lundi 30 mars 2009

كتابة التاريخ بالمغرب : "مول ليمن إيدوز

استيقظت ذات صباح على طنين الإذاعة "الوطنية"، هذه الإذاعة التي قلما، إن لم أقل أبدا لم أستمع إليها، وذلك راجع بطبيعة الحال إلى إفراطها في "الوطنية"، وباعتبار قلبي الرهيف لا يستطيع تحمل كل هذه الأحاسيس، إذ نسمع على أمواجها الطاهرة أن هذه البلاد السعيدة تنعم بالهدوء، وكل من عليها يحمد ويشكر.. كلشي مزيان والحمد لله
هكذا استيقظت وطنيا في وطني؟ على أمواج وطنية؟ لأستقبل خبرا من أهم الأخبار الوطنية، ألا وهو "الاحتفال ب 12 قرنا من حياة المملكة"؟؟ لم أكترث بالأمر، وخلته من سكرات النوم.. فكثيرا ما أستيقظ وأحس أني نائم على حرير، وزوجتي تكوي بذلتي لألتحق بإدارة الأعمال بالشركة التي أعمل بها.. لكن سرعان ما أحس بنغز الحصيرة التي ألتحفها تطردني إلى يوم نضالي جديد إذ لم نولد نحن إلا لتذوق "الدفلة-أريري" حسب ما يقال في موروثنا الشعبي
هكذا خلتها مجرد حلم من الأحلام التي تراودني مع مطلع الفجر وآذان ديكة الحي
أخي، -المناضل الصغير- الذي يتكبد مشقة العروبة في مدرسته الحلوة كل يوم، قصدني مباشرة بعد عودته من الشرق -المدرسة-، وقال لي
: "لماذا كذبت علي؟؟ أنت أخبرتني أن تاريخنا عريق يمتد إلى أزيد من 30 قرنا.. في حين أن السيد المدير بمدرستنا، والذي يفوقك سنا وخبرة في الحياة أخبرنا في حفلة اليوم التي أقمناها على نغمات النشيد الوطني أن تاريخنا يمتد إلى 12 قرنا فقط؟؟" يهم بالانصراف ويتمتم "لن أصدقك بعد اليوم.." هكذا تسترجع ذاكرتي البسيطة حلم الصباح الذي كان حقيقة.. إنه أول حلم تحقق لي؟؟ حينها تذكرت أن أحد مشايخ القبيلة الذين رحلوا عنا بتاريخهم -الشفوي طبعا- قال لي ذات مرة: "إن أهل اليمين من يعيشون في هذه البلاد، ونحن في نظرهم من أهل الشمال.."، وعلى غرار قانون السير المغربي مول ليمن إيدوز فكتابة التاريخ المغربي اعتمدت على هذه القاعدة لتحصر تاريخ الانسانية الذي اعتبرت كل الأبحاث أن مهدها هو إفريقيا في 12 قرنا لا أقل ولا أكثر.. إذن فالتاريخ يجب أن يبتدأ من اليمين لأن العربية تكتب من اليمين، وأن أول يوم في تاريخنا حين جاءنا أهل اليمين من "اليمين طبعا" فنحن نقع في الشمال"اليسار"-ليس اليسار الاشتراكي المغربي- فهو الآخر آت من "اليمين" ومنبثق عنه، وما أهل الشمال من المغضوب عليهم إلا وبش وبرابرة، لذلك مسحوا لنا التاريخ المظلم من حياتنا، ذلك التاريخ الذي كنا نستحيي منه نحن سكان الكهوف؟؟ فإذا كان السلام باليمين، والقسم باليمين، والأكل باليمين، والأسبقية لمول ليمن، فما عسانا ننتظر؟؟ التاريخ يجب أن يكتب من اليمين ليكون كل شيء "ميمون"، وعلى ذكر "ميمون" مع احترامي لـ "ميمون" فقوات القمع في المغرب "السيمي" يطلق عليها "السي-ميمون" وذلك لليمن الذي تتصف به وبرقة تعاملها خصوصا معنا نحن أهل الشمال حسب النظرية "اليمينية
لذلك فعلى كل من ينادي باعادة كتابة التاريخ المغربي، وخصوصا الحركة الثقافية الأمازيغية، والحركة التلاميذية الأمازيغية أن تعيد النظر في مطلبها، فإنه يتم إعادة كتابة التاريخ على ضوء 12 قرنا طاهرة، بعيدا عن عصور الضلام، وما كتابات سالوست ومولييراس وهارت وبسط هنري وبن ميس وشفيق وأزايكو وغيرهم.. إلا ضرب من الخيال والأسطورة، فكلنا نعلم أن يوغورطة كان يناضل ويقاتل من أجل المغرب العربي، أو لم تشاهدوا ذلك الفيلم الشبه كرتوني الذي عرضته قناتنا الوطنية ذات يوم، وتخبرنا فيه الراوية "الميمونة" أن يوغرطة يعتبر من أكبر المحاربين المنتمين للمغرب العربي؟؟؟ فالحمد لله الذي "من" علينا "باليمن"، ونسأله أن يهدي "اليمين" إلى"يمينه".. وإلى ذلك الحين، فلا أتمنى لكم "اليمن" الحالي
محمد الهاشمي Massin84-Oujda Massin84@gmail.com

Aucun commentaire: