نقلا عن القدس العربي
قال بلقاسم لوناس رئيس المؤتمر الأمازيغي العالمي انه لا يعترف بالاجتماع الذي اختتم أعماله الأحد بولاية تيزي وزو (120 كيلومتراً شرق العاصمة الجزائرية) مشددا على أن المؤتمر الوحيد المعترف به هو ذلك الذي عقد في مدينة مكناس المغربية بين يومي الخميس والأحد الماضيين.وأضاف لوناس في تصريح خاص لـ'القدس العربي' أن مؤتمر مكناس (شرق الرباط) جاء طبقا للقوانين الأساسية للمنظمة التي تنص على عقد مؤتمر كل ثلاث سنوات، مشيرا إلى أنه كان من المقرر أن يعقد المؤتمر في تيزي وزو، غير أن 'رفض السلطات الجزائرية جعلنا نقرر نقله إلى مدينة مكناس' المغربية.
وتبرأ رئيس المؤتمر الأمازيغي العالمي، الذي جددت فيه الثقة لولاية جديدة، مما أسماه اجتماع تيزي وزو (الذي يقول عنه منظموه بأنه مؤتمر) واختتم أعماله يوم السبت الماضي، معتبرا أن هؤلاء لا يمثلون المؤتمر الأمازيغي العالمي والقرارات التي خرجوا بها 'لاغية وغير شرعية'.واعتبر لوناس أن ما نشر في الصحافة الجزائرية عن انتخاب المغربي رشيد راحا على رأس المؤتمر الأمازيغي لا أساس له من الصحة، مؤكدا أن راحا 'لم يشارك في مؤتمر مكناس على أية حال'، نافيا ما نشر في الصحافة عن عقد مؤتمرين في المغرب والجزائر، وعن انقسام المؤتمر العالمي الأمازيغي إلى جناحين
وشدد على أن المؤتمر الشرعي الوحيد عقد في مكناس، وشارك فيه أكثر من 1000 عضو يمثلون 20 دولة في مقدمتها كل دول شمال افريقيا وعشرات الدول الأوروبية، كما حضره ممثلون عن شعوب 'كتالانيا' و'الباسك' و'كورسيكا'، إضافة إلى مشاركة رسمية لمنظمة الأمم المتحدة التي أوفدت ممثلا عنها لحضور المؤتمر
وذكر لوناس أن 'الاجتماع' الذي عقد في تيزي وزو لم يحضره سوى عشرات الأشخاص الذين يمثلون بعض الجمعيات، غير أن معظمهم ليسوا أعضاء في مؤتمر الأمازيغ. وتوعد المصدر ذاته بوضع حد 'لمحاولات التقسيم والتشويش التي يقوم بها البعض'.وعلى جانب آخر لم يستبعد بلقاسم لوناس وجود تجاذبات داخل منظمته بين المغاربة والجزائريين، مشددا في المقابل على أن هذه المنظمة تظل مستقلة عن الدول والحكومات. وأشار إلى أنه حتى وإن كانت هناك محاولات لجذبها إلى جانب المغرب أو الجزائر فلن تجدي نفعا.وشدد على أن 'الذهاب إلى مكناس لعقد المؤتمر لم يكن خيارنا الأول، وإنما الحل الوحيد المتوفر أمامنا بعد أن قررت السلطات الجزائرية منعنا من عقده في منطقة القبائل'.أما بالنسبة لمقررات المؤتمر وأولوياته، فقال لوناس 'الأولوية العاجلة تتمثل في ضرورة القيام بمساع من أجل حماية شعب الطوارق الذي يتعرض إلى خطر الإبادة في المالي والنيجر، بالنظر إلى الاغتيالات والمجازر التي ترتكب في حقه'، معربا عن أمله في مساهمة الأمازيغ حيثما وجدوا في جلب التضامن والتعاطف لحماية شعب الطوارق.وأكد لوناس أن الأولوية الثانية تتمثل في المطالبة والضغط لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الأمازيغ في المغرب، موضحا أن القضاء المغربي حكم على اثنين منهم بالسجن 12 سنة نافذة في حق كل منهما. ودعا إلى التكاتف والضغط على الحكومة المغربية من أجل إطلاق سراح كل السجناء
وقال ان هناك وفدا مهما يمثل منطقة القبائل الجزائرية موجود بالمغرب بغرض التكفل بمطلب معاقبة المتسببين في مقتل عشرات الشباب المتظاهرين خلال أحداث 'الربيع الأسود' التي شهدتها المنطقة في نيسان/أبريل 2001 واستمرت على شهورا طويلة.وفي الأخير أعرب رئيس المؤتمر عن تفاؤله بالمستقبل، معتبرا أن منظمته خرجت من مؤتمرها الأخير 'أقوى مما كانت عليه، خاصة وأنها جددت هيئاتها وحققت نقلة نوعية في هذا المجال'. وأشار إلى أن المؤتمر الأمازيغي سيعمل على توثيق علاقته مع الأمم المتحدة ومع جميع الدول الصديقة.جدير بالذكر أن المؤتمر العالمي الأمازيغي أسال كثيرا من الحبر، خاصة بعد ما تردد عن منع السلطات الجزائرية عقد الدورة الخامسة للمؤتمر في مدينة تيزي وزو. ووصل الأمر إلى حد منع دخول عدد من المغاربة والاسبان إلى التراب الجزائري واحتجازهم بالمطار لتفويت فرصة المشاركة بالمؤتمر عليهم
ومن المفارقات أنه بعد نقل المؤتمر إلى مدينة مكناس المغربية، أقدم بعض النشطاء في المنظمة على عقد اجتماع أطلقوا عليه اسم مؤتمر، بعد أن حصلوا على ترخيص بعقده في ولاية تيزي وزو. وإذا كان مؤتمر مكناس قد انتخب الجزائري بلقاسم لوناس، فإن اجتماع تيزي وزو قد انتخب المغربي رشيد راحا رئيسا للمؤتمر العالمي للأمازيغ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire