مداخلة في ندوة الأفق الجديد
1
- قد يكون المغاربة ضمن قلة من شعوب العالم التي لا تعرف كيف تحدد هويتها. وهناك دول ذات اثنيات
مختلفة ، بل تعد حديثة العهد ، ولكنها حسمت في هدا الموضوع في دساتيرها . و أمام التباينات التي يحدد فيها المغاربة أنفسهم ، وأيضا ضمن السياق الموجود حاليا و المرتبط بما يسمى إصلاحات و تعديلات في دستور المملكة ، يبدو أنه من الملح أن نتساءل : نحن المغاربة ، من نحن و ماذا نكون ؟ وهو سؤال يقبل أن يتفرع إلى أسئلة أخرى ، يسعدنا أن تتفضلوا بمناقشتها في هده الجلسة ضمن أول ندوة من ندوات الأفق الجديد . ولا أقصد الأفق الجديد كاسم فقط لجريدة ، وإنما أيضا الأفق الجديد الذي نسعى جميعا لبنائه في مغرب يؤسس للمصالحة مع ذاته ومع تاريخه ومع مواطنيه . و الكلمة لك: * في اعتقادي ربما هناك تكامل في الأفكار بين ما قاله الاساتدة وما سأقوله في ما يخص سؤال الهوية ؟ لأن فعلا الهوية الأصل بالنسبة للمغاربة هي الهوية الامازيغية لكن هذا لا ينفي بأن الهوية الامازيغية لها أبعاد أخرى ولها مكونات أخرى لا يمكن أن نغفلها و إلا ستكون الحركة الامازيغية بتبنيها لهذا الخطاب حركة اقصائية وغير ديمقراطية . لكن الإشكال الحقيقي في المغرب هو أن هناك إشكالا حول سؤال الهوية، لأن هناك من ينسب الهوية المغربية إلى الدين، مثلا يقولون بأن الهوية المغربية هي هوية إسلامية، وهناك من ينسب الهوية إلى اللغة ويقولون بان الهوية المغربية هي عربية ، وهناك الحركة الامازيغية التي تقول بأن الهوية المغربية هي هوية أمازيغية وهناك طرح آخر يقول يقول بان الهوية المغربية هي هوية افريقية و دلك بناءا على الأساس الجغرافي . هناك فعلا إشكال حقيقي في المغرب حول سؤال الهوية ،لكن في اعتقادي وكما قلت في البداية فالأصل هو أن الشيء الذي سيعكس الهوية المغربية هو التاريخ ، وهو الأرض التي تنبع منها الامازيغية. إن الهوية المغربية هي هوية أمازيغية بمكونات وأبعاد إسلامية ويهودية وعربية وافريقية وأندلسية.. . ـ2-يبدو أن النقاش تركز حول نقطتين تعدان في الوقت نفسه قضيتين عالقتين وتستأثران بالنقاش خصوصا داخل صفوف الحركة الامازيغية . وهما اللغة و الدين. فبالنسبة للغة ودسترتها كما تطالب الحركة الامازيغية ، فهناك مشاكل قد تترتب عن دلك ، و بالنسبة للدين ، فان الدعوة إلى إقرار المغرب دولة علمانية في دستوره قد يتعارض مع الواقع ، باعتبار أن الامازيغ مثلا أو أغلبهم على الأقل ، مسلمون وينظرون لما حولهم و للعالم برؤية دينية إسلامية. وعموما ، هل تعتبرون أن ترسيم الامازيغية دستوريا ، وعلمنة الدولة دستوريا أيضا ، سيحل مشكل الهوية في المغرب ؟ *فيما يخص العلمانية، في اعتقادي أن الدين شيء أسمى و أرقى من المهاترات السياسية ومن الاستغلال السياسي فلما نطالب بفصل الدين عن الدولة فلأن نسمو بالدين ونبعده عن المنزلقات التي يمكن أن تحدث في تسيير الشأن العام وفي العلاقات السياسية داخل الدولة. لما نقول العلمانية فإنما نقول بفصل الدين عن الدولة فلأن نسمو بالدين ونبعده عن المنزلقات التي يمكن أن تحدث في تسيير الشأن العام وفي العلاقات السياسية داخل الدولة .لما نقول العلمانية فإنما نقول بفصل الدين عن الدولة وعن السياسة ، ولا نقول فصل الدين عن المجتمع . مثلا في المغرب لا يمكن أن نفصل الدين و الإسلام عن المجتمع الامازيغي . فمثلا منطقة سوس معروفة بتدين ومحافظة أهلها وتمسكهم بالدين الإسلامي. يعني لا يمكن أن نتبنى العلمانية ونقول بجب أن نفصل سكان المغرب عن الدين الإسلامي. هذا إذن للتوضيح.فيما يخص مطلب دسترة الامازيغية الذي تنادي به الهيئات و التنظيمات الامازيغية فكما هو معروف ، ينص المبدأ القانوني والذي هو تدرج القوانين على أن القانون الأدنى يحترم القانون الاسمي . فلا يمكن أن يتم إدراج الامازيغية في التعليم أو في الأعلام أو في القضاء أو في الإدارة العمومية بدون أن تكون هناك ضمانة قانونية دستورية. في اعتقادي الضمانة القانونية هي دسترة الامازيغية في الدستور المغربي كلغة رسمية وليس كلغة وطنية . لان الامازيغية أصلا هي لغة وطنية ، هي لغة الشعب المغربي . فقد تجاوزنا موضوع دسترة الامازيغية كلغة وطنية وإنما نطالب بدسترتها كلغة رسمية من أجل أن توفر لها الحماية القانونية التي أشرت إليها.3- أيها الإخوة الأساتذة ، إنما تعبرون عنه ليس شيئا عاديا ، بل إنما تذهبون إليه ، وأنتم أسماء وازنة داخل الحركة الامازيغية ، من شأنه التأثير على الاختيارات الإستراتيجية التي سار فيها المغرب . ولدلك فان إعادة صياغة الهوية المغربية دستوريا من شأنه الدفع لمراجعة ارتباطات المغرب الخارجية . وفي هذا الإطار، توجد دعوات من داخل الحركة الامازيغية ، لانسحاب المغرب داخل جامعة الدول العربية ، وأيضا من منظمة المؤتمر الاسلامي . فكيف تقيمون هده الدعوة أولا ، وكيف ترون انعكاساتها على مصلحة المغرب ثانيا ؟ * فيما يخص التحالفات الدولية للمغرب يجب أن ننطلق من مبدأ أساسي هو أن التحالفات و التنسيقات الدولية للدولة المغربية يجب أن تكون على أساس مصلحة الشعب لا على أسس عرقية أو دينية أو ثقافية . الشيء الأساسي الذي يجب أن تبني عليه انتماءات الدولة في المحافل الدولية هو مصلحة المواطن . يمكن أن نتحالف مع أوروبا أو مع آسيا، أمريكا أو مع المشرق على أساس هدف واحد هو مصلحة الشعب. أما فيما يخص الانسحاب من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أعتقد أن المغرب عضو فاعل في منظمات دولية أخرى فاعلة مبنية على أسس لغوية مثل المنظمة الدولية للفرانكفونية ، والمؤتمر العالمي لليهود المغاربة الذي تنتمي إليه شخصيات من الطائفة اليهودية بالمغرب . الإشكال المطروح بالنسبة إلينا في ما يخص جامعة الدول العربية هو أن هده الجامعة مبنية على العرق، ففي أدبيات هده المنظمة نجد فصولا تدعو إلى إماتة ما تسميه باللهجات المحلية في الوطن العربي...كالبربرية كما تسميها في شمال إفريقيا و الكردية في العراق وسوريا من أجل فرض اللغة العربية الفصحى . وهذا ما يدعو إليه منظرو القومية العربية. إذن هدا هو الإشكال الرئيسي بالنسبة لجامعة الدول العربية ، و لهذا الآمر ينادي النشطاء الامازيغ بانسحاب المغرب من هذه الجامعة . نحن ليس لدينا مشكل مع اللغة العربية. ونحن نتحدث باللغة العربية ونستعملها في التواصل و الكتابة. المشكل ادن لا يتعلق باللغة العربية. ليس عيبا أن ينتمي المغرب إلى هيئات تهتم برعاية اللغة العربية و إنما العيب في الطرح العرقي الذي بنيت على أساسه جامعة الدول العربية التي تصنف شمال إفريقيا باعتباره مغربا عربيا . أما فيما يخص منظمة المؤتمر الإسلامي ، فالذين يجتمعون تحت لواء هذه المنظمة منذ سنوات لا يمتلكون أية خطة واضحة للنهوض بالفكر الاسلامي ، وإنما يجتمعون في الغالب من أجل أغراض ومزايدات سياسية على الصعيد الدولي، وهذا شيء خطير . فهم يستغلون الدين الإسلامي لأجل تحقيق أغراض سياسية لصالح الأنظمة التي يمثلونها على الصعيد الدولي . لا مشكل لنا مع اللغة العربية كلغة ولا مع الإسلام كدين يعتنقه ما يفوق مليار مليار شخص في العالم ، إنما نحن ضد الانتماء إلى منظمة مبنية على أسس عرقية وان يتم استغلال الدين من أجل أمور سياسية .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire