ثايري ،هكذا عنونت المؤلفة فائزة شكوتي مسرحيتهاالتي تم عرضه الاول التجريبي بمدينة الناضور يوم السبت 29/11/2008 بالمركب الثقافي و التي تميزت بالحضور الكثيف للفعاليات الفنية المحلية من مدينتي الناضور و الحسيمة و الدولية خاصة من اسبانيا التي تابعت فصول هذه المسرحية باهتمام نظرا لاهمية الموضوع المختار من طرف المؤلفة و الدي ينبش في تاريخ الذاكرة الجماعية المشتركة بين الريف و اسبانيا بسلبياته و ايجابياته انطلاقا من التبادل الثقافي و التجاري مرورا بالاحتلال،المقاومة،الاستسلام و استمرار الاحتلال بشكل او باخر المتمثل في احتلال مجموعة من الجزر و المدن الساحلية و ما جزيرة النكور الا مثال على ذلك
ولقد وضفت المؤلفة شخصيات مختارة تقمصت اسماء حملت في طياتها دلالات تاريخية تدعو الى اعادة التفكير فيها و رد الاعتبار لها بدل المرور عليها مرور الكرام اثناء المناسبات و اللقاءات القصيرة في الكواليس،بل العمل على ابرازها والتعريف بالدور الفعلي الذي كان لها في تاريخنااسماء اخذت قيمة مضافة في المسرحية عندما اضيف لها عامل الصوت تحدثت و عبرت بشكل اوضح اذ جعلت من جزيرة النكور رمز دائم الهبة،وبدون شروط،النكور رمز الحياة،الارض،المرأة،التضحية،من اجل كل ما هو امازيغي
و من انوال و دهار اوباران رمز للمقاومة،التحدي،الاصطدام مع الاخر، انوال الامل
كما تم التطرق الى قضية التهجير القسري الذي تعرض له ابناء الريف و لايزال يتعرض له والمشاكل التي تنجم عن ذلك خاصة عندما يتعلق الامر بالهوية ،التنمية،الانتماء في توضيف شخصية حمو اريفي في دور المهاجر ، ذلك الانسان التائه بين وطنين،لغتين،بين شخصيتين
اما الدور الرئيسي الاخير فلقد تجسد في أ ثراس،الذي اكتفى بدور المتتبع للاحداث و الذي يراقب باستمرار الاحداث و هي تاخذ مجراها
ولقد وقع النص المسرحي بين يدي فرقة الريف للمسرح التي تفاعلت بشكل ايجابي مع مشاهد و فصول القطعة المسرحية اذ تم اسناد الدور المناسب للشخص المناسب و كذا طريقة الاداء التي تميزت بالتشويق و الاثارة و الانتفال من الحركة الى السكون ،كل هذا جعل الجمهور يتفاعل بدوره مع مضمون الخطاب،بل حتى المتتبعين الاجانب الذين حضروا المسرحية وان تم القاؤها الامازيغية فان غالبيتهم وصلتهم الفكرة بشكل واضح
كل هذا جعل مسرحية ثايؤي قيمة مضافة للفرقة التي تشق طريقها نحو التألق و لم لا الاحترافية كلما تم التعاطي للمواضيع المنتقاة من صلب ذاكرتنا الجماعية و المغيبة بشكل رسمي من طرف الدولة المغربية
فبعد العرض الاول التجريبي لثايري تكون المؤلفة بدورها قد ساهمت و لو بالقليل في نفض الغبار عن حقائق تاريخ الريف في مرحلة الاستعمار الاسباني الذي استنزف ثرواتنا و يترك مصير المنطقة بين يدي من خان الوطن واسترزق بنضالات الشهداء
تعليق و تصوير مولود سيفاو
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire