mardi 15 janvier 2008

حوار مع أحمد أنجار السوسي المنسق العام للمنتدى الأمازيغي للكرامة و حقوق الانسان

تعزز المشهد الحقوقي بالمغرب بميلاد اطار حقوقي اختار له مؤسسوه اسم المنتدى الأمازيغي للكرامة و حقوق الانسان ولالقاء الضوء على هذه المبادرة استضفنا في هذا الحوار المنسق العام للمنتدى السيد أحمد أنجار السوسي
بداية لمذا المنتدى الأمازيغي للكرامة و حقوق الانسان؟
للاجابة عن هذا السؤال لابد من التأكيد على التراكمات التي عرفها الحقل الحقوقي بالمغرب بدءا باقرار الدولة المغربية بالانتهاكات
الجسيمة لحقوق النسان في المغرب الى تأسيس هيئة الانصاف و المصالحة التي طالما تعاملت مع ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بنوع من اللامنطق حيث تم التعويض عن الضرر المادي و المعنوي دون محاسبة الجلادين و المسؤولين عن تلك الانتهاكات وكذا انشاء المجلس الاستشاري لحقوق الانسان فالمنتدى الأمازيغي جاء لاغناء الساحة الحقوقية بالمغرب وسنناضل بدورنا من أجل تحقيق جملة حقوق ومكتسبات نرى أنها لازالت منقوصة كما أن فكرة تأسيس المنتدى جائت بعد نوع من اللامبالات و التماطل في التعامل مع الحقوق الشرعية الأمازيغية من قبل بعض المنظمات الحقوقية المغربية و التي ندعوها الى مراجعة مواقفها بخصوص الحقوق الأمازيغية
لمذا ترفض وزارة الداخلية تسلم ملف القانوني للمنتدى؟
سلطات وزارة الداخلية ممثلة في شخص قائد قيادة تغجيجت وبعد أن رفض تسلم إخبار انعقاد الجمع العام التأسيسي من اللجنة التحضيرية متفوها بعبارات عنصرية ضد أعضائها، رفض الترخيص له بممارسة نشاطه، ويمنعه من حقه في التنظيم والوجود القانوني الذي تكفله المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ويقره التشريع الوطني ونعتبر هذا المنع اعتداءا سافرا ومسا صريحا بحقوق الإنسان والحريات العامة في المغرب، خصوصا الحق في التنظيم و تأسيس الجمعيات وفصلا جديدا من فصول حرب الإبادة التي يشنها العروبيون بالمغرب ضد كل ما هو أمازيغي
ما هي الاضافة النوعية التي سيخلقها هذا الاطار مع العلم أن هناك اطارا حقوقيا أمازيغيا آخر على الساحة الا تتجهون نحو شرذمة الحقل الحقوقي الأمازيغي ؟
الذي يؤمن بالتعددية و النسبية و الديموقراطية لن يقرأ مبادرتنا بأنها شرذمة للحقل الحقوقي الأمازيغي على اعتبار أن تأسيس المنتدى يعتبر مكسبا آخر لاغناء المشهد الحقوقي الأمازيغي و محاولة تكثيف الجهود للدفع بالقضية الأمازيغية الى الأمام حتى توفر لها حقوقها الثقافية و الاجتماعية و السياسية الكاملة وبطبيعة الحال سننسق جهودنا مع زملائنا في العصبة الأمازيغية و كافة الاطارات و التنظيمات الحقوقية التي تشاركنا الرؤية و الأهدافبعد الاعتقالات التعسفية والمحاكمات في صفوف طلبة الحركة الأمازيغية وضعت الحركة الحقوقية و التنظيمات و الفعاليات الأمازيغية أمام محك صعب خاصة فيما يتعلق بالمؤازرة و المساندة التي لم تكن في المستوى المرجو
.كيف سيكون تعاطيكم مع هذا الملف ؟
أولا أريد أن أؤكد أننا نحن الأمازيغ ضد العنف وليس من مبادئنا وندين بشدة الاعتقالات و المحاكمات و الأحكام الجائرة التي أصدرت في حق مناصلي الحركة الأمازيغية وندعو الدولة الى التراجع عنها و الافراج الفوري عن الطلبة و المواطنين المعتقلين على خلفية المسيرة التي قادها شيوخ ونساء تلاميذ طلبة ومعطلي كل من بومالن ن دادس- تلمي- مسمرير وباقي المناطق المجاورة ِبعدما أنهكتهم سنوات طوال من الصمت ، مستنكرين وضعية الإقصاء و التهميش التي يعيشونها . عوض الإستماع و الإستجابة لمطالب الساكنة بتوفير أبسط ضروريات العيش الكريم لجأت الدولة إلى القمع والسجن للمحتجين مع حرمانهم من أبسط حقوقهمأما بخصوص كيفية تعامل المنتدى الأمازيغي مع هذا المسألة فنحن أولا نرى أن الطلبة معتقلو رأي سجنوا بسبب التعبير السلمي عن آرائهم واقتناعاتهم وليس نتيجة الشغب و غيرها من التهم الجاهزة التي أرادت النيابة العامة الصاقها بهم و دفاعنا عنهم سيكون على أساس القيام بتعبأة شاملة أولها سنرفع مذكرة احتجاج الى الجهات المسؤولة كما سنعمل على التعريف بقضيتهم وطنيا و دوليا بأساليب كفيلة بالضغط على الدولة لاطلاق سراحهم بدون شروط مع تعويض المتضررين منهم سواء باجراء امتحاناتهم وكذا التعويض عن الممارسات البشعة و المعاملات اللانسانية التي تعرض لها بعضهم بعد تعيين الحكومة الحالية التي يقودها حزب الاستقلال يخشى العديد من نشطاء الحركة الأمازيغية أن تتراجع الدولة المغربية عن جملة مكتسبات حققتها الحركة
كيف سيكون تعاملكم مع حكومة أقر وزيرها الأول في خضم حملته الأنتخابية بأنه سيكافح ضد ترسيم اللغة الأمازيغية ؟
أولا هذا الخوف ليس وليد الصدفة لأن جميع النشطاء الأمازيغ يعرفون موقف حزب الاستقلال من الأمازيغية الذي يستمده من المرجعية العروبية الاسلاموية كما أن ذات الموقف ليس مقتصرا على حزب الاستقلال وحده و انما أغلب الأحزاب المكونة للمشهد السياسي المغربي .ونحن في المنتدى نأمل أن تراجع هذه الأحزاب موقفها فيما يخص القضية الأمازيغية وذلك لبناء مغرب ديموقراطي حداثي تقدمي يؤمن بالتعددية و الاختلاف و ندعوها الى المساهمة الايجابية في اقرار دستور ديموقراطي يقر باللغة الأمازيغية كلغة رسمية للمغرب
يعاب على الحركة الأمازيغية كون خطابها نخبويا و لم يتغلغل في الأوساط الشعبية كيف ستساهمون في خلق وعي حقوقي في صفوف الفئات الشعبية ؟
لاشك أن المتتبع للمشهد الأمازيغي و المحلل لخطاب الحركة الأمازيغية سيستنتج لا محالة عدم صواب هدا الرأي فالخطاب الأمازيغي خطاب يبتعد دائما عن النخبوية فهو خطاب تقدمي نقدي يرفض الخطاب التقليدي المبني على مرجعيات رجعية كما أنه منبثق من صميم معانات الانسان الأمازيغي البسيط الذي تعاني ثقافته و لغته التهميش ويتعرض للتفقيربنزع الدولة ومافيات العقارلأراضيه وتفويتها للخواص و غيرها من الانتهاكات التي تتعرض لها أبسط حقوقه . وقد سطر المنتدى خطة عمل لنشر ثقافة حقوق الانسان لدى التلاميذ و الطلبة ترتكز على برمجة أنشطة توعوية بالمؤسات التعليمية وفتح فضاءات للنقاش و الحوار حول ذات الموضوع عبر ندوات و لقاءات مفتوحة
هناك منظمات حقوقية في المغرب كيف تقيمون أدائها وما هي آفاق التعاون و التنسيق بين المنتدى الأمازيغي للكرامة و حقوق الانسان معها ؟
بداية لابد من الاشادة بقرار المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الانسانبتاريخ 22 أكتوبر 2007 الذي طالبت فيه بإقرار الدستورالمغربي للغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية .أما التنسيق مع الاطارات الحقوقية الأخرى فنحن في المنتدى الأمازيغي من بين وسائل عملنا التعاون و التنسيق مع اطارات وتنظيمات تقاسمنا الآهداف رغم أننا نسجل غياب الشجاعة والارادة القويتين لدى بعض التنظيمات الحقوقية في التعامل مع الحقوق المشروعة للأمازيغ
كلمة أخيرة
نأسف كثيرا للتراجعات التي تطال حقوق الانسان في المغرب وندعو الدولة المغربية الى حماية حرية الرأي والتعبير والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين، ورفع التحفظات عن جميع الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الانسان والاعتراف بحقوق الشعب الامازيغي المغربي كشعب أصيل وأصلي والمصادقة على الإعلان العالمي للشعوب الأصلية.ونناشد جميع جميع الهيئات والفعاليات تكثيف جهودها للوقوف بحزم أمام الآنتهاكات التي تطال حقوق الانسان بالمغرب اجرى الحوار عبد الله بنحسي

Aucun commentaire: