بشرى الخلفيوي : إن تجسيد المساواة واستقلالية المرأة الأمازيغية يتطلب إدماج مقاربة النوع الاجتماعي في عمل الحركة الجمعوية
زهرة قبيع : المرأة بالريف خطت خطوات هامة باتجاه تحررها واعتبارها مواطنة كاملة الحقوق والواجبات
احتضنت مدينة الناظور يومي8 و9مارس2008 أنشطة أمازيغية متنوعة احتفالا بالذكرى السنوية لعيد المرأة العالمي ، فقد نظم منتدى نوميديا للأسرة والطفل وجمعية ثسغناس للثقافة و التنمية صباح يوم السبت8مارس الجاري مائدة مستديرة شاركت فيها الفاعلات والفاعلين الجمعويين حول موضوع "حضور المرأة في المشهد الجمعوي بالريف " وكانت المائدة من تنشيط الأستاذة بشرى الخلفيوي رئيسة منتدى نوميديا التي أكدت أن المرأة المغربية عموما استطعت بعد رحلة نضال طويلة أن تحتل مواقع المسؤولية على المستويات الجمعوية و الاجتماعية والإدارية والسياسية ومع ذلك يظل ما تحقق هو أقل مما تحفل به إمكانيات الواقع، و أضافت أن المرأة الأمازيغية في الريف والأطلس والجنوب ما تزال تعاني من اضطهاد مزدوج ، ولا تزال حتى الآن تئن بين سندان عسف التمييز وعدم المساواة في الحقوق اللغوية والثقافية ، ومطرقة العادات والتقاليد الاجتماعية البالية، مما يؤدي باستمرار إلى تدمير طاقاتها وهدر قدراتها الخلاقة وأكدت باقي المداخلات التي جاءت في صيغة توصيات على ضرورة انخراط الحركة الجمعوية في النضال ضد العقلية التقليدية السائدة في المجتمع وضد كل الهياكل المنتجة للاستغلال و اللامساواة ،وعلى ضرورة ايلاء أهمية أكبر لبعد النوع في المشروع الجمعوي بما يضمن حضور حقوق النساء في مستوى رؤية وأهداف وأنشطة الجمعيات، لأنه لا يمكن للحركة الجمعوية ادعاء العمل في اتجاه التنمية الديموقراطية دون إدماج تام وعلى جميع المستويات لمسألة النوع الاجتماعي في العمل الجمعوي وإلا سنكون أمام إعادة إنتاج نفس الممارسات السائدة. واستمرارا لذات الاحتفالية بصيغة المؤنث انتقلت المشاركات والمشاركين في الورشة إلى مؤسسة الأم للتعليم الابتدائي بأزغنغان حيث نظم حفل غداء حضرته عدد من نساء التعليم ومن مناصري القضية النسائية وبعد ترحيب المدير بالجميع شهد الحفل قراءات شعرية ومقاطع موسيقية ، قبل أن ينتقل الجميع إلى القاعة الكبرى لغرفة التجارة والصناعة والخدمات لحضور ندوة بعنوان : " المرأة في الريف تجارب ومسؤوليات في القيادة " وقد افتتحت هذه الندوة التي حضرتها أزيد من 300 امرأة / مواطنة اتسعت لهن القاعة رغم ضيق مساحتها ، بكلمة للأستاذة سلمى حيدار التي تقدمت بالتهنئة الحارة للمرأة في كل مكان من العالم وبشكل خاص للمرأة الأمازيغية المناضلة باتجاه رفع الاضطهاد عن كاهلها ومن أجل إطلاق طاقاتها وقدراتها المبدعة والخلاقة للمشاركة في عملية البناء والتطور، داعية بهذه المناسبة إلى إعادة دراسة كافة القوانين والتشريعات المغربية التي لم تعد تتلاءم مع هذا العصر وتطوراته، وبشكل خاص القوانين والتشريعات المجحفة بحق المرأة وصياغة قوانين وتشريعات جديدة تواكب التطورات الاجتماعية الجارية وتكفل العدالة والمساواة لنصف المجتمع، وفي مقدمتها إقرار دستور ديمقراطي يضمن بالخصوص المساواة القانونية والعملية بين النساء والرجال في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية والمدنية والسياسية.
المرأة الريفية كانت دائما حاضرة في الميدان العام
أكدت زهرة قبيع رئيسة ملتقى المرأة بالحسيمة أن المرأة بالريف خطت خطوات هامة باتجاه تحررها واعتبارها مواطنة كاملة الحقوق والواجبات ، وفردا فعالا من أفراد المجتمع، إلا أن ذلك لا يلغي أن المجتمع المغربي بالعموم وفي الريف بالخصوص لا يزال مجتمعا تمييزيا ضد المرأة تضيف قبيع ، ويتجلى ذلك في مناحي الحياة اليومية ، ما يتطلب جهدا جهيدا من الحركة النسائية ومناصريها للنهوض بواقع المرأة والوصول بها إلى المكانة التي تستحقها ،ثم قدمت عرضا تاريخيا عن تطور الحركة النسائية بالمغرب إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن من تطور دفع الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين بطرح أسئلة كان مسكونا عنها من قبيل الوضعية النسائية والخصوصيات الثقافية ، ما ساهم في تحسين مناهج عمل مجموع الحركة الجمعوية، مضيفة أن المرأة الريفية كانت دائما حاضرة في الميدان العام في المقاومة وفي الانتفاضات الشعبية حيث تعرضت لمختلف أصناف القمع والاعتقال كما في أحداث 1984 بالريف واختتمت فبيع مداخلتها بالتأكيد أن الجمعيات النسائية شكلت دائما العمود الفقري لتطور العمل الجمعوي بالريف
مدونة الأسرة الجديدة
الأستاذة سعاد الإدريسي اعتبرت في البداية أن مدونة الأسرة الجديدة لا تستجيب بالتأكيد لكل انتظارات النساء والرجال المتشبثين بمبادئ المساواة والإنصاف، فرغم الاعتراف في قانون الأسرة الجديد بكون المرأة لحظة الزواج إنسان راشد والتنصيص على المساواة داخل خلية الأسرة إلا انه لم يمنع تعدد الزوجات بشكل واضح ،إلا أنه مع ذلك يساهم في تراجع النظام البطريركي و التمثلات المسوغة له ، فالمدونة ستخضع كما باقي المسائل الاجتماعية للتطور في اتجاه إيجاد مخارج وحلول أكثر مقبولة للأزمات و المشاكل الأسرية
التمثيلية السياسية للنساء
الأستاذة نجاة أبركان منتخبة بالمجلس الجماعي لبني شيكر أكدت أن الرفع من التمثيلية النسائية وفوزهن في الانتخابات المحلية والبرلمانية جزء من التحديات التي يجب أن ترفعها المرأة ومناصريها لتدعيم التنمية الديموقراطية وإقامة مؤسسات مواطنة تساوي بين الجميع عبر مأسسة التدابير التمييزية الايجابية للنهوض بالتمثيلية السياسية للنساء خاصة في الانتخابات الجماعية لكي تنتج تأثيرا تراكميا ودينامية حاسمة لتسهيل المشاركة والتمثلية السياسية للنساء في المؤسسات المنتخبة محليا و وطنيا ، مختتمة مداخلتها بأن المساواة بين المواطنين والمواطنات رهان مجتمعي لا محيد عنه لبناء الديموقراطية والعدالة الاجتماعية ببلادنا
ثازيـري ثاميـري
واختتمت هذه الأنشطة مساء يوم الأحد بالمركب الثقافي لمدينة الناظور حيث عرضت فرقة أسام للمسرح أمام أزيد من 500 متفرجة أغلبهم نساء مسرحية "ثازيري ثاميري" وهي من تأليف الأستاذ بنعيس المستيري و إخراج الأستاذ فاروق أزنابط وأداء مريم السالمي، وفاء مراس ، ماسين أزنابط ، الطيب المعاش ، ميمون بلعربي ،محمد بوقرصو ، مصطفى الزروالي والنجم فهد بوثكنتارت وموسيقى جمال ماسين ، الديكور حفيظ خضيري ، الملابس والماكياج مينة عفيف، الإنارة مصطفى الخياطي ، واختتم هذا العرض بتكريم الفنانة وفاء مراس العائدة من مهرجان الرباط في ذات اليوم بجائزة أحسن ممثلة
تقرير: محمد الحموشي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire