تمازغا بريس - الرباط
وجه أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية المعروف اختصارا ب"إركام"، ما أسماه متتبعون للشأن الأمازيغي ب "الصفعة القوية" إلى جبين الحركة الأمازيغية بالمغرب، وذلك حينما حل ضيفا على برنامج "تيارات" بالقناة الثانية، ليلة الثلاثاء الماضي صحبة الصحافي المقتدر عبد الصمد بن الشريف، حيث قال أحمد بوكوس بصفته عميدا للمؤسسة المذكورة في معرض حديثه عن حصيلة إركام ما مفاده، "قبل إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" لم يكن هناك شيء بل كان هناك الركود التام"، وهو الأمر الذي اعتبره كثيرون من النشطاء الأمازيغ، ضرب تاريخ ونضالات مكونات الحركة الأمازيغية بعرض الحائط، وبذلك يرد بوكوس كل الجميل للمؤسسة التي أحدثت بعد خطاب أجدير، وقد حرص أحمد بوكوس على تقديم مؤسسته بحلة لائقة على مدار البرنامج، حتى التحاق الضيف المفاجأة الذي كان بالمناسبة هو الأستاذ أحمد أرحموش منسق جبهة أمياواي وعضو المكتب التنفيذي للشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، حيث بدأ الارتباك يصير سيد الموقف الذي يسود أجوبة عميد مؤسسة الأمازيغية الرسمية، لتأتي معظم إجابات الأستاذ أحمد بوكوس نافية للانتقادات التي يوجهها له احمد أرحموش، وتغص كثيرا في العموميات وتفصيل بعض المفاهيم والمصطلحات التي تأتي في معرض هذا الأخير، وقد طرح الأستاذ أرحموش على سيادة العميدة قضايا وإشكالات عويصة تلازم عمل المؤسسة وتعرقل مسيرتها منذ إحداثها، كالمنع الذي تتعرض له الأسماء الأمازيغية بالمغرب، بالرغم من وجود ممثل لوزارة الداخلية بالمؤسسة، والفشل النسبي لعملية تدريس الأمازيغية، وفشل مقاربة المعهد في إدماج المعهد للأمازيغية في المجال السمعي البصري المغربي، وهي كل القضايا التي ردها الأستاذ أحمد أرحموش إلى أن الأمر راجع إلى الإطار والمرجع القانوني الذي بنيت عليه المؤسسة (المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية) بحيث أنه لا يملك أي سلطة في نظره على الحكومة، أو على غيره من المؤسسات التي تتداخل معه في مجالات الاشتغال
من جانب آخر نفى أحمد بوكوس أن يكون المعهد قد قصر من جهته تجاه إدماج الأمازيغية في الحياة اليومية للمواطنين المغاربة، وقال بأن المعهد قام بإنجازات كبيرة على مستوى توحيد اللغة، والديداكتيك، والبيداغوجية التربوية، والثراث والثقافة الأمازيغية، وأنه يعمل سنويا بشراكة مع ما يزيد عن 200 جمعية متواجدة في مختلف مناطق المغرب، وقال بوكوس أن ما لم يتحقق في مجال المطالب الأمازيغية "يبقى من اختصاص الحكومة"، في إشارة إلى قضيتي التعليم والإعلام
وحول ما إذا كانت الحركة الأمازيغية قد تجاوزت مؤسسة المعهد ومجال عملها، بطرح الحركة لقضايا أكثر مصيرية وجرأة، كالديمقراطية، والعلمانية، والحكم الذاتي، والتقسيم العادل للثروة وغيرها من القضايا حسب عبد الصمد بن الشريف، كانت إجابة العميد بالنفي مبررا ذلك بمجال المؤسسة الذي ينصب نحو العمل الأكاديمي
وكانت أقوى لحظات البرنامج التي كاد فيها بوكوس أن يفقد ابتسامته الكبيرة التي رافقته طيلة البرنامج، حينما انتقد الناشط الأمازيغي أحمد أرحموش مالية المعهد، ووصفها بالغير الشفافة، خصوصا فيما يتعلق بالشراكات التي تعقد مع الجمعيات، والتي قال عنها أرحموش، أنها تعرف بعض التجاوزات الغير مقبولة، وهو الأمر الذي نفاه العميد ووصفه بالاتهام الخطير، في حين طالبه أرحموش بتعميم حسابات المؤسسة المتعلقة بالشراكة وتعميمها على الجمعيات، استحضارا للنزاهة ورفعا لأي لبس
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire