في إطار الوعي بالهوية الأمازيغيةّ، أقامت الحركة التلاميذية الأمازيغية بثانوية م. إسماعيل بإمزورن أيام ثقافية إشعاعية تحت شعار "الأمازيغية لغة، ثقافة، هوية وحضارة" أيام: 5-6-7-8-9-10 يناير 2009، كانت أولى لبناتها معرض متنوع يضم ملصقات، كتب، صور كاريكاتورية، ثسغناس... والذي دام طيلة أربعة أيام
ومباشرة بعد المعرض وتحديدا مساء يوم الجمعة 9 يناير، نظمت ندوة فكرية علمية أطرها الأستاذين محمد أسويق وقسوح اليماني، في البداية كانت كلمة المسير التلميذ عبد الكريم استيتوا الذي تلى على الحاضرين نشيد "أسكاس أمازيغ"، بعدها كانت المداخلة الأولى للأستاذ قسوح اليماني الذي تناول في عرضه "جوانب من تاريخ الممالك الأمازيغية القديمة" حيث تحدث عن عراقة الوجود التاريخي الأمازيغي بشمال أفريقيا من خلال البصمات الكبيرة التي بصمها إيمازيغن في تاريخ المنطقة، وتأثيرهم وإسهامهم الحضاري المتوسطي، وكذا دورهم الكبير في سيرورة الأحداث في عموم منطقة شمال أفريقيا وما جاورها من حضارات، خاصة الحضارة الفرعونية التي ساهم الأمازيغي في تأسيس أسرتيها الثانية والعشرين والثالثة والعشرين، من خلال تمكن القائد الأمازيغي شيشونغ من الوصول إلى حكم العرش الفرعوني بعد القضاء على الأسرة الفرعونية الواحدة والعشرين، حيث إليه تعود ذكرى الاحتفال بالسنة الأمازيغية
أما الأستاذ محمد أسويق فقد تناول في مداخلته "أي موقع للثقافة الأمازيغية في المنظومة التربوية" التعدد الثقافي المميز للثقافة المغربية في مقابل الأحادية الفكرية والثقافية التي تسود المدرسة المغربية، والطريقة التهميشية التي أدرجت بها الأمازيغية في المنظومة التربوية المغربية، التي لا ترقى إلى مستوى تاريخ وحضارة إيمازيغن ولا ترقى إلى مستوى تطلعاتهم لوضعية الأمازيغية بجميع تجلياتها في المدرسة المغربية.
بعد انتهاء المحاضرتين، فتح المجال للتلاميذ والحاضرين للنقاش وتبادل الآراء حول ما جاء فيهما، وقد شجبت العديد من المداخلات عدم الاعتراف بالسنة الأمازيغية واعتبارها مناسبة وعطلة وطنية في إقصاء مباشر لإيمازيغن ودورهم التاريخي.. كما عبرت مداخلات أخرى عن تنديدها واستنكارها لتزييف التاريخ المغربي في الكتب المدرسية، وكذا الترويج للأكاذيب من قبيل الاحتفال ب"12 قرنا في تاريخ مملكة"، وغيرها من التساؤلات والاستفسارات التي أجاب عليها الأستاذين بكل رحابة صدر ووضوح رؤية
وكان ختام الأيام الثقافية الإشعاعية الأمازيغية يوم السبت 10 يناير بأمسية ثقافية فنية شارك فيها العديد من الفنانين والشعراء من بينهم: عبد الخالق الحجيوي الذي تحدث عن جذور السنة الأمازيغية والعادات المرتبطة بها، ستيف بن محمد، محسن لعجاب، فؤاد ومراد في سكيتش، الفنان محمد الحمداوي، الفنان فريد لهوا، فرقة إسبيرانسا، فرقة تيفاوين
وفي أثناء هذه الأمسية تم توزيع مجموعة من المأكولات والفواكه الجافة التي اعتاد الأمازيغ تناولها في هذه المناسبة، خاصة ثغواوين، ثازارث، رحيمص، قاويت، درا، وطبق من الكسكس الذي كان خاتمة هذه الأمسية
كانت هذه الأيام الإشعاعية الأمازيغية دليل على الوعي التلاميذي بالهوية الأمازيغية الحقيقية رغم كل البرامج والمخططات التي استهدفتها وما زالت تستهدفها، خاصة في المدرسة المغربية التي فقدت كل ارتباط لها بالجذور الحقيقية للوطن وانسلخت عنها بعد سياسات الاستيلاب الهجينة التي طبقت فيها
عن الحركة التلاميذية الأمازيغية بإمزورن
موقع م. إسماعيل
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire