تخليدا للذكرى 28 للربيع الأمازيغي "تافسوت إمازيغن" عقدت الجمعيات الأمازيغية بإقليم الحسيمة الجمع العام التأسيسي ل" تنسيقية مولاي موحند للجمعيات الأمازيغية" يوم الأحد 20 أبريل 2008
يأتي هذا التخليد في الوقت الذي تعرف فيه الساحة الوطنية تمادي النظام المخزني في خياراته اللاديموقراطية، مستمرا في هجومه الشرس على مكتسبات الشعب المغربي في كل المجالات. ويتجلى ذلك في الحظر المفروض على الحريات العامة، ومنعه لأحزاب سياسية من حقها في التنظيم وقمع كل الحركات الإحتجاجية الديمقراطية، مصحوبا باعتقالات سياسية واسعة في صفوف الشعب المغربي إضافة إلى الزيادات المتوالية والغير المنطقية في أسعار المواد الأساسية والإكراهات الضريبية وتدني الأجور ما أثر سلبا على القدرة الشرائية والمستوى المعيشي للمواطنين
وقد نالت الحركة الأمازيغية حظها الوافر من هذه الهجومات المخزنية، إذ أن النظام المخزني لازال مستمرا في نهج سياسته الإقصائية اتجاه ايمازيغن على جميع المستويات، ويتجلي ذلك بوضوح في عدم اعتماده الأمازيغية في الوثيقة الدستورية، وتجاهله للمطالب العادلة والمشروعة للحركة الأمازيغية، واتباعه سياسته الإحتوائية بخلق مؤسسات مخزنية "المعهد الملكي للثقافة الامازيغية"، بل أكثر من ذلك تمادت أيادي هذا النظام لتطال مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية، والزج بهم في زنازنه في كل من مكناس، الراشدية، وبومالن دادس، بعد شن حملة اعتقالات سياسية واسعة في صفوفهم وتلفيقهم تهما لا صلة لهم بها وكذا تعريضهم لمحاكمات صورية تفتقد إلى شروط المحاكمة العادلة إضافة إلى منع "الحزب الديمقراطي الأمازيغي" من حقه في التنظيم
ويأتي هذا التخليد كذلك في الوقت الذي يعرف فيه جسم الحركة الأمازيغية تشرذما لا يخفى عن أحد، لأسباب موضوعية تتجلى في الحصار المضروب من طرف النظام المخزني على مكونات الحركة وأنشطتها، واحتواء بعض النخب الامازيغية وإدماجها في سيناريوهاته اللاديوقراطية، إضافة إلي عوامل ذاتية متمثلة في الاختلافات الهامشية بين الفاعلين الأمازيغيين بسبب تقديراتهم السياسية ، أو بسبب اعتمادهم سياسة ردود الأفعال دون قراءة دقيقة للأوضاع والسياقات العامة للأحداث
كما أن منطقة الريف لازالت تعاني من ويلات رواسب السياسة المخزنية المتعاقبة من تفقير وتهميش وإقصاء، رغم المحاولات المتكررة من طرف هذا النظام للتستر على أكبر الجرائم السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية التي ارتكبها في حق أبناء الريف -حرب الغازات السامة أحداث 58/ 59/ 84... وذلك بخلق مؤسسات فارغة كهيئة الإنصاف والمصالحة. أما على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، فإن المنطقة لازالت محرومة من كل الشروط الأساسية لبناء اقتصاد مهيكل ومتطور. كما أن عائدات أبناء المنطقة لا توجه نحو خلق مشاريع تنموية محلية حقيقية في حين تتخذ المنطقة كمصدر من أجل الاسترزاق والغنى الفاحش. كما أن الأوضاع الاجتماعية لا تختلف عن سابقتها، فالقطاع التعليمي والصحي في وضعية كارثية، ضف إلى ذلك التزايد المهول في معدل البطالة هذا ما يدفع خيرة أبناء المنطقة إلى ركوب قوارب الموت بعد انسداد الأفق أمامهم
وأمام كل هذه التحديات ارتأت الجمعيات الامازيغية باقليم الحسيمة العمل في إطار تنسيقي قصد تكثيف الجهود لمعانقة هموم أبناء المنطقة
وأمام هذا الوضع فإننا في "تنسيقية مولاي موحند للجمعيات الأمازيغية" نعلن للرأي العام المحلي والوطني والدولي ما يلي
:
مطالبتنا ب
:
- دستور ديموقراطي شكلا ومضمونا يقر بأمازيغية المغرب وبالأمازيغية لغة رسمية ووطنية
- إقرار نظام فدرالي يخول لكل المناطق الصلاحيات الواسعة في تسيير شؤونها على كل المستويات
- الكشف عن كل ما جرى ولماذا جرى من جرائم في حق أبناء الريف (حرب الغازات السامة- أحداث 58/59- احداث 1984...) ومعاقبة المسؤولين عنها
- إعادة كتابة تاريخ المغرب بأقلام وطنية
- إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية
إدانتنا ل
:
- سياسة النظام المخزني في تعامله الإقصائي والاحتوائي لمطالب الحركة الأمازيغية
- للاعتقالات والمحاكمات الصورية التي يتعرض لها مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية
- سياسة نزع ملكية الأراضي الجماعية
- المقاربة المخزنية في تناول ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان من طرف الدولة والمؤسسات المواكبة لها
- للحكم الجائر المتمثل في حل "الحزب الديمقراطي الأمازيغي"
تضامننا مع
:
- كل مناضلي القضية الأمازيغية فيما يتعرضون له من مضايقات واعتقالات ومحاكمات صورية
- عائلات المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية
- كل المعطلين والعاطلين عن العمل في حقهم المشروع في الشغل والتنظيم
- شعب التوارك الأمازيغي فيما يتعرض من قمع وتقتيل من طرف الأنظمة الحاكمة جنوب الصحراء
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire