عام انقض بما عرفه من حملة اعتقالات تعسفية منظمة وتراجع واضح في مجال الحريات الفكرية والسياسية، ليحل عام جديد والاعتقالات التعسفية ما تزال مستمرة وهي مرشحة للاستمرار أكثر، فبعد أن شملت الكثير من مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بالمواقع الجامعية بدأت الاعتقالات في صفوف مناضلي الحركة الأمازيغية ببومالن دادس
على خلفية مشاركتهم في تجمعات سلمية للمطالبة برفع التهميش والعزلة عن منطقتهم، ونعتقد أن حملة القمع والمنع ستزيد وتتسع بحكم ارتباطها مع الوضع الاجتماعي الذي بات ينطوي على بؤس حقيقي يفوق ما يظهره الواقع خاصة في المناطق المهمشة نتيجة الزيادات المتتالية في أسعار المواد الأساسية من زيت وسكر وحليب ودقيق، ناهيك عن استفحال مظاهر الرشوة والفساد في المرافق العمومية ما أدى إلى نخر عميق في عظام المجتمع المغربي، بحيث يتزايد باطراد و سرعة قياسية عدد الفقراء و المعطلين والجائعين، في وقت يستمر فيه النظام المخزني بأحزابه العروبية وسلطاته القمعية ومؤسساته الغير شرعية، في إبداع مختلف أساليب النهب والفساد و التمييز و الإرهاب ضد شعبنا الأمازيغي ، متوجا كل ذلك بسياسة الإنكار الدستوري والصهر والاستيعاب اللغوي والثقافي بما يخدم تعريب العقل والمحيط موظفا لذلك مختلف المؤسسات والأجهزة الدولتية من تعليم و إعلام و غيره
إن العودة الواسعة إلى سياسة الاعتقال التعسفي وتلفيق التهم المجانية وإصدار الأحكام الجائرة المعدة مسبقا في حق المناضلين الأبرياء، يعبر بشكل واضح عن العودة القوية للهاجس الأمني لدى السلطات، والخوف من أي حراك أمازيغي جماعي ضد السياسة المخزنية المسعورة في المغرب، والتي تعمل على تكريس خيارات التفقير و التجويع و التجهيل و القمع و الحكرة
وأمام هذا الواقع، فإن المرحلة الراهنة تتطلب من جميع مكونات الحركة الأمازيغية التكاتف والتعاضد وتوسيع حركة التضامن مع المعتقلين وتطوير آليات العمل المدني المستقل و المناضل و وضعه في سياق ترتيب و إعادة صياغة الأولويات لمواجهة مخططات القمع والتنكيل والاعتقالات التعسفية والمحاكمات الجائرة
وفي هذا السياق تأتي أهمية بذل المزيد من الجهود لتطوير التنسيق الوطني بين الجمعيات الأمازيغية المستقلة في إطار جبهة
"أمياواي ئمازيغن " باعتباره الإطار الحيوي المرشح لأن يكون أحد أهم مرتكزات العمل الأمازيغي الديمقراطي في الساحة الوطنية، ونرى في تطوير أساليب عمله ما يحد ولو نسبيا من أزمة التشتت التنظيمي وضيق أفق العمل المحلي
إننا إذ نودع عاما ونستقبل أخر، نعتقد بأنه يحمل الكثير في أحشائه أمازيغيا ، وما نهجه وينهجه النظام من اعتقال وقمع، لن يزيد إلا من تصميمنا ويعزز من قناعتنا في عدم المراهنة على المؤسسات الشكلية الاحتوائية الفاقدة لأي شرعية، وفي مقدمتها ما يسمى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بل إن رهاننا الأساس على أغلبية الشعب الأمازيغي الصامتة والتي لا بد أن تتحرك للدفاع عن حقها في الحرية والمساواة والمواطنة الكاملة
إننا في مكتب جمعية أوسان الثقافية و بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة
2958 نناشد جميع مكونات الحركة الأمازيغية وكل القوى المناضلة في سبيل تحقيق الديمقراطية بالضغط والترافع من أجل تحقيق ما يلي
الإقرار برسمية اللغة الأمازيغية في إطار دستور ديمقراطي يفصل بين السلط وينسجم مع المواثيق الكونية لحقوق الإنسان
رفع كافة أشكال التمييز ضد الأمازيغية في الإعلام والتعليم والإدارة والقضاء وسائر المرافق العمومية
إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الأمازيغيين و كافة معتقلي الرأي بالمغرب
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire