من المهد إلى اللحد
* ولد محمد عبد الكريم الخطابي سنة 1882 بقرية أجدير قريبا من الحسيمة، درس في مجموعة من المدارس كما تعلم اللغة الإسبانية. التحق كذلك بجامع القرويين في فاس لتحصيل العلوم الشرعية والدينية الإسلامية
* اشتغل بالتدريس في مدينة مليلية طيلة الفترة الفاصلة ما بين 1907 و1913، كما مارس الكتابة الصحافية المناضلة في جريدة "تيلغراف الريف"
* أشرف على شؤون قضاء المسلمين بمليلية، وعمل كذلك مترجما في مكتب الشؤون الأهلية، حيث سيتم اعتقاله في 6 شتنبر 1915 بسبب ما عتبر تصريحات غير لائقة لرئيس هذا المكتب. ولم يطلق سراحه إلا خلال سنة 1918
* عمل على توحيد القبائل الأمازيغية بالريف وعين قائدا على قبيلة أيت ورياغل انطلاقا من سنة 1920، غير زعامته على هذه القبائل ستبرز ما بين فبراير وماي 1921 بجبل القامة
* خاض معارك ضد القوات الاستعمارية ابتداءا من يونيو 1921، ولعل من ألمح ملاحمه البطولية: معركة الدهر أباران، أنوال…غير أنه سيستسلم للقوات الاستعمارية المتحالفة في 27 ماي 1926، حيث سيتم نقله إلى المنفى بجزيرة لارينيون التي وصلها في أكتوبر 1926. ومنها غادر في اتجاه مارسيليا غير أن رسو باخرته في ميناء بورسعيد جعله يطلب اللجوء السياسي بمصر. في بلاد الكنانة، سيترأس لجنة تحرير المغرب الكبير في دجنبر 1941
* توفي في مصر في 6 فبارير 1963، ودفن في مقبرة الشهداء بالعباسية بالقاهرة
جمهورية الريف…منجزات واعدة
* قام عبد الكريم الخطابي بإعلان الاستقلال الوطني لمنطقة الريف وتأسيس حكومة دستورية جمهورية، وتأتي هذه المبادرة السياسية الجرئية والشجاعة في وقت ضعفت فيه الدولة المركزية بالمغرب التي وقعت في القبضة الاستعمارية، وقد قام عبد الكريم الخطابي في إطار جمهوريته بعدد من الإجراءات التي تعد المعبر عن أنه كان بالفعل رجل دولة محنك وكان يسير بجمهوريته الفتية في طريق
التحديث والديمقراطية، ومن هذه الإجراءات
:
* إنشاء مجلس مكون من ممثلي القبائل الأمازيغية بمنطقة الريف، هذا المجلس حمل اسم الجمعية الوطنية وهو بمثابة الجهاز التشريعي للجمهورية الريفية أي البرلمان. كما تم وضع دستور ذي مبدأ أساسي وهو: السلطة للشعب، وتم رفض الاعتراف بأية معاهدة تمس حقوق البلاد وخصوصا معاهدة الحماية لسنة 1912. وتم توجيه طلب إلى عصبة الأمم للانضمام إليها باسم جمهورية الريف
* تكونت حكومة جمهورية الريف من الأسماء التالية: الرئيس: عبد الكريم الخطابي، نائب الرئيس: امحمد الخطابي، وزير الخارجية: محمد أزرقان، وزير الداخلية: اليزيد بن عبد السلام، وزير الاقتصاد: عبد السلام الخطابي، وزير الحرب: عبد السلام بن الحاج محمد البوعياشي، وزير العدل: بنعلي بولحية، وزير الأحباس: أحمد أكرود، السكريتارية: عبد الهادي بن محمد ومحمد البوفراحي، ديوان الصحافة: حنان بن عبد العزيز، عبد القادر الفاسي، السفير في لندن: عبد الكرين بن الحاج، السفير في باريس: حدو بن حمو
* تكون الجيش الريفي وقسم إلى قوات نظامية وقوات تجنيد، ونظمت السلطة المحلية التي تكونت بدورها من قواد وباشوات، إضافة إلى تعيين قاضي القضاة وتكوين المحكمة العليا
* تم سك عملة خاصة سميت "الريفي"، واتخذت بلدة أجدير عاصمة للجمهورية وجعلها الخطابي شبيهة بعواصم الدول الكبرى في تلك الفترة، حيث تم توفير البنى التحتية الضرورية وبمجهودات ذاتية: الطرق، المواصلات، البريد، الهاتف، المدارس، الأمن
* تم القضاء على عادة الثأر والانتقام السائدة أنذاك، والقضاء على ظاهرة اختطاف النساء ومنع التعذيب الجسدي وإصدار قانون يعاقب على ازدراء اليهود المغاربة واحتقارهم
* ديبلوماسيا: أرسل مبعوثون وسفراء إلى الدول الأوروبية وأرسل خطاب إلى عصبة الأمم بجنيف وتم إجراء مفاوضات بين الحكومتين الريفية والإسبانية
أسئلة للتاريخ…ليس إلا!
- لماذا رفضت السفارة المغربية ببون سنة 1990 تقديم المعلومات اللازمة للباحثين الألمانيين رودبيرت كونز ورولف ديتير مولر لإنجاز بحثهما حول المساعدة الألمانية السرية لفائدة إسبانيا لتشغيل مصنع الغازات السامة بمليلية وقصف الريف بقنابل كيماوية في الوقت الذي تواصلت فيه المباحثات بجنيف حول حظر استعمال الأسلحة الكيماوية ؟
- لماذا تم التضييق على مؤسسة محمد بن عبد الكريم الخطابي للدراسات والأبحاث التي تأسست أواسط التسعينيات برئاسة الدكتور المرحوم عمر الخطابي والتي رفضت السلطات منحها وصل الإيداع القانوني وحظر أنشطتها العلمية والسياسية ؟
- لماذا يتم إلى الآن رفض بث البرنامج التلفزي الوثائقي الذي أنجزه الصحفي عبد الصمد بنشريف من القناة الثانية حول شخصية عبد الكريم الخطابي ونضاله ؟
- ولماذا تتلكأ الدولة المغربية في عودة رفاة الزعيم عبد الكريم الخطابي ؟
المراجع
:
1- عز الدين الخطابي، محمد عبد الكريم الخطابي: القائد الوطني، منشورات تيفراز 2003
2- الطيب بوتبقالت، عبد الكريم الخطابي: حرب الريف والرأي العام العالمي، منشورات شراع 1997
3- محمد خرشيش، المقاومة الريفية، منشورات شراع 1997
4- محمد القجيري، سلسلة مقالات صادرة بجريدة تاويزا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire