السياق العام:
على اثر التساقطات الثلجية التي عرفتها منطقة امسمرير التابعة لدائرة بومالن دادس، والتي تبعد عنه بحوالي 60 كلم، أيام 3و4و5 يناير 2008 والتي أدت إلى قطع الطريق الجهوية الرابطة بين مركزبومالن دادس وتلمي (قيادة امسمرير)، وكذا انقطاع التيار الكهربائي والماء والاتصالات، والعزلة التامة للمنطقة وحرمان 20 ألف نسمة من التزود بالمواد الغذائية الأساسية علاوة على المضاربة التي خلفتها نقص هذه المواد.مع العلم أن السوق الأسبوعي الذي تتزود منه الساكنة بالمواد الأساسية صادف يوم الحصار (السبت 5يناير 2008) زد على ذلك التهميش الدائم والإقصاء الممنهج الذي تعرفه المنطقة ككل منذ سنوات، كل هذا دفع السكان إلى تنظيم مسيرة احتجاجية عفوية بمركزامسمرير شارك فيها حوالي 40 شخصا منهم سياح أجانب وذلك لمطالبة المسؤولين بفك الحصار عن الساكنة. للتذكير فان المنطقة تعرف سنويا نفس المشكل بسبب الثلوج، ويتقدم السكان يشكاياتهم إلى المسؤولين دون جدوى...
أمام هذا الوضع الشاد، اضطر السكان ال النزول الى مركز دائرة بومالن دادس ،مشيا على الاقدام بسبب الحصار، لتقديم شكواهم الى المسؤولين(رئيس الدائرة)، هذا الاخير وحسب ماصرح به السكان، لم يكن جوابه شافيا ورفض التدخل الجدي لحل مشكل الحصار( الكهرباء ،الماء، فتح الطريق..)..كما أنه لم يعر اهتماما لمشاكلهم....كان ذلك يوم الاحد 6 يناير2008
قرر السكان على اثر هذه اللامبالاة من طرف المسؤولين، التزول الى وسط المدينة(بومالن) وبالتحديد أمام السوق الأسبوعي القديم، وتنظيم وقفة احتجاجية سلمية وسط الطريق الرئيسية رقم 10 حوالي الساعة الثانية والنصف زوالا، وانظم اليهم السكان المحاصرين بمركز بومالن لمدة 3 أيام من منطقتهم وكذا مجموعة من السكان المحليين خاصة منهم الشباب، شلت معه حركة المروربشكل تام أمام جميع وسائل النقل
تدخلت السلطة المحلية في شخص باشا المدينة محاولا ثني المتظاهرين عن الاحتجاج، و فك التظاهرة العفوية، لكن رئيس الدائرة لجأ الى أسلوب الاستفزاز اتجاه المحتجين مما أجج الوضع، كما طلب من صاحب شاحنة كبيرة أن يقوم بدوس المتظاهرين مما زاد من تأجيج حماس الساكنة وهي بداية خروج التظاهرة عن اطارها السلمي
عنف واعتقالات و حصار
واستمر هذا الوضع هكذا الى حدود الساعة السادسة والنصف مساء، حيث حضرت تعزيزات من مختلف أنواع أجهزة القمع( السيمي، الدرك، القوات المساعدة،..) من مدينة ورزازات والراشدية.والتي تدخلت بعد حوالي ساعتين من استكمال التعزيزات, بعنف لفظ التظاهرة السلمية، الشيء الذي خلف اصابات بليغة في صفوف المحتجين، اظافة الى المطاردات في أزقة المدينة وشوارعها تحت جنح الظلام، ومداهمات واعتقالات عشوائية في صفوف الساكنة -حتى من ليس له علم بما حدث ولم يكونوا من بين المتظاهرين
وهكذا أسفر التدخل العنيف لأجهزة القمع على اعتقال مجموعة من المواطنين اثناء حملة التمشيط العشوائية. ويتعلق الامر ب:
الوردي مصطفى المزداد في 20/06/1973 بدوار أيت بوالال مركزبومالن.حرفي اعتقل عشوائيا من امام احدى المقاهي
عبد الناصر شريف المزداد سنة 1987 بدوار بومردول أيت سدرات الجبل دائرة بومالن وهو تلميذ يسكن بالمركز واعتقل عندما كان يتجول قرب محل سكناه.
أوبا علي الحسن المزداد سنة 1972 بدوار سيدي داود جماعة ايت ايدير ، للاشارة فان المعني اعتقل عشوائيا عندما عاد من مستشفى مركز بومالن، حيث توجد زوجته لوضع حملها، ولديه وثائق تثبت ذلك، حيث طلب منه احظار الدواء ومواد غدائية للزوجة
ميمون شوقي المزداد بتاريخ 19/04/1976 بتازرين ويسكن بسليلو مركز بومالن ويشتغل كمصلح للهواتف النقالة، واعتقل عندما عاد من مدينة تنغير للتزود ببعض مواد مهنته ولديه شهود كان برفقتهم
مصطفى أطيل المزداد بتاريخ 19/07/1989، بدوار تدارت نيكران، ويسكن بمركز بومالن ، بدون عمل. واعتقل عندما كان يتجول بالمنطقة
أيت سعيد مولاي ابراهيم المزداد سنة 1973 ويسكن بدوار ايت بويوسف ببلدية بومالن اعتقل عند خروجه من المقهى التي كان محاصرا بها أثناء حملة التمشيط
هؤلاء الذين سبق ذكرهم تم اعتقالهم في نفس يوم التظاهرة واثناء التدخل العنيف
وفي اليوم الموالي أي الاثنين 7 يناير 2008 استمرت عملية المداهمات والمطاردات والاعتقالات في المنازل والمؤسسات التعليمية لتشمل كل من
أيت حساين محمد بن ايدير المزداد سنة 1954 بتاوديلت دائرة بومالن دادس، وهو مهاجر بالديار الفرنسية جاء الى المغرب لزيارة الاقارب وعند حلوله ببومالن دادس متوجها الى مقر عائلته وجد الطريق مقطوعة وبدأ يراقب الوضع. ليتم اعتقاله في اليوم الموالي من مقر سكنى عائلته يدعوى وروده من بين الذين التقطت لهم الصور حسب ما صرح به اخوه. كما أنه مسالم
أوروزان ابراهيم المزداد سنة 1950 بدوار اسليلو ببلدية بومالن ويسكن به والذي اعتقل من مقر سكناه بعد مداهمة منزله، بدعوى وجوده من بين المتظاهرين وهو ما لم يحصل اذ غادر مركزبومالن قبل اندلاع الاحداث حسب شهود
يونس أودالي المزداد سنة 4/01/1988 بسليلو بلدية بومالن ويسكن به، وهو تلميذ في السنة الاولى باكالوريا. اعتقل من امام ثانوية بومالن التي يتابع بها دراسته. للاشارة فقد داهمت أجهزة الامن قبل ذلك منزله وأخدت بعض ملابسه
نور الدين الدجيك قاصر بدون مهنة بعد انقطاعه عن الدراسة واعتقل يوم الثلاثاء 8 يناير 2008 من منزله ليلا بعد المداهمة واستفزاز أمه والتي صرحت أن احد مساعدي السلطة (المقدم) طلب منها مبلغا من المال مقابل عدم اعتقاله
وهكذا استمرت عسكرة المنطقة اياما بعد الاحداث. وللاشارة فان بعض المواطنين أصحاب المحلات التجارية ووكالات الاسفار لم يسلموا من عصا أجهزة القمع وكذا استفزازاتهم و تهديدهم أتناء الحملة التمشيطية، وكذا الموظفين أتناء توجههم الى منازلهم
ملاحظات مختلفة:
أن أجهزة الأمن لم تحذر المتظاهرين بمكبرات الصوت
تعرض المعتقلين والمواطنين للضرب أثناء الحملة
بخصوص اهانة العلم الوطني للتذكيرفانه كان موضوعا في مكان قريب على علو متر ونصف تقريبا من الارض فوق مكتب القوات المساعدة والشيخ مما يعتبر اهانة له من قبل المسؤولين والذين استدركوا الخطأ بعد الاحداث ليجعلوه مرتفعا شيئا ما عما كان عليه
تم تطويق المحكمة أتناء الجلسات بمختلف أجهزة القمع، ومنع الجميع من ولوج المحكمة ، بما فيهم أقارب المعتقلين
وجه للتلميذين إشعار بالغياب يتضمن مدة الاعتقال وهو كاخر انذار فبل الفصل مما يجعلهم معرضين للطرد وضياع مستقبلهم الدراسي .مما يتوجب التدخل لحماية حقهم في التمدرس
عن اللجنة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire