vendredi 30 mai 2008

المؤتمر الليبي للامازيغية / بيان حول زيارة القذافي وكلمته في جبل نفوسه، بتاريخ 17 مايو 2008

جبل نفوسه الأشم الجبل الصامد والجبل الشامخ، مرتفع العطاء ومنبع التضحية وموطن الكرام وعرين الحرية يؤكد مرة أخرى انه الصخرة الصلدة الكداء التي يتهاوى أمامها جبروت الديكتاتور القذافي وتتكسر عليها أعاصير الفاشي القذافي الهوجاء الجوفاء.في مرة أخرى، وبعد تحضيرات قبلية معقدة وترتيبات أمنية طويلة يزور القذافي جبل نفوسه مصعدا معركته ضد الامازيغية وأهلها، بعد رفض المتحدثون بالامازيغية لكل تنازلاته الفارغة وإلتواءاته المتلونة، ومواصلا معركته بعد أن فشل كل أزلامه بداية بابنه سيف ونهاية بأذنابه الفاسدين من أمثال العقيد يخلف زكري والعميد ساسي قراده والثورجي فتحي بو الشواشي في إلهاء واستدراج المتحدثين بالامازيغية عن ساحة النضال الوطني من اجل التغيير وإقامة البديل الدستوري الديمقراطي الوطني المتضمن للحق الامازيغي.تطور تعامل القذافي مع مسألة الحق الامازيغي هو انعكاس لتفاعله الهستيري مع تطور حالات النضال الوطني المحتضنة لنضال الحق الامازيغي، كشأن وطني عام يهم كل الليبيين. ومن ابرز حالات تلك التفاعلات القذافية هو هجمته الشرسة على المناطق المتحدثة بالامازيغية أعقاب أحداث مايو 1984 المجيدة، وإنكساراته المتراجعة عقب المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية والمساهمة المميزة للمتحدثين بالامازيغية في نجاحه. التحام النضال من اجل الحق الامازيغي بمسيرة النضال الوطني الرافض والمقاوم لفاشية القذافي كان ولا يزال هاجس يرجف القذافي، فطعم ذاكرته مع أحدث مايو 1984 المجيدة علقم مر يحيل لياليه الساهدة إلى كوابيس مؤرقة توخزه بقرب وشكل ساعة الخلاص منه.إن ما ورد في خطاب الديكتاتور القذافي، يوم 17 مايو الجاري، بجادو، أمام طلبة الجبل وفعالياته المحشودة قهرا، حول أصول الامازيغ لا يعدو عند كل عاقل ووطني إلا أراجيف نزقة وخزعبلات حمقاء وترهات متهافتة ومرفوضة، تفتقد المنطق وتنافي الحقيقة وتجافي العقل. وهي مرفوضة جملة وتفصيلا وشكلا ومضمونا.فالامازيغية مكون أساسي وأصيل في الهوية الوطنية الليبية، القائمة على أبعاد رئيسية هي الإسلام والعربية والامازيغية، كما أكدها المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية، لندن 2005، في ورقة الحق الامازيغي المعتمدة. فالمسألة الامازيغية في ليبيا قضية نضال وطني من اجل الإقرار بالحق الامازيغي وجودا، ومن ثمة قبول واحترام الحق الامازيغي، وما يتضمنه من حقوق هوياتية وثقافية ولغوية وإدارية وتنموية، يجب إقرارها وصونها دستوريا ورسميا وشعبيا.إن إصرار القذافي على اللعب على موضوع أصول الامازيغ، ما هو إلا خديعة مموجة وأسلوب مفضوح، الغرض منه المماطلة والتسويف لكسب الوقت وخلط الأوراق وإثارة الفتن والنعرات في الصف الوطني عموما، والصف الامازيغي خصوصا. فمحور المسألة الامازيغية هو الحق الامازيغي وليس التنظير حول اصل الامازيغ. القذافي يتقلب وينقلب وينبطح ويتطاوح، لكنه أبداً لا يتغير في كل ما يتعلق بصالح الشعب الليبي. فها هو ينتكس وينكص إلى نهجه الثابت ومنهجه السابق في معاداة الامازيغية ومحاربة أهلها ونكران الحق الامازيغي.الامازيغية لم ولن تكون دعوة عنصرية ولا وسيلة وأداة سياسية للتفرقة والفتنة، بل دعوة حق ورسالة نضال من اجل التعايش والتلاحم الوطني لما فيه صالح الوطن وخير الشعب من أمساعد إلى راس جدير ومن خليج سرت إلى جبال تيبستي. وهذا الصالح والخير لن يكون إلا بالاحتشاد الوطني من اجل التغيير، والذي لن يتحقق إلا بإقامة البديل الدستوري الديمقراطي المؤسس على ضمان الحريات واحترام الحقوق الفردية والجماعية والتضامن وتحقيق العدل والعدالة. ومن سخريات الأقدار وتدهور الأحوال وانهيار الأوضاع أن يستشهد الدجال القذافي في خطابه برسالة طويلة ركيكة لكاتب صحفي من الجزيرة العربية حول أصل الامازيغ، كأن ليبيا تعدم المؤرخين الثقات والأكاديميين المقتدرين. ولكنه القذافي المتنكر لكل ما هو وطني وليبي. وكدأب وعادة القذافي المجبول على التكبر والغطرسة، فانه مصر على التعالي والتجبر، تعاميا وتجاهلا، على الهموم المكبوتة والهمسات المدوية للمعنيين بالموضوع وهم كثر بكثرة المتحدثين بالامازيغية وبعدد الشعب الليبي.إن ما وردته وسائل إعلام النظام من كلمة القذافي ليس إلا فقرات محددة ومنتقاة، حين أنها سكت عن باقي ما ورد في الكلمة من توصيفات نائبة واتهامات بالارتزاق والعمالة وتهديدات صريحة بملاحقة ناشطي الحق الامازيغي في الداخل والخارج. بل أن مصادر المؤتمر بالداخل أبلغت عن أن الفاشي القذافي وصف وبرر التنازلات والتلاعبات التي قام بها ابنه سيف في الموضوع بأنها جاءت نتيجة للتغرير به واستغلال بساطة عقله وسذاجة تفكيره وضيق أفقه!.ورب ضارة نافعة، فما نطق به القذافي من إفرازات وإخراجات ما هي إلا صديد قيح مترسب في صدره الحاقد وورم متضخم كامن في عقله المريض، إلا أنها في جانبها الأخر والمهم دعوة وتحريض لأحرار الوطن وشبابه الواعد بالانخراط والالتحام والمناصرة لجهد النضال الوطني من اجل الخلاص من حكم الديكتاتور القذافي، الذي لم يجر على البلاد إلا الهم والخراب والويلات. "أمل البلاد في رقي شبابها.. إن كان حيا لا تخاف زوالا".وللقذافي أن يتيقن بأن تضحيات ونضال الباروني وبن عسكر والنامي والمحروق وبن طالب وحلب وآل يحي معمر حية في النفوس ومتحركة في الصدور، وستكون نبراس سبيل ومنارة درب وشعلة طريق لأحرار الامازيغ رفقة إخوانهم وشركائهم في الوطن. فكما كان دوما جبل نفوسه صخرة تحدي وصمود وصرخة إباء ورفض تكسرت عليها جحافل الغزاة وطوابير الطغاة، فانه سيكون بأذن الله الصخرة التي تتحطم عليها القذافية. وصدق ويصدق النامي بقوله:ومن دماء الشهيد الحر يسفحه على ضفافيه نسقي ما غرسناهإنا شمخنا على الطاغوت في شمم نحن الرجال وهم يا أم أشباهعاشت الامازيغية في وطنها، وعاشت ليبيا ونضالها المستمر من اجل الديمقراطية والعدالة
المؤتمر الليبي للامازيغية
المهجر، في 26 مايو 2008

Aucun commentaire: