lundi 29 septembre 2008
حرب باردة بين أحمد عصيد و جبهة أمياواي أمازيغ
فيديو: عصيد يهاجم أمياواي
رسالة رد إلى الاخ احمد عصيد
الكبير الميلودي:
تحية تقدير و احترام
وبعد، اطلعت مؤخرا على فحوى جزء من إحدى مداخلتك المنشورة في موقع اليتوب تحت عنوان " عصيد يهاجم أمياواي" و بقدر احترامي لك و إعجابي و ارتباطي بالمنهج الفكري الذي سلكته في دحض الأطروحات المعادية لما هو أمازيغي، منها الإسلامي و القومي العروبي على وجه التحديد، بقدر ما فوجئت عن ابتعادك عن التحليل العلمي و المنطقي ، الذي عدناه فيك، و أنت تهاجم الجمعيات الديمقراطية المستقلة التي أصبحت جبهة أمياواي امازيغن منذ لقاء الهرهورة أيام 10 و 11 ماي 2008. و نظرا لما وشمه كلامك من جرح داخل مؤسسي أمياواي ، الذين اكتووا بواقع التشرذم و الانقسام، فإنني أود أن أدلي لك بالملاحظات التالية:
أولا: إن مفهوم الجمعيات الديمقراطية المستقلة لا علاقة له بما اعتبرته استعارة من اليسار الجدري بل هو مفهوم له ما يبرره داخل التطور التاريخي للحركة الأمازيغية و من صميم إبداعاتها و إفرازاتها للمضادات الحيوية التي تنتجها حين تشعر بما يهدد كيانها كما هو حالها الآن في مجال المأسسة التي اعتبرناها عملية احتوائية تتوخى إدماجها في منظومة هي في الأصل مناقضة و معادية للوجود الأمازيغي في تاريخه و جغرافيته. و ما نشاهده الآن من تعثر، إن لم نقل فشل في إدماج الأمازيغية في التعليم و الإعلام و ما نعانيه من جراء تقسيم ما تبقى من أراضي القبائل على موقعي اتفاقية ايكس ليبان و حفدتهم و استغلال الماء و البحر و ما تحت الأرض و ما فوقها من طرف من كان بالأمس لا يملك شبرا من الأرض يريح فيه نفسه في دار البقاء، دليل على أن الحلة التي تزينت بها المأسسة تستهدف تسييج و تكميم و تكبيل نخبة من خيرة الفاعلين الأمازيغيين في إطار منهجية جديدة تتوخى إدماج نخب تقوم مقام الأعيان و القياد حتى تستمر عملية استكمال مشروع السيطرة و الهيمنة على السلطة والمجتمع في سلام و أمان. و عليه فان مفهوم الجمعيات الديمقراطية المستقلة لم يأتي من فراغ، كما اعتقدت، بل جاء تأسيسا لتحصين الحركة الأمازيغية من السقوط في فخ مشروع يستهدفها و يستهدف إبطال مطالبها الحقيقية و في مقدمتها المسالة الدستورية و تعطيل مفعولها التنظيمي.
ثانيا: إن ادعاءك بأن الجمعيات الديمقراطية المستقلة تأسست كرد فعل على حسابات ضيقة و بسيطة و شخصية ...تستحق الانتباه لسببين:
1- لم توضح في مداخلتك ما هي هذه الحسابات الشخصية التي استدعت نشأة الجمعيات الديمقراطية المستقلة. و شخصيا لا أعتقد بأنك ستدلي بما يرفع اللبس و الغموض على قولك هذا، اللهم إذا اعتبرت بأن الجمعيات المنضوية في امياواي إما غير موجودة أصلا أو أنها تابعة لشخص أو شخصين له أو لهما حسابات مع أشخاص آخرين و بالتالي قد يتعلق الأمر بقطيع له من يرعاه و لا يجب أن يستحق و يستدعي منك أي التفاتة أو جهد قد ينالا من وقتك.
2- يبدو لي أنك لم تطلع، بما فيه الكفاية، على الوثائق التي أصدرها أمياواي امازيغن( التسمية الأمازيغية للجمعيات الديمقراطية المستقلة قبل التاريخ المشار إليه أعلاه )، فلو فعلت لتبين لك أن أمياواي تأسس لجمع المشتت و تلحيم المجزأ، برفع الميم، و هي مبادئ مضمنة في الاسم. فأمياواي تعني، من بين ما تعنيه، سير الجماعة بسرعة البطيء من أعضاءها حتى تتمكن من الوصول إلى مبتغاها و تتجنب الأذى الذي قد يلحق المتخلف أو المعاق، من ضمن أفرادها، من خطر و حشية الذئاب و قطاع الطرق. و سأكتفي بهذا التفسير دون الدخول في تفسيرات أخرى لدى أمازيغ الطوارق أو عند البعض في الجزائر.
ثانيا: إن قولك بأن مؤسسي امياواي، باستعمالهم لمفهوم "الجمعيات الديمقراطية المستقلة"، عملوا على نقل أمراض اليسار إلى الحركة الأمازيغية يشير إلى شيئين:
1- فيه تنكر للتضحيات التي قدمها اليسار الجدري و مازال يقدمها من أجل معتقداته الفكرية و الايديلوجية و التي لا تخلو من نبل و من شرف الإنسان، فرغم انخداع البعض/ القليل منهم بالفكر القومي العروبي فإنهم أقرب إلى الحركة الأمازيغية في الدفاع عن الحقوق الكونية للإنسان و عن الديمقراطية الحقيقية و بناء دولة الحق و القانون و الحق في حرية التعبير... أقول اقرب إلى الحركة الأمازيغية المناضلة على أرض الواقع من بعض الأمازيغيين الذين استغلوا القضية لقضاء مآربهم الشخصية ولا يتقنون إلا لغة الولاءات و الاقتصار على تنظيم المهرجانات و يحسبون أنفسهم عن الحركة الأمازيغية، و أنت تعرفهم حق المعرفة و مع ذلك توجه سهامك إلى الشرفاء في هذا الوطن و تغظ الطرف عن الانتهازيين و سماسرة الانتخابات و المؤسسات الوهمية.
2- فيه إيحاء بتبرئة الحركة الأمازيغية من الأمراض و إلصاقها بالآخر. و هذا غير صائب و غير مقبول لأن الحركة الأمازيغية فيها الصالح و الطالح ، فيها من يناضل بصدق و بإيمان مرتبط بالوجود، يعمل بشعار موجود بهويته و غير موجود بدونها. و فيها المريض بالسلطة و المال و لا يشتغل و لا يتحرك إلا من أجل التقرب من الأسياد.
أما عن الصنف الأول ففيهم أيت احديدو انميلشيل، و الريف ن محمد بن عبد الكريم الخطابي، و سيدي افني ن أيت بعمران ، بومالن دادس ن عسو باسلام ، صفرو ن أيت يوسي، بوعرفة، بني تاجيت، تاغجيجت، اخنيفرة ن موحى أو حمو أزايي ، ولماس ن ايت اعمر، الطلبة الجامعيون.....إلى آخره من المناطق و المواقع و الفئات التي يتواجد فيها جمعيات و مناضلون حقيقيون، ديمقراطيون، مستقلون لا وهميون.
أما عن الصنف الثاني فسأقتصر على ذكر أولائك الذين سمحوا لأنفسهم دون خجل أن يكرموا باسم الأمازيغية، في مهرجانات مشبوهة، رموز الفساد و الذين بفضلهم مرت المخططات التي استهدفت الأمازيغ في كينونتهم. و هذا هو المرض الواجب معالجته أو استئصاله من جسم الحركة الأمازيغية إن كان دواؤه وعلاجه مستحيلا.
ثالثا: تساءلت بالنفي عن هزالة و انحطاط العقل الذي يسمي نفسه ديمقراطيا و مستقلا؟ و قلت على أن الآخر هو الذي سيحكم عنك إن كنت كذلك. هذا صحيح نسبيا لأن المستهلك للمنتوج أو المتلقي للخطاب و المواقف المعلنة و المبادئ المصرح بها هو الوحيد المؤهل ليعطيك هذه الصفات. لكن ألا ترى بأن لا مانع بأن يطلق المعني بالأمر على نفسه الاسم الذي يراه مناسبا ليعرف بذاته أو موقعه. فحين تكتب مقالا أو تصدر كتابا فانك تعنونه بما يليق بمضمونه، و هكذا بالنسبة للجمعيات و الأحزاب السياسة و المنظمات من مختلف المجالات. إذا كان كلامك صحيحا فان المنظمات و الأحزاب و غيرها ليست على صواب و لا عقل لها، كما قلت عن الجمعيات الديمقراطية المستقلة، عندما تحمل أسماءها صفات الديمقراطية أو الاشتراكية أو الشيوعية أو للبرالية...
إن الاسم الذي اختاره مؤسسو أمياواي أملته ظروف موضوعية لمرحلة تجتازها الحركة الأمازيغية تتميز بدخول الأجهزة المخزنية على الخط في تدبير ملف الأمازيغية لتسوقه في الواجهة كعادتها مع باقي الملفات: حقوق الإنسان، الديمقراطية، التنمية.....ولذا كان لزاما علينا أن ننبه إلى أهمية الاستقلالية و الديمقراطية داخل الحركة الأمازيغية لاجتناب مخاطر التورط في المشروع المناهض للحقوق اللغوية و الثقافية بقناع يوحي باهتمامه بها.
رابعا: آخر ملاحظة أود الإدلاء بها تتعلق بما قولته عن الانسحاب من لقاء مكناس حول المسالة الدستورية.و هنا أؤكد لك و لجميع الفاعلين الأمازيغيين، بصفتي منسقا لأمياواي آن ذاك حيث لم أتمكن من الحضور لكوني كنت في مهمة بأكادير باسم أزطا و قد تكلف الحموشي محمد عضو جمعية أوسان لتمثيل السكرتارية في ذات اللقاء، أقول أؤكد أن أمياواي لم يسبق له أن انسحب من أي لقاء سواء كان في مكناس أو في مكان آخر، ولي اليقين المطلق بأنك لا تتوفر على معطيات أو وثيقة تثبت ما تدعيه زورا. كل ما وقع هو أن المهمة التي أسندت لممثل امياواي هي المشاركة في النقاش و الإدلاء بالرأي لتوضيح الموقف الذي نتبناه. و هو موقف غير بعيد، كما قلت، عن العديد من مكونات الحركة سواء الحاضرة في اللقاء أو الغائبة عنه ولم يكن مكلفا بشئ آخر
إن هجومك على أمياوي غير ذي معنى ما لم يؤسس على قراءة في الطريقة التي تم بها فرز أجهزته القيادية التي انتخبت بالاقتراع السري المباشر حين انتخاب أول سكرتارية له أو في مضمون بياناته التي تميزه على أولائك الذين تكالبوا لتأسيس أشباه جمعيات للاحتفال بذكرى أجدير أو تلك التي تكتفي بتنظيم المهرجانات الممول من المعهد و يصيبها الصم و البكم حين يتعلق الأمر بالقضايا الأساسية. و لتتأكد من الموقع الذي اختارته الجمعيات الديمقراطية المستقلة لنفسها، و هي بالمناسبة ليست بحاجة إلى وسام أو شهادة تقدير، أحيلك على البيان رفقته
و تقبل مني، مرة أخرى، فائق التقدير و الاحترام
و السلام
الكبير الميلودي
27/09/2008
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire