mardi 11 novembre 2008

القيم الأمازيغية وسؤال الحداثة / بقلم الأستاذ ** محمد أسويق

إن ما يميز كل شعب عن غيره هي القيم بالدرجة الأولى’وتميزنا عن غيرنا هي إثبات لخوصوصيتنا الحداثية ’لماذا الحداثية ؟؟ كونها ذات بعد ونزعة إنسانية .وبالتالي فمنظورها يتجاوز المحلي والذاتي . ومعانقا الكوني بكل أصالة متفتحة ومعاصرة تنظر للتجديد برؤية تنويرية تتجاوز العنف وقانون الغاب والإستبداد السلوكي ..........إن القيم عند العقل الامازيغي هوميثاق شرف جماعي يمثل إرادة جماعية من أجل حياة ومصلحة جماعية تحمي الضعيف من كل تهديد داخلي أوخارجي خلافا لما أورده نيتشه كونه جرد كل القيم من ما هو أخلاقي وإنساني .. ومن أجل حماية حياة الافراد والجماعة......وشكل مفهوم منظومة القيم عند عامة الأمازيغ أومايسمى باللغة الوطنية( بتيموزغا )مؤسسة قائمة بذاتها حسب المنظور الأنتربولوجي للكلمة ..وظلت عبر مر التاريخ مصدر التعامل والتشريع والإستقامة بحثا عن القيمة للوجود الإنساني ..مرجعيتها الأساسية هي العقل كما ينظر له ديكارت مبرهنة على أنها جاوزتالسفسطائية والميتافيزقيا .... ولم يكن يتوخى العقل الأمازيغي في إنتاج الأعراف والتقاليد ذات الاهداف القيمة غير تدبير الشأن الامازيغي الإنساني في مختلف توجهاته التاريخية والفكرية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية ......في إطار ديمقراطي مسالم وسلمي يؤمن بحسن الجوار والتعايش والمثاقفة والتعاون الهادف ....... وهذه القيم الحداثية هي بالضبط من حاولت أن تحافظ على كياننا المادي والرمزي والروحي ...حافظت على استمراريتها رغم الحروب والإقصاء والتهجير والتحامل والتعريب و نعرات المخزن .... ولولاها لما ظلت اللغة الأمازيغية متداولة رغم حرمانها من المؤسسات والمعاهد والمناجد إسوة بباقي لغات العالم.... ولها يرجع الفضل في الحفاظ على مجموع المكتسبات التي تعنى بالأمازيغية من خلال مبدئية العرف نحو السلوكات المثلى والمثالية .................. حتى نثبت أن الإنسان الأمازيغي إستقامة وأخلاق ومبادئ وكرامة لاتمس وأرض لاتداس .......فكانت تللك مضامين القيم التي نحن بصدد التطرق لها والتي ساهمت بقدرة فائقة في تكريس مبدأ الهوية فهي الوحيدة من كانت خلف صيانة ما تبقى من موروثنا الفكري والثقافي والادبي ...... هي من وحدت القبائل وجمعت الشمل وصنعت البطولات وسجلت الملاحم سيرا على سيرة الأجداد من يوغورطا إلى كوسيلى وتكفاريناس ............ ...كما ظلت دوما بنود دستورنا العرفي المؤطر لحياتنا السوسيو إقتصادية –والتاريخية والتربوية والأخلاقية ... وجميع نواحي الحياة بشكل معقلن ومنطقي وتجريبي هدفه الأسمى الإنصاف والعدل والعيش الكريم ......وفعلا ظلت القيم الأمازيغية الحداثية في مختلف العصور والأزمنة هي العضد الوحيد الذي يلبي حاجة المجتمع كلما دعت الضرورة لذالك ولو كلف الامر ما كلفنا أمام جبروت روما ومثيلتها .... حتى مكث التاريخ وفيا لمقولة ماسينيسا (أفريقيا للأفارقا) فلم يفرط في هذه الارض لأن الأرض عند الأامزيغ هي من أنجبت القيم لتجرب من سيقيم فيها ومن سيرحل عنها ....والراحل هذا هو الإنسان غير المنظبط للقيم واللامسؤول ..لأن من لايبالي بها مصيره الهامش و لا مكانة له ضمن الجماعة (جماعث) وبكل وضوح تبقى مفهوم القيم عند الإنسان الأمازيغي :هي الإستقامة وتدبير كل شأن حياتي عن طريقة ديمقراطة دون إستعمال الشطط في السلطة أو إستغلال النفوذ ....... لتثبت لنا التجارب التاريخية الأمازيغية على ان الامازيغ موجود بقيمه لا بجسده وبامتثاله لقانون الجماعة التي هي سلطة القرار الجماعي للإرادة الأامازيغية وحرصت قيم هذا العقل المتشبع بالحداثة والتحديث على حماية وصيانة كرامة المواطن من كل تسيب يعرض سلطة العرف للإنحراف والتمييع والدناءة لتظل هذه القيم في بعدها الأسمى جوهر من يمثل كياننا ..وتاريخنا وإنسانيتنا ....محدثة قطيعة إبستيمولوجية مع مفاهيم البرغماتية والمنفعة الشخصانية وكان لزاما ومفروضا عن كل أمازيغي الإنضباط والإلتزام وبتفعيل العرف باعتباره عمق مرجعيتنا ومنطلق فكرنا وبكل أحقية يبقى هذا العقل الامازيغي وعاء الحداثة كونه يومن بالتغيير والتطور وليس منغلق أو دوغمائي ....مما اعتبرنا قيمه الفلسفية ضميرنا الجمعي الذي يعبر عن هويتنا ووجداننا الحضاري والحداثي ويحمي قيم ممتلكاتنا المادية والرمزية . وهو الذي يعرف بنا حين يطرح السؤال :من نحن ؟؟ وماذا نريد؟؟ لكن الجواب الشافي يمكن لاي كان اعتماده من الميثاق الجماعي الذي أطر حياتنا اليومية وأثبت للتاريخ مدى حب الأمازيغ لحياة منظمة مؤطرة إنطلاقا من حبهم للجمال والفن بكل تلاوينه ولا مجال للفوضى واللامبالات وخير نموذج على التنظيم نلمسه في عملية ( تاويزا) ولم نسمى ببلاد السيبة إلا لعدم انصياعنا لقيم المخزن المستبدة والمكرهة والمجحفة التي لاتعتمد غير ابتزاز الضرائب وما تسميه بحق المخزن وهو ما يتعارض مع قيمنا الديمقراطية والعادلة وشهد المجتمع الأمازيغي أشكال تنظيمية راقية في تأطير الحياة الإجتماعية سنقف عندها لاحقا القيم الامازيغية النموذج والمثالية ...****تتعدد القيم وفق تعدد المجالات ولا تختلف إلا في الشكل والهوية الجغرافية لايخلو أي مجال حياتي أمازيغي من القيم الهادفة والنبيلة إسعادا للناس ...لأن السعادة هي الغاية من فلسفة القيم وكونها تلاحقنا كالظل في كل زمان ومكان لانها ماهيتنا ووجودنا الحضاري المتميز بالطبع .وهي التي من علمتنا أن الحياة بدون قيم رخيصة والإنسان ذات القيم المشينة مازال مرتبط بالغريزة والغابة ولم يحدث بعد أية قطيعة مع الطبيعة ليبقى دوما كما يرى :هوبز عدوا لأخيه الإنسان وخير نموذج يمكن الوقوف عنده حتى ندرك جيدا هل القيم الامازيغية قيم حداثية ؟؟؟هي معاملة أسرى الحرب من قبل الممالك الأمازيغية وخير مثال الملكة ديهية في تبنيها لأحد الأسرى أثناء الغزو العربي نموذج في التعايش مع الآخر والمتمثل في زواج كبار الشخصيات الأمازيغية من خارج عقدة الدم واللسان يوبا 2 من كيلوباترا 2كما ثبت في عهد عبد الكريم الخطابي أنه كان هناك قانون يمنع التمييز أو الإساءة لليهود وهذه عقدة لم يستطع تجاوزها كثيرا من الشعوب العربية التي لم يفرقو ا بين اليهود ية و الصهيونية على مستوى المحلي ****ظلت الحياة كلها انظباط وتنظيم محكم من تنظيم الري(النوبث..) و(أدوير )(تويزة ) الفصلية والموسمية تجسيدا لمفهوم التعاون والتآزر والتضامنإلى تفادي أي تعثر أوتوتر في السوق أو الطريق المؤدي إلى السوق أو العرس ولا وجود لعدو أو خصم في مثل هذه المواقع المقدسة وقد أورد هذا الباحث جرمان عياش تفاديا للإقتتال الجماعي ويتحول الصراع من الفردي إلى القبلي كما اعتمدوا التهجير بدل القتل في حالات قصوى للإعتبار الإنساني قبل أن يشير لذالك الإعلان العالمي لحقوق الإنسانكما اجتهدواو استبدلوا الثار بالدية إلغاءا لما ليس إنساني في المجتمع كل هذا كان بعده إنساني وليس نفعي ضيق أو طائفي أوطبقي وذاك خلاف لما كان ينظرله نيتشه مجردا كل الأخلاق مما هو إنساني ..مما يتبين على أن هم القيم عند الأمازيغ هم تاريخي حضاري حداثي تؤمن بالتطور والتغيير (أزوغ تسيرث أتفاذ أهكوس ) وهو موف يرفض العدمية واليأس والإستسلام ولو في ظروف قاهرة مزرية كما عودتنا حياة الأمازيغ وزمن أكل (قانوش) خير دليل على صمود القيم وعدم الإنصياع لغبن الظروف **العرف حياة وبحث عن الحياة **كما هو معروف ظل يوصي العرف الفرد بالعمل والكد والإجتهاد لأن الحياة دون عمل ميتة و بدون طعام ألذ..... والفرد هنا ذو دور سلبي إن لم ينخرط في سوق العمل لأن إنتاج التنمية مرتبط بإنتاج القيم فلا مكان للذي يستهلك ولا ينتج داخل المجتمع الأمازيغي لأنه سيؤهله الوضع إلى سلوك انحرافي أكيد.... وهذا مس خطير بماهية العرف (وني ويخدمن مذ يكار مذي تار) وللإقلاع نحو أفق طموح فالأمر بالطبع يحتاج للصبر وتحمل الصعاب لأن ليس في الحياة من شيئ هين وبسهولة بقدرما الامر يتطلب ا لصمود وكما يقول الأمازيغ في الريف (أغروم مار يحما يسكماض)أو كما يقول الشاعر ....فإن الدنيا تؤخذ غلابا.....ومهما شاءت الظروف أن تكون فعلى الأقل البرهنة على حد أدنى من تحمل المسؤولية ولا استسلام مجاني وبدون مقاومة ذاتية .. حيث يقول المثل (ذيثي سوكرس ورى ثورى) والإنسان الأمازيغي في عصور الازمة (ثزوى) وحين ينفذ كل الطعام من البيوت ومن الاسواق كانوا يبنون ويغلقون أبواب مساكنهم حتى الموت ولا خرجوا للنهب أو التسول بقوة القيم الدالة عن عزة النفس والكرامة (وخا أذشغ شار) وطبعا كان كل هذا نوع من الإستقامة داخل المجتمع الأمازيغي التي ظلت يمليها العرف ويتقيد بها لإعطاء صورة مشرفة وغيرمخدوشة ..وكا ن الإنسان الامازيغي في واقعه السوسيولوجي وراء كل مبادرة تنسجم وديباجة القيم طبعا باعتماد التعاون والتآزر والتآخي ( فوس ك فوس ) (ئيجوباو ويتاك ثمريقث) وإن كان من حين لآخر تقع انفلاتات بين الاهل والآقارب فإن الأمر كان لا يتجاوز مرحلة عابرة ودون تأثير على ماهو اجتماعي أومصيري تاريخي (ؤماك أش ئيفز ؤوشيسغراي) وظلت الحياة عند الأمازيغ نظام وصف وانضباط كما هو في الأحيدوس .... وليس تهور ومقامرة ( تات أتقاس..)لتفادي الأخطار ..وحتى لا ندك ما دكه الجمل أثناء الحرث فلم يكن شيء من الحرث ( من ئيكاز ؤورغم ئيعجنيث) (أقزين ؤوتيتت تاتي سخنونس) وكان هذا يوضح على أن الإنسان الأمازيغي يجب أن يكون في مستوى الحاجة لمجتمعه عبر التطور الذي تفرضه كل مرحلة زمنية أوكلما دعت الضرورة لذاك وعليه أن يكون في مستوى الطليعة إنسانا وبيئة ووو .....فظل العرف خلاق الحياة دون إساءة للآخر أو ...(أوث أقزين خزار كي باب ئينس ) للحفاظ على جو الأمان والحب والود داخل القبيلة دون نفور نحو الشتات والإنقسامات الطائفية ......فكانت حياة الأامازيغ كلها تآزرو وحدة وتضامن ومساندة ونلمس هذا التقدير بكثير تجاه المرأة خصوصا التي اعتبرها الأمازيغ سيدة القوم وكبيرتهم (ثمغاث :ثمغار ) أي كبيرة ومنحوا لها مكانة خاصة ومقتدرة جنب الرجل.. وسيرت شؤون البلاد والعباد وحضيت بمكانة بارزة مقارنة بالشعوب الاخرى عكس ماكان واردا عند أهل قريش –وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت...........- وساهمت في تطوير وتفعيل القيم بشكل كبير خصوصا إن فحصنا إبداعها في الزربية والحناء والفخار ... وكما تقول نوال السعداوي في كتابها الانثى هي الأصل با عتبار المرأة هي التي خلقت الحياة على حد تفسيرها وكانت صادقة في قولها وفعلا ظلت المرأة في العرف الأمازيغي نصف المجتمع ونصف الرجل ...لا هي قاصرة ولا عورة ولا لذة بل إنسان له إحساس وكرامة وقيمة مادية ورمزية مبدئية القول والفعل عند الأامازيغ****-أوار ذا وار - لقد حافظ الأمازيغ على منظومة قيمهم بالوفاء والمبدأ أوكما يسميه الأمازيغ بأوال ومن لم يلتزم بالأمر يؤدي أرحق وهي ضريبة رمزية .. كماكان وارد من قبل وهو أن تعرض على جماعة من الناس وتناولهم عشاء كعقاب رمزي عن عدم الوفاء بالعهد لأن العهد عند الأامازيغ مقدس ومهما كان المبرر خلف ذالك فيبقى الأمر غير مقبول (بنادم ئيتقان زك ياس أغيور ئيتقان زك ضار) و هذا عبد الكريم قبل أن يخوض غمار أنوال جمع القبائل وأدت القسم بجبال قامة وبقي العهد بينهم شرف أبدي ولولا القيم التي جمعت بينهم لما سحقوا إسبانيا رغم العتاد والعدة وهنا يمكن تحديد من هي القيم التي حاولت أن تصنع المستحيل والبطولات لأن العهد عند الأمازيغ بالفعل هو أزراف ..لان أزراف المعروف كعشب يتميز بالإستقامة ودون اعوجاج هي طبيعة النظام الحياتي الذي ظل ينشده الامازيغ لأن الحياة لا تستحق العبث ولو أنها عابرة (دنيا وزفاز...) بمعنى أن نتمتع فيها ونستغل فيها ماهو أجمل لأن المصير بعد ذاك هوالموت الذي ينظر إليه الامازيغي في صورة حضارية (رموث أصندوق أن رجواذ) وما يرفضه العقل الامازيغي هو (رخاث) ( رموث ورى رخاث) وهذه الأخيرة هي الالم بمختلف ألوانه .... تلك هي إذن قيمنا للحياة لذا بات مطلوب من الأمازيغي أن يكون ذو قيم حضارية إنسانية تنويرية مع محيطه ووسطه ورحيم معهم أقصى درجة مما كان بالفعل رحيما ليس مع الإنسان بل حتى الحيوان لأنه يؤمن بدورها المهم وهي تحرسه وتساعده وتطعمه لبنا ولحما .....وإن كانوا الغزاة القدامى سمونا بربر لأننا كنا شرسين على من اقتحموا أرضنا وسولت لهم نفسهم استغلال خيراتنا فإننا نستحق هذه التسمية ودون حرج لأنه لا يعقل أن تكون لينا مع من يود إغتصاب أرضك وبلدك لان لا أخلاق مع العدو وقبل أن تشير لذالك الآية كنا (أشداء على الكفار رحماء بينهم)وبالفعل أثبت لنا التاريخ أن الإنسان الأمازيغي :إنسان التواضع والأخلاق والخير ....ولم يكن الأامازيغي صاحب الجاه والأبهة والمللك والتملك فقط(أثداث ثمقرانت وتقان ئيربنيذ****** أقانت ئيبباب ئينس ئيمار ذاهيمي )مما يعني أن منظومة القيم الأمازيغية (تيموزغا)كانت تكد وتجتهد وتضحي ضد القيم الشريرة والظلامية التي لا تأخذ الإنسان بعين الإعتبار أمام طغيان الغرائز والشهوات والتي لا تنتج غير الإستبداد والقمع والجشع ...خلافا للأمازيغ الذي كان ينبذ الطمع والسطو (بوعديس أمقران متيش قاع متيج أقاع) اي كم من نعرة كانت تود كل شيئ ولم تنل اي شيئ بعدالة سلطة القيم وليس قيم السلطة كما تثبت سلطتة القيم عند الشعوب الأمازيغية هل عانوا الأمازيغ من أزمة القيم** **لم يعش الأمازيغ عبر التاريخ شيئ إسمه فراغ القيم لأنه بطبعه محب للخير ويرفض أن يجرد من آدميته ويسلك مسلك الشر لان الحياة بمرها وحلوها علمته كيف يلجم الغريزة بالحكمة و العقل أولى في العملية التجريبية وتلك هي حداثة قيمه وسلوكياته لأن الخلق ما ولد إلا ليتخلق كما أورده البعضوإن كانت القيم بالفعل نسق معياري فإن الأمازيغي كان يسعى من ورائها لرفع الإنسان إلى السمو والعلو بعيدا عن عالم القبح اللامرغوب فيه ....وهكذا عاش الأمازيغي ازمات إقتصادية وفلاحية وسياسية ولم يعش لحظة واحدة ازمة أخلاق وقيم كما يؤكد التاريخ الحديث والقديم بدءا من حفظ العرض ..الوقار ..الحشمة ...احترام الجار ...إطعام الفقير وابن السبيل خدمة الأرض قدسية بعض الظواهر السوسوثقافية (العرس..) وتللك قمة الحداثة حتى لا يقال أن المجتمعات الامازيغية تقليدية في تعبيراتها ** ما معنى الحداثة كقيم كونية **إذا كنا نتكلم عن القيم كآلية لتدبير شأن المواطن في إطار مقنن ومنظم وغير عبثي فإن الحداثة جزء من هذه القيم التي تدعم فلسفة العقل والحرية والفرد ....والأمازيغي من داخل منظومة قيمه تتجاوز (مفهوم الأانا) وانخرط في الأنا الجماعية كونه ذوطبيعة إجتماعية مما لم تشكل له ذاته ثمة عقدة ومن هنا جاءت فكرة (جماعث) داخل حزام (جاجكو...... أزريع... ثقبيش) وكانت ضمن هذه الفخذات كبار القوم- إمغارن- هم من ينوب وينظم حياة الجماعة على مختلف الأصعدة وفي الشأن الجماعي أحيانا ولتنفيذأمر ما كان ينتدب عن كل قبيلة رجالها الأقوياء والمتمتعين بصحة وعافية ويعفى الغير القادرين لأسباب معذورة وحتى الغائب كان ينوب عنه غيره عبر –أيثماس – لأن الفرد موجود بقيمه وإخوته... وهنا تتجلى لنا تجاوز الأنا بمفهوم الجماعة التي اقرت بالتضحية من أجل الأخر.. وهذا هو ما جعل القبيلة الأمازيغية متما سكة عبر التاريخوانطلاقا من هذا العرف الجماعي لم تختر ق القبيلة الأمازيغية بقوة التقاليد وظلت متماسكة متآخية متجانسة متقاربة تحسبا لكل خطريداهم المنطقة ... وطبعا كانت هذه الحداثة النابعة من العرف الأمازيغي ماهي إلا سلوكات سلوكات معقلنة ملؤها الفكر والمعرفة والثقافة واعتمادنا القيم والحداثة في آن واحد كون لا حداثة خارج التراث كما يتضح للعيان لأن الحداثة والقيم هي ذاتها الحداثة والتراث وفقدان القيم هي العيش في اللا حداثة والتخلف عن موعد موعودوما القيم إلا تجسيد للإنسان الحداثي والحضاري وهي الأداة التي أشاعت العدل والتعايش والحرية والعيش الكريم أو هي العدل ذاتها وغايتها هي السعادة ليس بالمفهوم الطوباوي لكن برؤية التوجه الوجودي من إطلاق الحريات وكسرالقيود ولا يمر هذا إلا من باب ثورة العقل وانتاج الحكمة والإيمان بالتعدد والإختلاف..... ولهذا النسق العلمي المتغير والمتجدد والمتحول والغير الثابت يرجع الفضل للتطور الطبي والموسيقي والعلوم بشكل عام ...........لكن شرط أن تتجاوز السلطة الحاكمة نموذج الأحادية والطوتاليتارية التي لاتنتج غير التخلف والتشرذم نموذج العرب على سبيل المثل كما يقول عبد الله العروي (السلوك الذي ورثه الفرد العربي لا يوافق كيان دولة حديثة ..-مفهموم الدولة ص 109 أوكما يؤكد علي أومليل" على أن ماضي العرب لم يسبق أن شهد حداثة ..."خلافا لدولة الممالك الامازيغية الحداثية في عهد ما سينيسا ونوميديا وما قبل التدوين المتجسد في تطوير الفلاحة وتدجين الحيوانات الأليفة وهذا ما دفع بقيدوم المؤرخين هيرودوت أن يقول بأن الآلهات اليونانية ليبية الأصل.....حتى نفهم ما معنى كونية القيم عند الأمازيغي لانه آمن منذ البدء بكل فعل نبيل خيري إنساني يجد الإنسان فيه ذاته يجب أن يصدرلا أن يصادر وأن لا يحتكر وثمر للآخرين ودون سجنه بين شرنقة المحلي و....القبلي ...**القيم هي من مهدت لتشكيل الدولة الحداثية الأمازيغية **القيم الحداثية هي التي ساعدت الامازيغ على تشكيل الدولة ليس كأداة قمعية في يد البرجوازية كما يقول كارل ماركس بل مؤسسة وتنظيم يقنن الحياة بعيدا عن الطبيعة الفطرية للإنسان البدائي يخدم الشعب ويفنى من أجل الارض الشيء الذي نجد كبار القوم كانوا يخرجون إلى معارك حربية دون نيابة عنهم. وليس كما يفعل العرب في القصور مع الجواري .. وعلى سبيل التضحية من أجل الشعب والخروج إلى الميدان أنظر ديهية لما أوشكت على الوقع في شراك الأعداء طلب منها جنودها الفرار فردت عليهم غاضبة أأفر لأترك لقومي العار... مما يفهم أنها كانت تدافع من أجل التاريخ وليس من أجل مصلحة ضيقة أومن أجل دولة أليغارشية بقيادة الأحزاب البعثية ....وبالتالي فلا أحد سينكر قولنا لأن الحضارة المتوسطية حضارة قائمة الذات أغنت واستفادت منها مختلف الحضارات البشرية وهي التي كانت خلف أفكار التنوير والحرية والديمقراطية وعلى سبيل الذكر أوغسطين الأمازيغي إمازيغن وثورة القيم****لم تكن القيم الأمازيغية مجرد آليات لتدبير الشؤون الإجتماعية فقط..بل تعدت الامر واعتنقت الإبداع عبر التثوير على التقليد ,وكانت ترعى القيم ذاتها وتحصنها كونها قد تموت أوتنحرف في فراغ الإبداع والإتكالية وكانت االممالك الأمازيغية ثائرة بامتيازغير متقاعسة بل متحركة ومتحولة بمفهوم أدونيس . وبالفعل فالبنية الأمازيغية بنية تثويرية عقليا واجتماعيا وفلسفيا وعرفيا مماكانت تنتج لنفسها دون سواها أنظمة الفن و التسيير والعيش الرغيدرغم بساطة الإمكانيات .......حتى أسست الدولة المتعاقبة على شمال إفريقيا لثورات علمية كبيرة وصل صيتها حتى بلاد الأندلس.. وهي التي كانت تسعى إلى تعزيز وجود الإنسان خارج أي موت للقيم التي يرى فيها فوكو من يحدد مصير الإنسان مما ظلت القيم الأمازيغية كما يحددها الباحثون مؤشر الأنشطة السلوكية التي تبحث عن القيم الفلسفية وهي 1 الحق 2 الخير 3 الجمال تعبيرا على أنها جاوزت السلوك البسيط والساذج. وارتقت بقيمة الفكر إلى القيم التي تمثل هذا الإنسان عينه والتي كانت تعتمد اجتهادا خاصا لاهو مستورد أو منقول كما هو الشأن عند الغرب والذي مرجعيته فكر إغرقي ومراحله التحقيبية 01 الكنيسة 02 وعصر الأنوار وعكس ذالك فإن الغرب أخذ عن الأمازيغ من خلال روما كما أخذت الكنيسة من كبار رجال الدين الأمازيغ كما وخير مثال اغوسطين الذي يعتبر نموذج الفكر المسيحي الديمقراطي والتحريري .... حتى لا يستهان بالعقل الأمازيغي الذي ساهم بشكل لا يقل شأنه في الثقافة المتوسطية والإفريقية والمغاربية ثورات أمازيغية عظمى ****وعلى سبيل ذكرالممالك التي ساهمت في تطوير القيم والحفاظ على الهوية مثل الموحدين.. الذين اعتبرت مرحلتهم مرحل ذهبية في الداخل وفي الخارج والذين مثلوا مستوىفكري إزدهرت فيه مختلف الفنون والعلوم ثم البرغواطيين الذين زاوجوا بين القومية والهوية وأحدثوا قطيعة مع المشرق كونه عبث بالمنطقة أخلاقيا وتاريخا وهوياتيا ولم يكن يهمه غير تخميس البربر كما يقول المؤرخون إلى غير ذالك من المرابطين الذين عاشوا ثورات فقهية ....اوكما هوالشأن عند الممالك ماقبل الإسلام كماسينسا .ويوغرطا .وتكفارينس وكسيلى ..وديهيا الذين لم يكن يعتمدون السلطة فقط بل أحدثوا تغييرات مهمة على المستوى الإجتماعي من رعي وزراعة ....وكل ماكانوا يسعون إليه هو التمرد ضد قيم الألم لتحقيق قيم اللذة حسب تعبير أبيقور وكانت جل ثوراتهم تسعى إلى هزم قيم الشر التي هي نتاج لإستبداد السلطة السائدة والقائمة . فلم تسول لهم نفسهم بقوة إلتزام القيم أية مساومة اوالطواطؤ مع من يود استهداف كينونتهم ووجودهم من بيزنطة وفينيقيا ووندال وأمويين وضدا على كل هذا بعث الله بميسرة المطغري الذي قصد الشام شاكيا الجور إلى الخليفة وحين لم يسمع لشكواه شن ثورات على من كان يبقر الشياه والقصة معروفة لدى المؤرخين.............وظلت هذه القيم الأمازيغية عبرمر العصور منفتحة ومتفتحة وحداثية وفي حركة تاريخية متجددة غير ثابتة كونها كانت قيم مجتمعية تعمل من أجل مسح نهائي لمعاييرا لظلم التي يمليها اللاعقل وهيجان الرغبة الطبيعية وليس العقل كما يورده ديكارتمما يمكننا القول بأن الأمازيغي ليس جوهرا ميتافيزيقيا منغلقا عن المحيط الإجتماعي بل بات عنصر التفاعل والإنصهار والأخذ والرد بكل ما هو متواجد ضمن فضائه المادي والرمزي وهذا كان يمليه العقل السليم الذي شكل نافذة الحداثة عند الأمازيغ عامة والذي يبدأ بالحث عن التمرد عن قداسة الأساطير الكهنوتية والميتافيزيقيا والقيم المشينة التي تعبد الطرق نحو الفوضى واللاحياة والعبثية والعدمية التي تجرد الإنسان من إنسانيته للعودة به إلى الغابة .........ولم تكن تعني القيم الأمازيغية غير تحرر الإنسان من العبودية والبحث عن كل أشكال الإنعتاق لا لشيئ سوى ليكون الإنسان ذاته وطبعا كان هذا يتبلور كمشروع عقلاني يؤمن بالحياة والإنسان كقيمة جوهرية لايمكن اضطهاده ويكفيه الموت في ذالك (....)فليس هيدغر وفوكوونيتشه من انتقدوا الميتافيزقيا وانتصروا للعقلانية لتجديد قيم مجتمعية تعلوا بالإنسان إلى السمو...وتحقق فكرة رفاهية وسعادة الإنسان التي هي رهين بتوسيع الديمقراطية وجعلها سلوكا يوميا وأسلوبا نمطيا على مدار اليومي دون ميز .....وهذه الثقافة الحداثية أساسها العلم والمنطق العقلاني ..ودعاتها من يحب الآخرولا يكن له أية ضغينة تذكر وله قابلية للتعايش معه كما سيكون عاشقا لكل الجمال والفنون كونها تربي النفس عن حب الآخرين وتربي الذوق نحو كل شيئ جميل تجاوزا لثقافة المادي المحض جدلية القيم والهوية في الثقافة الأمازيغية ****إن القيم الأمازيغية كانت دوما تنطلق من مرجعية محلية ومن ميراث متجذر له مشروعية تاريخية لأن لاقيم خارج المجتمع و هي ثوابة مؤسسة لهويتنا المادية والرمزية .. فهي مرجعيتنا التاريخية إلى حدود اليوم و لأن المجتمع هو الذي كان يملي علينا هذه القيم كما يرى دوركايم مما فكرنا في نسق يمنح للوضع السوسيوإجتماعي خصوصيته الإنسانية الأمازيغية مما كان الأمر يستوجب ان نكون في منتهى المسؤولية وفي حجم المطلوب منا إنسانياوكونيا ......فقيمنا هي (نحن) هي عوائدنا ....أخلاقنا ....اعرافنا ......سلوكاتنا .....وهي من يمثل جوهر وماهية فلسفتنا ومنطلقاتنا الثقافية..والإنسان الأمازيغي في عرفه التاريخي نابذا للعنف والقهر والإستعمار ..لأنه كان يرى بأن ذالك يتنافى مع الطبيعة الإنسانية المتحضرة للإنسان الحامل للعقل والتمييز والمنطق مما نجد الأمهات توصي أبناءها بعدم الأكل خرج البيت تقديرا للآخر الذي ربما لا يجد مايسد به رمقه وسنثير رغبته أكثر مما يفهم جليا أن القيم لم محصورة فيما هو نفعي وابراكماتي وشخصاني كما يرى نيتشه الذي اعتبر كل القيم هي قيم الأريستقراطية ضد العبيد حيث أسقط عن كل الأعراف بعدها الإنساني لكن الوضع الأامازيغي شيئ مغايرا لذالك حتى لانقول أن القيم بركماتية ......ولأن هويتنا محفورة في عمق قيمنا وهي امتداد لممتلكاتنا الرمزية المؤسسة لتاريخنا الإنساني العريق الذي كان ينشد مع ديكارت بأن تكون العقلانية في حقل الأخلاق لان الميتافيزقيا هي الوحيدة من كانت في حالة شرود واللا إنضباط وهذه القيم هي الوحيدة التي حاولت أن تبرهن للعيان من نحن؟؟؟؟ و لأن حياتنا هي أعرافنا وهي المؤسسة لكياننا وهي التي جعلتان نتجاوز الفراغ الثقافيعبر مر التاريخ كونها لم تكن مجرد إديولوجية فارغة بل فلسفة إنسانية تبحث عن قيمة الوجود الذي تحرر من المرحلة الأوديبية العولمة وأزمة القيم ****بدأ العالم يعيش من جديدعودة قانون الغاب والذي يجسد فكرة الإستمرارية للأقوى والضعيف مصيره الموت والهامش والإستغلال وكي تكون قويا في ظل العولمة أن تكون تمتلك لإقتصاد قوي يكتسح كل بقاع العالم وبمنتوج نادر عند الآخرين لتتمكن من هيمنة واسعة ومن دون منافسة تذكر وهذا ما يهدد قيم الإنسانية بشكل عام بحيث أن الثقافة العولمية لم تعد تعنيها القيم ولا الأخلاق ولا الإنسان مما يشكل هذا خطرا عن الشعوب المستضعفة في الأرض والتي تعرضت لفترات إستعمارية سابقة تركتها تتخلف عن الموعد مع التطور الحاصل الآن في العالم من غياب البنيات وانعدام التصنيع وتأهيل الكفاءات وتكون القيم اللبراليةالمتوحشة هي المرشحة لإكتساح أفق العالم مستقبلا بدون منازع على مايبدو والعولمة هي عودة الإستعمار من جديد لكن استعمار ثقافي يخترقنا عبر مواد الإستهلاك والبضاعات المستوردة والقنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية التي حولت العالم إلى بيت وكوخ صغير ومنافستها من طرف الدول الضعيفة شيئ مستحيل والحفاض علىتكريس القيم كما عودنا سابقا بات ايضا من المحال وقيمنا اليوم محتاجة لإقتصاد قوي حتى تتجنب الموت وهذا يتتطلب العمل التشاركي والعمل الجماعي والرد بوحده جاوزه التاريخ في ظل الأقطاب الإقتصادية القوية ونافلة القول لابد من قطب التكتل يتجاوز كل مخلفات الماضي وكل التشنجات لنعيش على نبض القيم التي يتم تحيينها وتكيفها مع متطلبات المرحلة ولأن أخطرما في العولمة ليس الإقتصاد ولا التصنيع والتسليح ولكن الثقافة هي من تخترقنا بسهولة
*******************************************
إحالة: شاركت بهذه المساهمة كأرضية للنقاش في الأيام الثقافية التي نظمتها الحركة الثقافية الأمازيغية موقع وجدةيوم 29-11-
2007
المصدر / http://www.ahewar.org/

Aucun commentaire: