lundi 28 juillet 2008

الأسرار الأمازيغية في أسماء بعض الأسر المغربية

رشيد نجيب
ما الذي يجمع بين عبد السلام أحيزون المدير العام لاتصالات المغرب والمستشارين الملكيين مزيان بلفقيه وأندري أزولاي والعداء السابق هشام الكروج والضابطين العسكريين السابقين امحمد عبابو ومحمد أمقران؟ ما الرابط بين الباحث عثمان أشقرا والمقاول أكوزال والزعيم الاستقلالي عبد الخالق الطريس والفنان الساخر أحمد السنوسي ووزير الاقتصاد صلاح الدين مزوار وغيرهم ؟ لا يتعلق الأمر هنا بشراكات في مجال المال والأعمال، ولا يتعلق بعلاقات نسب أو قرابة معينة، أو حتى بالانتماء إلى تنظيم سياسي بعينه... بل إن معظم هذه الأسماء وغيرها تشترك في كون أسمائها العائلية الموجودة في دفاتر الحالة المدنية وفي بطاقات تعريفها الوطنية وفي جوازات سفرها كلها مشتقة من اللغة الأمازيغية. وتاتي وزارة الداخلية اليوم لتمنع بضعة أسماء شخصية أمازيغية اختارها مواطنون بسطاء لفلذات أكبادهم، علما أن نفس الوزارة لا تدري أن الاسم الأمازيغي يتمظهر أكثر بكل حمولته الهوياتية والرمزية والتاريخية لدى العديد من الأسر المغربية المعروفة والتي يحرك جزء كبير منها مغرب اليوم. ونظرا لضيق الحيز، فإننا نكتفي بالأمثلة التالية: أحيزون: اسم من أسماء الأسر المغربية، معناه في الأمازيغية: الأعرج. أزولاي: اسم علم لأسرة يهودية مغربية، معناه في الأمازيغية: الأشعر من الناس، كما أنه يطلق على المزبئر من الحيوانات أي التي يكثر الشعر على أبدانها. مزوار: اسم علم لأسر مغربية، أصله اللغوي أمزوار ويعني الأول في الترتيب. أشقرا: اسم من أسماء الأسر، ويطلق على قمة الجبل في اللغة الأمازيغية. أزنكوط: اسم علم لأسرة يهودية مغربية، وهو الظبي أو الغزال في الأمازيغية. بوفتاس: اسم علم لأسرة مغربية، اشتقت هذه الكلمة من أفتاس أي الشاطئ، ليكون مقابلها بذلك هو الشاطئي أو الساحلي. أمالو: اسم لمجموعة من الأسر والقبائل في المغرب، معناه الحقيقي هو الظل، في حين أن معناه المجازي هو المجير والمحامي. أكوزال: اسم علم لأسرة مغربية تنتسب إلى قبيلة جزولة، ومعناه في اللغة الأمازيغية هو القصير القامة. أنكاي: اسم أمازيغي لأسرة مغربية ومعناه اللغوي هو: السيل القوي. أومليل: علم من أسماء الأسر، ويقصد به اللون الأبيض. البودراري: علم من أسماء الأسر، أصله أبودرار بمعني الجبلي أي الساكن في الجبل. الدكالي: اسم علم لأسر مغربية، أصله اللغوي أدو وكال ويعني تحت الأرض. الركراكي: اسم لأسر مغربية كثيرة وقبيلة أمازيغية عريقة، أصله اللغوي أركراك ومعناه الأطاط أي الذي يئط أي يصدر صوت الحنين والأنين. البرهوشي: اسم لأسر مغربية، أصلها في الأمازيغية هو أبرهوش بمعنى الشاب غير المؤدب. السنوسي: اسم لأسر مغربية عديدة، أصلها اللغوي في الأمازيغية هو أسنوس أي الجحش. وهناك قبيلة بني سنوس التي تقطن في الجهة المحاذية للمغرب والممتدة في الأرض الجزائرية حتى تلمسان. الزلماطي/ زلماط: اسم لأسر مغربية، أصلها أزلماض أي اليسار والأعسر. ألمو: اسم لأسر مغربية، ويطلق هذا اللفظ في الأمازيغية على المرج المعشوشب والمخضر. أكنوش: علم من أسماء الأسر، ويقصد به في اللغة الأمازيغية المنقلب الشفتين. المجاطي: اسم لأسر مغربية، أصلها اللغوي أمجوض أي الأقرع. المرنيسي: اسم لأسر مغربية متعددة، أمرنيس هو أصل هذه الكلمة ويعني الغث والمهزول. مزيان: اسم لأسر مغربية، أصل اللفظ في الأمازيغية هو أمزيان أي الطفل الصغير. مكوار: من أسماء الأسر، أصلها أماكور ويقصد به الكثير السب والعيب للناس. أمهاوش: اسم لأسر مغربية وخصوصا في الأطلس المتوسط، ومعناه المتصوف المجذوب. أمزال: اسم علم لأسرة مغربية ويقصد به المتصالح. الشاوي: اسم علم لأسر مغربية في شمال المغرب، اسم لإحدى قبائل تامسنا. هذا الاسم عربي بمعنى أصحاب الشاء أي الغنم وتم تعريبه انطلاقا من الأصل أيت وولي. وقد ذكر المؤرخ المغربي الحسن الوزان في مؤلفه "وصف إفريقيا" أن هذه القبيلة لازالت تتكلم بالأمازيغية إلى حدود القرن 16 ميلادي. شملال: اسم لأسر مغربية، أصله اللغوي أشملال ويعني الأشهب. بوشنتوف: اسم لأسرة مغربية، معناه اللغوي المشعان. طايطاي: اسم لأسرة مغربية، ويعني هذا اللفظ في الأمازيغية: بصراحة. الطريس: اسم لعائلات مغربية في شمال المغرب، أصله أطريس ويطلق على طائر البرقس. عبابو: اسم لأسرة مغربية، وهو من ألفاظ اللغة الأمازيغية التي تعني الذرة البعلية. الفشتالي: اسم لأسرة مغربية، أصله أفشتال وهو الوعل الصحراوي. الكروج: اسم لأسرة مغربية، أصلها اللغوي أكرواج ويطلق على السقط من متاع البيت. الكرتيلي: اسم أسرة مغربية، نسبة إلى أكرتيل وهو الحصير في اللغة الأمازيغية. أمقران: اسم أمازيغي لأسرة مغربية، ويقصد به الكبير أو الأكبر. أمغار: من أسماء الأسر المغربية، ومعناه الشيح والكبير في القوم. ملاحظة هامة: استعنا لضبط هذه اللائحة على كتاب: الدارجة المغربية، مجال توارد بين الأمازيغية والعربية. وألفه الأستاذ محمد شفيق، وهو صادر عن أكاديمية المملكة المغربية سنة 1999. http://www.sifaw.on.ma/ sifaw.maktoobblog.com

لجنة دعم المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية / - موقع أمكناس - *** بيان

على إثر الأحدات التي شهدتها الجامعات المغربية خصوصاموقعي تازة ، أكادير ، إمتغرن(الراشدية) ، أمكناس والتي أسفرت عن عدة اعتقالات تعسفية في صفوف مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية تم خلالها اعتقال عشرة مناضلين بموقع أمكناس يوم 22/05/2007 تعرضوا فيها لشتى أنواع التعديب النفسي والجسدي التي تتنافى مع قيم الإنسانية ومع الشعارات الرنانة التي ترفعها الدولة بالمغرب من قبيل الإنصاف والمصالحة ،الإنتقال الديمقراطي ، المغرب الجديد
حيث بدأ مسلسل التنكيل بمناضلينا انطلاقا من مخافر الشرطة تم على إثرها تلفيق تهم مجانية عن طريق إرغامهم التوقيع على محاضر جاهزة مباشرة بعد ذلك تم الزج بهم داخل سجن سيدي سعيد بأمكناس .دون أي احترام للتوقيعات التي تشنها المواثيق الدولية بخصوص الإعتقال السياسي وذلك بوضعهم داخل الزنازن الى جانب سجناء الحق العام والحق المدني وحرمانهم من حق التغطية الصحية والتغدية وحق متابعتهم للدراسة بالإضافة الى مسلسل جلسات مسرحية تؤول كلها الى التأجيل دون غياب أي شرط لذلك ، وذلك من أجل كسر شوكة الحركة الثقافية الأمازيغية والنيل من عزيمة معتقلينا السياسيين وأسرهم نتيجة ذلك دخل معتقلينا السياسيين في عدة خطوات تصعيدية تمثلت في خوضهم إضرابات عن الطعام لمدة 47 يوم وصلت الى حد الإغماء واضطرابات صحية نقل على إثرها معضمهم الى المستشفى دون استجابة فعلية لمطالبهم
إيمانا من الحركة الثقافية الأمازيغية بأن حرية المعتقلين السياسيين وعدالة القضية الأمازيغية رهين بالنضال والصمود، دخلت بمعية آباء المعتقلين السياسيين والحركة التلاميذية وبعض الفعاليات الأمازيغية في عدة خطوات نضالية تمثلت في عدة وقفات احتجاجية وإضرابات عن الطعام وتضاهرات في المواقع الجامعية للحركة الثقافية الأمازيغية . وكذا الشارع السياسي كان أخرها الإنتفاضة الأمازيغية ببومالن دادس التي أسفرت عن اعتقالات سياسية نتيجة التدخل الهمجي للترسنة القمعية المخزنية تلتها بعض الوقفات الإحتجاجية في مختلف بقاع تامازغا (القبايل ، جزر الكناري والدياسبورا ) أمام الوضع الذي يعيشه الشعب الأمازيغي والسياسة الحربائية والتماطل المخزني في ملف معتقلينا السياسيين تدعوا لجنة دعم المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية موقع أمكناس كل الضمائر الحية ، الفعاليات الحقوقية والسياسية المؤمنة بالمبادئ الإنسانية الى مساندة معتقلينا ماديا ومعنويا
وإيمانا منا أن مستقبل القضية الأمازيغية لن يتأتى إلا بالمضي في الطريق الذي رسمه شهداء القضية الأمازيغية ورجالات المقاومة المسلحة وأعضاء جيش التحرير ومعتقلينا السياسيين لذى ندعوا كل إيمازيغن الى ترصيص الصفوف حتى تحرير الشعب الأمازيغي
" لا يمكن الوقوف أمام شعب يمتلك الحقيقة " ANKRAF ILLA G UFUS AMAZIGH AZNED AFUS أمكناس في 25/07/2008 TUDERT ITMAZIGHT TAMAZIGHT ITUDERT

dimanche 27 juillet 2008

هـل حقاً هـنالك وطنٌ عـربي؟ / بقلم ***أمارير

اغـتيال الأوطان ، عادة سيئة *
Azzul ghefwin
آزول غفون :السلام عليكم
فلنبدأ حديثنا ها هنا ، حيث أنهى الجميع حديثهم ، فانتهوا الى قبول حقيقةٍ يدعمها وعيٌ جماهيري ، هجومٌ إعلاميٍ كاسحٌ دام لأكثر من خمسين عاماً بعيد فترة عشر قرونٍ من الاستلاب ، و اليوم موجة استلابٍ مهولةٍ عبر مؤسسات تعليمية ترسخ فكرةً مفادها أنه يوجد وطنٌ عربي ، كحقيقةٍ لا تقبل النقد ، و لا مكان آخر للفرار منها ! !!
لكن هذا الوطن لا يعتمد سوى على جملةٍ من ( الخزعبلات ) ، الترّهات و الخدع ( ركيكة الصياغة ) ، وأحاول هنا أن أبدأ رحلتي عبر هذه الأفخاخ المتكدّسة للوصول الى حقيقة هذا الوطن ، لكن قبل أن أثبت حقيقته من عدمها ، يجب أن أسأل الجميع ( أي بابٍ ولج هؤلاء لأخرج أنا عبر ذات الباب ؟ )
الدين و التاريخ ، بوابتان رئيسيتان ، و خلافهما ليس سوى لغطٍ لا طائل منه يستجدي عواطف سكان هذا الوطن ليغتالوا في عادةٍ سيئة أوطانهم الأصلية ، هذه العادة التي أرغموا عبر جملةٍ من حملات الاستلاب تعلّمها ، و لنبدأ الحديث عن الباب الأكثر رواجاً للدخول عبره ، فلقد كتب أعلاه أنه بابٌ يلج من هم في ضيافة ( الله )
إن الخدعة الكبرى كانت عبر مرجعٍ لم نعرف حقيقةً من الذي قرر ( مرجعيته ) ، فلقد تراكمت أدلةٌ يسهل نفيها عبر هذه المرجعية لكن يصعب و بشدّةٍ إزالتها كعنصر ( وعيٍ ) في حقيقة هذا المواطن الغير ( حقيقي ) ، و عبر هذا المرجع يأتي حديث ( يا أيها الناس ، إن الرب واحد ، و الأب واحد، و ليست العربية منكم أب و لا أم ، و إنما باللسان ، فمن تكّلم بالعربية فهو عربي )(1) في نص لا تنقصه الفصاحة ، يمر بسهولةٍ عبر هالةٍ من الوهم مفاده أن قائل هذا النص المنسّق لا بد من أن يكون ( نبياً ) ، لكنك تكتشف كم الكذب و الخداع داخل هذا النص ( الأيديولوجي ) ، فهذا الحديث ( موضوع ) أي بمعنى ( زائف ) ، و بطريقةٍ أكثر رواجاً للفهم ( ليس حديثاً على الإطلاق ) ، أي أننا نلغي هذه الحقيقة التى تفيد كون اللغة دليلٌ هويّاتي يلغي باقي الأدلة الأخرى ، دون الحاجة الى الحديث عن كون اللغة المنطوقة في كل أرجاء الوطن العربي ليست عربيةً البتّة ، ما عدا ( الدلالات ) مذ فسدت ( الأحكام )
و يصل بنا هذا الباب عبر حديثٍ آخر ( مقنع ) ، يعلمه القاصي و الدّاني يزيد تشبّث مواطننا ( العربي ) بهذا الوطن و هذه اللغة ، و مرةً أخرى كانت الصيغة المنمّقة ، في حديثٍ أيديولوجيٍ آخر لا شأن له بعقيدة المسلم أينما كان ، لكن يتبيّن بوضوح أنه ولج هذه الكتب المملوءة بالترهات و التزييف لغاية بعينها ، من أجل منطقةٍ بعينها ( أحبوا العرب لثلاث : لأني عربي ، و القرآن عربي ، و كلام أهل الجنة عربي )(2) ، و هذا الحديث أيضاً أكذوبةٌ يسهل تصديقها ، يرافقه حديثٌ موضوعٌ آخر ، ضعيف السند مفاده ( أنا عربي ، و القرآن عربي ، و لسان أهل الجنّة عربي )(3) ، و هذان الحديثان بالخصوص يعلمهما القاصي و الداني ، حتى أنه يكاد يكون جزأً من أبجديةٍ يتعلمها الطفل ، فلو خرج أيٌ منّا و سأل راعياً ، طبيباً ، تاجر خردة ، شرطياً ، طالباً جامعياً ، أو جامع قمامة عن لغة أهل الجنّة لأخبرك دونما تأخير ( إنها العربية ! !! ) ، هذا الاعتقاد الذي اعتمد على سذاجة ( الدراويش ) و خيالهم الغني ، و الذي يرسم صورةً مطابقةً للواقع المعاش لحياة ما بعد الموت ! !!
( إذا ذلت العرب ذل الإسلام )(4) ، حقيقةٌ أخرى تنقصها ( الحقيقة ) أيضاً كما هو حال سابقاتها ، فهذه الأكذوبة التي سجّلت في وعي إنساننا ( الليبي ) بصفة الحديث ، لم يتحدّث به أحد قبل أن يستحوذ ( العثمانيون ) على نصيبٍ في الخلافة دام لقرونٍ طوال ، ترى هنا الخدعة السياسية التي ارتدت زي الدين ، فكانت أسهل طريقٍ ممهدةٍ تُعبر لخداع الشعوب ، هي هذه الطريق ، لأن من يتجرأ على المسير عبر خلافها يخالف ( الله ) ! !!
و بعد أن تمكّنا عبر طريقٍ يسهل المسير عبره ، متجنّبين قدر إمكاننا الوقوع في أحد الفخاخ ( الدينية ) نصل الى الباب الثاني ، ألا و هو ( التاريخ ) ، و نحاول قراءة الوثائق التي يمكننا الوثوق بها كمرجعٍ يجيب السؤال ( أين يبدأ هذا الوطن و أين ينتهي ؟ ) – و نجد أننا نعود الى الوثائق المصرية و اليونانية ، إذ لم تكن للعرب دولةٌ واحدةٌ في شبه جزيرة العرب ، ولم يكن لديهم عادة كتابة التاريخ ، فالمجتمع العربي مجتمعٌ بادئ في الكتابة حتى قدوم الإسلام الذي كوّن شخصيتهم التاريخية، فكل ما نقرأه اليوم ليس سوى تأويلات لحقائق ليست سوى جزءٍ من ( سلسلة الخداع ) ، فنقرأ في لوحةٍ لملك مصر ( دين ) من عصر الأسر الأولى قبل أكثر من 4 آلاف سنة ( سقـر أبـت = زجر الشرقيين ) ، و كلمة أبت يمكن كتابتها ( أبّة ) بالتشديد على الباء ، و كلمة أب هي نفس كلمة هب و عب و ما شابهها ، فكل من يقطن شرقي مصر هو ( أبّي ) أي شرقي ( و يحتمل أن يكون أصل كلمة عربي مصري بناءً على هذه الوثائق التي تصف كل من يقطن شرق بصر بالأبي ، و أضيفت العين بدل الهمزة في لسان العرب لفك العجمة )
و أول إشارةٍ للعرب(5) ظهرت في نصٍ ( آشوري ) أيّام الملك شلمنصر الثالث حيث ورد بالنص أن هناك مملكة غرب بلاد آشور يحكمها ملك اسمه (جنديبو) أي جندب ، و في غارة على مملكته قتل ألف من العريبو ، و كان الأشوريّون [ العراقيون ] لا يشكّلون كلماتهم فقرأ النص ( أريبو – أرابو – أريبو – ؤريبي ) ، و لا يزال كثيرٌ من سكّان العراق اليوم ينطقون ( عُربي ) بالضمّ على العين
و في سفر أشعيا يذكر العرب للدلالة على العزلة و الوحشة و السكن بالبوادي ، حيث يرد ( وادي عربة ) الممتد من البحر الميت الى خليج العقبة حيث يفضى الى الصحراء الجرداء المحروق وجهها ، و بعد الإطلاع على وثائق مؤرّخي اليونان نجد أنهم يدعون البقعة التي تمتد من الجزيرة العربية الى بادية السماوة في العراق و تصل بلاد الشام شمالا و ضفاف النيل الشرقية غرباً مرورا بسيناء ، هذه بلاد العرب في نظر مؤرخي اليونان قبل الاسكندر المقدوني
أما أبرهة الأشرم و الذي كان نائب ملك الحبشة على اليمن ، فقد حدّد سكان البادية أو من يعيش خارج المدن ، و أطلقوا عليهم اسم عرب ، وقد تكون تسميته تلك نابعة من تقليدٍ كان ملوك اليمن يعرفوا أنفسهم به فتجد مثلاً شمر يرعش يعرّف نفسه ( بملك سبأ و حضرموت و حمير و [ عربه ] )
حدود الوطن العربي لم تكن تحمل هذه المسميّات ، لكن سردها هنا يتم لسبين الأول لعرض تبيان الاختلاف الذي يميّز العرب عن باقي الشعوب عبر جغرافيا أوطان كلٍ منهم ، و الثاني لتحديد الحدود الحقيقة لهذا الوطن ، فمن الجهة الشرقية ( الخليج العربي) كان العراقيون القدماء يسموه البحر الأسفل أو البحر الجنوبي ، و اليونان كانوا يطلقون عليه الخليج الفارسي ، و لا يزالون بأوروبا و العالم يطلقون عليه تلك التسمية حتّى اليوم
أما الجزء الجنوبي الممتد بين الخليج العربي و الساحل الإفريقي من المحيط الهندي ، فكان اليونانيون يطلقون عليه ( بحر سخاليته ) أو ( البحر الأريتيري ) ، وهو المتصل بالجزء الآخر الذي يسمى الآن البحر الأحمر
أما البحر الأحمر ، فقد كان اليونانيون يطلقون عليه اسم ( الخليج العربي) و العبرانيون يطلقون عليه ( ها ـ يم ) أي اليم ، و الرومان يطلقون عليه اسم (بحر ربرب ) أو ربرم ، أما العرب فكانوا يطلقون عليه (بحر القلزم)
وعند العودة لذات الوثائق ( اليونانية ) نجد أن هؤلاء صحبة ( اللاتينيين ) قد قسّموا بلاد العرب إلى أقسام ثلاثة ( ليست مصر [ بلاد القبط ] ، شمال إفريقيا [ بلاد البربر – الأمازيغ - ] ، العراق و الشام جزأً منها [ بلاد الكرد ، الأشوريين ، التركمان )] ، ليست جزأً منها ) ، هذه الأقسام الثلاثة تحوي [ الحجاز ، تهامة ، نجد ، العروض ، اليمامة ، اليمن] ، و هذه الأخيرة ( اليمن ) ترد أسئلةٌ عن حقيقة عروبتها ترد في نصٍ للمفكر المصري ( طه حسين ) نوردها هنا كما وردت [ إنّ الرأي الذي اتفق عليه الرواة أو كادوا يتفقون عليه فهو أن العرب ينقسمون إلى قسمين : قحطانية منازلهم الأولى في اليمن ، و عدنانية منازلهم الأولى في الحجاز
و هم متفقون على أن القحطانية عرب منذ خلقهم الله فطروا على العربية فهم العاربة ، و على أن العدنانية قد اكتسبوا العربية اكتساباً ، كانوا يتكلمون لغة أخرى هي العبرانية أو الكلدانية ، ثم تعلموا لغة العرب العاربة فمحت لغتهم الأولى من صدورهم و ثبتت فيها هذه اللغة الثانية المستعارة ، و هم متفقون على أن هذه العدنانية المستعربة إنما يتصل نسبهم بإسماعيل بن إبراهيم ، و هم يروون حديثا يتخذونه أساسا لكل هذه النظرية ، خلاصته أن أول من تكلم بالعربية و نسى لغة أبيه هو إسماعيل بن إبراهيم
على هذا كله يتفق الرواة ، و لكنهم يتفقون على شيء آخر أيضا أثبته البحث الحديث ، وهو أن هناك خلافاً قوياً بين لغة حمير (و هي العرب العاربة) و لغة عدنان (و هي العرب المستعربة) ، و قد روى عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان يقول : ما لسان حمير بلساننا ولا لغتهم بلغتنا ! !!
و في الحق أن البحث الحديث قد أثبت خلافاً جوهرياً بين اللغة التي كان يصطنعها الناس في جنوب البلاد العربية ، و اللغة التي كانوا يصطنعونها في شمال هذا البلاد ، و لدينا الآن نقوش ونصوص تمكننا من إثبات هذا الخلاف في اللفظ و في قواعد النحو و التصريف أيضا ، و إذن فلابد من حل هذه المسألة
إذا كان أبناء إسماعيل قد تعلموا العربية من أولئك العرب الذين نسميهم العاربة ، فكيف بعد ما بين اللغة التي كان يصطنعها العرب العاربة و اللغة التي كان يصطنعها العرب المستعربة ، حتى استطاع أبو عمرو بن العلاء أن يقول إنهما لغتان متمايزتان ؟، و استطاع العلماء المحدثون أن يثبتوا هذا التمايز بالأدلة التي لا تقبل شكا و لا جدالا ! ، و الأمر لا يقف عند هذا الحد ، فواضحٌ جداً لكل من له إلمامٌ بالبحث التاريخي عامةً و بدرس الأساطير و الأقاصيص خاصةً ، أن هذه النظرية متكلفةٌ مصطنعةٌ في عصورٍ متأخرةٍ دعت إليها حاجةٌ دينيةٌ أو اقتصاديةٌ أو سياسيةٌ ! !!
للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم و إسماعيل ، و للقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا ، و لكن ورود هذين الاسمين في التوراة و القرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي ، فضلاً عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها
و نحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود و العرب من جهة ، و بين الإسلام و اليهودية ، القرآن و التوراة من جهة أخرى ، و أقدم عصر يمكن أن تكون قد نشأت فيه هذه الفكرة إنما هو هذا العصر الذي أخذ اليهود يستوطنون فيه شمال البلاد العربية و يثبتون فيه المستعمرات ، فنحن نعلم أن حروبا عنيفة شبت بين هؤلاء اليهود المستعمرين و بين العرب الذين كانوا يقيمون في هذه البلاد ، و انتهت بشيء من المسالمة والملاينة ونوع من المحالفة والمهادنة ، فليس يبعد أن يكون هذا الصلح الذي استقر بين المغيرين و أصحاب البلاد منشأ هذه القصة التي تجعل العرب و اليهود أبناء أعمام ، لا سيما و قد رأى أولئك وهؤلاء أن بين الفريقين شيئا من التشابه غير قليل ؛ فأولئك و هؤلاء ساميّون ] (6)
و نعود للوثائق ( اليونانية ) حيث قسّمت بلاد العرب إلى أقسامٍ ثلاثةٍ هي : أ - العربية السعيدة [ Arabia Felix ] .ب - العربية الصخرية ، و ترجمت بالعربية الحجرية [ Arabia Petreae ] .ج - العربية الصحراوية [ Arabia Deserta]
العربية السعيدة - و يقال لها أيضاً [ Arabia Beata ] و [ Arabia Eudaimon] في اليونانية - ، أكثر الأقسام الثلاثة رقعة ، و تشمل كل المناطق التي يقال لها جزيرة العرب في الكتب العربية الحديثة ، و ليست لها حدود شمالية ثابتة، لأنها كانت تتبدل و تتغير على حسب الأوضاع السياسية ، و لكن يمكن القول إنها تبدأ في رأي أكثر الكتاب اليونان و الرومان من مدينة [ هيروبوليس Heropolis] على مقربةٍ من مدينة السويس الحالية ، ثم تساير حدود العربية الحجرية الجنوبية ، ثم تخترق الصحراء حتى تتصل بمناطق الأهوار عند موضع [ Thapsacus ]. أمّا العربية الصحراوية [ Arabia Deserta] و يقال لها في اليونانية [ Arabia Eremos] وتقابلها ما يقال له ( اربى ) عند الأشوريين ، و ( ماتو أربى ) عند البابليين ، و ( أرباية ) عند السريان والفرس ، أما حدودها فلم يعينها الكتّاب اليونان و اللاتينيون تعيينا دقيقاً ، و يفهم من مؤلفاتهم أنهم يقصدون بها البادية الواسعة الفاصلة بين العراق والشام ، أي البادية المعروفة عندنا ب “بادية الشام” ، و يكون نهر الفرات الحدود الشرقية لها إلى ملتقى الحدود بالعربية السعيدة ، و يمكن إن يقال بصورة عامة إن حدودها هي المناطق الصحراوية التي تقارب الأرض الزراعية لبلاد الشام ، ما كان بعيداً عن إمكانيات الرومان واليونان و متناول جيوشهم
و يفهم من العربية الصحراوية أحياناً ( بادية السماوة ) ، و قد يجعلون حدودها على مقربة من بحيرة النجف ، أي في حدود الحيرة القديمة ، و عرفت عند بطليموس باسم [ Amardocaea] ، و تمتد حتى تتصل ببطائح [ Maisanios Kolpos] أو خليج مسنيوس ( ميسان ) ، الذي يكون امتداد الخليج العربي و قد فهم ( ديودورس ) من العربية الصحراوية المناطق الصحراوية التي تسكنها القبائل المتبدية ، وتقع في شمالها و في شمالها الشرقي في نظره أرض مملكة تدمر ، و أما حدّها الشمالي الغربي و الغربي حتى ملتقاها بالعربية الحجرية ، فتدخل في جملة بلاد الشام ، و أما حدودها الشرقية ، فتضرب في البادية إلى الفرات ، فأراد بها البادية إذن ، و قد جعل من سكانها الآراميين و النبط ( و هؤلاء ليسو عرباً )
كانت البادية ، بادية الشام أو [ العربية الصحراوية ] ، مأهولةً بالقبائل العربية ، سكنتها قبل الميلاد ، لكن لا وجود لنصوص كتابية قديمة أقدم من النصوص الأشورية التي كانت أول نصوص أشارت إلى العرب في هذه المنطقة ، و ذكرت انه كانت لديهم حكومات يحكمها ملوك ، و أقدم هذه النصوص هو النص الذي يعود تاريخه إلى سنة 854 ق م . أما العربية الحجرية [ Arabia Petreae ] ، فتشمل الأرض التي كان يسكن فيها الأنباط ، و خضعت لنفوذ الرومان و البيزنطيين ، و يطلق الاسم على شبه جزية سيناء و المملكة النبطية ، و عاصمتها “بطرا” “بترا” “البتراء” ، و كانت حدود هذه المنطقة تتوسع و تتقلص بحسب الظروف السياسية و بحسب مقدرة العرب ، ففي عهد الحارث الرابع ملك الأنباط “من سنة 9 ق.م إلى سنة 40 ب . م اتّسعت حدودها حتى بلغت نهايتها الشمالية مدينة دمشق
و لما ضعف أمر النبط ، استولى الإمبراطور تراجان عام 106 م على هذه المقاطعة و ضمها إلى المقاطعة التي كوّنها الرومان و أطلقوا عليها أسم “المقاطعة العربية [Provincia Arabia ] و يظهر من وصف ديودورس هذه المنطقة أنها في شرق مصر و في جنوب البحر الميت ، و جنوبه الغربي و في شمال العربية السعيدة و غربها
و هنا نتوجّه للحديث عن ليبيا ، و التي تعتبر جزأً من هذا الوطن ( الغير حقيقي ) ، فنحاول قراءة مكونّات الوطن الليبي بحيادٍ تام ، ألا و هي [ Afgan ، Awal ، Akal] ، [ إنسان ، لغة ، تراب ] ثلاثية وجود الإنسان في وطنه ، كينونته كفرد ، متجسدةً في جسده ، ثقافته ، لسانه ، و لغة مكانه ، و لا بد من هذه الأبعاد من – وطنٍ – يحتويها ، و هنا أحاول أن أتحول من السرد الأسطوري الى الفكر الواقعي التأملي لمسألة – أفكار – الأوطان المجازية التي تعرض أمام عقل الجماعة في ليبيا – القطر -
فكانت فكرة ( الوطن العربي ) الشوفينية التي تقصي كل أنواع التعدد العرقي ، اللغوي و الترابي ، و الثقافي في إطار هذا التجمع البشري ، بمشاريع وحدةٍ – سياسيةٍ – تفرض كون الدولة الليبية و من تحويهم هم جزأٌ من هذا الوطن ، بغض النظر عن مكوناتهم الحقيقية
و انهار هذا الفكر رغم كونه لا يزال متمثلاً في أشلاء مؤسساتٍ متهالكة ، مثل جامعة الدول العربية و ما تحتويه من مؤسسات ، جمعيّات و تنظيماتٍ فرعية رسخت في عقل الجماعة فكرة ( الوطن العربي ) الغير موجود أصلاً، فلقد ولد ميتاً ، بينما بقي موضوع دخول الإسلام إلى شمال إفريقيا غير معالج بالطريقة المرجوة ، و بالموضوعية العلمية المطلوبة
هنا يأتي السؤال عن فكرة يتخذّ من كانوا يؤمنون بالفكرة الطوباوية الأولى – فكرة الوطن العربي - ، يتّخذ مطيةً ، حجةً و مثار اتهام للتشكيك في وطنية الناطقين بالأمازيغية في ليبيا – القطر -
و هي فكرة الوطن الأمازيغي [ tamezgha ] ، فهل هذا الوطن حسب ثوابت وجود الوطن ، يحوي داخله فكرة دولة وحدة سياسية للناطقين بالأمازيغية ؟ أم أن فكرة [ tamezgha ] لا تتعدى كونها انتماءاً حقيقياً إذا صح القول ، على خلاف الفكرة الاقصائية الأولى ؟ ، هل يحوي هذا الطرح فكرة وطن إقصائي للناطقين باللغة الأمازيغية فقط ؟ أم أنّه – و هذا ما يسرد المنطق – ليست سوى - تعبيراً – مجازياً عن حقيقة هذا الوطن الترابية ، الثقافية ، و الإنسانية ؟
عند البحث في مسألة لسان الوطن الليبي – awal - ، نجد أن اللغة الأمازيغية - الكلاسيكية - و الشبه كلاسيكية ، تتمثل في أقلية لغوية تتراوح ما بين 7 – 12 % - فليس فقط من تكلم الأمازيغية أمازيغيٌ طبعاً - ، فكل دول شمال أفريقيا الأمازيغية العنصر اتخذت لنفسها أسماء عربية و استخدمت اللغة العربية في دواوينها و تعاملاتها ، و من هذه الدول دولة بني الخطاب من قبيلة هوارة و عاصمتهم زويلة بفزان ، و استمروا يحكمون المنطقة من القرن العاشر إلى الثاني عشر الميلادي ومثلهم المرابطون و الموحدون و المرينيون و سواهم كثير ، مما ينفي فكرة كون – tamezgha - بمفهومها الأنتروبولوجي هي فكرة تتمحور حول معتقد تكوين سياسي ، بينما في الجهة الأخرى نجد بما لا يضع مجالاً للشك أن التأثير الأمازيغي الذي أنتجه الإنسان الأمازيغي على هذه الأرض يبدوا جلياً في الموروث الثقافي المعاش بالإضافة الى تجليه عند النظر الى لغة التراب الليبي – Akal - ، بمعنى طوبومونيا المكان الليبي – و الحديث عن لغة المكان الليبي لا يتسع له سردنا هذا لضخامته -
فلنحاول أن نقفز فوق نظرتنا لمسألة تعريفنا للوطن من كونها حركة رد فعل انفعالي ، الى نقلها لتصبح مذهباً فكرياً إذا صح القول ، و لنتحدث عن أول ركنٍ من أركاننا الثلاث ، ألا و هو [ Afgan ، الإنسان ] ، و يجب الإشارة الى أن ذكر القبائل الأمازيغية أمر صعب لأنها أكثر من أن تحصى
يقول ابن خلدون في مقدمته(7) ، ” و أما إفريقية كلها الى طرابلس فبسائط فيح كانت دياراً لنفزاوة و بني يفرن و نفوسة ”
إن الصورة تتغير من حين للآخر ، و في بعض الأحيان تتغير فجأة رأساً على عقب ، فمنذ بضع سنوات كانت نظرية انقراض النياتردال تبدو نظرية مؤكدة و ضرورية لتفسير اختفائهم السريع ، لكن الدراسات البيولوجية التي أجريت على تركيبة خلية الإنسان الحالي ، أثبتت أن الناتردالية لم ينقرضوا ، بل استسلموا لجنس آخر ما لبث أن طواهم تحته حتى أصبحوا – إرثاً – في دمائه
إن الاعتقاد بان جنساً بشرياً أباد جنساً بشرياً آخر بطريق القتال أو الهجرات أمر خاطئ ، فحتى اليوم لا يوجد دليل مادي على أن الإنسان الليبي أخلى مكانه لإنسان آخر ، أو أن الإنسانية – بمطلقها - تعرضت لصراع الأجناس ، فالصراع الجماعي يحتاج الى عمليات إبادة ، و هذا ما لم يحدث في شمال إفريقيا بالتأكيد
بعد حريق روما ، قام الرومان بتنفيذ تعداد لإحصاء سكان العالم – القديم - ، و استمر العمل فيه لما يزيد عن أربعين عاما ، و نتج عنه تعداد يقول بأن سكان العالم يبلغون المائة و الخمسون مليوناً ، منهم ما يزيد عن السبع ملايين في – برقة - ، و ما يزيد عن الستة ملايين في الجانب الغربي من شمال إفريقيا . تؤكد الكتابات التاريخية الأوربية أمثال كتابات ستاتيوس Statius القرن الأول الميلادي، وأبوليوس Apuleius القرن الثاني الميلادي، وأولبيان Ulpian القرن الثالث الميلادي، وجيرومJerome توفي في القرن الخامس الميلادي، وبروكوبيوس Procopius توفي في القرن السادس الميلادي، والقديس الأمازيغي أوغسطين توفي في القرن الخامس الميلادي، وكاتب كتاب تأريخ الأباطرة الرومان Historia Augusta القرن الثالث الميلادي، وسالوست Sallust القرن الأول قبل الميلاد وترتيليان Turtilian القرن الثاني الميلادي، أصل سكان شمال أفريقيا وفي أضعف الأقوال قرابتهم السلالية منهم ، و هجرتهم من فلسطين - كما يؤكد ابن خلدون - ، إلى منطقة شمال أفريقيا ، لكن بعيداً عن مسألة الأصول المعتادة ، حيث أرجح أنا - شخصياً - فكرة الأصل و عدم الوفود ، كون القبائل الأمازيغية هي قبائل أصيلة غير وافدة من أي بقعة جغرافية أخرى ، إلا أن ما همنا هو تركيبة و وجود هذه القبائل الأمازيغية من عدمهما في المقام الأول و الأخير
بعد انتهاء حكم البطالسة لمصر و امتلاك الدولة الرومانية زمام الأمر في – برقة - ، حدث ما عرف باسم – ثورة اليهود – في القدس سنة 66 م ، و تطور هذا حيث كانت نتيجة تبعاته وصول أثر هذه الثورة الى – برقة – بعد سقوط القدس في 70 م ، و أخمدت الثورة الأولى حينها
و نشبت في سنة 115 م ثورة اليهود الكبرى التي بدأت في ( قورينا ) بزعامة لوقا حيث استباحوا قورينا و ما جاورها و قتلوا ما يزيد عن 250000 من السكان حينها – كما يقول مؤرخون العصر الحديث - ، من إغريق و رومان ، رغم كون الرقم قد ورد فقط 20000 في سجلات ( ديو كاسيوي ) ! !! ، في موجة تخريب عمت كل معابد و مبان و أشكال البنيان العمراني الروماني بصور تدمير لم تزل حية حتى اليوم
و انتهت الثورة في 118 م ، بقيادة القائد الروماني ماركوس توريو ، لكن ما حدث بعد هذه الثورة هو تغيير في التركيبة الديموغرافية لبرقة حيث تؤكد الأدلة التاريخية على أن القاطنين في برقة إبان وصول المد – الإسلامي- الى المنطقة هم قبائل لواتة – الأمازيغية ، ففي كتاب فتوح البلدان للبلاذري( : قال الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي الحبيب ، أن عمرو بن العاص كتب شرطة على أهل لواتة من البربر من أهل برقة : أن لكم أن تبيعوا أبنائكم و نسائكم فيما عليكم من الجزية !! ! ، وبقي النفوذ في برقة لقبيلة لواتة حتى دخول قبائل بني سليم وبني هلال بدايةًًًًًًًًًً من عام 443 هـ “1051 م ” وقد استقر من قبائل بني هلال و بني سليم ببرقة بنو هيب وأحلافهم ، و من أبناء لواتة كان القائد الإسلامي هلال ابن ثروان اللواتي ، و - أبو إسحاق - العالم ، اللغوي ، و الأديب الأمازيغي ، صاحب كتاب “كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ ” ، - كتاب بحث لغوي عن اللغة العربية - !! ! . عن مدينة ليبية أخرى و هي مدينة مسلاته ” منطقة تقع شرق مدينة طرابلس بمسافة 125 كم ” ، و ينتمي سكان مدينة مسلاته الأصليون إلى قبيلة لواتة الليبية الأمازيغية المشهورة ولكنهم حالياً كلهم يتكلمون العربية لاستعرابهم بعد الفتح الإسلامي ، و ليس فيها من يتكلم الأمازيغية كما هو الحال في العديد من المدن الليبية الأخرى
نسبة كبيرة من السكان الموجودين الآن ليسوا من السكان الأصليين – قبيلة لواتة - فقد هاجروا من مدن أخرى مثل الشعافيين الذين ينزحون من قبائل بنى وليد و الفاتير الذين ينزحون من زليطن – الأمازيغ أيضاً كما سيرد لاحقاً -
عن مدن غريان ” منطقةٌ جبليةٌ تقع جنوب غرب مدينة طرابلس بمسافة 94 كم ” و ترهونة ” منطقةٌ تقع جنوب شرق طرابلس بمسافة 85 كم ” و جزء من مسلاتة و ورفلة ” منطقةٌ تقع في جنوب شرق مدينة طرابلس بمسافة 170 كم ” ، نجد قبيلة أمازيغية أخرى هي قبيلة هوارة من أكبر قبائل شمال إفريقيا التي استقر أكبر عدد من أبنائها في مدينة – صبراتة - ، التي أخذت اسمها من هوار بن أوريغ بن برنس الذي غلب اسمه على أسماء اخوته ملد و مغر و قلدن فسموا جميعاً بهوارة
و تنقسم هوارة إلى عدة بطون ، فإلى هوار بن أوريغ تنتمي بطون كهلان و غريان و مسلاتة و مجريس و ورغة و زكاوة و ونيفن ، و إلى مغر تنتمي بطون ماوس و زمور وكياد و سراى و ورجين و منداسة و كركودة، وإلى قلدن تنتمي بطون قمصانة و رصطيف و بيانة، و إلى بطون ملد تنتمي بطون مليلة و وسطط و ورفل و مسراتة و أسيل، ومن البطون المنتمية أيضا إلى هوارة، ترهونة و هراغة و شتاتة و انداوة و هنزونة و أوطيطة و صنبرة
خلال القرن التاسع إفرنجي امتدت ديار هوارة في إقليم طرابلس ما بين تاورغاء و مدينة طرابلس، و حملت عدد من المناطق في الإقليم أسماء بطونها مثل مسراتة و ورفلة و غريان و مسلاتة و ترهونة ، وقد شاركت قبائل هوارة مشاركة فعالة في الثورات التي قامت في أواخر حكم الدولة الأموية في عام 131 هـ ” 748 م ” ، و استمرت خلال الدولتين العباسية والأغلبية حتى قيام الدولة العبيدية
أما قبائل ورفلة ، فكما يرد في كتاب سكان ليبيا لأنريكو ؤوغوستين(9) ” تنتمي قبائل ورفلة الى أمازيغ هوارة جذم البرانس ، حيث توجد دلائل مثل انعدام القرابة بين قبائل ورفلة و بقية القبائل المجاورة يدفعنا الى الاعتقاد الى أن الدم العربي ضئيلٌ جداً ، إذا لم يكن منعدماً ” ، و من هذه القبائل أولاد ساسي ، و المناسلة و العمائتة و السعدات و قبائل ورفلة الوسطيين ، فالقبيلة العربية الوحيدة هي قبيلة الصيعان الفوقيين ، أما الصيعان الوطيين فهم أمازيغ من قبيلة السعدات
و ذكر ابن خلدون أن قبائل ونيفن و قيصرون و نصورة من هوارة تقيم بين مدينتي تبسة و باجة ، و تقيم في غرب الجزائر قبائل من هوارة من بينها قبيلة مسراتة التي يقيم جزء منها بإقليم طرابلس ، ومنهم من استقر في فزان ” منطقة واسعة تضم جنوب غرب ليبيا الآن، ومركزها مدينة سبها التي تبعد جنوب مدينة طرابلس بمسافة 970 كم، ومن مدن فزان اليوم مرزق و غات و أوباري وبراك ” ، وكانت لهم دولة عاصمتها زويلة حكمها بني الخطاب منهم، واستمروا في حكمها حتى عام ﻫ 806
و قد هاجر جزء من هوارة إلى برقه وأقاموا بها، ثم هاجروا منها إلى مصر، وكانوا في القرن الثالث عشر إفرنجي ينتقلون بين مرسى الكنائس والبحيرة ، ثم نزحوا في سنة 1380 م من البحيرة إلى الصعيد بعد نزاع نشب بينهم وبين زنارة و استقروا بجرجا و ما حولها” محافظة سوهاج الآن ” ، ثم انتشروا في معظم الوجه القبلي ما بين قوص” محافظة قنا الآن ” ، إلى غربي الأعمال البهنساوية ” محافظة المنيا الآن ” ، وذكر القلقشندي في نهاية الأرب أربعة وثلاثين بطنا من هوارة بالصعيد وهم ” بنو محمد وأولاد مأمن وبندار والعرايا و الشللة و أشحوم و أولاد مؤمنين و الروابع و الروكة و البردكية و البهاليل و الأصابغة و الدناجلة والمواسية و البلازد و الصوامع و السدادرة و الزيانية و الخيافشة و الطردة والأهلة و أزليتن و أسلين و بنو قمير و النية و التبابعة والغنائم و فزارة و العبابدة و ساورة و غلبان و حديد و السبعة و الإمرة فيهم لأولاد عمرو و في الأعمال البهنساوية و ما معها لأولد غريب”
فالهجرات الليبية للقبائل الأمازيغية الى مصر قديمة قدم التاريخ ، فتحت وطأة الجفاف بدأت القبائل الليبية تزحف شرقاً منذ الألف الرابع قبل الميلاد ، حيث بادرت قبيلة التحنو الى الهجرة نحو وادي النيل في هجرات تضم عشرات الألوف من رجال القبائل الذين خرجوا مع أبنائهم و زوجاتهم هرباً من الجفاف نحو مصادر المياه الدائمة في نهر النيل
حيث تمكن سيتي الأول من صدهم و ترك ورائه نقوشاً على معبد الكرنك تروي قدرة الفرعون الخارقة على صد هؤلاء المهاجرين ، حيث أنشأ سلسلة من الحصون و القلاع امتدت لمسافة 341 كيلومتراً بين راقوه و أم الخم ، لم توقف مد الهجرات الليبية نحو وادي النيل ، بعدها قام رمسيس التاني بهجمات مضادة ضد هؤلاء المهاجرين ، حيث يظهر في معبد أبي سمبل تمثال لرمسيس واقفاً فوق جسد رجل من التمحو و يطعن آخر بحربة ، بعدها كان تحالف زعيم قبيلة الليبو مريي بن دد مع مجموعات من شعوب البحر الذي كانت نتائجه تغيير في جزء من التركيبة الديومغرافية لمصر ذاتها
فبعدها في عهد رمسيس الثالث عثر على بردية هاريس كتب فيها – إن الليبو و المشواش يحتلون مصر ، و قد نهبوا من مدن الشاطئ الأيمن من منف حتى كربن و بلغوا ضفة النهر العظيم تأملوا ، لقد أهلكتهم و أخضعت المشواش و الليبو و الأسبت و الكيكش و الشاي و الهس و البقن - ، و في نهاية عصر الأسرة الفرعونية الواحدة و العشرين كانت القبائل الليبية قد اخترقت تحصينات الدولة و استوطنت الدلتا خاصة المشواش ، فكان شيشنق الفرعون الليبي – الأمازيغي – الذي حكم مصر و طهرها من الإدارة الكهنوتية الفاسدة (10). فمن هوارة من استقر بعد ذلك بالقاهرة والوجه البحري، كما يوجد اليوم عائلات تحمل لقب الهواري ببلاد الشام، يمكن القول أنها قدمت من مصر ومن بلاد شمال إفريقيا ، وقد تكون هي ذاتها القبائل التي ينسب أصل الأمازيغ إليها في – اليمن – لأسباب المنطوقات الفونولوجية لبعض قليل من قبائل اليمن ، حيث لا يمكن أن نلغي فكرة وجود قبائل أمازيغية هاجرت من شمال إفريقيا أو مصر الى اليمن -رغم كون مسألة المقارنة اللغوية – لم تحدث بين هذه اللهجات و اللغة الأمازيغية
أما مدن الخمس و لبدة و منطقة ساحل الأحامد فهي موطن يقطنه أبناء قبيلة - كتامة - ، في حين أن سكان النواح الأربع و جنزور و ورشفّانة هم أبناء قبيلة - زناتة – الأمازيغية ، في حين كانت قبيلة صنهاجة – تقيم غرب طرابلس ومعظمها في زوارة والجبل الغربي، وجنوباً في مزدة وسيناون ووادي الشاطئ و القطرون ، و عُرفت بسيادتها في الشمال الأفريقي وخرجت منها سلالات حاكمة مثل الزيريين والحماديين والمرابطون ، و كان ابنها الإمام “شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري” رائد شعراء مدح الرسول الكريم ، أشهر ما كتبه كان قصيدة الهمزية الشهيرة التي يقول في مطلعها : كيف ترقـى رُقيَّك الأنبيـاءُيا سماء ما طاولتها سمـاءُ؟ لم يساووك في عُلاك وقد حـالسنى منك دونهم وسناءُ عند النظر الى خريطة – ليبيا – و توزيعه القبائل الليبية – الأمازيغية – أبان الفتح الإسلامي- الذي تؤكد كل المصادر التاريخية أن ليبيا بأسرها – ابتداء من برقة وصولاً الى طرابلس – قبل الفتنة ، قد حررت بناء على – معاهدات – بين عمرو بن العاص و القبائل الليبية !! ! ، يقول ابن أبي الحكم في أحد مراجعه ، يقول أيوب الحضرمي ” عن أبيه قال : سمعت عمرو بن العاص على المنبر يقول : لأهل أنطابلس عهد يوفى لهم به ” ، يقول عبد الله بن عمرو واصفاً حالة الوآم التي كانت تسود شمال إفريقيا بين القبائل الأمازيغية و سلطة الخلافة قبيل هجرة قبائل بني هلال و بني سليم الى شمال إفريقيا ” لولا مالي بالحجاز لنزلت برقة ، فما أعلم منزلا أسلم و لا أعزل منها ، على خلاف ما حدث عند تولي – عقبة بن نافع الفهري – أمور الفتح خليفة للفاتح مهاجر ابن دينار – الفارسي – و التي شابها التلويث و التشويه بفكرة التقتيل و السيطرة و التدمير التي أتى بها عقبة خلافاً لسياسة ابن دينار ، فنجد أن هذه تقسم كما يرد في كتاب سكان ليبيا لأنريكو ؤغوستين ، هذا الكتاب الذي يمثل بشهادة الكاتب الليبي خليفة محمد التليسي ، يمثل قيمة تاريخية ، يمك ن أن تنطلق منه دراسات اجتماعية أنتروبولوجية هامة ، حيث يشكل قاعدة هامة عند الحديث عن التركيبة الإثنية لليبيا ، حيث ترد القبائل الليبية في موسوعة – تاريخنا - كما يلي : قبائل زناتة : تقيم ناحية سهل الجفارة و مجموعات في غرب يفرن – يفرن و زوارة و العجيلات - . قبائل لواتة : تقيم ناحية برقة ” وهم عبارة عن مرابطون برقة اللذين إختلطوا بالدفعات العربية الأولى من الهجرة ” ، و لا توجد أي قبائل عربية في برقة باستثناء مجموعتي الحرابة و المساعيد ، و هي أيضاً خليط بأمازيغ لواتة و هوارة . قبائل كتامة : تقيم ناحية الخمس و لبدة و أكبر قبائلها زواوة في مصراتة و بوقرين . قبائل زواتة : في منطقة ودان و زلة و ما جاورها . فبائل هوارة : من طرابلس وصولاً الى فزان مروراً بترهونة ، تاورغاء ، و ورفلة ، و مصراتة – مزمورة - ، غريان و مسلاتة
قبائل لمطة و الأستوريون : ناحية زلة
قبائل صنهاحة : أولاد أبوسيف النازحون من المغرب حديثاً – منذ ما يقارب قرنين من الزمان - ، و جدهم هو عبد المولى الصنهاجي دفين منطقة – ككلة – في جبل نفوسة ، و له زاوية شهيرة مسماة على اسمه ، و المرابطون في ورفلة ” الطبول ، و الفطمان و أولاد أبو راس ، و الزبيدات ، و المغاربة و الصرارة ” يمثلون زوية الصوفية في ورفلة ”
قبائل مزاتة : تقيم ناحية سرت
أما عن الهجرات العربية الى ليبيا ، أبان حكم الدولة الفاطمية ، فإن الحاكم الفاطمي الذي أطلق سهم القبائل المهاجرة الى شمال إفريقيا – بني هلال – و – بني سليم - بما يقارب 150,000 نسمة – فقط - في القرنين السابع والثامن ، فإن هدفه كان استرداد المنطقة من خصومه – الصنهاجيين – الذين عزلوه عن الخلافة ، في هجرة تسببت في خراب لم تتسبب به حرب الخمس مئة عام ، ففي كتاب تاريخ ليبيا الإسلامي يرد ” إذا تذكرنا ؤلائك البدو الشرسين الذين سبق لهم أن مارسوا ما ورثوه في دمائهم عن الجاهلية العربية من حب الغزو و السبي أثناء وجودهم في الحجاز ، و أثناء وجودهم في صعيد مصر الى الشرق من النيل ، استطعنا أن نتصور مدى ما ألحقوه بليبيا و افريقية من خراب لم تشهد له المنطقة مثلاً لا من قبل و لا من بعد ، و هو خراب كان وبالا على الزراعة و الموارد المائية و الأبنية و المنشآت في الدرجة الأولى ، و امن و ثقافة في الدرجة الثانية “
حيث وصف ابن خلدون العلامة ما لحق برقة من خراب على يدي هؤلاء الأعراب المهاجرين و قال ” و تمرست بمدائنها بادية العرب و ناجعتهم فتحيفوها غارة و نهباً ، الى أن فسدت فيها مذاهب المعاش و العمران فخربت ” ، و يضيف في بند آخر قائلاً ” و جميع بطون هيب هذه استولت على إقليم طويل خربوا منه و لم يبق فيه مملكة و لا ولاية إلا لأشياخهم ، و كانت الأمصار المستبحرة مثل لبدة و زويلة و برقة و قصر حسان و أمثالها فعادت يباباً و مفاوز كأن لم تكن ” !! !
إن تحويل ليبيا الى أمارةٍ مشرقيةٍ ، بتدنيس المقدّس و تقديس المدنّس ، بتزوير كل التعاريف السكانية الحقيقية للوطن الليبي بتعريبها ، ليس سوى مطالبة لنا بقبول اللا معقول ، فلا وجود لشيءٍ اسمه ( وطنٌ عربي ) وفق حقائق الدين و التاريخ التي لا تقبل الجدل ، و نسبنا نحن الليبيين لهذا الوطن هو في واقع الأمر نسبٌ مجهول المصدر لا يرتضيه سوى [ ابنٍ لقيط ] لا أب له
Ar Tufatآر توفاتUsigh s ghades d ughigh yaytvؤسيغ سـ غادس د ؤغيغ يايط_______________________
_ (1) قال الألباني في السلسلة الضعيفة و الموضوعة ( 2 / 325 ) .(2) قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 293 ) .(3) قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 298 ) .(4) قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 301 ) .(5) د. جواد علي ، سلسلة ( عرب ما قبل الإسلام ) .(6) طه حسين ، كتاب الشعر الجاهلي .(7) العلامة أبي زيد عبد الرحمن بن خلدون ، كتاب العبر .( البلاذري ، فتوح البلدان .ـ أبي عبيد عبد الله البكري ، المسالك والممالك .ـ أبي الحسن علي بن سعيد المغربي ، الجغرافيا ، حققه وضع مقدمته و علّق عليه إسماعيل العربي .ـ د. فرج عبد العزيز نجم ، القبيلة و الإسلام و الدولة.(9) هنريكو ؤغستين ، سكان ليبيا .ـ أحمد بن أبي يعقوب بن واضح اليعقوبي ، البلدان .(10) تاريخنا ، دار التراث

لا هوية لتونس غير هويتها الأمازيغية *** عن موقع تونس ارض الامازيغ وموطنهم

في بلد ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع يتمّ الدوس على منهجية البحث في علم الاجتماع، ففي موضوع الساعة وهو موضوع الهوية يصرّ أولئك المغرّر بهم على طمس الهوية التونسبة واختصارها في عشيرة دفع بها القحط وكذا احتراف النهب وقطْع الطريق (وهذا ليس من عندي، اقرأوا بن خلدون) إلى الزحف الشهير على بلادنا وهو زحف أعادها العصر الحجري بشهادة الباحثين من ذوي المصداقية ( أنظر Jean despois)ونقول لهؤلاء أنّ تونس ليست في الربع الخالي ولا في القطب الشمالي تونس آهلة عامرة بسكانها بشعبها منذ الأزل، ومن هاجر إليها كان عليه أن يندمج فيها وأن ينتمي إليها وأن يفخر بهويتها وهو الوضع الطبيعي لكلّ هجرةوالزحفة الهلالية التي حولها البعض إلى أمجاد أصبحت كما هو معروف مجرّد أسطورة (Saga) يرويها العوامّ لا أكثر.وتحوّلت إلى حكايات شعبية مثلها مثل حكاية راس الغول ومن الطريف أنّ البعض من الجهلة يكتب في صحيفته أن هلال ومن معها من الغجر في تعداد نصف مليون ما شاء الله فمتى عرف هؤلاء احصاءً سكّانيا حتى يأتوا بهذا الرقم ونسألهم كم كان عدد سكان تونس خلال الزحفة الهلالية، مع العلم أن الناطقين بالعربية اليوم في مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وتشاد والسودان يدّعون النسب الهلالي فكيف يعمّر بضعة آلاف من البدو هذه البلاد الشاسعة التي تزيد مساحتها عن نصف مساحة أفريقيا، وأين ذهب سكان البلاد لم يحدّثنا التاريخ على الإطلاق أنهم أبيدوا أو أبادتهم الأوبئة أو أصيبوا بالعقم في مقابل خصوبة الأعراب الأسطورية ؟تقوم الأغلوطة التي يسوّقها الصحافيون خاصّة على :- الناطقون بالعربية كلهم عرب وهذا خطأالبربر هم فقط الذين يتكلمون البربرية. وهذا الخطأ الثانياعتبار الأقلية اللغوية أقلية عرقية وهذا الخطأ الثالثمساواة بضعة أفراد بشعب كأن يقولوا مثلا العنصر البربري والتركي والعربي.لا يا سادة هذا تزوير وحذلقة: الأتراك كانوا أفراد يتولون وظائف لا غير والأعراب اندمجوا نهائيا في المجتمع التونسي الأمازيغي ولم تبق هناك قبيلة تحمل اسم هلال أو رياح ولا ننسى أنّ كلّ القبائل والعشائر المرابطية (الزوايا) هي من نواحي فاس أو تلمسان .طبعا قبل ظهور دول شمال افريقيا الحاليةأمّا الصحافي اياه الذي شوّه الحقيقة واستعمل اسلوب ويل للمصلّين لنقل ما يريد نقله من السياق ووضعه في سياق آخر فنتركه لضميره.في الأخير نشكر الأخوة الكرام الذين أبدوا تعاطفا مع ما طرحناه هنا في مدوّنتنا وأبدوا تفهّما لما نرمي إليه وسنظلّ ننافح من أجل تونسنا لا هدف لنا سوى خدمة الحقيقة أمّا تهمة الخارج والقوى الخفية وووو …. فنتركها للمهووسين ومفبركي التهم الجاهزةونقول للجميع أنتم أمازيغ وهويتكم أمازيغية وإنّني أرى الهوية الأمازيغية في ملامحكم التي لا تستطيعون إخفاءها أراها في تقاليدكم في أعراسكم في لباسكم في فلكلوركم في موروثكم الشعبي في معماركموحتى في لغتكم الدارجة التي تظنون انها عربية قحّة ولكن عرضها على غربال الألسنية سيظهر الحقيقة
www.tunisie10.wordpress.com

samedi 26 juillet 2008

حوار مع الفنان الأمازيغي فريد لهوا من مجموعة إمطاون / حاوره محمود بلعشير

صديقنا الفنان والمناضل فريد لهوا (إمطاون)، نرحب بك ضيفا عزيزا علينا وعلى قراء هذا الحوار
ـ أكيد أن الجمهور يعرف فريد لهو داخل مجموعة إمطاون، لكن من هو فريد لهو الشخص؟
-فريد لهو من أبناء الريف وبالضبط من "قرية إجار أوفاضيس" المستوى الدراسي : الإجازة في القانون الخاص.معطل، إنسان متواضع جدا يحب الخير للجميع، إنسان مسالم إلى أقصى الحدود، يحب الهدوء
- هلاّ أطلعتنا عن بدايتك الفنية، أو بتعبير آخر كيف ولدت فنيا؟
-صراحة أنا ما زلت لا أعتبر نفسي فنانا، لكن محب للفن وبالخصوص الموسيقى.. رغم ذلك أحاول أن أساهم إلى جانب أصدقائي ،قدر المستطاع بغية تنمية منطقتنا ولو من باب الموسيقي، فأنا صراحة أحس أنني ولدت من أجل الوقوف ضد بعض الأفكار التي ورثناها والتي تحرم علينا ممارسة الموسيقى والغناء
لذلك فكانت بدايتي المتواضعة قد انطلقت من قريتي حيث كنت دائما أحضر الأعراس وأنا مازلت في سن 9 أو العاشرة من عمري، وكنت دائما أجلس إلى جانب أولاد قريتي و أرافقهم إلى "سيدي شعيب أونفتاح" في المواسم التي كانت تقام هناك و أحاول أن أحصل على فرصة من أجل العزف إلى جانبهم رغم صغر سني، ولن يرتاح لي البال إلا إذا تمكنت من ذلك. وصراحة كانوا يتقنون العزف على بعض الآلات: كالبندير والناي وآلة وترية كانوا يصنعونها بأنفسهم وهي عبارة عن آلة عود يصنعونها من جذع شجرة تسمى بالريفية " أشفير"، وهنا سأحكي لك قصة وذلك عندما حاولنا أنا وأخي الأكبر رحمه الله، والذي كان حب الموسيقى إلى درجة الجنون،أن نصنع عودا على الطريقة التي ذكرتها سابقا، وفعلا تمكنا من الحصول على جذع تلك الشجرة بمشقة الأنفس وبدأنا في إنجاز العملية، وعندما اقتربنا من إنهاء صناعة ذلك العود ،تم ضبطنا من طرف جدتي المرحومة و كل واحد منا هرول في اتجاه معاكس، ولمّا رجعنا وجدنا فقط بقايا و اجزاء ما كنا نحلم به، لكن أخي رسم ابتسامة عريضة على وجهه تحمل الكثير من الدلالات
-ما هي الإيديولوجية التي أطرت مجموعة إمطاون وكذا توجهها الفني؟ وما طبيعة المواضيع والتيمات التي تنوالتها المجموعة فنيا؟
- المجموعة انطلقت من واقع يصعب وصفه.واقع يرفض الغناء مهما كان نوعه، و تسجيل الشريط الأول كان تحديا كبيرا بالنسبة لنا، رغم معارضة الأسرة وكل من يحيط بك، واقع يحتم عليك أن تكون جديا في عملك. ومجموعة إمطاون سارت على هذا النهج بحيث سطرت مجموعة من المبادئ التي ناضلت من أجلها ودائما كنا حريصين على ألا يقع هناك انفلات معين وكيف ما كان نوعه، ومن بين هذه المبادئ هي عدم الانتماء السياسي وعدم الانخراط في أي توجه معين والتشبث بالاستقلالية التامة عن كل ما من شأنه أن يعرقل مسيرة المجموعة ،والنضال إلى جانب الشعب بشكل تلقائي للدفاع عن الحقوق المشتركة، لذلك فكان توجه المجموعة هو الالتزام بقضايا المجتمع و الجدية في العمل ، وأقول بكل صراحة أن الجمهور لعب دورا مهما في استمرارية المجموعة إلى يومنا هذا. بحيث شجعنا بكل الوسائل وبكل الطرق، فألف شكر للمحبين والمشجعين. أما المواضيع التي تناولناها فهي مواضيع لها علاقة بالإنسان بشكل عام، وتلقت استحسان الجمهور الكريم
-عانى العمل الفني الملتزم بالريف تحديات وصعوبات وفي كذا أحيان واجه عراقيل و معوقات ممنهجة، أنتم في مجموعة إمطاون هل واجهمتم مثيلات هذه الأشياء لاستصدار ألبوميْكم الإثنين، أو حتى للاشتغال على المادة الفنية كمجال يمكن
التعبير فيه عن إرادة الشعب والجماهير؟
- أولا وقبل كل شيء نحن نعرف جيدا أنه في الريف لم يكن هناك تراكم فني كبير وذلك راجع بالأساس إلى مجموعة من المشاكل الذاتية والموضوعية. لكن منذ السبعينات إلى يومنا هذا لوحظ تزايد الفنانين بشكل ملحوظ وأصبحت الساحة الفنية الريفية تزخر بمجموعة من الفنانين المرموقين، وكل هذا راجع بالأساس إلى المجهود الفردي الذي يقوم به هذا الفنان، بحيث أن المحيط العام الذي يشتغل فيه هذا الفنان لايشجع بتاتا على العمل، فلا أجهزة تحتية ولا دور الشباب، كذلك غياب المعاهد الموسيقية بل غياب الثقافة الموسيقية لدى شريحة كبيرة من المجتمع وهذا راجع بالأساس إلى السياسة الممنهجة من طرف المسؤولين على هذا القطاع حيث يعتمدون سياسة التهميش وسياسة اللامبالاة، لكن رغم ذلك فإن الفنان الريفي ضل صامدا في وجه مجموعة من العراقيل ليؤكد انه موجود، وبالتالي فإن العراقيل على ما يبدو هي كثيرة ومتعددة . ونحن كذلك صادفتنا مجموعة من المشاكل من بينها عملية التسجيل التي تتم في أجواء غير صحية، فليس هناك أية قوانين تحمي الفنان من التلاعبات التي قد تتم منذ البداية إلى النهاية، فكيف يعقل أن تسجل 6 أو 8 أغاني في ظرف يومين. أي أننا لم نصل بعد إلى الاحترافية في الاشتغال
- في نظرك هل وصلت إمطاون إلى ما كانت تصبو إليها من أهداف ومن معانقة أحلام العامة من الشعب؟
- إمطاون كانت مشعل الجمهور المحلي يحبها كثيرا ويجد نفسه فيها، لكن حاليا أصبحت المجموعة عاجزة عن مواصلة التطور الذي عرفته الأغنية الأمازيغية وذلك لمجموعة من الاعتبارات أولها: المتعارف عليه هو أن تأسيس المجموعة الموسيقية يجب أن تتكون من عناصر تكون لها التجربة الكافية في العزف والمعرفة الموسيقية. عكس ما قمنا به نحن حيث أسسنا المجموعة قبل أن نكون عازفين وبالأحرى عازفين ماهرين( بما في ذلك فريد لهو)،وانطلقنا من فراغ، وكل واحد يساعد الآخر بإفكاره للعزف أحسن على آلته، بمعنى هذه مجموعة ساعدتنا أن نتعلم في إطارها بعض الشيء كيفية العزف,وهذا خطأ فادح سقطنا فيه وها نحن اليوم ندفع ضريبة هذا الخطأ. بحيث ظهرت مؤخرا مجموعات أمازيغية محترفة وتتقن العزف والتوزيع الموسيقي بحيث لم نتمكن من مسايرة هذا التطور المهول الذي أحدثته هذه الفرق.. فأنصح كل مقبل على تأسيس المجموعة أن يقن العزف على آلته وإلا سيكون ضحية الفشل، لكن رغم ذلك فالمجموعة قامت بعمل جبار وتستحق عليه التشجيع رغم الظروف الصعبة التي اشتغلنا فيها، فألف شكر لكافة عناصر هذه، المجموعة التي رفعت علم التحدي في وجه الواقع، ثانيا : انشغالات الأفراد وعولهم لأسرهم أثر بشكل سلبي عن عمل المجموعة، بحيث لم تعد الموسيقى من أولوياتنا، بحيث أصبحنا نترقب اقتراب فصل الصيف من أجل المشاركة في بعض المهرجانات من إجل بعض الدريهمات لسد حاجياتنا، متناسين العمل الجدي خلال طول السنة، فكيف يعقل أن أعضاء المجموعة لايلتقون ولا يجلسون حتى في المقهى وهذا منذ زمن طويل جدا ومن الممكن أن تسأل أي فرد من سكان مدينة إمزورن وسيجيب نفس الشيء. الموسيقى هي التواصل قبل كل شيء، ونحن لانتواصل بشكل جيد فيما بيننا، وحتى إن أردت البحث وجمع كل العناصر يتطلب ذلك وقتا طويلا، وهذا ما أثر على نفسيتي و لم أعد أحتمل هذا الوضع. وقرت الاشتغال منفردا مع مجموعة من العازفين الآخرين إضافة إلى عازف الإيقاع و هو أصلا من "إمطاون"، حيث وجدت فيه رغبة كبيرة للاشتغال وهو عازف ماهر، تاركا المجال لأصدقائي الإخرين للعمل بشكل أفضل حتى لا أقف أمامهم كحجرة عثرة، ثالثا: لا تتوفر فينا شروط الاحتراف، الموسيقى محتاجة إلى عازفين محترفين وأداء محترف، وأقصد بالاحتراف الدقة في العزف والأداء بحيث يمكن أن تحيي سهرات خارج الريف على الأقل وتقنع الجمهور الحاضر حيث لا يفهم اللغة الأمازيغية. لكن لسوء الحظ هذه الإمكانية غير متوفرة رغم كل المجهودات التي نبذلها، فأنا لست مرتاحا بالأداء العام للمجموعة
- هل حدث أن تأثرت إمطاون بنوع غنائي معين، سواء كان مجموعة موسيقية أو توجها فنيا عاما؟
- صراحة أنا شخصيا قبل تأسيس هذه المجموعة كنت متأثرا بمجموعة لمشاهب وخاصة المرحوم "لمراني الشريف"، حيث كنت أتقن أداء كل أغاني هذه المجموعة وهذا ماساعدني شيئا مافي إنماء بعض الأفكار الموسيقية المتواضعة التي ساهمت بها إلى جانب أعضاء مجموعة "إمطاون" وبعد التأسيس شخصيا كنت متأثرا بمجموعة إثران. وخاصة الرحموني ميمون صاحب الشخصية الفنية الممتازة الذي وضف بشكل جيد القيثارة الكهربائية في أغاني إثران كما كنت أستمع إلى "حسن ثدرين" و "قسميت". بالنسبة لأصدقائي لست أدري بماذا كانوا متأثرين
- كيف تنظر إلى الفن عموما، وهل بإمكانه أن يعبر عن تطلعات واختيارات أمة ما أو شعب ما؟
- طبعا الفن هو الوسيلة الفعالة للتعبير عن هموم الشعب وبشكل صادق، والفن بشكل عام هو تعبير عن الأحاسيس والمشاعر وفيه نوع من الصدق مع الذات والآخرين، ولكل شعب فنه وقد نتعرف على حضارة شعب انطلاقا من فنه. وإن أردت أن تعرف تاريخ الريف ومشاكله ومميزاته ومحاسنه فما عليك إلا اقتناء الأشرطة المتاحة في السوق والتي تعبر بشكل صادق ومسؤول عن الواقع
- ما تقييمك للأغنية الأمازيغية الملتزمة بالريف، ولصيرورتها ابتداء بمجموعة إصفضاون إلى الآن، سواء من حيث الآلات والشعر المتناول أي المواضيع وكذا الأداء؟
- الأغنية الملتزمة بالريف هي عبارة عن بندقية نوجهها إلى أي عدو وإلى كل من يحاول طمس هوية هذا الشعب. هي وسيلة لفضح ممارسات المسؤولين الغير الغيورين عن هذه البلاد . فكلما فضحنا هذه الممارسات وبشكل معقول فإن الرسالة تصل إلى من يهمه الإمر، فكل فنان ملتزم يحمل رسالة موجهة إلى الكل، وقد عرفت تطورا كبيرا إن لم أقل أن مجموعة من الفنانين والمجموعات الموسيقية قد دخلوا الفن من بابه الاحترافي وساهموا بشكل كبير في تحسين ذوق المستمع وجعلوه يفرق بين الجودة واللاجودة، بل أن الأغنية الأمازيغية الريفية وضعت معيار الجودة كمحدد رئيسي في الممارسة الموسيقية، فلم تعد الموسيقى في الريف تمارس بشكل عشوائي واعتباطي، بل أصبح كل فنان وكل مجموعة تضرب ألف حساب قبل الإقدام عن أي عمل، وهذا شيء جميل جدا بحيث ظهرت عملية الانتقاء التلقائية من طرف الجمهور ويحدد من هو الأحسن والأفضل والمتوسط ودون المتوسط
- يشاع لدى عموم الحركة الأمازيغية أن عنصرا نشيطا داخل مجموعة إمطاون قام بحملة انتخابية في الانتخابات النيابية الأخيرة لفائدة حزب سياسي، في حين أن فعاليات المجتمع المدني من بينها نشطاء الحركة الأمازيغية اتخذت قرارا بمقاطعة تلك الانتخابات، كيف تقيّم الإشاعة؟
-أولا، هي لم تكن إشاعة بقدر ما كانت حقيقة، وهنا أود أن أوضح أنني شخصيا لم أنتبه لحدوث الواقعة كوننا كنا قد حسمنا في المسألة بعدم الانتماء السياسي لأي جهة معينة فقد جاءني عدد كبير من المحبين والغيورين على إمطاون للاستفسار في الواقعة في وقت لم أكن أعلم بالأمر بتاتا، لأتأكد فيما بعد أنه حدث أن قام أحد أعضاء المجموعة بتوزيع مناشير وملطقات دعائية لفائدة حزب سياسي عرفت عنه عدائيته الكبير للأمازيغية
- في غضون ذلك كيف كان ردك خصوصا أن هذه الممارسة ستنتقص كثيرا من قدر ومكانة المجموعة لدى محبيها من عموم الجماهير من بينها الحركة الامازيغية؟
- أنا شخصيا أؤمن بحرية الانسان في اختياراته شريطة أن يكون ذلك عن قناعة راسخة بل وأدعو إل ذلك وأشجع، لكن يجب عدم خرق أحد المبادئ والأسس الأساسية التي اتفقنا عليها، أو كان على الأقل الاستشارة مع باقي أعضاء المجموعة. نحن ندافع عن قضايا المجتمع ولاندعم سياسات ومشاريع عدو هذا المجتمع، وهذا هو التناقض بعينه، فكل فرد مسؤول عن تصرفه ويتحمل المسؤولية أمام الجماهير ولا يجب أن أكون ذرعا واقيا لأحد، لقد تعبت من هذه الممارسات
- هل ما تزال المجموعة تشتغل بنفس الوتيرة كما في السابق، أم أن الحادثة أربكت الأوراق على أعضائها؟
- بكل صراحة منذ ظهور فكرة المهرجانات وما يمكن أن يتقاضاه الفنان بمشاركته في أحدها، لم نعد نشتغل بشكل منتظم ومستمر ومسؤول كما عهد علينا في السابق وتكاسلنا كثيرا حتى وجدنا أنفسنا عاجزين تقريبا عن فعل أي شيء. فليس هناك مواكبة لما عرفته الأغنية الأمازيغية من تطور كبير، فالظروف المعيشية أصبحت صعبة والكل منشغل بمشاكله الاجتماعية الخاصة، وهو ما أضر سلبا بسمعة المجموعة وتدني مستواها الفني سواء على مستوى العزف أو الأداء، حيث قد نجد أننا لا نقارع آلاتنا إلا عند الإحساس بقدوم فصل الصيف، وهذا يتنافى مع مقتضيات رسالة الفن سيما وأن العمل الفني الامازيغي تطور بشكل كبير ولم يعد الجمهور يرضى بكل ما يقدم له من مواد فنية، لأن حسه الفني تطور بشكل كبير وذلك بمساهمة فرق ومجموعات أمازيغية عتيدة نذكر من بينها: إيذير، إمتلاع، تيذرين، خالد إزري....الخ، والسؤال المطروح هنا أين مجموعة إمطاون من هذا التطور الحاصل في مجال الفن والأغنية الامازيغية رغم قدم تاريخها
- هل ما تزال هنالك آفاق للاشتغال داخل المجموعة أم أن أعضاءها وصلو إلى نفق مسدود وفي ظروف مضببة ومشحونة بكثير من المشاكل العالقة؟
- في شهر12 كنت قد قررت الانسحاب من المجموعة بشكل نهائي بعد اجتماع دعوت إليه شخصيا، وجاء هذا القرار على خلفية ظروفي الاجتماعية الصعبة، وعدم قدرتي على تحمل المسؤولية داخل المجموعة من الناحية الصحية، لكن حصل أن تقدم أحد الأصدقاء باقتراح يقضي بعدم الانسحاب والاشتغال بشكل أو بآخر ولو من باب الاستئناس، وفعلا قبلت بالأمر رغبة مني بعدم تشتيت المجموعة والمساهمة بطريقة ما في لم شملها، لكن البرنامج المسطر باء بالفشل كون الأغلبية لم تلتزم به، وبعد مرور وقت طويل توسط بعض الغيورين على المجموعة وهم رئساء جمعيات محلية بإمزورن في اجتماع ضم مكونات ال جموع لمناقشة المشاكل العالقة، وخرج الاجتماع بالتأكيد على عدم وجود أي مشكل بين أعضاء إمطاون، وتعهد الكل على العمل مع الانظباط والالتزام بالتوقيت والحضور في التاريخ المحدد. انتهى الاجتماع ولم يحصل أي شيء مما اتفقنا عليه، وفي الاجتماع الثاني لم يحضر أحد العناصر وقررنا أن نتدرب يوما في الأسبوع، وإذا ما تغيب أحدنا فعليه ان يعلم الباقين، وهذا كله مدون وموثق بحضور رئيسي جمعيتين في مدينة إمزورن، ومن أراد الاطلاع على هذا عليه الاتصال بعضو من أعضاء المجموعة، ومن بين الاتفاقات أنني لم أعد رئيسا للمجموعة ولا ممثلا لها، والبحث عن بديل، لكن رغم ذلك لم يتم احترام هذا الاتفاق من قبل أ حد عناصر الذي أصر على التغيب لخمس حصص متتالية، أي لشهر كامل دون مبرر ودون ذكر الأسباب ودون إعلام الأعضاء الآخرين، وهذا ما يتنافى مع مقتضيات الاتفاق
للأسباب التي ذكرتها لم يعد بإمكاني مزاولة العمل الفني في هذه الظروف الصعبة المشحونة بالمزايدات الكلامية الفارغة لهذا قررت الانسحاب والاشتغال بشكل فردي كما كنت أفعل في غالب الأحيان في إطار الجمعيات الثقافية وهذا بشكل مسؤول وهادئ وشرفي، متمنيا لباقي أعضائها الاستمرار والنجاح
-في الختام نشكرك صديقنا العزيز فريد لهو (إمطاون) ونتمنى أن نلتقي في حوار آخر وفي ظروف أكثر انفراجا، مع متمنياتنا لك ولمجموعة إمطاون بالنجاح والاستمرار

