وفقا للبرنامج العام المسطر تحت شعار "انتفاضة الريف 58-59... ذاكرة تأبى النسيان"، نظمت تنسيقية "الذاكرة الجماعية بالريف" يومه الجمعة 7 أكتوبر 2008 ابتداء من الساعة الرابعة مساءا مهرجانا خطابيا أمام ثانوية الإمام مالك بالحسيمة (المعهد الديني سابقا)، وذلك في أولى الخطوات العملية لتجسيد وتفعيل البرنامج المكثف والذي يمتد على مدى زمني يفوق ثلاثة أشهر تزامنا مع أحداث انتفاضة الريف التي جرت أطوارها المأساوية في خريف 1958 وشتاء 1959
بدأ المهرجان الخطابي، وفي حضور جماهيري متميز، بمجموعة من الشعارات التي تحتج على ما وقع أثناء الانتفاضة من جرائم ضد الإنسانية، وتندد بالمسؤولين عليها وتطالب بمحاكمتهم ومحاسبتهم كشرط أساسي من شروط مصالحة الدولة مع منطقة الريف وسكانها، كما رفعت العديد من الشعارات ذات الطبيعة الاجتماعية تربط بين الوضع الكارثي والمأساوي الذي تعيشه المنطقة في المجالات الاجتماعية والتنموية وبين التهميش والإقصاء الذي تعرضت له المنطقة لعقود كعقاب جماعي لسكانها
بعد ذلك تناول سمير المرابط الكلمة باسم "تنسيقية الذاكرة الجماعية بالريف" المنظمة للمهرجان الخطابي، كما تناول بعده الكلمة نجيم حيدوش عن "تنسيقية مولاي موحند للجمعيات الأمازيغية"، تلاه محمد الزياني رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالحسيمة بكلمة باسمها، بعده تناول الكلمة مولود بلحاج باسم جمعية تاينيث، وفي الأخير تناول الكلمة اليماني قسوح باسم "تنسيقية الجمعيات العاملة بجماعة آيت عبد الله"
جل الكلمات ذكرت بالسياق العام الذي يأتي فيه هذا الشكل النضالي الاحتجاجي تذكيرا بمآسي انتفاضة "الكرامة والديمقراطية" انتفاضة 58-59، كما شرحت مغزى تنظيم المهرجان الخطابي أمام ثانوية الإمام مالك (المعهد الديني سابقا) باعتبار هذا المكان كان بمثابة المعتقل الذي كانت تتم فيه عمليات التعذيب والقمع في حق المواطنين العزل، وهو واحد من أماكن التعذيب التي ذكرها مولاي موحند في رسالته الشهيرة لحسن الوزاني زعيم حزب الشورى والاستقلال آنذاك، والتي ذكر فيها محمد بن عبد الكريم الخطابي معظم الأماكن المعروفة كأقبية ودهاليز لسجن وتعذيب المعارضين السياسيين للطبقة الحاكمة آنذاك خاصة من قبل ميليشيا حزب الاستقلال التي عاثت في المنطقة فسادا ودمارا...وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج العام لتخليد الذكرى الخمسينية لانتفاضة الريف، يشمل وقفات احتجاجية ومهرجان خطابي وندوات فكرية وعلمية، وكذا خرجات وزيارات ميدانية على شكل أوراش تقترب من الساكنة وتستجمع شهاداتها وما ترسب في ذاكرة المواطنين من ذكريات تؤرخ للمأساة التي كان الريف ضحية لها في السنوات الأولى لما بعد 1956
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire