بقلم الكاتب والمناضل التاركي/ التينبكتي
غردوا، غردوا، غردوا، كل من موقعه باسم من يطعمه ويكسه، ويدافع عنه، سفهوا أراء كل من يخالف ترهات صانعيكم، غردوا بالتحليلات والنظريات التي تملئ عليكم، سيظن البؤساء كما ظنوا بالأمس، بأنكم تغردون من أجلهم، لا من أجل أنفسكم لا غير، بعد سنين بل أشهر بل أيام سيتبين بأنكم تغردون مؤتمرين، ليصنع منكم ناطقين باسم شعب البؤساء.الشعب يئن ويئن ويستجدي العالم بعيدا في الصحراء وهناك في مدن الريح بينما المغردون يتبجحون بتمثيلهم للشعب وبتعبيرهم عن قضيته، نزولا عن رغبة الأمرين بالصرف في الجزائر أو طرابلس، لقد اختار هؤلاء المغردون من شعب البؤساء الاقتيات من سنام شعبهم على حساب قضيتهم.في البلدين الجارين الجزائر وليبيا ترصد ميزانيات ويعين أمرين بالصرف لاصطياد مغردين ومحاربين وثورا بالوكالة، ما يلبثوا بعد أشهر بل أيام أن يفرضوا أنفسهم على العالم، كناطقين باسم شعب البؤساء وحامين ومدافعين عن قضيته، فتتزعم الدولة التي انتصر مغردوها وثوراها بالوكالة، جهود التوصل إلى حل للأزمة، ويضحي الزعيم أو الرئيس الملهم ببعض من وقته الثمين، للقاء المتحاورين وقيادة النقاشات، وفي لمحة بصر وعلى هامش غداء يتم توقيع اتفاقيات أخرى، بفضل الزعيم والرئيس راعي السلام.ينتقل بعدها المغرد السابق والزعيم الجديد لشعب البؤساء إلى باماكو أو نيامي ليصبح مستشارا للرئيس أو وزيرا ربما قنصلا، ودون أن يتذكر من تركهم في أضغاغ حاملين أسلحتهم على أهبة الاستعداد للاستمرار في.......، ودون أن يتبادر إلى ذهنه وضعية البؤساء في الصحراء وقري الريح، التي كان بالأمس يتبجح بأنه الناطق باسمها، يبدأ الزعيم الجديد في إطلاق التصريحات الصحفية ويصف مزايا السلام والسلم والنتائج المنتظرة، و التي ستحول قرى الريح إلى جنة والصحراء إلى ساحة للسلام والاستقرار.فيما الزعيم الوليد يطلق تصريحاته الصحفية ويتلقى التهاني والدعوات هناك في باماكو ونيامي، يتهيأ زعيم آخر للانقضاض على ارثه سابقه في أضغاغ لإعلان ثورة سيصفها مغردوا الجهة المقابلة بالثورة الثالثة وربما الرابعة، ويبدأ صارفو الميزانيات في طرابلس أو الجزائر في تزويد القائد المنتظر بمستلزمات الناطق الوحيد والقائد الوحيد لشعب البؤساء، وبعد فترة، يدعو القائد الملهم أو الرئيس لحوار من أجل السلام، توقع اتفاقيات، ينتقل زعيم البؤساء إلى العاصمة في انتظار منصب، مصطفا إلى جانب سابقه.يدور الزمان ويتعدد الزعماء والثورات والاتفاقيات، والحالة في قرى الريح على ما هي عليه، لا شئ تحقق فلا الاتفاقيات طبقت ولا ثورات استمرت ولا القادة اقتنعوا بأن العمالة للآخر لا تخدم قضايا شعبهم البائس.فيما المأساة تزداد سوءا يضغط أشباه القادة عبر صانعيهم في البحث عن المناصب والامتيازات، على حساب قضايا شعبهم البائس، ورغم التجارب والمحن يظل البؤساء يصفقون لمن أملوا فيهم بالأمس أن يكونوا سببا في تغيير واقهم، لكن لا أمل فيمن لا ضمير له، فيمن بدأ عميلا أما لليبيا القذافي أو لجزائر بوتفليقة. ويظل سؤال من يعبر عن ضمير شعب البؤساء وعن قضاياه معلقا.فمتى يدرك شعب الطوارق البائس حقيقة ما يجري؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire