شهدت الساحة المقابلة لمقر البرلمان المغربي وعموم شارع محمد الخامس بالرباط يومه الأحد 26 نونبر 2007 وقفة احتجاجية تضامنية مع المعتقلين السياسيين للحركة الثقافية الأمازيغية، وذلك استجابة لدعوة آباء وأمهات المعتقلين السياسيين، ولنداءات التنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الأمازيغية وكذا جل المواقع الجامعية، فضلا عن التنسيقيات واللجان المحلية لدعم المعتقلين السياسيين للحركة الثقافية الأمازيغية في جل مناطق المغرب، وبعد العديد من الوقفات الاحتجاجية المحلية والبيانات التضامنية والتنديدية، وبعد مجموعة من خطوات الدعم المادي والمعنوي للمعتقلين السياسيين وعائلاتهم، وبعد جلسات التعذيب البشع الذي تعرض له المعتقلون الأمازيغيون في زمن التبجح بشعارات حقوق الإنسان وتجريم ممارسة التعذيب... وبعد الأحكام الجائرة في حق معتقلي موقع إمتغرن (الرشيدية) بما مجموعه 14 سنة
بعد كل هذه المسيرة النضالية –التي رغم تضحياتها ونضاليتها- تبقى متواضعة مقارنة بما يستحقه النضال الأمازيغي الجذري وبما يستحقه المعتقلون السياسيون للحركة الثقافية الأمازيغية وبما يمكن تحقيقه وتقديمه لدعمهم في سجون النظام المخزني العروبي
في سياق الهجوم على الحركة الثقافية الأمازيغية الصوت الأمازيغي الكفاحي التقدمي بالجامعة المغربية وبالشارع السياسي، تأتي هذه المحاكمات الصورية والاعتقالات العشوائية (وردتنا أخبار عاجلة حول اعتقالات جديدة في صفوف مناضلي موقع إمتغرن بالمحطة الطرقية يومه الاثنين 26 نونبر) والهجومات والاستفزازات المتمركسة في الساحة الجامعية كخطة مخزنية مدروسة لتسكير وإحباط العزيمة النضالية للحركة الثقافية الأمازيغية سواء في الجامعة أو في الشارع، وهي العزيمة والإرادة النضالية التي لن تهزم ولن تنكسر مهما كانت قوة القمع والاستفزاز
عرفت الوقفة الاحتجاجية مشاركة ما يزيد عن 300 مواطن ومناضل أمازيغي قدموا من المغرب العميق مغرب النضال والصمود والتحدي، قدموا من الحسيمة الريفية من معقل مولاي موحند مهندس الفكر التحرري الحديث... كما قدموا من وجدة وفاس ومكناس وقدموا أساسا من إمتغرن من الجنوب الشرقي معقل زايد أوحماد وآخر معاقل المقاومة ضد الاستعمار القديم... وقدموا من القنيطرة وولماس معقل أزايي ومن أكادير الجنوب الأمازيغي أيضا... فضلا عن أمازيغ الرباط... أي وقفة وطنية قولا وفعلا شارك فيها منتدبون وممثلون لكل شبر من أرض المغرب/ تامازغا الغربية... تفاوتت وتعددت الفئات المشاركة بتفاوت وتعدد أجيال الحركة الأمازيغية من الأطفال مرورا بالشباب –دينامو الحركة- إلى الشيوخ خاصة أباء المعتقلين السياسيين
بهذا الفعل النضالي وباعتبارها أول وقفة من نوعها وحجمها أمام البرلمان لاشك أنه سيكون لها ما بعدها في سيرورة النضال الأمازيغي الجذري والتقدمي، بحيث ستكون بمثابة منعطفا جذريا في طبيعة النضال الأمازيغية وتفعيله على المستوى المركزي فضلا عن المستوى المحلي
وكما تعددت الأطياف العمرية والمواقع الجغرافية للمشاركين في الوقفة الاحتجاجية تعددت الشعارات التي رفعت فيها وتعددت اللغات التي رفعت بها وتعددت الأعلام الأمازيغية واللافتات التي رفعت فيها، حيث شكلت بالفعل انتصارا جديدا لقوى وثقافة المقاومة والتضحية التي اشتهر بها الإنسان الأمازيغي سواء في مواجهته للطبيعة القاسية أو في مواجهته للمخزن القاسي معه دوما، هذا المخزن الذي أمعن بل تجاوز الإمعان في تهميش الإنسان الأمازيغي واضطهاده وعزل وإقصاء المناطق الأمازيغوفونية من كل المشاريع التنموية التي يدعيها في كل يوم وليلة
Afus g fus anmun iwemnus
Anerz ula nekna
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire