mardi 29 avril 2008

"*** نظمت جمعية ثامزغا للثقافة والتنمية بتنسيق مع جريدة أمنوس ندوة وطنية حول"الهوية وحقوق الانسان بالمغرب

"حقوق الإنسان و الهوية بالمغرب" هو عنوان الندوة الوطنية التي أطرها الأستاذ محمد بودهان بموضوع "إشكالية الهوية بالمغرب" والأستاذ عبد الوهاب التدمري بموضوع "حقوق الإنسان بالريف، بين مبادرة الدولة و مواقف الحركة الحقوقية بالمغرب" و التي انعقدت يوم الأحد 27 ابريل 2008 بقاعة الأفراح أبركاني بمدينة العروي، ونظمت هذه الندوة من طرف جمعية ثامزغا للثقافة و التنمية وجريدة امنوس التي تصدر من الناظور
وقد كانت بداية هذه الندوة التي عرفت حضور جماهيري متميز ونوعي مع كلمة مدير جريدة امنوس ، حيث تطرق إلى الغاية من تنظيم هذه الندوة إلى جانب جمعية ثامزغا معتبرا ذالك بداية للإستراتيجية التي رسمتها الجريدة في أجندتها و التي تهدف بالدرجة الأولى إلى وضع مقاربة تشاركية مع المجتمع المدني بغية تكوين نظرة واضحة عن خريطة أهم القضايا التي تهم المجتمع الريفي و إيجاد تصورات لحلولها، و العمل على طرح وترسيخ الفعل النضالي الحقوقي الامازيغي مع الفاعلين في الميادين التي تهم المجتمع الريفي... كما اعتبر أن هذه الندوة حول "حقوق الإنسان و الهوية " تأتي كنوع من الاستجابة "للظرفية المخاض" التي يشهدها الوضع الحقوقي بالمغرب في مختلف المجالات
وبعد ذالك تدخل الأستاذ حسن زروال رئيس جمعية ثامزغا الذي رحب بضيوف "ثامزغا" و "امنوس" (الأساتذة المؤطرين، الحضور، الصحافة المحلية و الاليكترونية...) و تحدث بدوره عن المغزى من وراء تنظيم الندوة ، و قام بجرد عام للوضع الحقوقي بالمغرب و ما يعرفه من انتهاكات للحقوق الثقافية و السياسية و الاجتماعية... و عبر من جانبه عن تضامن الجمعية مع المعتقلين السياسيين للقضية الامازيغية ، واعتبر تواجد هؤلاء المعتقلين في السجون المغربية يعتبر في حد ذاته خرق كبير لحقوق الإنسان ودليل على هشاشة مقاربة الدولة في تعاملها مع الحقوق الهوياتية و الثقافية الامازيغية ، و الحق في الاحتجاج المشروع، وان الشعارات المرفوعة من طرف الدولة من قبيل المفهوم الجديد والمصالحة مع منطقة الريف ما هي في الحقيقة إلا شعارات فضفاضة وخالية من معناها الحقيقي
- الأستاذ عبد الوهاب التدمري : "حقوق الإنسان بالريف، بين مبادرة الدولة و مواقف الحركة الحقوقية بالمغرب" وبعد ذالك أعطيت الكلمة للأستاذ عبد الوهاب التدمري الذي اعتبر في نص مداخلته بان الموضوع المختار لهذه الندوة يهم بشكل كبير "منتدى حقوق الإنسان بشمال المغرب"، كما تحدث عن الأسباب الحقيقية من وراء تأسيس "المنتدى" و الذي وضع في صلب اهتماماته و أولوياته الكشف عن الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت في حق ارض و أبناء الريف، وإعادة كتابة تاريخ المنطقة بشكل موضوعي ، و البحث في الذاكرة المشتركة للمنطقة و العمل على إدماج هذه الحقائق التاريخية في المناهج التربوية... وقال بان "الريف -كمرحلة أساسية في مسلسل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان- مغيب بشكل نهائي من تقارير هيئة الإنصاف و المصالحة، خاصة في مرحلة الخمسينيات... وان تلك الانتهاكات مورست من طرف حزب الاستقلال و الدولة المغربية، وان مسألة الاعتذار للضحايا يجب أن تأتي من رئيس الدولة" كما تحدث عن مجموعة من الانتهاكات التي ارتكبت من طرف حزب الاستقلال في حق كل من كان يتبني "الفكر الخطابي"... وقال أيضا بان ".. كل الاعتبارات التي طرحت في الماضي لازالت لم تصفى، وان مبادرة جبر الضرر الجماعي لم تقدم شيء لمنطقة الريف". وقال بأن "الإطارات الحقوقية الوطنية لا تدرج ضمن اهتماماتها قضايا الريف نظرا لكون أغلبية نخب هذه الإطارات عروبية وذات توجه مركزي". كما استنكر مسلسل تضيق الخناق على المطالب الحقوقية المتعلقة بالامازيغية (المعتقلين السياسين للقضية الامازيغية ، الحزب الديمقراطي الامازيغي...) وفي الأخير أشار الأستاذ التدمري إلى أن كل نضالات "المنتدى" تتم في إطار فكرة الجهوية السياسية الموسعة التي يتبناها منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب
- الأستاذ محمد بودهان : " إشكالية الهوية بالمغرب" وبعد ذالك أعطيت الكلمة للأستاذ محمد بودهان، مدير جريدة ثاويزا و عضو الاختيار الامازيغي ، حيث طرح في البداية مجموعة من الأسئلة حول الهوية من بينها
: - كيف تطرح إشكالية الهوية بالمغرب؟ - هل الهوية بالمغرب متعددة أم واحدة؟ وهل هي عربية أم امازيغية أم شيء أخر...؟ وبعد ذالك دخل إلى صلب محاضرته حيث اعتبر أن "في الماضي لم يكن هناك نقاش حول الهوية المغربية و الكل كان يعتبر المغرب دولة عربية، ذات سلطة عربية ، بمؤسسات عربية ، وحتى عندما ينضاف معطى الإسلام فانه يكون فقط من اجل دعم الهوية العربية
وقال بأن "الحركة الامازيغية وفي مرحلة يمكن اعتبارها تاكتيكية أتت بجديد في ما يخص الهوية المغربية، و اعتبرت بان هوية المغرب هي هوية متعددة (ميثاق اكادير 1991 الذي نص على مبدأ الوحدة في التعدد) إلا انه في السنوات الأخيرة تحول هذا الخطاب إلى خطاب رسمي تتبناه الدولة (الخطاب الملكي في اجدير ... ) والغريب في الأمر أن الذين يدافعون اليوم عن مفهوم "الهوية المتعددة" هم الذين كانوا يدافعون في الماضي عن الهوية العربية للمغرب وليس من تحدث عنها في البداية، أي الحركة الامازيغية، وان التظاهر بالتعدد الرسمي ما هو إلا ذر للرماد في العيون من اجل غض الطرف عن المطالب الامازيغية ، و من اجل أن لا يكون هناك تعدد أصلا "
وقدم بعد ذالك تعريف للهوية باعتبارها "مجموعة من الخصائص الملازمة لشعب ما تخصه وحده، وبها يتميز ويختلف عن الشعوب الأخرى" وان محددات الهوية هي الأرض واللغة، وبالتالي فان هوية المغرب هي هوية واحدة ، وان المستقرين بالمغرب وان كانوا من أجناس أخري فهويتهم امازيغية، وتبقى امازيغية بالأرض، لأن هوية المغرب امازيغية ، والأرض امازيغية و الشعب امازيغي، لكن على مستوى المؤسسات كل شيء عربي ، وهنا طرح الأستاذ بودهان سؤال مركزي، كيف تحول المغرب الى جزء من المنظومة العربية؟ وكان جوابه أن "... كل هذا جاء من طرف دولة فرنسا ، وساعدها في ذالك نخبة مغربية كونت على يد الدولة الفرنسية، وان هذه النخب المغربية طالبت فرنسا في وثيقة بالتنصيص على أن تكون هوية المغرب "عربية اسلامية" وهي نفس النخبة التي فاوضت فرنسا إبان المطالبة بالاستقلال ، وان هذه الحماية ذات الوجه الوطني هي التي تقلدت زمام تسيير الدولة وقامت بسياسة تعريب شامل لم يمارسها حتى العرب أنفسهم، واليوم يعطى مفهوم عرقي للهوية من طرف الجهات الرسمية. كما أن مجهود الحركة "الوطنية" انصب دائما في اتجاه القضاء على الامازيغية"
كما جاء الأستاذ بودهان في معرض مداخلته عن علاقة الهوية بالدين حيث اعتبر بان الإسلام هو للكل ، ولا يمكن اعتباره هوية شعب ما ولا يدخل في تعريف الهوية
وبعد أن انتهت مداخلات الأساتذة المحاضرين تم فتح النقاش مع الحضور ، الذين تدخلوا بأسئلة زادت من حدة اغناء النقاش، ومن بين الأسئلة التي طرحت في هذه الندوة: - ألا ترون بأن الحكم الذاتي للريف هو الحل لإعادة الاعتبار للمنطقة؟ - تعرف الحركة الامازيغية في الوقت الراهن صراع للتوجهات كيف ترون إمكانية توحيدها في إطار واحد؟ - ما مدى جدية الاختيار الامازيغي في الوقت الراهن؟ - ماهي طبيعة أرضية الاختيار الامازيغي؟ - ماهو السبيل الذي ترونه في منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب بشأن إعادة الاعتبار للريف؟ - هل للحركة الامازيغية برنامج اقتصادي و اجتماعي وسياسي، ام أن همها فقط هو النضال حول الامازيغية؟ - هل يمكن اعتبار الإسلام محدد من محددات الهوية؟ - ماهو السبيل لمواجهة نهج الدولة في موضوع تعاملها القمعي مع حقوق الإنسان؟ - هل لديكم مقاربة في ما يخص الجرائم الثقافية بالريف؟ - ماهي المقاربة التي يمكن تتبعها من اجل تحقيق الأهداف المسطرة في ارضية الاختيار الامازيغي ؟ - هل الاختيار الامازيغي يسير في اتجاه تأسيس حزب سياسي؟ - ألا يمكن اعتبار التهجير الجماعي لاريفين إلى الخارج انتهاك لحقوق الإنسان؟ هذه خلاصة لأهم المحاور التي تطرقت إليها هذه الندوة، ويبقى في الأخير أن نشير انه مهما تشعبت مطالب الحركة الامازيغية في الآونة الأخيرة فان ذالك يصب في اتجاه اغناء النقاش حول قضيتنا الجوهرية، والتي هي في أمس الحاجة إلى مزيد من النضال من اجل تحقيق مطالبها المشروعة في شتى تجلياتها
انجز التقرير: بوستاتي عبد العالي

Aucun commentaire: