مناضل الحركة الأمازيغية بالجزائر
الناطق الرسمي السابق للوفد المحاور باسم تنسيقية العروش
مع الدولة الجزائرية لتطبيق مطالب أرضية "لقصور"
ولد بلعيد أبريكا يوم 10 ديسمبر 1969 بمدينة تيزي وزو بالقبايل، ويعتبر شخصية سياسية جزائرية وأستاذ الاقتصاد بجامعة العلوم الاقتصادية والتسيير مولود معمري بتيزي وزو، ومناضل في الحركة الثقافية الأمازيغية بالقبايل، والحركة الجمعوية واللجان الطلابية (النقابة المستقلة) وعضوا مؤسسا لمؤسسة معطوب لوناس، ولجنة الدعم لمحند أعراب بسعود (مؤسس الأكاديمية الأمازيغية ومصمم العلم الأمازيغي).
انخرط بلعيد أبريكا في تنسيقية العروش بعد اغتيال الطالب ماسينيسا كرماح في مخافر الدرك أثناء تخليد الأحداث الدامية للربيع الأسود لسنة 2001 التي ذهب ضحيتها العشرات من الضحايا رميا بالرصاص بعد المواجهات التي اندلعت خلال تخليد الذكرى الواحدة والعشرون للربيع الأمازيغي لسنة 1980.
بعد الأحداث التي عرفتها منطقة القبايل سنة 2001 من مظاهرات ومواجهات، تمكنت تنسيقية العروش بقيادة بلعيد أبريكا من السيطرة الكاملة على مدن القبايل: تيزي وزو، بجاية، البويرة، بومرداس، سطيف، برج بوعريريج وكذا الجزائر العاصمة أثناء تنظيم "المسيرة التاريخية السوداء" ليوم 14 يونيو 2001 والتي حشدت أكثر من مليوني متظاهر وقد تدخل المخزن الديكتاتوري الجزائري بجميع أجهزته القمعية في حق المواطنين الذين يطالبون برفع الحيف الممارس عليهم، وكانت الحصيلة الآلاف من الجرحى والمعتقلين والمختفين والفارين خارج الجزائر. وتعطلت النشاطات الاقتصادية والاجتماعية بالقبايل أخذت أبعادا سياسية أدت إلى انسحاب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية من الحكومة وتبنيه مطالب حركة العروش علانية.
استطاع بلعيد أبريكا أن يبقي على حركة الاحتجاجات بمنطقة القبايل ويرفض أي شكل من أشكال الحوار مع الحكومة الجزائرية، ودعا إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية لشهر ماي من سنة 2002، والمجالس المحلية لأكتوبر من نفس السنة، وتمكنت تنسيقية العروش من منع التصويت في الكثير من البلديات بالولايات: بجاية، تيزي وزو،البويرة، سطيف، خنشلة، برج بوعريريج وبومرداس.
وخلال موجة الاعتقالات التي عرفتها الجزائر سنة 2002، تم اعتقال بلعيد أبريكا يوم 12 أكتوبر من نفس السنة داخل قاعة المحكمة بتيزي وزو أثناء حضوره محاكمة المتظاهرين المعتقلين، ثم أطلق سراحه يوم 10 يونيو 2003، بعد 43 يوما من الإضراب عن الطعام داخل السجن وبعد ضغوطات من طرف المواطنين والطبقة السياسية بالجزائر وبالخارج.
بعد أن قررت تنسيقية العروش فتح حوار مع الحكومة بطلب من قاعدة المواطنين وبناء على الاقتراحات المقدمة من طرف المنظمات الغير حكومية والهيئات الدولية، عين بلعيد أبريكا ناطقا رسميا للوفد المحاور باسم تنسيقية العروش مع الدولة الجزائرية لتطبيق مطالب أرضية "القصر". وتتضمن اللائحة اعتبار اللغة الأمازيغية لغة وطنية ورسمية، ومحاكمة جميع المسؤولين والمخططين والمنفذين للجرائم أمام محاكم مدنية، والرعاية العاجلة من قبل الدولة لجميع المصابين والضحايا وأسر الشهداء ضحايا القمع خلال هذه الأحداث، واعتبار ضحايا الربيع الأسود شهداء، وضمان جميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحريات الديمقراطية، ومعارضة سياسات التخلف وإفقار الشعب، ورحيل وحدات الدرك الوطني عن منطقة القبايل، وتسليم مهمة الأمن إلى المنتخبين المحليين. والنقطة الأخيرة اعتبرها عالم الاجتماع الجزائري المقيم في فرنسا الدكتور الهواري عدي مربط الفرس في لائحة المطالب، لأن تسليم مهمة الأمن للمنتخبين هو الحد الفاصل بين دولة بوليسية وجمهورية ديمقراطية، وذهب الهواري إلى حد وصف كاتب أرضية "القصر" بجون جاك روسو الجزائر.
وفي يوم 30 نوفمبر 2006 تعرض بلعيد أبريكا لمحاولة الاغتيال من طرف مجموعة من العصابات تحت قيادة قبطان الدرك الوطني بذراع الميزان، أثناء توجهه إلى منطقة واضية لتنشيط تجمع مع عائلات ضحايا الربيع الأسود، حيث وجهت له ضربة قاتلة بـ "الشاقورة" على مستوى الرأس أسقطوه أرضا وانهالوا عليه بركلات على مختلف أنحاء جسمه.
لقد دعمت حركة المواطنة العروش النضالات الديمقراطية التي تجري داخل البلاد، وكانت دائما حاضرة إلى جانب الصحافيين المقموعين والمعتقلين كـالصحفي محمد بن شيكو، ونظمت قوافل وحملات تضامنية أثناء أحداث دائرة تكوت بمنطقة الأوراس، ولم تتوقف حركة المواطنة للعروش عن التنديد بعمليات الاعتقال والقمع التي طالت مناضلي القضية الأمازيغية بالمغرب.
ويبقى بلعيد أبريكا الزعيم التاريخي لتنسيقية العروش يحمل لواء مقاطعة الانتخابات الرئاسية في منطقة القبايل، ويطالب المسؤولين الحكوميين باحترام التزاماتهم تجاه تنسيقية العروش بتطبيق الاتفاق الشامل الموقع يوم 15 يناير 2005 والذي يلزم الدولة الجزائرية بتطبيق مطالب أرضية "القصر" خاصة فيما يتعلق بإدانة مجازر النظام الجزائري في حق مواطني منطقة القبايل، وتحميلهم المسؤولية عن أحداث
الربيع الأسود والاعتراف بالأمازيغية لغة رسمية للبلاد
كلمة جمعية أمزيان
دأبت جمعية أمزيان بالناظور، منذ السنوات الماضية، على تنظيم سلسلة من اللقاءات والندوات والأنشطة الثقافية، كإستراتيجية اختارتها الجمعية في سعيها لتحقيق المطالب الديمقراطية للحركة الأمازيغية.
وإذا كان تخليد المحطات النضالية، التي تعتبر علامة بارزة في مسار النضال الأمازيغي، من أهم منجزات جمعية أمزيان، فإن استحضار البعد النضالي لهذه المحطات هو منهج آخر عملت الجمعية على اعتماده.
كما أن جمعية أمزيان حرصت منذ مدة على فتح النقاش بخصوص قضايا وملفات ومواضيع تكتسي راهنيتها وأهميتها كإسهام منها في إغناء النقاش السياسي والحقوقي والجمعوي حول قضايا متعددة: (الحكم الذاتي، تهميش الريف، القضية الأمازيغية...).
وسعيا لمزيد من الإشعاع وتسليط الضوء على قضايا ذات أفق استراتيجي مشترك يرتبط بعموم الحركة الأمازيغية في مختلف دول شمال إفريقيا والشتات (الدياسبورا)، لاسيما بمنطقة القبايل (الجزائر)، ارتأت جمعية أمزيان تنظيم لقاء مفتوح مع الأستاذ والمناضل بلعيد أبريكا حول القضية الأمازيغية بالجزائر لما يكتسيه هذا الموضوع من أهمية ورمزية مهمة بحكم الدور والتأثير الذي يميز النضال الأمازيغي بالقبايل على باقي الدول والمناطق الأخرى، على اعتبار الموقع الريادي الذي ظلت الحركة الأمازيغية بالجزائر تحتله، وكذا من شأن تنظيم هذه اللقاء تسليط الضوء والنقاش على هذه التجربة النضالية وبشكل يمكن أن ينعكس إيجابا على الحركة الأمازيغية بالمغرب.
كما أن هذا الموضوع يمكننا من معرفة كيفية تعاطي النظام الجزائري مع الملف الأمازيغي من خلال إبراز أهم محطاته ولحظاته، كما هو الشأن بالنسبة للربيع الأمازيغي لسنة2001 التي قادتها حركة "العروش"، والتي يعتبر المناضل بلعيد أبريكا واحد من رموزها. ويبقى السؤال المطروح: إلى متى سيستمر الربيع الأمازيغي الجزائري في الإنابة عن نظيره المغربي؟ ولماذا تأخرت الصحوة الأمازيغية في المغرب بالمقارنة مع الجزائر؟
جمعية أمزيان