نجاة السرغيني/هسبريس
* زواج حركة لكل الديمقراطيين بالاتحاد الدستوري
* تعديل حكومي قبل متم ماي يقوده الهمة ومشاركة العدالة و التنمية محسوم فيها
* ولعلو والكحص والعنصر يعودون لحكومة "الهمة"
مع توقيع اتفاق اندماج بين حركة عالي الهمة والاتحاد الدستوري، وهو المستجد الذي سيساهم في توضيح مسار الحياة السياسية في المغرب، التي تعيش وضعا نشازا منذ استقالة فؤاد عالي الهمة وترشحه لانتخابات 7 شتنبر، حيث بات من المؤكد أن الحركة لن تتحول إلى حزب.
ومن الأمور التي بدأت تتضح معالمها، كون الهمة دفع بالفاسي إلى الوزارة الأولى وهيأ وسائل التحكم فيها، لينقلب عليها بعد أن تأزمت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل غير مسبوق، وأصبح المغرب مهددا بعودة الاحتجاجات الشعبية العنيفة التي من شأنها ضرب الاخضر و اليابس. الهمة الذي حاول منذ الإعلان عن حركته الإيحاء للنخبة السياسية بأنه قادر على تحريك الأمور وإعطاء دفعة جديدة للالتحام حول مشروع المجتمع الديمقراطي الحداثي، تعثر في نهاية المطاف بسبب فشله في اختياره للأشخاص، الذين تقربوا إلى صديق الملك طمعا في المناصب السامية، و بالتالي شعر بأن صورته أصبحت تهتز في عين صديقه الملك الذي جمع وزراء في خنيفرة ليقدموا عروضا ومشاريع أملاها الملك بعد معاينته لتدهور الأوضاع في إقليم خنيفرة. الهمة شعر بالخيبة والإحباط من مراهنته على نصائح رفاقه من اليساريين القدامي وتأكد أمامه أن التجمع الوطني للأحرار لا يمكنه آن يشكل وحده الحصان الرابح، وهكذا لم يتبق أمامه سوى خيار الاتجاه إلى الدستوريين ليشكل قريبا تحالفا مع العدالة والتنمية التي عبرت عن استعدادها للمشاركة في الحكومة، في حين ستعود الحركة الشعبية إلى حكومة يرأسها عالي الهمة ولكن بوجوه جديدة
وعلاقة بالتغيير ، نبهت شخصيات تعمل في الظل إلى وجود جيوب تسعى إلى تكريس الأزمة وإحكام الطوق على مركز القرار، مدفوعة بالرغبة في الحفاظ على مواقعها المقربة من القصر،على الرغم من فشل أصحاب هذه الجيوب في مواكبة إرادة الملك في النهوض بأوضاع الشعب و الوطن. وقد كانت هذه "الجيوب" في منتهى السذاجة و الغباء، لما قررت كشف الستار عن المقبرة الجماعية بمقر الوقاية المدنية بالناظور، ساعة تعيين حفيظ بنهاشم، أحد الوجوه الأمنية في عهد الراحل الحسن الثاني، مندوبا عاما لإدارة السجون. يذكر أن الملك رأى، في زياراته الميدانية إلى عدد من جهات المغرب، عجز تلاميذ المستشار بلفقيه المعينين في الإدارة الترابية عن تدبير شؤون المواطنين وافتقارهم إلى آليات و مواصفات التواصل عن قرب مع المواطنين. وتتوقع بعض المصادر العليمة في الرباط، قرب سحب البساط من تحت إقدام بعض من يزعمون أنهم مهندسو العهد الجديد، إذ تتداول أسماء مفاجئة ضمن قائمة المرشحين لتولي مناصب سامية في الأقاليم أو لتحمل مسؤولية الإنقاذ ضمن التعديل الحكومي المرتقب قبل متم شهر ماي 2008 وتروج أسماء كل من محمد الكحص كاتب الدولة السابق للشباب المرشح للعودة إلى الوزارة، خاصة وأن الهمة استنجد به يوم الأربعاء لحضور اللقاء مع المعطلين تحت قبة البرلمان وكذا فتح الله ولعلو الذي أبان ضعف مزوار عن حاجة تدبير مالية المغرب إليه. ومن الأسماء الأخرى المرشحة لحكومة يرأسها فؤاد عالي الهمة، صلاح الدين الوديع، حسن نجمي، الياس العماري، والبرلمانية بثينة عراقي الحسيني و ميلودة حازب. في حين ترجح المصادر بالنسبة لحزب الحركة كفة اوزين صهر برلمانية ذات نفوذ في الحركة، والسيبة مدير ديوان العنصر والمشهوري شقيق الوزير الحركي السابق وبرلماني عن الرباط نجح في يعقوب المنصور، علاوة على العنصر الذي سيعود إلى حكومة الهمة كوزير دولة. ويشارك العدالة والتنمية بأمينه العام سعد الدين العثماني ونائبه لحسن الداودي وبسيمة الحقاوي
نجاة السرغيني*** باحثة في العلوم السياسية/باريس
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire