jeudi 19 mars 2009

ايمازيغن ليسوا في حاجة لدروس في الوطنية من ناطق رسمي باسم حكومة محاربة الأمازيغية

صرح السيد خالد الناصري ،الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية خلال احدى دورات المجلس الحكومي بأن القضية الأمازيغية قضية وطنية ،واستغرب من ما يقوم به الكونكريس العالمي الأمازيغي في اتجاهتدويل القضية ،خاصة وأن هذا الكونكريس قد طلب مؤخرا من الاتحاد الأوروبي أن ينظر في هذه القضية باعتبارها قضية شعوب شمال افريقيا
كوني أمازيغي ريفي جعلني أتابع كل ما يتعلق بقضيتنا المشروعة، طبعا قرأت هذا الخبر على صفحات احدى المواقع الالكترونية الأمازيغية ، حيث وجدت فيها خير منبر اعلامي ينشر كل ما يهم الأمازيغ
قرأت هذا الخبر بنفسي ، واستغربت كثيرا مما صدر عن الناطق الرسمي باسم الحكومة ، اذ لم أكن أعرف ان مستواه قد ينحط يوما ما الى هذه الدرجة،وقد ناقشنا هذا الموضوع في جلسة في احدى المقاهي الريفية ببرشلونة، واستغرب الكل مما صدر عن الناطق الرسمي باسم حكومتنا العزيزة بالرباط
خالد الناصري أم سعيد الناصري؟ عندما كنا نتبادل أطراف الحديث بالمقهى، كان معنا شاب ريفي مهتم بالقضية الأمازيغية،ودخل معنا في النقاش وسألنا: ـ سعيد الناصري في الحكومة؟ أنا أعرف أن سعيد الناصري ممثل كوميدي
وما دخله في السياسة ، والقضية الأمازيغية؟ شرحنا الأمر للشاب وأكدنا له أن المعني بالأمر يسمى خالد الناصري ، وهو ناطق رسمي باسم الحكومة، وليس سعيد الناصري الممثل الذي تعرفه...والحقيقة أن خالد الناصري دخل في التمثيل دون ان يشعر،وأراد أن يمثل الأمازيغ بتصريحاته
هذا الشاب دليل على أن المغاربة المقيمين بالخارج لا تهمهم تصريحات الحكومة المغربية ، وبهذا لم يستطع أن يميز بين خالد الناصري وسعيد الناصري، كلاهما ممثلان، والفرق أن هذا الأول ممثل على الشعب المغربي في حين أن الثاني ممثل للشعب المغربي
أصر هذا الشاب على أن يقوم برسم كاريكاتور حول الحدث، وطلب مني أن أدله على صورة خالد الناصري ، وقلت له أن الفن خيال ولك أن تتخيل صورة خالد الناصري دون ان ترى صورته،فقام هذا الشاب برسم صورة خيالية للناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية
القضية الأمازيغية قضية وطنية : هذا الشعار رفعته الحركة الأمازيغية منذ بداياتها الأولى أيام كان الناصري ناصريا ، وأيام كان معظم مثقفينا يستوردون قضايا من الشرق ليجعلوا منها قضايا وطنية ، وكأن هذا الوطن كانت تنقصه القضايا
جميل جدا أن يعترف الناطق الرسمي باسم الحكومة بوطنية القضية الأمازيغية، لكن في المقابل نسأل: اذا كانت القضية الأمازيغية قضية وطنية فلماذا تحاربونها كي لا تكون لغة رسمية؟ بل لماذا تحاربونها كي لا يتم الاعتراف بها بالدستور كلغة وطنية؟ وأين كان خالد الناصري عندما صرح سيدنا عباس الفاسي بأن يحارب الأمازيغية بكل ما أوتي من قوة كي لا تكون لغة رسمية بجانب اللغة العربية، وأعتقد جازما أنه مازال محاربا لها خاصة وأنه يشغل الآن منصب الوزير الأول في حكومة محاربة الأمازيغية
رفع شعار القضية الأمازيغية قضية وطنية ، بعد أن أصبحت هذه الأولى قضية دولية، والمصيبة أن حكومتنا الكسولة دائما تنقل الشعارات عن الحركة الأمازيغية، حيث أتذكر جيدا التصريحات التي أدلت بها هذه الحكومة بعد أحداث 16 ماي الأليمة،وكانت معظم التصريحات تتجه في كون أن الدين الاسلامي هو دين التسامح وأن القيم التي يجب أن ينشرها المثقفون هي قيم الاختلاف والاعتراف بالآخر ...هذه الشعارات كنا نرفعها وندافع عنها بالجامعات المغربية في التسعينات، بل كان هناك من المناضلين الأمازيغيين الذي دافع عنها منذ بداية الستينات
اذا كانت القضية الوطنية هي مسؤولية كل مواطن ، فكيف تجرأ ممثل الحكومة باحتكاره للقضايا الوطنية،وهذا يدعونا الى التشكيك في هذه الحكومة لممارستها الاقصائية في حق المجتمع المدني الأمازيغ ليسوا في حاجة لدروس في الوطنية من ناطق رسمي باسم حكومة حاربت الأمازيغية وما زالت تحاربها، وتكفيهم دروس أبطالهم من امثال
: محمد بن عبد الكريم الخطابي، محمد امزيان، القائد بوحوت، حدو أقشيش، موحى اوحمو ازاييي، عسو باسلام، عباس لمساعدي..والقائمة غير منتهية 3ـ
المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومركزة القضية:
الممثل الشرعي والوحيد للأمازيغية هو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وبالتالي كل من أراد ان يخدم الأمازيغية عليه أن يلتحق بالمعهد، وما الجمعيات والحركات التي ترفض هذا المعهد الا حجرة عثرة أمام تقدم القضية الأمازيغية..عفوا، المسألة الامازيغية
هذا هو الكلام المعقول الذي قرأته بين سطور كلمات السيد خالد الناصري
لا أعرف ان كان الناطق الرسمي باسم حكومة محاربة الامازيغية يدري أن المعهد الذي يتحدث عنه قد انسحب منه 7 أعضاء لايمانهم الشديد بأن القضية الأمازيغية لا يمكن أن تنصف الا بالاعتراف بها كلغة وطنية ، واقرارها كلغة رسمية بالدستور
اللاشعور المركزي ، جعل من الناصري لا يستوعب فكرة الاختلاف التي يتبجح بها من فينة الى أخرى..لا يستطيع أن يتخيل اناس يدافعون عن قضيتهم الأمازيغية خارج حدود المعهد ...وهذا تناقض صريخ مع الشعار السابق الذي تحدث عنه،اذ كيف تعترف بأن القضية الأمازيغية قضية وطنية ، وتعتبر المواطنين الآخرين الذين يناضلون من اجل قضيتهم وفق رؤيتهم الخاصة لا أساس لما يقومون به...ولا أعرف ان كان خالد الناصري يدري أن الريفيين يناضلون الآن من أجل تمتع الريف بنظام الحكم الذاتي ، وأغلبية هؤلاء المناضلين ينتمون الى صف الحركة الأمازيغية الرافضة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، ليس كمعهد في حد ذاته وانما لشكل ومضمون هذا المعهد المركزي
في الدول الديموقراطية ، التي يجب أن يقتدي بها خالد الناصري ، مشاريع الحكومة دائما تتم عبر مشاورة ومشاركة المجتمع المدني باعتبار هذا الأخير خير مراقب وموجه لعمل الحكومة، لكن في دولتنا السعيدة لا يحق للمجتمع المدني أن يدلو برأيه ، حيث دولة الحق والقانون
ما العيب في تدويل القضية الامازيغية؟ السيد خالد الناصري استغرب من كون الكونكريس العالمي الأمازيغي يقوم بتدويل القضية عبر تقديم تقارير للأمم المتحدة أو مطالبة الاتحاد الأوربي النظر في هذه القضية
..نحن حكومتكم أيها الأمازيغ، ولا يحق لكم أن تدولوا القضية الأمازيغية خارج نطاقي الحكومة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، انكم تثيرون القلاقل وتشوهون على سمعة مغرب الانتقال الديموقراطي
هذا هو الحديث الذي يريد ان يقوله لكم أوباما الناصري أيها الامازيغيون، الناطق الرسمي باسم الامازيغية
ان انزعاج ممثل الحكومة من مسألة تدويل القضية الامازيغية،يعبر عن خوف الحكومة من تصاعد مسار الحركة الأمازيغية ،و تقوية الانسان الامازيغي وبالتالي الهوية الأمازيغية، خاصة وأن أوروبا تحتضن ملايين الامازيغيين
فكر الاقطاع لم يعد له مكان في القرن الواحد والعشرين، رغم ذلك لم يسلم الناصري من الفكر الاحادي ، اذ يرى أنه لا يحق لأي كان أن يتحدث باسم قضية اعتبرها هو مؤخرا قضية وطنية...ولا يدري أن تذكرة السفر مكتوب عليها عبارة ـ من لم يأتي في وقت السفر لن تقبل منه شكاية ـ باخرة القضية الامازيغية قد أقلعت ، فلن تقبل منك الشكاية يا ناطقا باسم الحكومة
وليكن في علمك أيها المثقف الأنيق أن الحكومة الكاطالانية قد اعتبرت اللغة الأمازيغية كثالث لغة متحدث بها بكاطالونيا،وان كانت هناك لغة ستكون بالمستقبل كثالث لغة رسمية ،فاعلم بأنها اللغة الأمازيغية،والحكومة الكاطالانية تقوم الآن بتشجيع الكاطالانيين على تعلم اللغة الامازيغية ـ تاريفشت ـ وخصصت ميزانية لهذه المسألة، في حين أن حكومتنا السعيدة قد أرسلت مجموعة من المدرسين لأوروبا، وخصصت ميزانية مهمة ، من أجل تعريب ما تبقى من الأمازيغوفونيين...يالها من مفارقة عجيبة: الحكومة الكاطالانية تخصص ميزانية لللغة الأمازيغية ، والمغرب يخصص ميزانية لتعليم اللغة العربية ،رغم ان أغلبية المقيمين في كاطالونيا مثلا هم أمازيغيون
اذا كان السيد خالد الناصري يرى عيبا في تدويل الأمازيغية، فهو مخطئ جدا ،اذ ان القضية قد دولت قبل سنوات ، و قد عقد المؤتمر العالمي الأمازيغي الأول بكاناريا الأمازيغية في سنة 1997
الأمازيغيون دولوا قضيتهم لأن حكومات دولهم لم تتعامل مع قضيتهم بشكل مسؤول،بل ذهبت الحكومة الى اعتقال المناضلين الامازيغيين وما زالوا لحد الآن في سجون دولة الحق والقانون، ودولة مغرب الانتقال الديموهراوي
خاتمة
: اذا كانت القضية الأمازيغية قضية وطنية ، ومسؤولية كل المواطنين فعلى الحكومة أن تأخذ بعين الاعتبار مقترحات و رؤى المجتمع المدني ، وأن تتعامل بجدية ومسؤولية مع هذه القضية ، والشعارات الرنانة لا تكفي
أمازيغ يناضلون من اجل تغيير الدستور أمازيغ يناضلون من أجل تمتيع الريف بنظام الحكم الذاتي أمازيغ يناظلون من أجل حقهم في الشغل أمازيغ...أمازيغ هذه هي الحقيقة.. فلا تحاولي أيتها الحكومة اخفاء الشمس بالغربال
محمد انعيسى: برشلونة كاطالونيا 17/03/2009

Aucun commentaire: