتسبت النفوذ عن طريق المفاوضات مع الاستعمار أو الحكم الدكتاتوري للمنطقة، عندما تكون هناك ديمقراطية سيتم حل المشكلات، أما الآن فحتى المفاوضات التي تجري في مانهاست فهي مفاوضات لا رأي للأمازيغ فيها ويقوم بها أناس لا علاقة لهم بالأمازيغ"، على حد تعبيره
المصدر
***www.hespress.com

الحـركة الأمازيغية والرهانات السياسية الإستراتجية / التقديم الأدبـي للنـدوة :

أزول ذامـغـناس/ تحـية طـيبة
تتشـرف السـكرتارية الـوطنية للجمعـيات الأمـازيغية الديمـوقراطية المستـقلة ، بدعـوتكم لحـضور النـدوة الوطـنية حول
: الحركة الأمازيغية والرهانات السياسية الإستراتجية وذلك يـوم الأحد 30 مـارس 2008 بـقاعة غـرفة الصناعـة والتـجارة والخـدمات بالناظــور ، ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال
بمشاركة : أحمد أرحموش: رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة
محمد بودهان: عضو مجموعة الاختيار الأمازيغي
أحمد الدغرني: الأمين العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي
محمد الزياني: رئيس جمعية بنعمان بالحسيمة
حميد الليهي : عضو جمعية تليلي بكلميمة
وتقـبلوا كبـير الاحتـرام وبالـغ التقـديـر عـن السكـرتارية، محـمــد الحمــوشـي للمزيد من المعلومات يرجى التواصل مع : 078493295
*******************************************
*******************************************
التقديم الأدبـي للنـدوة
منذ نشأتها عملت الحركة الأمازيغية على بناء خطابها ، وفق تصورات عقلانية و تقدمية تعتمد مرجعية لها بالأساس ما راكمته الإنسانية من مواثيق وعهود لحقوق الإنسان والشعوب ، وعلى الاستفادة من الأعراف والتقاليد الأمازيغية الأصيلة ، ومنذ ستينيات القرن الماضي وعلى مدى أربعة عقود تمكنت الحركة الأمازيغية من بلورة أطروحات فكرية و أدبية واضحة الأهداف والرؤى، منسجمة مع التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي، ومعززة بآليات تنظيمية و بديناميات نضالية مدنية متدفقة ساهمت في تأطير المواطنات والمواطنين في اتجاه الدفاع الذاتي عن وجودهم وكرامتهم وحقوقهم اليوم، والحركة الأمازيغية المستقلة وهي تدرك أن الطريق نحو تحقيق مطالبها المشروعة ليست معبدة ولا مفروشة بالورود وتتطلب منها حشد وتعبئة كل الإرادات والفعاليات للانخراط في صيرورة النضال العام ببلادنا من أجل تحديث بنى المجتمع و التأثير في المجال العام و الضغط على الدولة في اتجاه إعادة النظر في التوجه السائد إزاء الأمازيغية لغة وثقافة وهوية، واحترام قيم المواطنة ومقومات الديموقراطية ومبادئ حقوق الإنسان، فإنها مدعوة باتجاه التحول و الانتقال إلى اختبار آليات العمل السياسي من أجل بناء مشروع مجتمعي يأخذ بعين الاعتبار تقوية الممارسات الثقافية و السياسية الأمازيغية للرقي بالقضية الأمازيغية و كسب رهان الديموقراطية والحفاظ على الهوية الوطنية
وهذا ما يتطلب قراءة واضحة في مختلف العناصر التي تؤثث المشهد السياسي المغربي والوقوف على ممارسة مختلف الفاعلين فيه، بدءا بالدولة التي تتخذ من المرجعيات الغربية و الشرق أوسطي كمنبع للتوجيه والاستلهام على حساب الهوية الوطنية، ما ينعكس سلبا على أغلب السياسات المالية والاجتماعية و التعليمية والإعلامية واللغوية ، و يلجم أية إمكانية لتطور قيام الدولة الحديثة ويلغي في منطقه كل مبادئ التنوع والتعدد والاختلاف
فالنسق السياسي الرسمي بنزوعه الاستبدادي الفردي يجعل من المؤسسات والقوانين ديكورا رخيصا لتأثيث المشهد وتلميع الواجهة، بدءا بالدستور الممنوح الفاقد في تفرعاته وجوهره للمقومات الأصيلة للشعب المغربي من حيث امتداده التاريخي وجذوره الحضارية واللغوية، وكذلك الأسلوب اللاديموقراطي الذي يعرض به ويفرض في غياب الشعب و ممثليه الحقيقيين و في غياب التطبيق السليم للعناصر المكونة لفلسفة المواطنة والتأكيد بالمقابل على التطبيق الفعلي لمفهوم الرعايا، ما يلجم أية إمكانية نحو تطور حداثي وعقلاني لمقومات الشخصية المغربية ويعرقل أي تغيير حقيقي للبنية الفكرية السائدة مكرسا سياسة المقدس اللغوي والثقافي والديني و مانعا بذلك التطور الحتمي نحو بناء المجتمع الحداثي الديموقراطي الحقيقي
والى جانب هذا المشروع يوجد المشروع الثاني للأحزاب المنبثقة عن كتلة العمل الوطني التي تأسست سنة 1934 والتي تلعب باستمرار عبر تعاقدتها الفوقية دورا حاسما في تعطيل دور الشعب المغربي في انتزاع السيادة وتقرير مصيره على كافة المستويات ، وهي تتعاطى مع الهوية الأمازيغية بنوع من الاستهتار و التهميش، و تعمل على التغطية على ذلك بمواقف استهلاكية واختزالية تكتيكية لمنع أي تطور أصيل لمقومات الشخصية والهوية الوطنية المغربية فهي تعمل باستمرار على ترويج مغالطات وأوهام تحتقر الأمازيغية وتعتبر الاهتمام بها نوع من العمالة للأجنبي ،ومعها الأحزاب و الحركات التقليدية والجديدة المتشدقة بخطاب الخيار الديموقراطي والعمل في اتجاه تحديث الدولة ، رغم أن كل المؤشرات تدل على اجترارها العمل السياسي بشكل تقليدي ينحو سياسيا إلى المباركة و تنظيميا إلى التقاطبات الانتهازية وفق منطق التبعية والتحنيط والاحتواء في العلاقة مع النخب المستقطبة ، تكريسا للثابت في الخيارات المخزنية المناهضة لحقوق غالبية الشعب المغربي . أما التوجهات اليسارية فما زالت رغم التحول الطفيف في بعض مواقفها تصدر عنها أحكام مناوئة للحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية وخاصة لمبدأ دسترة رسمية اللغة الأمازيغية إذن وأمام هذه المشاريع الرجعية والاستبدادية التي تعمل على خدمة الاستبداد والقومية العربية بكل ما يعنيه ذلك من مناهضة ضمنية وصريحة لحقوق غالبية الشعب المغربي الأمازيغي، لا يمكن للحركة الأمازيغية المستقلة سوى العمل على تجسيد مفترق لتحصين و تقوية المسيرة النضالية الأمازيغية الديموقراطية والخروج بها من الدائرة الثقافية إلى واجهة العمل السياسي في الساحة العمومية من أجل إقرار مطالبها الثقافية المشروعة بالمضامين الشاملة لجوانب الحياة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية الكفيلة بتوفير شروط العيش الكريم لجميع المواطنين المغاربة
إن بلورة المشروع الفكري والتنظيمي - السياسي والمجتمعي – للحركة الأمازيغية يتطلب إعمال استراتجيات ومقاربات جديدة للفكر والممارسة، تقارب قضايا المجتمع في شموليتها، كبرهان سياسي يساءل المشهد السياسي في شموليته و يروم الإفصاح عن مشروع مجتمعي بديل يستجيب لتطلعات الشعب المغربي في الحرية و السلم والكرامة التحرر ، مشروع يروم إرساء المعايير الكبرى المتعارف عليها دوليا لمفهوم الديمقراطية وهي: السيادة للأمة وفصل السلطات والتمثيل النيابي وحماية الحريات والحقوق ، مشروع يكون إطاره دولة الحق والقانون وغايته مجتمع المواطنات والمواطنين، مشروع قادر على تعبئة الجماهير الأمازيغية وتوعيتها للدفاع الذاتي عن مصالحها وتعزيز ما تحقق لها من مكتسبات مادية ورمزية مقدمة لإنهاء عقود التهميش والإقصاء وتجاوز المنظور المؤسساتي الاحتوائي المطوق برؤى اختزالية لمأسسة الأمازيغية نحو مستوى إقرار فعلي لها في جميع المجالات الرسمية وفي سائر مرافق الحياة العامة من إعلام وتعليم وقضاء و إدارة ، والمضمونة بصك دستوري ينسجم مع معايير ومبادئ حقوق الإنسان ويقر برسمية اللغة الأمازيغية وبإلزامية إقرارها في جميع مرافق الحياة العامة
إن المرحلة الراهنة تتطلب استنهاض وتقوية الروح النضالية في صفوف مناضلي الحركة الأمازيغية للعمل بقوة من أجل تحقيق المطالب المشروعة و الإفراج عن معتقلي االقضية الأمازيغية وكافة المعتقلين السياسيين ببلادنا و من أجل إحداث القطيعة مع السلبيات التي طبعت السلوك الأمازيغي في السابق والقطع مع النخبة المولوية الانتهازية ، عبر المزيد من الفرز بين النخبة المخزنية الساعية إلى الاستحواذ على نضالات الحركة الأمازيغية بكل وسائل الإغراء والإرشاء وبين جهود ونضالات الحركة الأمازيغية المستقلة بجميع روافدها حتى يكون الجميع أمام اختيار خندقه المناسب
لكل ما سبق فإن ندوة الناظور تشكل فرصة لتجديد التفكير في الأسئلة المركزية للحركة الأمازيغية المستقلة من الناحية الفكرية والتنظيمية على حد سواء، بإعادة طرح سؤال ما العمل ؟ من خلال ثلاث محاور أساسية لتنظيم مناقشات وتوصيات هذه الندوة
المحور الأول
: يشمل مقاربة مجمل القضايا والمشاكل الفكرية و التنظيمية الكبرى التي تطوق الحركة الأمازيغية وتحتاج إلى حسمها، ويتعلق الأمر هنا بالبحث عن بلورة حصيلة نقدية لعمل الحركة الأمازيغية، ولرصد انجازاتها ومعرفة حدودها والبحث في كيفية صياغة خطاب سياسي أمازيغي متماسك وواضح، ، وقادر على بلورة آليات تنظيمية متقدمة و و جبهوية لتسريع وتيرة النضال الأمازيغي الديموقراطي
المحورالثاني
: يتمركز حول العمل الأمازيغي في علاقته بالتحولات الاجتماعية و الاقتصادية و بالأوضاع السياسة التي يعيشها المغرب، بمعنى قراءة السياسات العامة ورصد خصائص الوضع العام ببلادنا وتحليل المشاريع المجتمعية الموجودة على الساحة السياسية المغربية والتناقضات التي يحملها كل مشروع من أجل بلورة تصور واضح للعمل السياسي الأمازيغي المشترك و الحامل لمشروع مجتمعي متكامل
المحور الثالث
: يتعلق بمقاربة التحديات المفروضة على الحركة الأمازيغية مرحليا واستراتيجيا، و تحديد موقف تجاه السلوك السياسي الجديد للدولة : الاعتقالات والمحاكمات التي يتعرض لها المناضلون الأمازيغيين داخل الجامعات،و كذلك محاكمة الحزب الديموقراطي الأمازيغي والقمع الشديد و المتواصل ببلدات الجنوب الشرقي، وبحث أدوات و ممكنات ترسيخ آليات التضامن المشترك، و رصد السلوك السياسي لبعض الفاعلين والمؤسسات تجاه الأمازيغية: معهد الأمازيغية ..حزب الحركة الشعبية .. جمعية حركة لكل " الديمقراطيين"..حكومة حزب الاستقلال ..وقياس تأثير كل ذلك على المسار العام للقضية الأمازيغية

lundi 24 mars 2008

جيش التحرير المغربي أو الحلم الامازيغي المؤجل / دراسة مهداة للمعتقلين السياسيين للقضية الامازيغية

بقلم مصطفى بريش أسملال/ القنيطرة
E-mail : greatman66@hotmail.com مقدمة
: إن الشروع في البحث في تاريخ جيش التحرير المغربي تكتنفه مجموعة من الصعوبات التي تطرح على عدة مستويات , المستوى الأول يتحدد بما هو سياسي أي عدم قدرة المؤرخ والباحث المغربي على إثارة السؤال ونفض الغبار عن بعض الطابوهات التي تحكم تاريخ المغربي وتجعله بعيدا عن التناول الديمقراطي الجماهيري , فالخطوط الحمراء التي رسمت دوما أمام الباحث قليلا ما يقوم بتجاوزها , وان قام بذلك فانه يتعرض للزجر من طرف السلطة المسيطرة على وسائل إنتاج المعرفة التاريخية . المستوى الثاني يتحدد بما هو سيكولوجي ملازم للطبيعة البشرية , وان كان له ارتباط بالسير العام للبحث التاريخي المغربي , وبالسلطة الحاكمة , فالباحث مازال يرتكن إلى المقاربات التقليدانية الموروثة عن خطابات الحركة الوطنية المغربية , التي تستهجن وتخون من العمل المسلح والتحرري , الذي كان ضدا على التوجه السياسي المهادن لأحزاب الحركة الوطنية قبل وأثناء " استقلال" المغرب , وقد تم تكريس هذا التوجه في سلوكيات الإنسان العادي والإنسان الباحث على السواء عن طريق وسائل وآليات الضبط والتحكم كالمدرسة والإعلام والمنظمات السياسية . المستوى الثالث – وهو مرتبط بالمستويين الأول والثاني- يتمظهر في طبيعة التراكم على مستوى البحث التاريخي , الذي قام بتناول قضية العمل المسلح عموما وجيش التحرير خصوصا , فالتمعن في المصادر والمراجع والمذكرات تؤدي بنا إلى الاستنتاج – ولو بشيء من المغامرة – أن لا شيء كتب عن جيش التحرير يرقى إلى مستوى إنتاج معرفة ذات حمولة علمية وموضوعية , تكون خارجة عن رهانات السياسي ومنفتحة على رهانات الباحث العلمي الذي يتوخى الدقة والموضوعية . هكذا إذن كان التناول. وان كنا لا نعتبر هذه الدراسة المتواضعة ستقوم بحل هذه الإشكالات, فحسبنا أن تقوم بفتح باب النقاش حول هذه الفترة الغامضة من التاريخ السياسي لمغرب الفترة الحديثة. فكيف إذن تعاملت " المدرسة التاريخية المغربية " مع تاريخ جيش التحرير ؟ وما مدى مساهمة عبد الكريم الخطابي في دعم الحركة التحررية المغاربية ؟ وكيف كانت انطلاقة جيش التحرير ؟ وما مصيره بعد " استقلال " المغرب عن فرنسا ؟ جيش التحرير المغربي ومفارقة التاريخ الرسمي للواقع: 1- التاريخ بين الهيمنة وديمقراطية البحث : " إن شعبا يجهل حقيقة تاريخه ليس محكوما عليه أن يعيد إنتاج هذا التاريخ فحسب , بل لا يعتبر شعبا أصلا , لآن الشعب مكون , ومشكل , ومتكهن له بتاريخه الذاتي , التاريخ الحقيقي وليس التاريخ المبتدع أو الخيالي " أنتونيو كالا . إن الشعوب التي صنعت الملاحم قلما تبرز على مسرح التاريخ , فالتاريخ يكتبه المنتصرون , وحروب ونضالات الشعوب والجماعات تنتقل من ساحات الحرب إلى ساحات التاريخ , والمعركة تحسم لمن يمتلك العدة والعتاد التاريخيين . فكثير من الأحداث التي عرفها تاريخ البشرية وصنعت أمجاد شعب ما , تتوارى إلى الوراء والى غياهب النسيان ويمر عليها مرور الكرام في المقررات المدرسية وفي التناول والبحث التاريخيين .وبالتالي يصبح التاريخ مجرد أداة من الأدوات الإيديولوجية المستعملة في ممارسة القتل البطيء على الذاكرة الجمعية والفردية للشعوب المغلوبة على أمرها. واستبعاد الحقائق لاستحضار الأكاذيب والأساطير- بنوع من الوعي بها- يعد جريمة وعنف رمزي ممارس من طرف النخب المسيطرة على حقول البحث وعلى مراكز البحث العلمي , بل يمكن اعتبار الخلفيات الإيديولوجية المستعملة لإقبار تاريخ الشعوب خلفيات متخلفة باعتبارها تؤبد وتكرس التراجع والاسطرة ( من الأسطورة ) التي تعرفهما حقول البحث التاريخي . فإلى أي حد يمكن اعتبار أن " المدرسة التاريخية المغربية " لم تسلم هي أيضا من هذه المعيقات الواعية ؟ إن تاريخ المغرب لم يجد بعد ذاته التاريخية فهو ممزق بين مدارس مختلفة ومتنوعة إلى حد التناقض والتنافر , لكن الإشكال ليس هنا باعتبار أن من حق أي مؤرخ الاختيار بين المناهج التاريخية التي تناسبه وتناسب مجالات بحثه , الإشكال هو في التناول ألتجزيئي المغيب لفترات والمركز على فترات أخرى أصبحت مستهلكة , ثم استبعاد الذات لا بمفهومها الفردي ولكن بالمفهوم الجمعي الشامل الذي بدونه يصبح التاريخ مجرد اجترار لنظرة " الأخر " عن ذلك البلاد ألعجائبي الساحر . الذات تستدعي منا القطع مع كل ما يشوه التاريخ ويجعله مجرد اجترار أقوال السلف أو جعله مادة تستهدف تكوين الناشئة كما قال عبد الله العروي , فالتاريخ أبعد من ذلك بكثير فهو ذاكرة الشعوب تستدعي منا الدقة والموضوعية والأمانة في تناوله. فكثير ما بني هذا التاريخ على الأكاذيب والتشويهات والأساطير والتي تنتقل – مع فرط استحضارها بشكل يومي- من الميثي إلى الواقعي وبالتالي تصبح لحظة من اللحظات المؤسسة لتاريخ جماعة ما , فتاريخ البشرية يشبه إلى حد ما تاريخ الكرة الأرضية حيث انتاح طبقات جيولوجية متراصة , لكن تاريخ البشر يتحرك يشكل أسرع من تاريخ الأرض والذي يولد هو الأخر طبقات سميكة تحتاج إلى البحث والحفر والتنقيب. إن الطبقات المتراصة التي يخلفها التاريخ الأسطوري تحتاج إلى عقليات واعية بوجودها والى وسائل وآليات التنقيب والحفر والى جيش من العاملين ينزل بمعاول النقد عليها والى متخصصين في تحليل الطبقات التاريخية لتحديد مكامن ترسب التشويهات فيها لمعالجتها. إن من أمراض البحث التاريخي المغربي هو سيطرة نخبة معينة على هذا الحقل نتيجة عوامل تاريخية وسياسية بالأساس , هذه العوامل حسمت " السلطة التاريخية" لمجموعة من الباحثين المغاربة , مدتهم الدولة بالوسائل المادية والمعنوية وحصنتهم بسياج أحمر في معاهد ومراكز البحث وفي الجامعات , فيما عاش الباحثين التاريخيين الآخرين على هامش التاريخ , وبتهميشهم تم تهميش تاريخ جزء كبير من هذا الشعب , ليغيب بذلك تاريخ الجبال في مقابل تاريخ الحواضر وتاريخ الثقافة الشفهية في مقابل تاريخ الثقافة العالمة وتاريخ الأفراد والجماعات في مقابل تاريخ السلطان والحاشية . تكريس مفهوم السيطرة في البحث التاريخي ضدا على ديمقراطية البحث يجعل الشعوب تعيش نوعا من " السراب التاريخي" حيث تظهر " الحقائق" لا كما هي لكن كما أريد لها أن تكون , وبالتالي يصبح هذا الشعب مستعدا لتقبل كل شيء عن ماضيه وقابلا لإعادة تكرار كل شيء بدون نقد أو تفكيك . فسلاح النقد يغيب عند الشعوب المسيطر عليها , وعندما يغيب هذا السلاح يصبح الفرد ومعه الشعب مجرد شيء أو سلعة أو مادة قابلة للضم والامتلاك حسب تعبير هيجل , وبذلك تتدنى مراتبه في السوق الدولية للممتلكات الرمزية . فمن مصلحة الفئة المسيطرة على وسائل إنتاج المادة التاريخية والخادمة لتأبيد إيديولوجيتها والتي توافق إيديولوجية الدولة أن تبقى الفئات الممانعة على مستوى البحث التاريخي على الهامش , وممارسة هذا السلوك الاستبدادي ينم عن وعي بقوة الفئات المناقضة وقدرتها على خلخلة وتكسير التحالفات التي تستهدفها , فتاريخ الهوامش والفئات المهمشة قلما يتناول في الأبحاث التاريخية في نطاق الدول المتخلفة على مستوى أنظمة الحكم , لأنه ليس من مصلحتها تحريك المياه الراكدة والتي لن تكون إلا وبالا على استقرارها المزعوم . والمؤرخ المغربي لم يسلم هو أيضا من تبعات ذلك , فبمجرد ما قام المؤرخ علي صدقي أزايكو أوائل الثمانينات بتحريك موضوع من موضوعات الهامش المغربي حتى تحركت معه آلات القمع لإيقافه وإيقاف الدورية التي نشرت دراسته , وهنا ينبع كما قلت خطورة البحث التاريخي في تناوله لظاهرة الهامش في الأنظمة المتخلفة وتبعات ذلك سواء على نفسية الباحث عندما يتم منعه أو لدى السلطة القامعة بتفكيرها في آليات احتواء الأصوات الممانعة والتي تسمع من أطراف الهوامش . إذن فبلد مثل المغرب ما زال يحتاج إلى قوة دافعة من الأسفل نحو الأعلى لتحقيق الاستقلالية على مستوى البحث التاريخي ومناهجه والى مسائلة لبنيات تاريخ المغرب الرسمي وخلخلة تركيباتها المؤسطرة والمغلفة بالأكاذيب بامتلاك قدر من الشجاعة والجرأة لطرح اللحظات التأسيسية لتاريخ المغرب على محك التساؤل والنقد الموضوعيين. ومن بين المواضع التي غيبت بوعي مدروس من تاريخ المغرب نجد جيش التحرير المغربي وتاريخ المقاومة المسلحة بصفة عامة لاعتبارات متعددة يتداخل فيها السياسي بالإيديولوجي ليقومان بدور المعيق والحاجز أمام ديمقراطية البحث والمعرفة التاريخيين. 2- استبعاد جيش التحرير من تاريخ المغرب: لماذا ظلت الكتابة في تاريخ جيش التحرير المغربي مقترنة بمجموعة من التناقضات لا تحتمل الفهم ؟ وكيف ظل بعض المؤرخين والسياسيين ينتقصون من دور جيش التحرير في تاريخ المغرب ؟ ثم لماذا السكوت عن ملاحم ومعارك هذا الجيش والتي زحزحت قناعات المستعمر في قوة جيوشهم ؟ . إن الإهمال المتعمد لهذا التاريخ تظهر تجلياته في مجموعة من المجالات من بينها : - كتابات الحركة الوطنية التي لم تشر إلى جيش التحرير إلا لإعطاء صورة مشوهة عنه أو محاولة اعتباره مجرد تابع لها بخلق زعامات وهمية له . - كتابات ودراسات المؤرخين المغاربة التي تتناوله في فقرة أو فقرتين والخلط الذي يقع لها بين قيادات هذا الجيش وبين جيش التحرير بالريف وجيش التحرير بكل من الجنوب والجنوب الشرقي... - المقررات الدراسية والتي لا تلمح حتى بجملة وحيدة لهذا الجيش. - اعتبار بعض الأحداث التاريخية أعيادا وطنية ( تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال...) وإغفال الأحداث اكتر أهمية صنعت تاريخ المغرب المعاصر ( معركة أنوال...) مع العلم أن الأحداث المحتفل بها لا تمثل شيئا يذكر مقارنة بمعارك المقاومة المسلحة وجيش التحرير, بل هي مجرد لحظات أو ردود فعل أكثر من صيرورة نضالية مدروسة ومنظمة. - حينما يصادف يوم 18 يونيو يوم الاحتفال بالمقاوم فهو يصادف ذكرى وفاة الزرقطوني بعد تناوله حبة سم بعد إلقاء القبض عليه من طرف المستعمر الفرنسي , وبذلك يتم غض الطرف مثلا عن يوم 2 أكتوبر 1955 الذي يصادف انطلاق عمليات جيش التحرير . - التبخيس من كل فعل نضالي يقوم على حمل السلاح ضد المستعمر والإعلاء من العمل السياسي التفاوضي باعتبار الأول عملا فوضويا يعتمد على العنف والإرهاب والثاني عمل سلمي حضاري راقي تمارسه الفئات المثقفة والواعية في مقابل أن السلاح لا يحمله إلا الرعاع , وبذلك يمكن فهم لماذا تم اعتبار نضال المقاوم الحنصالي بإقليم أزيلال جرما وإرهابا يستهدف الفرنسيين . لقد لعبت كل من النخبة المثقفة في مجال البحث التاريخي و النخبة السياسية الانتهازية أدوارا كبيرة في الحصار التاريخي الذي مارسته على جيش التحرير بتغييبه المقصود من تاريخ المغرب , وبالتالي وجد رجل السياسة مبرر إقصاء الجيش من المقررات الدراسية نظرا لقلة وغياب المصادر والكتابات التاريخية التي تناولت جيش التحرير . انه تاريخ محاصر بكل ما للكلمة من معنى , حوصرت قياداته من أمثال عباس المساعدي والهاشمي الطود وحدو أقشيش... وأصبحت مجرد أسماء تزين بعض الكتابات التاريخية ويمر عليها مرور الكرام , دون التساؤل مثلا عن حيثيات اغتيالهم ومن يقف وراء ذلك الفعل الجبان , ومن يتحمل – بعد مغرب الاستقلال- مسؤولية إيقاف جيش التحرير وإعاقة سيره نحو تحرير شمال إفريقيا وتوحيد الحركات التحررية على مستوى هذه الأقطار . لقد كانت هناك كتابات قليلة تعد على رؤؤس الأصابع حاولت الاهتمام بجيش التحرير وتقديم خدمات لهذه الفئة التي ناضلت بقوة السلاح لدحر المستعمر فأرخت لها بعيون موضوعية ولو نسبيا. لكن الإشكال الكبير يطرح على مستوى الاتصال بالقيادات الميدانية التي شاركت عن بعيد أو قريب في تكوين الجيش والدخول في حرب ضد العدو, غياب هذا الاتصال أبرز الفراغ الكبير الذي أرخى بظلاله على جوانب من تاريخ الجيش. وبالتالي فتاريخ جيش التحرير يبقى دائما دون أجوبة نهائية أو حاسمة بغياب الاتصال المباشر مع قياداته التي ما زالت على قيد الحياة وفحص ودراسة مذكرات أبناء الجيش سواء المنشورة أو المخطوطة بخط اليد. ومع ذلك تبقى جوانب حساسة من تاريخ نضال الجيش في حاجة ملحة إلى مزيد من النبش والتوضيح عن الحقائق الغائبة والمغيبة , من أجل فهم أوضح وسليم لتاريخ المغرب وسيرورة العمل التحرري في البلدان المغاربية , والشروط الموضوعية والذاتية التي تمكنت من إفراز تنظيم عسكري محكم ومنضبط يحمل على عاتقه مشروع التحرر من ربقة الاستعمار , وتوحيد مشاريع الكفاح المسلح مع الشعبين الجزائري والتونسي باعتبار المصير المشترك لهذه البلدان ومواجهتها للأطماع الاستعمارية . يمكن اعتبار إذن أن قوة هذا الجيش تمكنت من زحزحة قناعات وأفكار القوى الاستعمارية التي أعادت النظر في بديهياتها وجعلتها تفكر في بدائل قادرة على إسكات روح التحرر التي بدأت تسري في المجتمع المغربي , ومن ذلك تفكيرها في الدخول في " محادثات" ايكس ليبان مع نخبة من قيادات الحركة الوطنية والتي سقطت بوعي في فخ فرنسا الاستعمارية كمقدمة للإجهاز على جيش التحرير عن طريق اغتيال قياداته وإدماج آخرين في الجيش الملكي ...وهو ما سنتعرض له في الفصول اللاحقة. لكن في المستوى الأخر نرى أن الباحثين المغاربة استهانوا بتاريخ جيش التحرير ولم يستطيعوا تجاوز مجموعة من الحواجز التي تعيق البحث في هذا الميدان المحفوف بمجموعة من الأخطار السيكولوجية بدرجة أقل والسياسية بدرجة أكبر. 3- إشكالات أساسية في حاجة إلى نظر : لم يكن جيش التحرير مجموعة من الأفراد انتهت مهمتهم عند حمل السلاح لمواجهة الأطماع الاستعمارية, بل كانت هناك جوانب مظلمة تحتاج إلى المزيد من التنقيب والبحث تهم مسار الجيش وأفراده وقياداته... فمن ناحية تشكيلة الجيش فقد التحقت مجموعة من الأسر بالمنطقة الشمالية أي الخليفية واستقر معظمها لدى القبائل الريفية في ظروف صعبة للغاية باعتبار ضياع ممتلكاتها من أراضي وحيوانات ...ونلاحظ هنا الغياب النسبي لوثائق تبرز طريقة التنسيق بين هذه الأسر وبين مضيفيها في منطقة الريف. كما أن سكان بعض المداشر تحملوا مخططات المستعمر وعادوا من مخابئهم في الجبال بعد أيام إلى منازلهم , وشهدوا كل أنواع الإذلال وصلت إلى درجة تسليح بعضهم من أجل مواجهة إخوانهم المقاتلين في الميدان . إلى جانب ذلك عمل المستعمر على احتجاز رهائن منهم ووضعها طيلة الحرب رهن الإقامة الإجبارية بمركز " بورد" بمنطقة الريف, مما يبين عمق المآسي التي واكبت التأسيس والإعداد لانطلاق عمليات جيش التحرير. وقد كونت مجموعة من الأسر فرقا حربية يغيرون بها على القوات الفرنسية في مختلف المناطق التي اندلعت فيها حرب التحرير , لكن المعطيات المفصلة والتي تبحث في الشأن اليومي طيلة مدة الحرب تبقى غائبة لدى الباحث , وبدونها لا يمكن الإجابة عن أسئلة كثيرة من بينها كيفية التخطيط لمعارك الحرب أو طريقة التنقل بين الجبال والوديان والصعوبات التي وجدوها أثناء أدائهم لمهامهم الحربية . إن الميزة التي أضفت على هذا الجيش طابع الجيش الشعبي هو فرار العشرات من الجنود من الثكنات العسكرية للمستعمر , والتحاقهم بجيش التحرير في الجبال , هؤلاء الجنود وجب تتبع مسارهم وأسباب التحاقهم بإخوانهم المحاربين , لكن للأسف لا نجد إلا بعض الإشارات القليلة التي دونها بعض القادة الميدانيين في مذكراتهم والتي في غالبها لا تفي الحاجة المطلوبة . تعددت المراكز التي كانت تستقبل أعضاء جيش التحرير, لكنها لم تنل حظها من الدراسة والتساؤل, باعتبار أن هذه المراكز تمثل مادة دسمة للبحث نتيجة الدور كبير الذي لعبته على مستوى التخطيط للعمليات وإعداد المحاربين نفسيا وعسكريا...وتدبير شؤونهم اليومية, وبقيت الأسئلة مطروحة نتيجة هذا الفراغ, كيف كانت تدبر شؤون العمل العسكري والاجتماعي ؟ كيف كانت تنظم العلاقات بين مختلف الفرق ؟ لماذا تم اللجوء إلى تكوين فرق عديدة مستقلة بعضها عن بعض ؟ هل الأمر جاء عن طريق الصدفة أم اختيار تكتيكي ؟ ما هو دور هذه الفرق العديدة في إنجاح الحرب التحررية ؟ إن التاريخ لم يجب بشكل قطعي عن منطقتين لعبتا أدوار في جيش التحرير , قيادة الناظور وقيادة تطوان ( وهو ما سنتطرق له لا حقا ) , ففي بعض الأحيان تظهر أحداث توحي أن هناك صراع ظاهر وخفي بينهما من أجل الزعامة وتقاسم الأدوار نتيجة الاختلاف الكبير بين القيادات والعناصر المشكلة لكل مركز على حدا, واختلاف أيضا على مستوى خلفياتها السياسية والاجتماعية . فلماذا إذن كانت هناك محاولات عديدة من طرف قيادة الناظور أو من لدن قيادة تطوان في المراحل الأولى لتأسيس الجيش لوضع قادة خارج القبيلة لتسيير الفرق المقاتلة ؟ وكيف تم التخلص منها ؟ وحسب الأستاذ محمد الخواجة في كتابه المعنون ب " جيش التحرير المغربي مذكرات للتاريخ أم للتمويه" ف " هناك حديث عن تكليف بعضهم بإعداد تقارير حول وضعية القتال بجبال الريف , لكن للأسف الشديد لم تنشر , كما لم يظهر لها أثر ملحوظ إلى يومنا هذا ... وأذكر بالمناسبة أن أحدهم أسر لي إلى أن مصطفى بن عثمان كلفته جهة تطوان بالتجول في الريف , وأعد تقريرا حول سير الحرب بها. كما أنه يمتلك وثائق هامة عن المقاومة وجيش التحرير. لكن بعد قراءاتي للاستجواب الذي أجرته معه إحدى المجلات, لاحظت أن الصفحات الكثيرة المخصصة له, لم تتحدث عن كفاحه ومشاريعه في جبال الريف إلا في فقرات قليلة. وهنا تبين أن المرحوم بن عثمان بعيد كل البعد عما نسب له , رغم حلوله بالريف ومرنيسة للقيام بمهام كانت فوق طاقته." ( ص 21 و 22 من الكتاب المذكور أنفا). لم تدون أغلب المعارك التي قادها جيش التحرير على صعيد كل مركز على حدا, والباحث يقع له نوع من الغموض عند محاولته مسائلة المراكز المبثوثة في الجبال خاصة تحديد الأطراف التي خاضت المعارك في جبهات القتال. بعد انتهاء المعارك أصبح الكل يدعي القيادة والريادة ويعطي لنفسه شأنا كبيرا بالتضخيم من الأعمال التي قام بها , لكن – حسب الأستاذ الخواجة- " عند العودة إلى المراسلات بين قيادة الناظور وقادة الفرق لا نجد إلا بضعة أفراد , من بين هؤلاء , أعطوا الدليل بالملموس على أنهم كانوا محاربين يقودون المعارك عن جدارة واستحقاق .وليس كل من نصب على فرقة بعد انتهاء الحرب , كان قائدا حربيا . إن بعض الزعامات لا ترقى إلى ما انطبع عنها لدى الناس أو ما تم إضفاؤها عليها من هالة من لدن بعض المغرضين " ( ص 22 من نفس المرجع ). لذا فمن الثغرات التي يلاقيها الباحث في هذا الميدان هي من قبيل الشخصيات الحقيقية التي تمكنت من قيادة جيش التحرير واستطاعت أن تبرز قدرتها التنظيمية والعسكرية وتمتعت بنوع من الكاريزمية , في مقابل ذلك نجد أن بعض الدراسات المغرضة حاولت النيل منها واستبعاد أدوارها الهامة في قيادة النضال المسلح . إن من سمات المقاومة المسلحة المغربية في الخمسينات هي انطلاقها من روافد اجتماعية وثقافية متعددة مما أدى إلى ظهور " قوى" متعددة في مجموعة من مناطق المغرب , فجيش التحرير ظهر في المنطقة الشمالية الشرقية وبعد انصرام بضعة أشهر على انطلاقه ظهر " جيش الزرهوني" بتطوان سنة 1956, وفي ربيع 1956 ظهر جيش التحرير في الجنوب الشرقي , وفي صيف 1956 ظهر جيش التحرير بالصحراء الجنوبية. هذا التعدد يحتاج إلى المزيد من البحث لإبراز الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ظهور هذه " القوى" في فترات زمنية متقاربة , وفي حملها لمشروع تحرري واحد ينطلق من الكفاح المسلح ضد المستعمر لاسترجاع الأراضي المغتصبة , لكن في نفس الوقت تطرح تساؤلات عن مسارات هذه " القوى " والطريقة التي استطاع النظام المغربي من " إدماج واحتواء" البعض منها و المساهمة في الدعم المباشر للبعض الأخر ( جيش التحرير بالجنوب). يتضح إذن من خلال هذا الفصل الأول أن التناول التاريخي المغربي- لمجموعة من القضايا التي وسمت الفترة المعاصرة – يتسم بالحذر وبنوع من الخوف السيكولوجي مؤطرين في إيديولوجية الدولة المهيمنة والمغيبة لتاريخ الهامش والفئات المهمشة والحركات التي اختارت الكفاح المسلح, ضدا على الحركة الوطنية ذات التوجه السياسي المفاوضاتي والتي سعت إلى تغليب كفة "المقاومة السلمية" للمحافظة على علاقاتها الثقافية والاقتصادية مع المستعمر الفرنسي والاسباني والتي استمرت إلى ما بعد الاستقلال الشكلي للمغرب . وقد كان ذلك نتيجة التصفيات التي تعرض لها قيادات جيش التحرير من طرف أحزاب الحركة الوطنية التي كانت تعي حجم التهديد الذي يمثله الجيش لو تمكن من استكمال مشروعه التحرري ذو الأفق المغاربي واستبعاده لخيار المفاوضات مع المستعمرين الفرنسي والاسباني. من حرب الريف إلى جيش التحرير: 1- تطلع عبد الكريم الخطابي إلى حرب تحررية ثانية: " من سوء الحظ أني عشت لأرى أفكاري تتشتت, ولأشهد مصارعها واحدة اثر أخرى.فقد دخلت الانتهازية وحمى المتاجرة في قضيتنا الوطنية..." عبد الكريم الخطابي. لا يمكن الفصل بين الثورة الريفية في العشرينات من القرن العشرين التي قادها محمد بن عبد الكريم الخطابي و جيش التحرير المغربي الذي انطلقت عملياته أواسط الخمسينات , فصورة بطل الريف وأمجاد معارك " ادهار أوبران" و " أنوال" كانت و لا تزال حاضرة في نفوس أعضاء جيش التحرير , باعتبار أن أعين " أمير الريف" كانت متتبعة لما كان يجري في المغرب من أحداث ووقائع بصمت على الحلول التي قدمها الخطابي لمشاكل دولة ما بعد الاستقلال . لقد أعلن الخطابي بعد " نزوله" أو " إنزاله" بالقاهرة سنة 1947 عن عزمه الأكيد في استئناف ومواصلة الحرب التحررية ضد الاستعمارين الفرنسي والاسباني . وحسب شهادة القائد العقيد الهاشمي الطود ف " يعتبر تاريخ 31 مايو 1947 يوما حاسما في تاريخ نضال شعوب المغرب العربي ضد الاستعمارين الفرنسي والاسباني . ففي ذلك اليوم الأغر انفك أسر المجاهد بن عبد الكريم الخطابي , هذا الأسر الذي امتد واحدا وعشرين سنة , وذلك بنزوله في ميناء بورسعيد من الباخرة التي كانت تقله من منفاه القديم في جزيرة لارينيون إلى منفى جديد في التراب الفرنسي , وباستجابة الحكومة المصرية لطلبه اللجوء السياسي إلى مصر . لقد اتسم هذا الحدث الجلل برمزية خاصة مغرقة في العمق بالنسبة لأمير الجهاد, لكونه يمثل بصفة جلية فرصة سانحة لانبعاث الكفاح المسلح المغربي بعد واحد وعشرين سنة من سقوط أخر قلاعه في قمم الريف الشماء. هذا الانبعاث الذي أصبح يتطلب إستراتيجية جديدة ومتجددة على ضوء موازين القوى الدولية الجديدة الناجمة عن انتصار الحلفاء من جهة , ووفق مفهوم جديد لجبهة القتال يقوم على وحدة الهدف والمصير المغاربيين , كما أثبتت ذلك المغامرة الاستعمارية نفسها ." (من نص مداخلة ألقيت في اليوم الدراسي الذي انعقد في 5 فبراير 2005 تحت عنوان " عبد الكريم الخطابي وقضايا مغرب اليوم"). لقد توصل تمكن الخطابي من الاطلاع على الأوضاع العامة التي كانت عليها الساحة السياسية المغاربية , وكل ما يجري بين قادة الأحزاب السياسية من صراعات واختلافات كان من المفروض أن تنمحي في هذه الفترات العصيبة , وحاول تقريب وجهات النظر المختلفة بإقناع هذه القيادات بتجاوز خلافاتها الشخصية والحد من طموحاتها الذاتية . ومن أجل ذلك أخد مبادرة تأسيس لجنة تحرير شمال إفريقيا في يناير 1948 محددا أهدافها في ميثاق دعا إلى المصادقة عليه كافة الأحزاب السياسية المغاربية . وبذلك تصدر الخطابي الساحة التحررية المغاربية وتحمل مسؤولية قيادة الكفاح في البلدان المغاربية الثلاث وذلك عن طريق تكوين جيش التحرير في هذه البلدان تشرف عليه قيادات محلية تتعاون فيما بينها على أن يتولى الأمير مهمة التنسيق والإشراف على هذه الجيوش التحررية . وكان من المفروض أن تحترم الهيئات السياسية والحزبية الموقعة على هذا الميثاق بنوده الأساسية , إلا أن صراعاتها المصلحية وأهدافها الذاتية ومحاولتها نهج أسلوب المفاوضات مع المستعمر حالت دون تحقيق أمال الخطابي في بعث روح الحرب التحررية في نفوس قيادات البلدان الثلاث . وقد كانت الخلافات كبيرة بين الخطابي كقائد الحركة التحررية المغاربية وعلال الفاسي زعيم الحركة الوطنية وحزب الاستقلال- الذي كان من الموقعين على ميثاق اللجنة المغاربية – بسبب اختلافهما في إستراتيجية مقاومة المستعمر بين العمل المسلح والخيار التفاوضي , وسوء الفهم بين الرجلين يلخصه المفكر عبد الله العروي في العبارات الآتية: " ...رجلان متشابهان ومختلفان, في أن. إنهما يتحدثان ولكن هل يتفاهمان ؟ وعلى كل حال انتهى اللقاء سريعا , انتهى شهر العسل القصير الذي رافق عملهما في لجنة تحرير المغرب العربي" ( عبد الله العروي " عبد الكريم والحركة القومية حتى 1947 " ضمن ندوة باريس حول " الخطابي وجمهورية الريف" سنة 1973 .) أما الخطابي فيوضح مواقفه من الخلافات التي واكبت تأسيس اللجنة في هذه الكلمات المعبرة:»... ومن سوء الحظ أني عشت لأرى أفكاري تتشتت, ولأشهد مصارعها واحدة اثر أخرى.فقد دخلت الانتهازية وحمى المتاجرة في قضيتنا الوطنية...ووجد من بين أعضاء هذه اللجنة من يسعى لتفتيت وحدة قضيتنا وتجزئتها.ففي الوقت الذي كنت أفكر فيه لإدماج المغرب العربي في مشكلة واحدة , نشأ – ولا أدري كيف- اتجاه تقسيم هذه البلدان إلى وحدات منفصلة . وقد تعذبت كثيرا وأنا أرى أني عاجز عن مقاومة هذا الفساد الطاغي , وعندما ظهر تماما أنني لا أستطيع المضي في هذا الطريق الملتوي , انسحبت وقطعت كل علاقاتي بإخواني الموجودين في مصر , ولكني على صلة بشعبي في المغرب..."( محمد سلام أمزيان " عبد الكريم الخطابي ودوره في لجنة المغرب العربي 1947 -1956 " ). بقي الخطابي إذن محافظا على صلاته بالشعوب المغاربية وخصوصا الشعب المغربي بواسطة المنشورات والنداءات والاتصالات التي كانت تربطه مع الوفود الريفية بالخصوص , كما ظل يعمل على تنظيم انطلاقة جيش التحرير المغاربي في كل من تونس والجزائر والمغرب كما نص عليه ميثاق اللجنة , ولتحقيق ذلك المشروع تكونت تحت إمرته قيادة ثورية ضمت مجموعة من الضباط المغاربيين تم تكوينهم في المدارس العسكرية المشرقية , وعليه سيعتمد الخطابي لتدريب الوحدات الأولى لهذا الجيش , الذي ستحدث انطلاقته تحولات جوهرية في مسيرة الحركة التحررية المغاربية . 2- قنوات صرف الحرب التحررية في شمال إفريقيا: أ- مكتب المغرب العربي: عقد عبد الكريم الخطابي لقاءات مع قادة مكتب تحرير شمال إفريقيا , ويقول في هذا الصدد :"... بدأت الحديث مع أعضاء هذا المكتب في موضوع يتعلق بتحرير هذا المغرب العربي , والحالة أنني أحس بفرحة كبيرة , أعادت إلينا الحنين للعمل التحرري ونحن أشد ما نكون قوة وعزيمة , بعد السنوات العجاف في المنفى , فقررت العمل معهم فورا ودون تحفظ , ودخلت في الحديث معهم لمعرفة الهدف الذي من أجله أنشئوا هذا المكتب , فقالوا ببساطة: - مكتب أسسناه للدعاية ضد فرنسا . - المكتب لم يقم بأي عمل جدي لأنه كما قلنا أنشأناه للدعاية فقط . " وهنا اضطررت لبيان الحقيقة لهؤلاء المحترمين جدا, إيمانا مني بأنهم سيستجيبون للعمل الثوري الذي ينتظره الشعب الرازح تحت نير الاحتلال والاستعمار... والسبب الذي دعاني لبيان هذه الحقيقة يعود إلى أنني كنت أعرف أن ما يسمى بالمحادثات السياسية أو الدعائية تنفع وحدها مع العدو الذي احتل بلادنا بالقوة ولن ينسحب منها إلا بالقوة. وما كنت أعرف أن الدفاع عن الحق أصبح بعيدا عن أداة الدفاع , وأنه يكتفي بتقديم مذكرات وإقامة مظاهرات يتساقط فيها العشرات والمئات من الأبرياء ويبادون كالحشرات . وكان هذا محتوى وطنيتهم الذي طرحوه أمامي الآن مسجلا كأسطوانة على الألسنة.الواقع أنني فوجئت . لم أكن أتصور أن الزعماء الوطنيين يلتمسون حقوق الشعب بمكتب تقتصر مهمته في جمع قصاصات الصحف وإقامة الحفلات , بينما الحقيقة تقول بصراحة أنه لا محيد من توحيد الكلمة وجمع صفوف المواطنين لاستعمال السلاح الوطني ." ( سلام أمزيان " قصة نزول الأمير الخطابي في مصر " ). من ثنايا هذه التصريحات تتضح إستراتيجية محاربة المستعمر عند عبد الكريم الخطابي كممهد ومنطلق لتأسيس جيوش التحرير على مستوى البلدان المغاربية , بمعية القادة الذين يؤمنون بالكفاح المسلح . ومن اجل ذلك تم التركيز على تعبئة قيادات هذه الشعوب عن طريق التواصل الإعلامي معها من خلال النداءات والبيانات التي يطلقها الأمير الخطابي لتطوير النضال السياسي وفتح جبهات ضد الاستعمار . ولم يقتصر هذا التواصل على القيادات المغاربية بل تعداها إلى عدد من المسئولين بالمشرق ويظهر صدى ذلك في الصحف الصادرة بها , حيث كتبت جريدة السياسية المصرية تقول :" ... لا حديث للمغاربة سوى تصريحات الأمير عبد الكريم الخطابي. فقد رزق الله هذا البطل العظيم توفيقا لا حد له, وألقى عليه وعلى تصريحاته حلة القبول والرضا.ويظهر أن الجواب الوحيد الذي تعده السلطات الاسبانية والفرنسية في المغرب لتجيب على تصريحات أب الوطنية الأكبر , هو طلب أكبر عدد ممكن من القوات والعدة والعتاد , ولدلك ليمر أسبوع واحد حتى تأتي البواخر إلى الموانئ المغربية مشحونة بالقوات الأجنبية , من فرنسا واسبانيا ." ( جريدة السياسة المصرية 12 سبتمبر 1947 نقلا عن محمد سلام امزيان – المرجع السابق-). ارتفعت معنويات الخطابي بعدما حظيت خطواته التحررية وتحركاته على مستوى البلدان المغربية بأبعاد إقليمية ودولية , ولما شعر أن بأن الظروف أصبحت أكثر موائمة لاتخاذ خطوات أخر للقفز بالنضال إلى مرحلة أخرى , والمتجلية في إشعال حرب تحررية في هذه البلدان , دعا قادة الحركة الوطنية المغاربية إلى وحدة الصف , وتحديد الهدف المشترك , وإرساء قواعد وآليات جديدة وأكثر دينامكية ففكر في تأسيس لجنة تحرير شمال إفريقيا بدلا عن المكتب الذي لم يكن يلعب إلا أدوارا هامشية لا أقل ولا أكثر . ب-لجنة تحرير شمال إفريقيا : إن الانتقال من ذلك المكتب ذو الطبيعة التواصلية إلى لجنة ذات أفق تحرري , يظهر بالملموس أن مستويات الكفاح ستتخذ أبعادا أكثر خطورة على المستعمر وستفتح المجال أمام صراعات وتجاذبات بين قيادات العمل الوطني في البلدان الثلاث , هذا الصراع سيفرز جناحين اثنين : الجناح الأول يمثله الأمير عبد الكريم الخطابي الذي يؤمن بالكفاح المسلح , والجناح الثاني يتزعمه علال الفاسي وباقي زعماء الأحزاب التونسية التي تنحوا إلى التهدئة والرضا بخيار مفاوضة الاستعمار, على اعتبار أن موازين القوى ليست في صالح هذه الشعوب وهو مبرر ستنفذه الثورة الجزائرية. وقد أشار الخطابي في النداء الأول الذي ثم بموجبه الإعلان عن ميلاد لجنة تحرير شمال إفريقيا يوم 6 يناير 1948 إلى أن " ... جميع الذين خابرتهم في هذا الموضوع من رؤساء الأحزاب المغربية ومندوبيها بالقاهرة قد أظهروا اقتناعهم بهذه الدعوة واستجابتهم لتحقيقها وإيمانهم بفائدتها في تقوية الجهود وتحقيق الاستقلال المنشود " ثم يضيف ويقول " لقد كانت الفترة التي قطعناها في الدعوة إلى الائتلاف خيرا وبركة على البلاد , فاتفقت مع الرؤساء ومندوبي الأحزاب الذين خابرتهم على تكوين اللجنة(...) من سائر الأحزاب الاستقلالية في كل من تونس والجزائر ومراكش على أساس مبادئ الميثاق ..."( زكي مبارك " محمد الخامس وابن عبد الكريم الخطابي وإشكالية استقلال المغرب"). قد جاءت أهم بنود الميثاق على الشكل التالي: - الاستقلال المأمول للمغرب العربي هو الاستقلال التام لكافة أقطاره الثلاث :تونس والجزائر ومراكش . - لا مفاوضة مع المستعمر في الجزئيات ضمن النظام الحاضر . - لا مفاوضة إلا بعد إعلان الاستقلال. - حصول قطر من الأقطار الثلاثة على استقلاله التام لا تسقط عن اللجنة واجبها في مواصلة الكفاح لتحرير البقية. وقد صادق على هذا الميثاق ممثلو الأحزاب المغربية المتواجدين بالقاهرة كالحبيب بورقيبة من تونس والشاذلي المكي من الجزائر وعلال الفاسي وعبد الخالق الطريس...من المغرب , فيما ترأس اللجنة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي . كانت أمال الخطابي كبيرة في التزام كل الأطراف الموقعة على الميثاق بمبادئه وسياساته التحررية , وكان-ربما- يعتقد أن مجرد التوقيع عليه من طرف "ممثلي" الحركات الوطنية المغاربية سيدفع اللجنة إلى الأمام لتنفيذ مراميها على الواقع المغاربي , غير أنه سرعان ما انقلبت الأمور عكس التوقعات المنتظرة من " القوى الوطنية " بعد أن أصبحت تصدر عنهم تصريحات تحيد عن الأهداف التي تأسست بموجبها اللجنة , فما كان من الخطابي إلا مواجهة هذه التصرفات بحكمة وتعقل نابعين من تجربته مع الخونة في حرب التحرير الريفية الأولى . كما كان على الخطابي أيضا مواجهة والرد على المطامع الأجنبية في سعيها للظفر بمساعدة ورمزية الأمير والتي حاولت استقطابه إلى صفوفها واتخاذه أداة لتحقق مأربها السياسية في المنطقة المغاربية في إطار الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي . وحسب الدكتور زكي مبارك ف " لم يمض أسبوع على بيان تأسيس لجنة تحرير المغرب العربي حتى اتصلت بالخطابي جهات سوفيتية تعرض عليه المال والسلاح وتضع رهن إشارته ربع مليون من مسلمي الاتحاد السوفياتي لإعلان ثورة عامة على ضد الاستعمار الغربي .كما اتصلت به , وفي نفس الوقت , شخصية أمريكية عن طريق سفير أفغانستان في القاهرة , تعرض عليه المال والسلاح وتترك له حرية اختيار الوسيطة التي يحرر بها الشعوب المغاربية مقابل إعلانه العداء للشيوعية والموافقة على إنشاء قواعد أمريكية في المغرب العربي ...وقد رفض الخطابي العرضين السوفييتي والأمريكي." ( من كتاب " محمد الخامس وابن عبد الكريم الخطابي وإشكالية استقلال المغرب"). ج- تكوين ضباط جيش التحرير المغاربي : أصبحت مهمة تكوين ضباط عسكريين يقاتلون في الميدان من المهام الملقاة على لجنة التحرير بقيادة الخطابي , حيث أحس أن المرحلة المقبلة والحاسمة قبل الدخول في المعارك تتمثل في إعداد مقاتلين قادرين على نهج أسلوب حرب العصابات ضد المستعمر , وفي هذا الصدد وجه رسائل إلى مجموعة من القادة السياسيين في العراق وسوريا من أجل استقبال بعض الشبان المغاربة للتكوين في مدارسها العسكرية , وفي شهر شتنبر من سنة 1948 تلقت اللجنة جواب الحكومة العراقية في شأن قبول مجموعة من الطلاب المغاربيين لمتابعة دراستهم بإحدى الكليات العسكرية ببغداد , وكانت البعثة الأولى تتكوم من سبعة طلاب من بينهم : حدو أقشيش , الهاشمي عبد السلام الطود , محمد حمادي العزيز( الريفي)...وأغلبهم كانت له تجربة ميدانية في حرب الريف وفي حرب الهند الصينية. وبموازاة ذلك شرع الخطابي في وضع خطة للحرب التحررية في مارس 1949 ومن بين النقط التي جاءت فيها: - لا وجود لعدو اسمه فرنسا واسبانيا...هذا العدو وهم تسلط على عقولنا, بتشبث مرض العقدة بالأجانب, معتقدين أن الحياة لا تصلح إلا بهم وكذلك السعادة لا تتم إلا بوجودهم في بلادنا محتلين سادة متمكنين. - ضرورة معرفة البلاد طولا وعرضا شمالا وجنوبا, شرقا وغربا بما فيها من جبال وأنهار, وغابات وأشجار, ومدن وقرى ومواصلات... - معرفة مراكز العدو وعدد قواته في كل مركز , وأنواع الأسلحة وعددها ... - توزيع بسرعة فائقة السلاح المستولى عليه على المجاهدين المنظمين وكذا الذخيرة الكافية على القوات الأمامية . - الاتصال بالضباط المغاربة العاملين في الجيش الاستعماري لدعوتهم للالتحاق بالثورة التحررية ... ( محمد سلام أمزيان " قصة الخطابي مع لجنة تحرير المغرب العربي "). إن اقتناع الخطابي بالحرب كوسيلة فعالة وناجحة للتحرر ؛سب الخطة التي وضعها , وعودة الضباط المغاربيين من سوريا والعراق للعمل بجانبه , وموقف قادة الأحزاب في لجنة تحرير شمال إفريقيا من هذه الخطة , كلها عوامل دفعته إلى المضي قدما في تنفيذ مخططاته الحربية معتمدا على العناصر التي تؤمن بتوجهاته . وفي شهر شتنبر 1951 كلفت اللجنة كل من الهاشمي الطود وحمادي العزيز وعبد الحميد الوجدي بالتوجه إلى بنغازي بليبيا من أجل البحث عن إمكانية تأسيس قاعدة متقدمة للبلدان المغاربية في حرب التحرير , ثم الدخول إلى تونس والجزائر والمغرب إن أمكن للاتصال بقياداتها السياسية . وعند حلولهم بليبيا أجروا مباحثات مع قادتها ووافقوا بذلك على توفير قاعدة خلفية لشراء الأسلحة وتخزينها ونقلها إلى كل من تونس والجزائر و المغرب. ومن طرابلس التحق الضابط حمادي العزيز بصديقه الهاشمي الطود بتونس لنفس المهمة , واجريا مقابلات مع عضوين من الديوان السياسي للحزب الدستوري التونسي الجديد , والذين قاما باطلاعهما على مستجدات القضية التونسية وعن مواقفهما من المفاوضات والكفاح التحرري المسلح . هذه المعلومات أملت على اللجنة إيفاد الضابطين المذكورين إلى كل من الجزائر والمغرب للاتصال وبصفة سرية بقيادات الأحزاب المغربية لتمكنيهم من الاطلاع على مواقف هذه الأحزاب وتوطيد الصلة النضالية ببعض العناصر الوطنية في جنوب المغرب وشماله . ( محمد حمادي العزيز " جيوش تحرير المغرب العربي..هكذا كانت القصة في البداية " مذكرات ما زالت مخطوطة.). ليس من الموضوعية التاريخية أن نقوم بالكتابة عن جيش التحرير المغربي دون الحديث والنبش في جذوره المنبثة في فكر محمد بن عبد الكريم الخطابي وفي حرب الريف التي قادها , باعتبار أن كل الأدلة التاريخية وشهادات الأشخاص الذين عاشوا في تلك الفترة وساهموا في تأسيس جيش التحرير المغربي لا ينفون العلاقة التي كانت تربطهم بأمير الريف وجهوده المتواصلة لدعم الكفاح المسلح في البلدان المغاربية. وحسب الأستاذ محمد الخواجة فقد " سافر مجموعة من أبناء اكزناية ( قبيلة ريفية) سنة 1952 لأداء فريضة الحج وأبرزهم عمر ابرقي واتصلوا بعبد الكريم في القاهرة , وأثناء مجالسة المجموعة له سألهم :" لماذا لا تقاتلون الفرنسيين" ؟ فأجابه ابرقي :" إننا على استعداد لذلك لكن السلاح ينقصنا " , فرد عليه الأمير :" السلاح خذوه من خزائن العدو "( عن كتاب " جيش التحرير المغربي 1951-1956 ... ومذكرات للتاريخ أم للتمويه "). وقد كتب المؤرخ الفرنسي "بيير فونتين" بعد حلول ابن عبد الكريم إلى القاهرة في كتابه " عبد الكريم مصدر الثورات في شمال إفريقيا" قائلا :" إن عبد الكريم الذي كان يحاربنا وهو شاب , في المغرب فقط , عاد اليوم يحاربنا في شمال إفريقيا , انه هو الذي يقود الثورات ضدنا في هذه البلاد ويهدد بذلك وجودنا فيها , ويقضي على كل أمل في الاستقرار , والتحكم والسيطرة عليها , حقا انه لا يحاربنا بنفسه , ولكنه هو عقل هذه الثورات وروحها , لآن أهل شمال إفريقيا ينظرون إليه كمثل أعلى للمجاهد الشريف القوي الشكيمة الصلب الإرادة الذي لا يلين ". جيش التحرير وانطلاق العمل المسلح: 1 – جيش التحرير المغربي وسؤال " النشأة": " الثورة يفكر فيها الدهاة وينفذها البسطاء ويستغلها الجبناء " لقد كانت فكرة تأسيس جيش التحرير من بين الأفكار التي راودت عبد الكريم الخطابي حين تواجده بمنفاه بالقاهرة , وكانت نداءاته وبياناته السياسية التي نشرتها وسائل الإعلام بالإضافة إلى لقاءاته المتعددة بأبناء الريف الذين شاركوا في حرب التحرير الريفية الأولى , تعدان من بين العوامل التي ساعدت في ظهور جيش التحرير على أرض الواقع . إن المصادر التاريخية قلما تنفعنا للحديث عن تفاصيل اللحظات الأولى لتأسيس أو نشأة جيش التحرير , فمذكرات زعماء الجيش المنشورة والغير المنشورة لا تسعفنا في ذلك , بل تزيد الأمور تعقيدا نظرا لتعدد الروايات وذهاب البعض نحو الخطاب الممجد للذات باستبعاده لجهود الآخرين في بناء الجيش . ويطرح إشكال أخر على مستوى الأطراف التي لعبت دور كبيرا في التأسيس ثم طبيعة التركيبة البشرية والمناطق التي كانت المزود الرئيسي لجيش التحرير بالمقاومين . ففي كتاب " اسعيد بونعيلات مسار مقاوم" لصاحبه عزيز الساطوري يتحدث فيه " اسعيد بونعيلات" بصدد نشأة جيش التحرير ويقول :" بدأنا نجري الاتصالات مع مختلف القيادات التي كانت قد لجأت إلى الشمال ومع عدد من المقاومين وأبناء المنطقة . كانت الأوضاع بالمنطقة الشمالية تشكل تربة خصبة لإطلاق جيش التحرير فقد كان المستعمرون الاسبان يغضون الطرف عنا ".(ص 51) وفي مكان أخر من الكتاب يجيب اسعيد بونعيلات بقوله " أن فكرة تأسيس جيش التحرير والأهداف التي وضعناها كانت في الدار البيضاء , بقرار من قيادة حركة المقاومة المسلحة وذلك بعد الحصار الذي ضربته قوات الاستعمار على الدار البيضاء بالخصوص ." ( نفس المصدر .ص 61 ). من الصعب الجزم القاطع برواية اسعيد بونعيلات في مجموعة من النقط وخاصة تلك المتعلقة بالمكان الذي" تأسس" فيه جيش التحرير نظرا لعدة إشكالات تطرح على مستوى التأسيس , فمن الصعب تعيين الدار البيضاء كمكان شهد نضوج فكرة العمل المسلح ضد المستعمر على اعتبار أن هذه المدينة كانت معقلا للحركة الوطنية التي لا تؤمن بالعمل المسلح , رغم أن البعض يذهب إلى تفسير ذلك بهجرة ساكنة المناطق القروية من الأطلس الصغير والمتوسط ... إلى هذه المدينة نتيجة النمو الاقتصادي الذي عرفته في الحقبة الاستعمارية. إن ما يمكن التأكيد عليه هو أن الدار البيضاء كانت تعد منطقة من بين المناطق التي زودت جيش التحرير بمجموعة من الضباط الفارين من الجيش الاستعماري , بالإضافة إلى مجموعة من القيادات التي هاجرت إلى هذه المدينة من قرى جبال الأطلس لتساهم في التركيبة البشرية للجيش . فقد " تيقن مقاومو البيضاء أن العمل المسلح في المدن ليس في صالحهم وتدبروا أمر وضع أسس بناء جيش التحرير في الجبال , وتم الشروع في ربط الاتصال ببعض عساكر ثكنة " بورنازيل" بنفس المدينة , ينتمون إلى الأطلس الكبير . وكان الملقب ب " بويفادن" أبرز شخص وقع التداول معه في هذا الشأن , وكان برتبة ضابط صف , وينتمي إلى تلك المنطقة الجبلية . وتم الاتفاق معه على استمالة عناصر من بلدته الجبلية من جهة بني ملال ." ( محمد الخواجة " جيش التحرير المغربي "..). إن " مقاومو الدار البيضاء وجدوا الحل في الكفاح المسلح بالجبال وكانت نيتهم تنظيم رجال " المخازنية " بثكنات المدينة لا سيما منه الذين ينتمون إلى الأطلس الكبير. " ( نفس المرجع ). من المؤكد أن منطقة الريف الشرقي هي التي عرفت العديد من المعارك ضد المستعمر مع انطلاق عمليات جيش التحرير , وعرفت مركزين اثنين لقيادة الجيش هما مركزي الناظور وتطوان , مع العلم أن هذا الأخير لم يلعب دورا كبيرا في قيادة العمل المسلح بل انه في بعض اللحظات كان يلعب دور المعرقل لسير العمليات العسكرية . وقد أشار محمد الخواجة في كتابه إلى مجموعة من الجهات شاركت في إعداد جيش التحرير في مرحلة التأسيس ومرحلة الهجوم , مع العلم أن هناك تفاوتات بين جهة وأخرى: - أبناء اكزناية شرعوا في إعداد الخلايا منذ 1951 . - قبائل مرموشة شرعت في نفس الاتجاه ابتدءا من 1952 . - اتصالات باقي فرقاء الأطلس المتوسط والريف وغيرهم , كانت مع لاجئي الناظور , لاسيما بعد وصول عباس ( المساعدي) و الصنهاجي إلى هذه المدينة المناضلة . - مقاومو الدار البيضاء... - تأسست لجنة تطوان على أساس التنسيق بين مختلف الجهات لتنظيم جيش التحرير في الجبال ... - في الناظور عهد إلى كل من عباس المساعدي والصنهاجي بالتنسيق بين قبائل الريف الجنوبية , و الأطلس المتوسط , وأيت يزناسن في المغرب الشرقي . - لجنة تحرير شمال إفريقيا وعلى رأسها محمد بن عبد الكريم الخطابي . إن من بين الأخطاء التي وقع فيها بعض المؤرخين الذين قاربوا موضوع " تأسيس" جيش التحرير والعناصر المكونة له والمناطق التي زودت الجيش برجال الحرب هي ذلك الخلط بين المقاومة التي ظهرت في المدن وبين جيش التحرير ,وفي كون هذا الأخير ليس إلا ابنا شرعيا للمقاومة وأنه من صنع رجالات الحركة الوطنية أو المقاومين في المدن الحضرية , وهذا ما وقع فيه الأستاذ الغالي العراقي عندما قال :" أن المقاومة وجيش التحرير فتحت جبهة الريف وحققت الخطوة الفاصلة , وبعد ذلك فتحت جبهة ثانية بمرنيسة , وتبعتها بني زروال لتعبيد مسالك أمنة لفيالق جيش التحرير بالأطلس , فلم يبقى للفرنسيين سوى الخضوع للأمر الواقع (...) فاستبدلت مقيمها العام وجمدت كل الاتصالات بالسياسيين وفتحت قناة الملك الشرعي وأقرت معه الترتيبات لرجوعه إلى فرنسا ."( الغالي العراقي " ذاكرة نضال وجهاد" ص 180 ). وليؤكد الغالي العراقي الارتباط بين المقاومة وجيش التحرير يقول في نفس الكتاب " إذا انطلقنا من أساس تكوين جيش التحرير أي من طينته الأصلية سنجد أن أكثر المشاركين في تأسيسه هم أصلا من المسئولين الحقيقيين ومن العناصر الأساسية لخلايا المقاومة المسلحة ( ص 200 من نفس الكتاب). لكن التاريخ الحقيقي يقول أن جيش التحرير تكونت خلاياه ما بين 1951 و 1952 في منطقتي اكزناية ومرموشة حسب الأستاذ الخواجة . وطيلة السنوات المتبقية لتاريخ اندلاع ثورة 2 أكتوبر 1955 , عرفت خلايا هذه المناطق تنظيما محكما وتفاعلا أمام الأحداث الدولية والوطنية . دون أن ننسى أن رواد جيش التحرير الأوائل بالريف كانوا في معظمهم قادة و جنودا حاربوا إلى جانب عبد الكريم الخطابي في حرب الريف الأولى , أما الاتصالات بقيادة الناظور وتطوان فقد جاء متأخرا سنة 1955 بعدما علم هؤلاء بوجود تنظيم محكم ومتقدم في الريف . أ- تأسيس لجنة التنسيق لجيش التحرير المغاربي : تأسست هذه اللجنة في مدينة الناظور من أجل التنسيق بين الحركات التحررية على مستوى البلدان المغاربية , وذلك بعد لقاءات متعددة بين ممثلي الكفاح المسلح في البلدان الثلاث , وقد فرضتها ضرورة تزويد ولية وهران بما تحتاجه من سلاح خصوصا بعد أن تمكنت الثورة الجزائرية من الحصول على كميات مهمة منه نقلتها إلى شواطئ الناظور في مارس 1955 الباخرة " دينا" . وحسب المؤرخ الجزائري " منور مروش" ف " كان أكثر الطلبة المتطوعين يؤيدون الاتجاه المغاربي الوحدوي الجذري وكانوا متحمسين لكون المقاومة المسلحة في المغرب وتونس أعلنت ارتباطها العضوي بالثورة الجزائرية حيث تشكلت في الناظور في 15 جويلية 1955 " لجنة التنسيق لجيش تحرير المغرب العربي" ووضع لها ميثاق أساسي صودق عليه بالإجماع وانتخبت اللجنة كاتبا عاما هو عباس المساعدي من المغرب وأمينا لها هو محمد بوضياف من الجزائر , وكان من أعضائها العربي المهيدي من الجزائر وعبد الله الصنهاجي عن المغرب .وكان الاتفاق على أن ثلثي الأسلحة يوجه إلى للجزائر والباقي لجيش التحرير المغربي وأن تتكون مراكز سرية في المغرب لمساعدة الثورة الجزائرية وتفتح مدارس للتدريب العسكري يشرف عليها العربي بن المهيدي وعباس المساعدي . وتقرر تاريخ 2 أكتوبر 1955 لانطلاق انتفاضة تحررية شاملة ." ( عن كتاب " جيش التحرير المغاربي 1948-1955 " أعمال ملتقى مؤسسة بوضياف ). 2- جيش التحرير بين قيادة الناظور ومركز تطوان : لقد كانت مدينة الناظور ملجأ لعدد كبير من اللاجئين وبعض" الوطنيين " الذين غادروا المنطقة الفرنسية إلى المنطقة الخليفية بعد مطارداتهم من طرف الاستعمار الفرنسي , وكان هؤلاء يتم إيوائهم في أماكن خاصة بعيدا عن الشبهات . وحسب الأستاذ اسعيد بونعيلات :"... ففي البداية كان عبد الكبير الفاسي قد بعث لنا بضابط ألماني كان هو الذي أشرف على الكوماندو الذي كلف باختطاف موسوليني , وقد استقبلته أنا و"السكوري" عندما حل بتطوان , وكان متحمسا للإشراف على تدريب المقاومين (...) , لكن أحمد زياد الذي كان مكلفا من طرف الحزب بتدبير أمور اللاجئين رفض صرف المبالغ الخاصة بإقامة هذا الضابط (...) مما جعله يعود إلى بلاده. بعد ذلك سيتكفل بهذه المهمة الجزائري عبد القادر بوزار الذي (...) كان على متن الباخرة التي حملت السلاح إلينا من مصر." ( عن كتاب " اسعيد بونعيلات مسار مقاوم " عزيز الساطوري). هكذا إذن كانت الانطلاقة الأولى لمركز تطوان , فبعد المشاكل التي وقعت مع الضابط الألماني تم تسليم المهمة لأحد الجزائريين لتسيير هذا المركز . فمن هو إذن عبد القادر بوزار ؟ عمل بوزار في الجيش الفرنسي وتقلد منصبا ساميا في إدارة الحماية بالرباط , ثم التحق بالقاهرة بعد تمرده على الاستعمار الفرنسي , وكلفه بعد ذلك الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بلة باصطحاب السلاح الذي أرسل لتحرير شمال إفريقيا ومنذ ذلك الحين استقر بتطوان , لتكوين ما كان يسمى يجيش الرهوني ( أو الزرهوني في بعض الكتابات ) . وقد حملت المدرسة العسكرية بتطوان على عاتقها مهمة تكوين ضباط لقيادة جيش التحرير المغربي فإلى أي حد وصلت إلى ذلك الهدف ؟ وهل كانت هناك رؤية واضحة لدى هذا المركز لقيادة الكفاح المسلح ؟ وما ما هي الأسباب التي جعلت قيادة تطوان تدخل في صراع مع مركز الناظور ؟. يلقي الأستاذ محمد الخواجة- في كتابه السالف الذكر- أضواء على تجربة هذا المركز والأخطاء الكبيرة التي وقع فيها من خلال قراءاته النقدية لكتاب عبد القادر بوزار : « L’armée de libération National Marocain : 1955-1956 » وقد قام بجرد هذه الأخطاء من بينها : - اختيار الأسبوع الثالث من شهر دجنبر الذي يصادف الشتاء القارس في جبال الريف والأطلس للشروع في المعارك يعد مغامرة غير محسوبة العواقب وتنم عن حسابات ضيقة - الانطلاق دون تحديد تاريخ للهجوم الأول ولا الاتفاق على حيثياته , علما أن بوزار انفرد باتخاذ هذا القرار , يجعل المرء يحتار لآمر لجنة تطوان . - إذا كانت هناك مدرسة لتكوين اطر حربية بتطوان أعدت كوادرها لحمل السلاح , فلا شك أنها كانت تفكر في تزويد المقاتلين -الذين يكتسحون الجبال والهضاب- بالأسلحة المختلفة الكافية , لكن حينما يتسلم هؤلاء السلاح وهم على مشارف مواجهة العدو لا يجدون إلا سلاحا متقادما لا يرقى إلى تطلعاتهم . - الأمر العظيم الذي استحوذ على بوزار هو تنفيذ وصية الدكتور الخطيب المتمثلة في الانتقال إلى الأطلس في أسرع وقت ممكن وبأي ثمن وعلى رأس 18 مقاتلا . وقد رسم الأستاذ الخواجة صورة كاريكاتورية عن ذلك بقوله " تصور معي 18 مقاتلا شبه حفاة عراة منهكين استبدت بهم الأمراض , تاهوا عن الطريق , قائدهم يسير متكئا على عصا , قوات العدو تبحث عنهم , يطلقون هنا وهناك بعض الرصاصات يوهمون بها العدو أنهم جحافل انطلقت من عقالها ..." ( ص 181 من الكتاب ). لقد وقعت لجنة تطوان في خطأ كبير عندما اتخذت من جيش التحرير- وقيادته بالناظور – موقفا سلبيا , يتضح ذلك بشكل جلي في الكتابات التي أرادت النيل منه , فحين كانت القوات الفرنسية تدفع بآلاف جنودها إلى ميدان المعركة كانت جماعة تطوان تكيل له الانتقاد وتحاول النيل من معنوياته وهو في عز مواجهة العدو , بل وتستفز أعضائه بكل الوسائل , لتجعل الجميع يعتقد أن الحرب ستنتهي باستسلام الجنود والأهالي , ولما لم يتأتى ذلك وضعت لجنة تطوان من بين أهدافها فك الحصار عن جيش التحرير وقيادته بالناضور , لكن ما " ظهر جليا أن السبب لا يعدو مشاركة هذا الجيش ( مركز تطوان) في اقتسام الكعكة بعد أن لاحت في الأفق تباشير الاستقلال" ( محمد الخواجة.ن.م). لقد اعترف بوزار في كتابه بالفشل الذريع الذي مني به دون أن يعطي أسباب وجيهة لذلك حيث يقول :" ملاحظة هامة برزت بأحرف كبيرة حول هذا البرنامج ( إرسال جيش مركز تطوان إلى الحرب) .بدأنا الحرب دون قيادة , بدون وسائل الاتصال , بدون سلسلة من الملاجئ , بدون معلومات حول العدو , بدون أموال , بدون تمويل بصفة عامة ." . أليست هذه الصورة التي يشهد فيها شاهد من أهل هذا الجيش على غياب إرادة ورؤية واضحتين في مقاومة المستعمر تعبير عن أهداف غير معلنة ستتضح معالمه بصفة كبيرة بعد محادثات ايكس-ليبان , إذ لم يمر على توقيعها أشهر حتى تسلق جل أعضاء هذا " الجيش" المراتب العالية لا سيما في الجيش الملكي فيما تعرض أبطال جيش التحرير الحقيقي للتصفية الجسدية وللتغييب الممنهج...لذا فالتساؤل يبقى مشروعا حول الأهداف الحقيقية والغير المعلنة لتأسيس هذه القيادة بتطوان وفي لعبها لدور سلبي تجاه جيش التحرير الحقيقي؟ . حينما نقرأ كل هذا نستنتج أن هذا الجيش كانت له أهداف أخرى بعيدة عن خوض حرب تحررية بتنسيق مع الدول المغربية الثلاث , لآن هذا الجيش المزعوم حسب الأستاذ الخواجة " قد شرع في تدريبه قبل التداريب المنظمة لبعض أفراد جيش التحرير بالريف , وكان يوجد بمنطقة أمنة وتحت إشراف القيادة بتطوان, وأطره أتت من كل جهات المغرب عن طواعية واختيار . وأغلبهم تكون لديه حماس بفعل وعيه الحق بأهمية المعركة . والقيادة كانت لها اتصالات مكثفة مع جهات متعددة. فكيف يتأخر موعد انطلاقه ؟ وكيف لا توفر له كل الأسلحة الضرورية والتخطيطات الدقيقة ؟ علما أن بوزار يؤكد جيدا أن تخطيطاته كانت وليدة الساعة . فالشيء الوحيد الذي وضع بين يديه هو الانطلاق بأسرع وقت ممكن للوصول إلى الأطلس ؟ وتبقى علامة الاستفهام واردة : لماذا الاطاليس؟ (...) وبمجرد توقيع وثيقة الاستقلال يتخلى بوزار عن قيادة هذا الجيش ..." ( ص 201.202 من نفس الكتاب). 3- انطلاق العمليات المسلحة لجيش التحرير : كانت اللقاءات تتم بصفة مستمرة بين الثوار في منطقة الريف وبالخصوص بين أبناء قبيلة " اكزناية " وبعض لاجئي تطوان والناظور , وقد انعقدت هذه اللقاءات ابتداءا من 17 يونيو 1955 , كما كانت هناك لقاءات من قبل ومن بعد بأبناء الأطلس المتوسط الوافدين على الناظور من منطقة " ايموزار مرموشة " " بركين" وغيرها , إضافة إلى الاتصالات التي عقدها عباس المساعدي مع العديد من الثوار . ووزعت حمولة الباخرة " دينا" ( المتكونة من الأسلحة ) على بعض الجهات التي أبدت رغبتها في المشاركة الفعلية في الحرب التحررية. كما تم اختيار قيادة الناظور للتنسيق مع الجهات المعنية بالثورة على اختيار الجهات والمراكز في الأطلس المتوسط والريف لإشعال الحرب التحررية . ففي منطقة الريف ثم اختيار مجموعة من المناطق الإستراتيجية الخاضعة للمستعمر الفرنسي والتي تنتمي حاليا لإقليم تازة من بينها : بورد ,أكنول , تيزي وسلي , صاكا, وفي الأطلس المتوسط تم التركيز على كل من : ايموزار مرموشة , بركين , تاهلة , أدرج , هرمومو , سكورة وبولمان . وفتحت بعض المراكز للتدريب في الجهة المحاذية لملوية السفلى قرب " زايو" وفي منطقة قبيلة " اكزناية " . وبمجرد ما تم التوافق على المراكز المستهدفة إلى جانب تسمية العناصر القيادية التي ستحظى بشرف انجاز العمليات , زودت كل الفرق بقطع الأسلحة من حمولة الباخرة " دينا" . أ- هجمات أعضاء جيش التحرير على مراكز المستعمر : - منطقة بورد : انطلقت عمليات جيش التحرير في 2 أكتوبر 1955 على الساعة الواحدة صباحا , و سلمت 14 بندقية للمكلفين بالهجوم على مركز بورد مع إضافة مسدس واحد , وتم الهجوم حسب الخطة الموضوعة فكل رئيس خلية أخذ موقعه وبعد انقضاء أربع وقع المركز في أيدي جيش التحرير بكامله . - منطقة ايموزار مرموشة : بدأ الهجوم على الساعة الواحدة صباحا وسرعان ما سقطت المواقع المستهدفة وتم الاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة والذخيرة , وقتل قائد الموقع إلى جانب العديد من الجنود , كما سقط بعض الشهداء من جيش التحرير . - منطقة تافغالت : وجدت الفرقة المكلفة بالهجوم على المركز نفسها أمام القوات الفرنسية ونظرا للمفاجأة قام قائد المجموعة بإعطاء أوامره بالهجوم على الجنود الفرنسيين , وفي اليوم الثالث تم إعداد هجوم جديد بتوجيه من عباس المساعدي وبمساهمة من مجموعة من اللاجئين , وتم الهجوم على مواقع الجيش الفرنسي فألحقوا بهم خسائر فادحة ... - منطقة بركين بالأطلس المتوسط: فشل الهجوم على هذا المركز وتم إبعاد رجال جيش التحرير الذين قرروا الالتحاق بالريف يعد أن علموا أن مجموعة من مناطق الأطلس المتوسط لم تنجح فيها الهجمات. وقد قام الأستاذ محمد الخواجة بإحصاء مجموعة من المعارك التي دارت في هذه المناطق اعتمادا على مذكرات مجموعة من رجال الجيش الذين كان لهم شرف المشاركة في الحروب التحريرية , ورغم ذلك فالعديد من المعارك لم يتم التأريخ لها كما هو الشأن بالنسبة لمراكز تيزي وسلي وبورد وأسويل
وقد اقتصر الأستاذ على المعارك التي دارت في الأسبوعين الأولين من بداية المعارك بين 2 و 17 أكتوبر 1955: - معركة بورد – معركة لاباز – معركة غابة البلوط – معركة ثاورا – معركة بوزنيب – معركة تيزي وسلي – معركة ايموزار مرموشة – معركة بركين – معركة ضواحي اجدير – معركة ادهار أجنا – معركة ثاوريرت نتفايلا – معركة سوق الجمعة – معركة واد اهراسن – معركة المانتالا – معركة تغدوين – معركة روضة السلطان
لقد كانت لمعارك جيش التحرير واستهدافه للمراكز الإستراتيجية للمستعمر الفرنسي في مناطق الريف والأطلس المتوسط صدى لدى القوى الاستعمارية ولدى مجموعة من التنظيمات السياسية المغربية وجزء من رجال الحركة الوطنية التي رأت في عملياته تهديدا مباشرا لها ولإستراتيجيتها في النضال لتحقيق الاستقلال عن الاستعمارين الفرنسي والاسباني , وقد كانت الساحة السياسية المغربية آنذاك تموج بمجموعة من الطروحات المتباينة في طريقة الحصول على الاستقلال بين من يبدي إرادة قوية في طرد المستعمر بالمقاومة المسلحة وبين من يرتكز على مبدأ المفاوضات السياسية , وهنا كانت القطيعة بين الفصيلين المتصارعين وكان جيش التحرير هو الضحية بتصفيته من الوجود . تصفية جيش التحرير الأسباب والتداعيات: 1- اغتيال قائد جيش التحرير عباس لمساعدي : " إن ما أزال شوكة مزعجة من قدم الملكية هو الرحيل السريع لجيش التحرير, وتذويب فرقه وإدماجه في الجيش الملكي " (" دال" في كتابه " الملوك الثلاثة" ص 55 ). " عند زيارة المهدي بن بركة رحمة الله عليه لتطوان طلب منا توقيف المقاومة وجيش التحرير حتى تقبل فرنسا بالمفاوضات " ( الدكتور الخطيب في الذاكرة الوطنية ...). أثناء نبشنا في موضوع تصفية جيش التحرير تبين لنا أن الكتابات التي تطرقت لهذه القضية قليلة جدا وتعتريها مجموعة من النواقص لا على مستوى الجدة والموضوعية ولا على مستوى التناول التاريخي المحض حيث يغلب عليها التحليل الوصفي الذي يقوم بسرد الأحداث دون تحليل عميق لها , وطابع التخوف من مسائلة هذه الحقبة المهمة من تاريخ المغرب لأنها تشكل فترة تأسيسية للنظام المخزني المغربي وبالتالي فالباحث يتحفظ من طرحها للنقاش العمومي وان طرحها فبشكل مشوه يغيب الأسئلة الحقيقية والجوهرية . فالفراغات والبياضات التي تعتري هذه الحقبة التاريخية تستدعي منا شيئا من التروي في إصدار الأحكام وفي طبيعة التحليلات التي سنلتمسها في مقاربتنا لهذه الإشكالات , من مثل تصفية جيش التحرير , اغتيال عباس المساعدي , مصير مقاومي الجيش , الاغتيالات التي استهدفت مجموعة من قيادات الجيش , التنظيمات التي كانت لها مصلحة في إبعاد جيش التحرير عن الساحة السياسية المغربية , الأطراف التي ساهمت إن بشكل مباشر أو غير مباشر في استهداف جيش التحرير وقياداته , دور المؤسسة الملكية وعلاقاتها مع جيش التحرير ... كل هذه النقط تحتاج إلى إعادة قراءة لأدوارها في مغرب ما قبل وما بعد اتفاقات ايكس ليبان
إن استهداف عباس لمساعدي باعتباره أحد القادة الفاعلين في الميدان كان يحمل في طياته محاولة إسكات صوت البندقية وإسماع صوت المفاوضات التي كانت أطراف الحركة الوطنية بمعية القصر تمهد لها بتنسيق مع المستعمر الفرنسي , وبالتالي فكل تشويش عليها قد يؤدي إلى إفشال هذه المفاوضات في المهد, وباعتبار جيش التحرير رافض لمبدأ التفاوض فانه يبقى مستهدفا في قياداته وفي خطه السياسي المرتكز على المقاومة المسلحة وتحرير الشعوب المغاربية من نير المستعمر بقوة السلاح
إن البحث في حيثيات التفاصيل الصغيرة التي صنعت اغتيال عباس لمساعدي وبالتالي تصفية جيش التحرير المغربي يكتنفه الغموض والكثير من الحذر الذي يجب على الباحث أن يتحلى به , نظرا لتعدد الروايات وتناقضها في نفس الوقت , وتحميل البعض لمسؤولية الاغتيال لطرف دون أخر , والتركيز على روايات دون أخرى ... كل هذه العقبات والحواجز ستقف دون الخروج باستنتاج نهائي وحل أخير لغموض اغتيال عباس لمساعدي , دون أن ينفي هذا المسؤولية المباشرة التي تتحملها بعض الأطراف في الحركة الوطنية المتحالفة مع القصر في جريمة الاغتيال , وهذا ما سنحاول إبرازه في هذا البحث متمسكين في ذلك بخيط رقيق من موضوعية المؤرخ ورغبته الدفينة في إثارة الأسئلة والإشكالات دون محاولة الخروج برأي نهائي في هذه المسألة
لقد حل عباس لمساعدي بقيادة الناظور بعد أن وضعت أسس بناء حركة مسلحة بالريف في شهر يوليوز 1955 , وقام بالاتصال بمجموعة من الجهات المحسوبة على المقاومة وخاصة بالريف الجنوبي الخاضع للسيطرة الفرنسية , وكانت سرعة تنقلاته من جبهة إلى أخرى واستقدامه لمجموعة من الشخصيات النافذة وزعماء التنظيمات الموجودة في الأطلس المتوسط إلى الناظور خير معين له لإبراز قدراته القيادية
وطيلة أيام الحرب التحررية كان عباس ينتقل بين المراكز القريبة من الحدود الاسبانية من حين لأخر , وحسب الأستاذ الخواجة في كتابه " جيش التحرير المغربي " فانه " لم يثبت وصوله إلى المواقع الأمامية الساخنة , كما لم تثبت مشاركته في أية معركة . وخلاصة القول يؤكد المحاربين في جبال الريف أن عباس المسعدي لم يصل جهات مثلث الموت ومرموشة إلا بعد الإعلان عن الاستقلال في 2 مارس 1956 ."
إن هذه الشهادة تثير مجموعة من التساؤلات إذ كيف يمكن لعباس الذي لم يكن مشاركا في أية معركة قبل " استقلال " المغرب أن يصبح في وقت قياسي على رأس مقاومين شاركوا في الحرب ؟ هل ما قاله الخواجة على لسان المشاركين في المعارك يمكن الاعتداد به تاريخيا ؟ كيف استطاع في ظرف وجيز أن يمتلك حس القادة الميدانيين مع العلم أن حياة عباس لمساعدي قبل التحاقه بقيادة الناظور تبقى غير معروفة وبالتالي فالأسئلة تبقى معلقة وبدون أجوبة نهائية
شروع عباس لمساعدي في قيادة جيش التحرير بعد " استقلال" المغرب وإفراز الساحة السياسية المغربية لتنظيمات وتوجهات حزبية مضادة لمشروع حمل السلاح كان من بين العوامل التي ساعدت هذه الأطراف في الدخول في مواجهة مع جيش التحرير , باعتبار أن الصراع أصبح بين مفاوض جلس مع المستعمر في محادثات ايكس ليبان ووافق على استقلال مشروط ومنقوص وبدأ في بناء أسس " دولة عصرية " تحمي مصالح الحركة الوطنية وبين جيش حمل على عاتقه مقاومة الاستعمار وتحرير المغرب والجزائر من بقايا السيطرة الامبريالية , هذا الصراع ظهر أكثر في علاقات عباس لمساعدي بكل من حزب الاستقلال والقصر وبعض القيادات في " المقاومة" وبالخصوص قيادة تطوان . لقد بدأ استهداف عباس لمساعدي بمحاولة إبعاده عن قيادة جيش التحرير في أواسط غشت 1955 أي قبل انطلاقه بحوالي شهر ونصف حيث قامت قيادة تطوان بإرسال رسالة إلى عبد الله الصنهاجي بالناظور حيث كان يقيم عباس المنهمك في التنسيق والإعداد لانطلاق جيش التحرير . أما رواية الصنهاجي في مذكراته حول هذا الحادث فتؤكد :" ...ومن مضمون فحوى تلك الرواية تحققت بأن هناك مؤامرة تحاك ضد خطة جيش التحرير المتكون من أبناء البادية , فأرسلت على الفور إليهم رفيقي عباس على متن الطائرة , وبمجرد وصوله أبلغوه بأنه معزول من المسؤولية التي كان مكلفا بها ووضعوه تحت الإقامة الإجبارية (...) أعادوا الاتصال بي هاتفيا في الناظور مؤكدين على ضرورة حضوري (...) وقبل ذهابي إلى مقر الاجتماع ذهبت مسرعا إلى مكان وجد عباس الذي بدخولي عليه اخبرني بان الجماعة عزلته عن المسؤولية وأنه مسجون في ذلك المنزل , فتركته هناك وقصدت إلى منزل الغالي العراقي المنعقد فيه الاجتماع , وعندما دخلت إلى القاعة وجدت المجتمعين فيها تسعة أشخاص وهم :الدكتور عبد الكريم الخطيب , الدكتور عبد اللطيف بن جلون , الحسن بن عبد الله الوزكيتي , الحسين برادة , اسعيد بونعيلات , الغالي العراقي , وعبد الكبير الفاسي (...) الذي أبلغني بان الجماعة تنتظرني لتطلعني على تقرير مفصل عن خطتها [ وكان مضمون التقرير هو انه لا داعي لعمل جيش التحرير مادام قد تم الاتفاق مع فرنسا حول الاستقلال ] وعندما تيقنوا باني غير متفق معهم (...) أبلغوني على لسان الخطيب هذه المرة بحضور الجميع بأنهم تراجعوا عن خطتهم على أساس أن أتحمل مسؤولية جيش التحرير وحدي دون عباس ." فشلت هذه الخطة وعاد عباس إلى الناظور واستأنف نشاطه في جيش التحرير , ويستنتج مما قاله الصنهاجي أن نية إبعاد عباس وتصفية جيش التحرير بمبرر الحصول على الاستقلال بالمفاوضات كانت فكرة اختمرت في ذهن جماعة تطوان وفي عقول الحركة الوطنية والقصر , لكن استمرار الجيش في مقاومته المسلحة دون الاكتراث لمثل هذه الضغوطات سيؤدي بالأعداء لتفكير في طرق أخر والتحالف مع أشخاص أحرين لتنفيذ مخططاتهم . لقد أحس عباس لمساعدي بحجم التهديدات التي تستهدفه وخاصة من طرف جماعة تطوان التي يقودها الدكتور الخطيب , ويظهر ذلك في تصريحات" الغالي العراقي" حيث يقول بصدد علاقاته بعباس لمساعدي:" وفي شهر يوليوز 1955 تقرر إرسال عباس المساعدي إلى الناظور للإشراف على الجانب العسكري في المركز الذي تأسس كقيادة جهوية ليكون قريبا من جبهات القتال , لكن بعد شهر بدأت تكثر شكاويه هو والصنهاجي واغرقا القيادة المركزية بكتابات ومراسلات وانتقادات تفوح منها رائحة السياسة . وكنت قبل رحيله إلى الناظور قد أفهمته مرارا أننا في جيش التحرير لا شان لنا بأمور السياسة والسياسيين وكنت أقول له : إذا كان المهدي بن بركة قد صدك عندما ذهبت إليه لتطلب المساعدة للمقاومة فدعه واتركه لضميره( ...) كان يتدخل في قرارات ويدعي بأن القيادة الحقيقية للجيش توجد في الناظور وأن علينا أن نلتحق بها (...) وبسبب نقمة عباس على حزب الاستقلال كان يؤاخذ علينا تكليف الأستاذ عبد الرحمان الفاسي بالاتصالات في الخارج وتنسيقنا مع عبد الكبير الفاسي وبالدكتور عبد اللطيف بنجلون , وكانت تردد جملة مفادها : عندنا فاسي في القاهرة وأخر في مدريد وواحد في تطوان " ( " جيش التحرير المغربي – مجلس القيادة " إعداد وتقديم محمد خليدي- محمد خباش , منشورات إفريقيا 1989 ). بعد الإعلان عن الاستقلال الشكلي للمغرب بمباركة من القصر والحركة الوطنية بقيادة حزب الاستقلال , قام عباس لمساعدي بالاجتماع مع بعض أعضاء جيش التحرير وحاول تكوين قيادة موحدة بقبيلة اكزناية من أجل ضمان مخاطب واحد موثوق بتفويض أمر القيادة إلى الغابوشي لتمرسه على الانضباط العسكري , لكن مشروعه فشل لأسباب تبقى غير معروفة , لذا كان عليه الانتظار حتى ربيع 1956 عند تكوين قيادة عامة لجيش التحرير بأكنول , ليصبح زعيما لها بدون منازع , يأتمر كل القادة بأوامره , وظهرت مكانته بشكل كبير بعد عودته من القاهرة أواخر فبراير 1956 , حيث كانت له لقاءات مع الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي , الذي كان يدعمه سياسيا وماديا من منفاه بالعاصمة المصرية . وتتسلسل الأحداث بشكل درامي حيث سيحضر عباس لمساعدي بمعية رجالات جيش التحرير يوم 30 مارس 1956 الاستقبال الذي خصهم به الملك , ويروي عبد العزيز الدوائري أقضاض حيثيات وتفاصيل هذا الاستقبال وهو يشير إلى العديد من الإشارات القوية بخصوص علاقات عباس مع رجال الحركة الوطنية حيث يقول :" ذهبنا جميعا رؤساء جيش التحرير (...) إلى القصر الملكي (...) مرتدين جلابيبنا الريفية مسلحين تحتها بمسدساتنا الشخصية, وبينما نحن واقفون (...) إذ شاهدنا المرحوم عبد الخالق الطريس زعيم حزب الإصلاح الوطني آنذاك في تطوان يتقدم نحونا (...) فاعترض طريقه الأخ عباس المسعدي فقال له:" ماذا قدمت لرجال هذه الأسرة من عمل حتى تسلم عليهم أو تحييهم ؟ فتوقف عن المشي خجولا قبل أن يصل إلينا..."
لقد كانت للرسالة التي بعثت لقيادة جيش التحرير بأكنول بتاريخ 4/6/1956- والتي تتضمن إرسال مجموعة من قيادات حزب الاستقلال وعلى رأسهم المهدي بن بركة للتفاوض مع قيادة الجيش – دلالة كبيرة في الإلمام بقضية اغتيال عباس لمساعدي , وقد جاء في مذكرات عبد العزيز أقضاض أنه :" بينما كان الإخوان (...) مجتمعين مع قادة جيش التحرير دخل عباس ووقف بالباب في حالة غليان فوجه كلامه للحاضرين (محمد البصري , المهدي بن بركة , اسعيد بونعيلات ) قائلا :ما ذا تعملون هنا أيها الزنادقة ؟ اذهبوا إلى الدار البيضاء إن كان لكم بها عمل , أما الريف فليس لكم فيه عمل وغادر الثلاثة الموقع في الحين ." لقد كانت أهداف مجموعة حزب الاستقلال واضحة تتجه نحو دفع جيش التحرير إلى إنهاء المعارك مع العدو على اثر رجوع محمد الخامس والتوقيع على معاهدات " الاستقلال" مع فرنسا واسبانيا , حيث بدأ الحديث إذاك عن إدماج الجيش في القوات المسلحة الملكية التي ستتأسس فيما بعد . بعد وقوع هذه الحادثة بأيام سيتم اغتيال عباس لمساعدي يوم 14 يوليوز 1956 من طرف من لم تكن له مصلحة في استمرار مقاومة جيش التحرير لبقايا المستعمر الفرنسي والاسباني في المغرب والجزائر , وقد اتهم آنذاك حزب الاستقلال بتدبير عملية الاغتيال وبالضبط المهدي بن بركة الذي كانت له خلافات مع لمساعدي أكثر من أي شخص أخر , حيث يستغرب بعض المؤرخين سكوت المهدي – الغير المبرر- عن الاتهامات الموجهة إليه وعدم دفاعه عن نفسه منذ 1956 إلى غاية 1965 غداة اغتياله بفرنسا
رغم أن الدلائل التاريخية تعوزنا في تحديد المتهم الرئيسي إلا أن بعض البديهيات تفرض نفسها أثناء محاولة الإجابة عن سؤال من كانت له المصلحة في اغتيال لمساعدي ؟
إن بعض الشهادات التي قدمناها في هذا الفصل ربما تقربنا أكثر من الأطراف التي ربحت عدة رهانات بإبعاد عباس عن الساحة , من بينها حزب الاستقلال والقصر اللذين كانا المتضررين الأوائل من تواجد جيش التحرير ومن قائده لمساعدي , وإلا فكيف يمكن تفسير إدماج جيش التحرير في الجيش الملكي مباشرة بعد مقتل عباس لمساعدي؟ 2- "إدماج" جيش التحرير في الجيش الملكي: مباشرة بعد اغتيال قائد جيش التحرير عباس لمساعدي بتواطؤ بين حزب الاستقلال وبعض الأطراف التي لم تكن لها مصلحة في بقائه على قيد الحياة , قام النظام المغربي بالتفكير في الآلية التي ستمكنه من التحكم في الجيش وإيقاف تحركاته التي تزعج النظام الملكي والمستعمرين الفرنسي والاسباني خاصة بعد فسخ عقد الحماية , وبقاء بعض المناطق المغربية تحت الاحتلال , واستمرار الجيوش الاستعمارية في ثكناتها بمجموعة من المدن المغربية ...فكانت فكرة تأسيس جيش ملكي يوجد على رأسه الملك محمد الخامس وابنه الحسن كرئيس أركان الحرب ورضا كديرة كوزير للدفاع الوطني . كان ولي العهد الحسن, مهندس فكرة إدماج جيش التحرير لدى كان عليه الانتقال ليل نهار بالطائرة إلى الأقاليم التي تتواجد فيها مراكز الجيش , وبرفقته مجموعة من "قيادات " ما يسمى بجيش الرهوني بتطوان وعلى رأسهم عبد الكريم الخطيب . إن مذكرات أعضاء الجيش والكتابات التاريخية لا تقدم أي شيء عن الطريقة التي كانت تتم بها " مفاوضات" الإدماج بين الطرفين وعن ماهية الشروط والضمانات التي تم تقديمها للمقاومين. إن ما يبقى مجهولا وغامضا في تاريخ جيش التحرير بعد اتفاقيات ايكس ليبان هي الطريقة التي تم بها إقناع بعض قيادات الجيش للالتحاق بالجيش الملكي , , مع العلم أن " أدبيات " الجيش كانت تدعوا إلى عدم إيقاف الحرب التحررية إلا بعد نيل الاستقلال الكامل للمغرب والجزائر . إذا كانت سياسة الاغتيالات والتصفيات التي استهدفت قادة الجيش قد وصلت إلى تحقيق بعض من أهدافها مثل إضعاف قدرات الجيش على المستوى القيادي و على مستوى التحرك الميداني , فان السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو كيف لم يستطع جيش التحرير إنتاج قيادات قادرة على الاستمرار في خطها التحرري ؟ وكيف أن اغتيال عباس لمساعدي كانت اللحظة التي أدت إلى نهاية جيش التحرير في المنطقة الشمالية ؟ إن الجيش الملكي لم يستطع إدماج مجموعة من القيادات الميدانية والتي كانت لها طموحات أكبر من خدمة أهداف دولة الاستقلال , فبعض العناصر تحولت مباشرة إلى الجبهة الجنوبية من المغرب لمقاومة الفرنسيين في موريتانيا, والأسبان في مناطق مثل أيت باعمران وطاطا واكلميم ... فيما التحق البعض الأخر بالأحزاب المغربية التي ظهرت مباشرة بعد " الاستقلال " وعند تتبع مسار البعض منهم ندرك أن روح التغيير الجذري كانت ولا تزال ضمن اهتماماتهم إلى غاية السبعينات , فيما اختار البعض الأخر – وخاصة الذين سبق لهم التواجد في جيش التحرير الجنوبي – تأسيس " جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" في بداية السبعينات . خاتمة: لقد كان جيش التحرير المغربي بالشمال المعبر الحقيقي عن طموحات الشعب المغربي في مواجه الاستعمار الفرنسي والاسباني , وكانت إستراتيجيته في المواجهة نابعة من تراث الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي كأن أحد مهندسي ومؤطري الانوية الأولى التي قامت بتأسيس الجيش بقبائل اكزناية الريفية , وكانت تعليماته الموجهة إلى الحركات التحررية المغاربية تجد لها صدا من لدن القادة والمقاومين والذين جسدوها على الميدان في شكل حرب عصابات استطاعت أن تخلخل حسابات الاستعمار وأذنابه في المغرب وتقودهم إلى الارتماء في أحضان مخططات تستهدف إيقاف هذا المد التحرري
وقد لعب النظام المخزني المغربي وأحزاب الحركة الوطنية دورا كبيرا في تصفية الجيش ومحاولة إبعاد صوته عن الساحة السياسية المغربية عن طرق الاغتيالات والدسائس واحتواء بعض المقاومين بفتح أبواب الإدماج في الجيش الملكي
رغم أن البحث التاريخي في هذا الميدان ما زالت تكتنفه بعض الصعوبات على مستوى المادة التاريخية وعلى مستوى الهواجس الأمنية والسيكولوجية المرتبطة بعقد تم تكريسها لسنوات طوال في نفسية الباحث المغربي , والتي أدت به إلى البحث في التاريخ السياسي للدول والشخصيات وغض الطرف عن تاريخ الهوامش وتاريخ المبعدين عن التناول التاريخي الرسمي , مما أدى إلى تشكل نوع من القطيعة بين الإنسان المغربي وبين تاريخه بمحاولة ربطه بلحظات تاريخية أسطورية لا توجد إلا في ذهنية النظام المخزني المغربي , والذي عمل على إنشاء تاريخ مفارق للواقع المغربي نظرا لامتلاكه ترسانة من الباحثين والمعاهد التي عهد إليها صناعة تاريخ من نوع أخر...