أفافا إينوفا أو أسطورة إيدير / idir: "a vava inouva"

عبد الرحيم شهيبي
إيدير، أسطورة الأغنية الأمازيغية الجزائرية وسفيرها في مختلف بقاع العالم، ولعل إسمه يرتبط بشكل وثيق بفافا إينوفا، الأغنية التي كتبها ولحنها وغناها منذ سبعينات القرن الماضي، لتلازمه إلى الأبد وتكسبه الشهرة ومحبة الجماهير اللامتناهية في كل شمال إفريقيا وغيرها، يرددها الجميع ويحفظها عن ظهر قلب، حتى أولئك الذين لم يفهموا معاني كلماتها. Avava Inuva أو يا أبي إينوفا، هي أسطورة أمازيغية من أرض القبايل، تحكي قصة كفاح فتاة صغيرة تدعى "غريبا" ضحت و هي لا تزال في ربيعها العمر من أجل كسب لقمة عيش لأبيها العجوز وإخوتها الصغار
حميد شريط المعروف بإيدير، صاحب A Vava Inuva، قبايلي من مواليد أيت لحسن سنة 1949، لم يكن يتوقع أن يصبح مغنيا ذائع الصيت، لقد كان في البداية مجرد هاو، ولم تكن الموسيقى من أولى أولوياته، فقد درس الجيولوجيا وكان من المفروض أن يلتحق بإحدى المؤسسات البترولية بالجزائر.. لكن الأقدار قادته أن يحل محل أحد المغنيين بالإذاعة الجزائرية لأداء أغنية للأطفال وكان ذلك في أحد أيام 1973، وبعد أدائه للمهمة بنجاح سجل أغنية Avava Inuva، قبل التحاقه بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكانت هذه الإنطلاقة الحقيقية وغير المتوقعة لحميد شريط أكسبته شهرة عالمية على مدى السنين الطويلة، ومن هنا بدأت مسيرة إيدير المتميز في كل شئ
وكما سبق أن ذكرنا، فإن أغنية Avava inuva مستمدة من أسطورة أمازيغية قبايلية، يبلغ عمرها عشرات القرون، و تحكي حكاية فتاة صغيرة تشبه قصتها قصة ساندريلا، مع فارق أن "غريبا" تنتمي إلى أسرة فقيرة و معوزة و أبواها ليسا من العائلة الملكية عكس ساندريلا و سناوايت الأوروبيتين. غريبا الصغيرة تعمل في حقول الزيتون، تقطف الثمار، تحرث الأرض و تعلف المواشي، وتبدأ عملها من طلوع الشمس إلى ما بعد غروبها، لتجر تعبها نحو بيت والدها الفقير المسن، تدق الباب وتنتظر هل من مجيب، تطلب من أبيها أن يفتح الباب، لكن الوالد يتوجس خيفة من كثرة اللصوص وقطاع الطرق أو من تسميهم الأسطورة بوحش الغابة، فيحتار من أمره ويطالب ابنته أن ترج أساورها والتي يعرف صوت نغماتها، فإذا سمعه أنذاك ينطلق لفتح الباب لابنته الصغيرة ولما تحمله معها من رزق، وتنطلق "غريبا" لتلج البيت وتسقط في حضن والدها الهرم، معاتبة إياه قائلة: "أخاف وحش الغابة يا أبي" ويطمئنها والدها مؤكدا لها أنه هو أيضا يخاف من ذات الوحش
بعد أن تسرد الأغنية بداية أسطورة غريبا، تأخذنا معها و تحملنا إلى أجواء جبال الجرجورة بالقبايل، المكسوة قممها بالثلوج، تمنحنا فرصة لنتعرف على الأوضاع الإجتماعية لسكان القبايل، و تحكي حكاية الشيخ المذثر بسلهامه أو برنسه، وابنه الجائع والذي يبحث عن لقمة العيش، وتلك العجوز القابعة تنسج من منوالها وتغزل الخيوط، والأطفال يتحلقون حولها وكل أمانيهم تنتظر دفء فصل الربيع المقبل. ورغم الثلج الذي يصد الأبواب، والنجوم والقمر المختفيين من كبد السماء، يتوسد الأطفال أمانيهم ويستمعون للحكايات الغرائبية التي تجود بها مخيلة الجدات

vendredi 25 juillet 2008

تنسيقية مولاي موحند للجمعيات الأمازيغية / بيــــــــان

تخليدا للذكرى87 لمعركة أنوال حين قاد مولاي موحند قائد ثورة الريف أكبر انتصاراته على الدول الإستعمارية وحين لقن للأعداء والخصوم دروسا في المقاومة الوطنية الحقيقية بعيدا عن الحسابات الذاتية والإنتهازية،عقدت تنسيقية مولاي موحند للجمعيات الأمازيغية اجتماعا بالمناسبة يوم الاحد 20 يوليوز بآيت بوعياش وتم إستحضار هذه الذكرى لما تمثله من مجد وعز في تاريخ أبناء الريف كاعتزاز بالأرض والوطن الذي أصبح ينهب اليوم في واضحة النهار من طرف العابثين بالمصالحة، وتأتي هذه الذكري في وضع يتسم بغياب وتغييب تنمية حقيقية للمنطقة (الريف) الذي ضحى أبناءه بالغالي والنفيس من اجل تحريره، في الوقت الذي كان فيه الأبناء الطيعين للإستعمار يهللون ويتغنون ب"إنجازات" المستعمر، وكذا استمرار المخزن القديم الجديد حصاره للمنطقة على جميع المستويات (السياسية ،الاقتصادية، الاجتماعية و الثقافية)
وأمام نهج سياسة تزيين الواجهة وتبذير المال العام في مشاريع "عبثية"دون أي جدوى (ساحات، مهرجانات فارغة.....)، يتم تحريم أبناء المنطقة من الحق في العمل القار والعيش الكريم وخلق فرص للإستثمار الحقيقي لأسعارالحجم المتزايد للمعطلين
وتأتي هذه المناسبة في ضل استمرار تعنت النضام المخزني في تغييب حقيقة كل ما جرى ولماذا بالريف (1926-1939-1958-1984...)، وإستمراره في ضرب كل الحركات الإحتجاجية وإسكات الأصوات الحرة (آيت باعمران-جمعية المعطلين-محاكمة الصحافة...) وهذا ما يبين فشل سياسة طي صفحة الماضي والمصالحة والإنتقال الديموقراطي والتي بقيت شعارات جوفاء بسبب غياب الإرادة السياسية الحقيقية في تغيير ديموقراطي حقيقي يمس الجوهر
ونخلد هذه الذكرى في وضع لازال فيه نظام المخزن يواصل هجومه وحصاره على إيمازيغن والأمازيغية بصفة عامة ،حيث لازال يتشبث بموقفه العدائي ضد الأمازيغية بتحريمها من حقها في أن تكون لغة رسمية في وطنها ويواصل حملته المسعورة في إعتقال مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية وكل المناضلين الأمازيغيين ومنعهم من حقهم في التعبير عن رأيهم
وإستحضارا لهذه الذكرى لا يسعنا إلا أن نجدد التذكير بكل المطالب العادلة والمشروعة للحركة الأمازيغية بكل تنظيماتها ونجدد تنديدنا بكل سلوكات المخزن اللاديموقراطية الهادفة إلى الإبقاء على طبيعته المعهودة في القمع والاعتقال والإحتواء ،وأمام هذا نطالب ب: - دسترة الأمازيغية في ظل دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا
- إعادة كتابة التاريخ الوطني بعيدا عن التزييف والاسترزاق السياسي
- اعتبار 21 يوليوز من كل سنة عيدا وطنيا
- إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية
- تنمية حقيقية تنمي الإنسان والمجال بعيدا عن تزيين الواجهة وذر الرماد في العيون
وفي الأخير ندعو كل الإطارات الأمازيغية بالريف وكل الإطارات المناضلة والديموقراطية إلى الوقوف عند الأحداث الذهبية لأحداث انتفاضة الريف 1958-1959 كما نجدد دعوتنا إلى مزيد من النضال والصمود حتى تحقيق كل المطالب العادلة والمشروعة لإيمازيغن

تغطيات صحفية لنضالات المجموعات الوطنية الأربع للأطر العليا المعطلة للأسبوع الماضي ... 105 من المصابين

صور من المجزرة التي اقترفتها قوات القمع في حق المجموعات الوطنية الأربع للأطر العليا المعطلة يوو الأربعاء23 يوليوز2008...أزيد من 200 مصاب وجريح

mardi 22 juillet 2008

صور أمازيغية مركبة من تصميم المناضل الأمازيغي محمد الهاشمي/ماسين

جمعية ثاويزا للثقافة و التنمية بسلوان إقليم الناظورتنظم يومين دراسيين حول " الهوية الامازيغية للدولة المغربية" و "الهجرة وﺇشكالية التنمية بالريف

تنهي جمعية ثاويزا للثقافة والتنمية بسلوان، إلى العموم، أنها ستنظم محاضرة تحت عنوان الهوية الامازيغية للدولة المغربية
سيؤطرها الأستاذ محمد بودهان مدير جريدة ثاويزا وعضو مجموعة الاختيار الامازيغي
وذلك يوم الجمعة25 يوليوز ، بقاعة المركب الثقافي والرياضي بسلوان، ابتداء من الساعة 19:30 مساء
والدعوة عامة عن المكتب mailto:asstcdsel@yahoo.fr --------------------------- جمعية ثاويزا للثقافة والتنمية إعلان تنهي جمعية ثاويزا للثقافة والتنمية بسلوان، إلى العموم، أنها ستنظم ندوة حول ملف الهجرة، تحت شعار " الهجرة و ﺇشكالية التنمية بالريف"، من تاطير مجموعة من المتخصصين:
سليمان بلغربي
محمد الفكيكي
قسوح اليماني وذلك يوم السبت 26 يوليوز ، بقاعة المركب الثقافي والرياضي بسلوان، ابتداء من الساعة 19:30 مساءا والدعوة عامة
عن المكتب Email:asstcdsel@yahoo.fr

lundi 21 juillet 2008

Kabylie au cœur de la révolte ***Film de Samia Chala qui sera projeté le vendredi 25 juillet 2008 à 20h00

Dans le cadre de l’action "Un été berbère à Paris", Tamazgha organise, entre autre, des projections suivies de débats tout au long de cet été. La projection du film "Kabylie au cœur de la révolte" est l’occasion de revenir sur les évènements qui ont marqué la Kabylie lors du "Printemps noir" en 2001, mais aussi sur la situation ô combien inquiétante que vit la Kabylie actuellement.La projection
sera suivie d’un débat
Kabylie : au cœur de la révolte
Un film de Samia Chalaproduit par "Article Z" (Paris, 2001)Film documentaire -
26 minutes
Vendredi 25 juillet 2008 à 20H00
Local associatif, 12, rue du Moulin des Lapins, 75014 Paris. Métro : Pernéty (Ligne 13)

dimanche 20 juillet 2008

الحركة الثقافية الامازيغية والنقد الاديولوجي

كل انحراف سياسي مرتبط بانحراف نظري وأي انحراف نظري يؤدي إلى ممارسة سياسية خاطئة
"التوسير"
اتسعت رقعة النضال الامازيغي داخل الجامعة عموديا على صعيد المواقع الواحد وأفقيا على صعيد المواقع الجامعية الممتدة على طول الخريطة الوطنية ،ودلك راجع إلى الاقتناع المتزايد في صفوف الطلبة المغاربة بمشروعية القضية الامازيغية خاصة بعد انحسار المشاريع الاديولوجية الكبرى ، وتزايد الحديث عالميا عن الثقافة ودورها في إعادة تشكيل الخرائط السياسية للبلدان والقارات ،كما يعود الفضل إلى جانب هدا العامل الموضوعي عوامل ذاتية تهم خطاب الحركة ومرجعيتها الفكرية
ورغم بقاء فلول الاديولوجية العروبية متجسدة في فرق الإسلام السياسي وكدا تقاليع متياسرة متصارعة تعلن انتسابها إلى الماركسية اللينينية داخل أسوار بعض الجامعات المغربية إلا أن تأثيرها باهت لولا اللقاحات المتتالية للمخزن المغربي لها
يهدف هدا المقال إلى رصد الدور الذي لعبته الحركة الثقافية الامازيغية في تازيم هده الاديولوجية داخل الجامعة حيت مارس خطاب الحركة على هده الاديولوجية نقدا تقويضيا وتدميريا أبان عن نواقص هدا النسق وسقطاته الأمر الذي عجل باندحاره وتراجعه إلى مواقع متأخرة في سوق الاديولوجيات. وعندما وعت واستشعرت عجزها وضعفها عن السجال الفكري وتبين لها بوضوح أنها تضرب على الحديد البارد تبنت سلاح الضعفاء المتمثل في العنف المادي
يأتي هدا في ظرفية انتقل فيها الخطاب الامازيغي من خطاب ثقافي دو مضمون سياسي إلى خطاب دو شكل سياسي اجتماعي يعمق منطلقاته الثقافية و يعيد صياغة إشكالاته ويراجع أطروحاته
النقد الاديولوجي الذي يقدمه الخطاب الامازيغي لباقي الخطابات إشارة على نضجه وإشارة كذلك على انتقاله من خطاب عاهر بإمكان أي كان أن يتبناه إلى خطاب يعلن استقلاليته وانضمامه كمنافس ومزاحم لباقي الاديولوجيات،أي انتقاله من خطاب متمحور حول مفاهيم من مثل الإقصاء،الإبعاد الممنهج لثقافة الامازيغية وإخراجها من الثقافة الوطنية،إلى خطاب يؤسس لنظرية في الحكم ويدلي بآرائه في المشاكل الحقيقية للشعب المغربي
1- النقد الاديولوجي: يعني النقد الاديولوجي معارضة موقف بأخر واتخاذ موقع سواء على اليمين أو على اليسار .فالاديولوجية تنظر إلى الأخرى بأنها ناقصة،مقابل دلك تضفي على نفسها صبغة المثالية idéalisation وتضفي على غيرها صبغة شيطانية diabolisation.كما تحاول الاديولوجية أن تقدم نفسها بأنها التعبير الحقيقي عن وضعية الناس الاجتماعية و المعبرة عن أفكارهم و انتمائهم وهي الأقرب إلى مصلحتهم ،وأنها نقطة إشعاع الحقيقة و سريان الصواب
النقد الاديولوجي ادا ينتقي من تاريخ الفكر ما يمكن أن يخدم قضاياه ويدافع عنها ويقوي من حضورها ويضمن تأثيرها في الناس و تغلغلها في المجتمع .انه يسعى بتعبير مخالف إلى تخليد وتأبيد الاديولوجية .الماركسية مثلا تطلق على اشتراكية ماركس و انجلز وصف "العلمية "مقابل دلك تطلق على غيرها من الاشتراكيات أوصاف مثل "الطوباوية ،الفوضوية... " كما قال لينين " بالديمقراطية الحقيقية "والتي هي الديمقراطية الاشتراكية وب"الديمقراطية الشكلية "قاصدا بدلك الديمقراطية البرجوازية
بقي لي أن أشير إلى أن هناك نقدا ايدولوجيا تمارسه الاديولوجية ليس على اديولوجية أخرى بل على نفسها وهو مايمكن أن اسميه بالنقد الاديولوجي الذاتي هدا الأخير يوقف عمل الموت ويغلفه ليخلق كيانات تحيا الحياة التي تقتضيها الحياة
اعني بالنقد الاديولوجي ادن هدا الصراع النظري بين الاديولوجيات حول الحقائق و حول امتلاك الحقائق ، وان كان فوكو يعتقد أن المسالة لاتكمن داخل خطاب معين بين ما يمت إلى العلم و الحقيقة بصلة ،وما يتعلق بشيء أخر .أن المشكل عنده هو أن نتبين تاريخيا كيف تتولد مفعولات الحقيقة داخل خطابات ليست هي في ذاتها لا حقيقية ولا خاطئة
2- تجليات النقد الاديولوجي بالرغم من وجود أكثر من اديولوجية في المشهد السياسي المغربي إلا أنها تدور في فلك واحد ألا وهو الخطاب القومي العروبي وبالرغم كذلك من إعلانها الصريح أو الضمني الانفصال عن فكر السلفية ثقافيا و ايدولوجيا لازال الخطاب السياسي المغربي-حسب العروي-سجين مخلفات وارت" الحركة الوطنية" .والصراع دائر بين الخطاب الامازيغي و غيره على هدا المستوى أي مستوى المفاهيم ، مستوى النظرية أو الجانب المعرفي الابستيمي في الاديولوجية على اعتبار أن كل اديولوجية قائمة على بعدين بعد ابستيمي معرفي و أخر عملي" الاديولوجية لا تهمها المعارف فهي ليست نظرية في المعرفة الخالصة البريئة ، فهي اجتماعية و عملية موظفة لخدمة موقع أو سلطة أو شخص أو هيئة "
ولاتصل الاديولوجية مستوى نعتها بهده الصفة (صفة اديولوجية ) إلا ادا وصلت درجة تقدم فيها تأويلا خاصا بها للواقع و التاريخ و المجتمع و الدولة ...فتكون نسقا شموليا يعتمد مفاهيم خاصة معنى هدا أن المعارف لها سلطة وناتجة عن سلطة هده الفكرة امن بها بوجمعة هباز حيث استشهد كثيرا في أطروحاته اللسانية، التي تندرج ضمن النقد الاديولوجي، بما قاله كالفي "وظيفة الاديولوجية هي قبل كل شيء وظيفة اجتماعية لأنها وجدت لدفاع عن طبقة أو عن مجموعة معينة في حين أن العلم الخالص –إن كان له وجود-له وظيفة معرفية واللسانيات في علاقتها بهده الثنائية اجتماعية أكثر مما هي معرفية ".انسجاما و هدا التحليل يتم التميز في جانب علم اللسانيات بين لسانيات داخلية معرفية تدرس اللغة في ذاتها ومن اجل ذاتها كما بلورها اللساني سوسير ،ولسانيات خارجية تدرس اللغة لغرض غير لساني اجتماعي، طبي اديولوجي المتمثل في السيطرة،... ويضيف بوجمعة القول معمقا هده القناعة "أن الباحث الأهلي –أي المنتمي إلى دولة مستعمرة-( بفتح الميم) ينطلق من خلفيتين الأولى معرفية و الثانية اجتماعية وهده الأخيرة متحكمة في الأولى و ما قيل عن علم اللسانيات يقال كذلك عن باقي فروع المعرفة فالاديولوجية- حسب التوسير- ليست موجودة فحسب و تحتل مكانا هاما في عالمنا ،بل هي التي تحتل مكان النظرية بالنسبة للعلوم الإنسانية
مهمة الحركة الثقافية الامازيغية هي تخليص الثقافة و الفكر المغربيين من المخزنية .فهده الأخيرة موجودة في الآداب و العلوم كما في الفنون يقول التوسير" إن من الصعب بالنسبة للمثقفين إدراك الاديولوجية الموجودة في التعليم و برامجه و أشكاله و ممارسته لا فقط في الآداب بل كذلك في العلوم ،فهم موجودون وسط الثقافة (الاديولوجية )كما يوجد الحوت وسط الماء والحوت لايرى الماء الذي يقيم فيه " لقد فتحت الحركة الثقافية الامازيغية اوراشا للعمل في مختلف ميادين الصراع النظري المعرفي الذي يهدف إلى التاطير الفكري و السياسي قصد توجيه الجماهير و تحريكها .ففي التاريخ مثلا لجأت الاديولوجية القومية العروبية إلى مجموعة من الآليات المتمثلة في تزويره ثارة وتحريفه ثارة أخرى وكدا حجب محطاته المشعة كمثال على دلك عندما تجعل هده الاديولوجية من مجيء إدريس الأول،الفار من حرب طاحنة بين الإخوة في المشرق ،بداية لتاريخ المغربي مع العلم أن ابن خلدون افرد فصلا طويلا عنوانه" في أن العرب ادا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب"هدا النفخ الاديولوجي من مجيء إدريس إلى تمزعا هدفه التنقيص و التتفيه من قيمة ما قبل هدا الحدث في حين يؤكد فوكو على ضرورة أن ننظر إلى التاريخ كوحدة لا كوحدات متقطعة .كما اطلقو علي الكيان السياسي الذي أسسه إدريس مصطلح الدولة الادريسية بينما اكتفوا بمصطلح إمارة عند الحديث العابر على الإمبراطورية البورغواطية التي اتخذت تمسنا عاصمة لها واستمرت ثلاثة قرون وهي مدة ضاعفت مدة سيطرة الادارسة ، كما سيطر البرغواطيون على مناطق واسعة مقارنة مع تلك التي شملها النفوذ الإدريسي. إلى جانب دلك حرفت هده الاديولوجية مضامين الظهير الاستعماري ل 16 ماي1930 الشيء الذي جعل المرحوم علي صدقي ازيكو يقول،بالرغم مما كتب على تاريخنا ،"إن تاريخنا لم يكتب بعد ".لم تتوقف هده الاديولوجية عند تزوير التاريخ بل تعدته إلى ترسيخ هدا الوعي التاريخي المغلوط و المزيف لدى الناشئة في المدارس خدمة لمصلحته الاديولوجية .كما اعتبرت هدا التاريخ في صورته المزيفة مقدسا يعاقب كل من مسه أو انتقده (سجن علي صدقي ازيكو) واتسعت بدلك رقعة المقدس و رقعة الوصاية لتشمل كذلك التاريخ
أما في الانتروبولوجية فقد تحدثت هده الاديولوجية عن الثقافة الامازيغية كثقافات ولغات شعبية بشكل محتشم أو كفلكلور يصلح لجلب السياح فهدا محمد زنيبر احد رموز الفكر القومي يتحدث عن الثقافة المغربية في كتاب تحت عنوان" الثقافة و المجتمع في المغرب " فيحصرها فيما كتب أو قيل باللغة العربية الفصحى أو الدرجة من شعر و زجل و الغاز و نكت وأمثال ...ملغيا بهدا التعريف العنصري الاختزالي جزء هما من الثقافة الوطنية ألا وهي الامازيغية نفس الشيء دهب إليه المفكر التونسي الذي تقوم له الدنيا ولا تقعد هشام جعيط الذي رأى في الأمة العربية من المحيط إلى الخليج واقعا انتربولوجيا موحدا كادت البربرية أن تقوضه لولا مجيء الإسلام ووصلت المغالاة بهده الاديولوجية إلى حد المطالبة الصريحة بإماتة الامازيغية(محمد عابد الجابري )أو فرض عقوبات على من لايتكلم العربية(عباس الجراري)
عموما لم يسلم جانب من جوانب الحضارة الامازيغية من نظرة الاحتقار و الدونية التي طبعة تصور الدولة و مفكريها إلى المظاهر الثقافية المشكلة للحضارة الامازيغية على مر العصور .حيث سخرت الدولة في المغرب مكانيزمات اديولوجية جهنمية جد متنوعة من اجل تشييد تصور مشوه عن الامازيغية مقابل دلك وجهت الدولة كل جهودها العلمية و المالية من اجل تشييد تصور مؤسطر عن الثقافة العربية عبر النفخ الاديولوجي في كل ماهو عربي .لقد جعلت الدولة من ثقافتنا الامازيغية فلكلورا لان كل الثقافات معرضة لان تصبح فلكلورا ادا همشت سياسيا
هدا فيما يخص الانتروبولوجيا أما اللسانيات فقد قدمت اللسانيات العربية السوق اللغوية المغربية ليست كما هي بل أدى و ولاءها للقومية العربية إلى ترسيم لغة أجنبية هي العربية الفصيحة ونظرت و تنظر إلى الامازيغية كلهجات محرومة من أي دعم علمي و مادي بل مورس على اللغة الامازيغية كما يقول سالم شاكر اضطهاد لم يسبق أن مورس على أية لغة طبيعية أخرى في العالم مع العلم أن الفرق بين اللغة و اللهجة لايعود إلى اللغة في ذاتها بل إلى عوامل خارج عن اللغة كالسياسة والاقتصاد لهدا اعتبر المفكر اللغوي لافيل اللغة لهجة مدعمة سياسيا واللهجة لغة غير مدعمة سياسيا أي أن كل لغة لهجة وكل لهجة لغة في الأصل و أن الذي يجعل لهجة ما لغة هو الدعم السياسي وليس عوامل لغوية بل من طبيعة غير لسانية اقتصادية و اجتماعية
ماقيل في العلوم السابقة ينسحب كذلك على علم الطوبونيميا (أسماء الأماكن ) اد استبدلت الأسماء الامازيغية لشمال إفريقيا بأخرى عربية و هو إجراء تريد الدولة به أن تجعل لأسماء الأماكن امتدادا في اللغة و الثقافة العربية نفس الشيء حصل فيما يتعلق بأسماء الأشخاص
بعد هده الإشارات المقتضبة و الخاطفة في بعض فروع المعرفة الإنسانية يحق لنا أن نقول بان الحركة الثقافية الامازيغية تمكنت من بناء جهاز مفهومي وعدة فكرية و منهجية قادرة على أن تقف ندا الاديولوجيات العتيدة داخل الجامعة و خارجها ،كما تمكنت بفضل هده العدة –هي في تطور مستمر-من تقويم وتثقيف اعوجاجات و كدا تصحيح أخطاء هده الاديولوجية و تعريتها وتبيان مواقع الخلل فيها بالتالي قامت بنقد اديولوجي لها خاصة وان هده الاديولوجية العروبية "الوطنية" جاءت كما تزعم لقلب الاديولوجية الاستعمارية فقامت الحركة الثقافية الامازيغية بقلبها من هنا تكون الامازيغية قلبا للقلب
- المقال عبارة عن محور في محاضرة ألقيت في جامعة الرشيدية ضمن الأسبوع الثقافي الذي نظمتهMCAاعتمد فيها صاحبها على مراجع لم يعد إليها عند النشر
لحسن زروال باحث في الثقافة الامازيغية