lundi 13 octobre 2008

سيرة الأمازيغ في مصر 1 *** صحيفة البديل المصرية / ملف يحققه يوسف عبد ربه

كانت مفاجأة لي- وللعديدين- حين علمت بأن هناك أمازيغ في مصر.. كانت البداية في الخبر الذي أطلقه الناشط القبطي المهجري عدلي أبادير علي الإنترنت، والذي يعتزم بموجبه إرسال دعوة للأمازيغ في مصر لمشاركته في المؤتمر الذي ينظمه حول "الأقليات في مصر".. اختزنت الخبر في ذاكرتي، علي أن يكون أحد الموضوعات المطروحة علي أجندتي للبحث فيما بعد.. لكن لم تمر إلا أيام قلائل ووجدت ردا علي تلك الدعوة منشورا في إحدي الصحف القومية علي لسان "أماني الوشاحي".. وهي سيدة أمازيغية الأصل، وترجع أصولها إلي أمازيغ المغرب.. وشاءت الظروف أن تلقي بها علي الساحة لتتحدث باسم أمازيغ مصر.. بحثت عن وسيلة للاتصال بها حتي التقيتها.. وتحدثت معها عن الأمازيغ في مصر والمنطقة، فقالت لي إن تعداد الأمازيغ في العالم يتجاوز 32 مليون نسمة، منهم 21 ألف أمازيغي في مصر يقطنون في مدينة سيوة.. تحكمهم عادات وتقاليد وأحكام تتجاوز في كثير من الأحيان مرتبة الدين والقانون.. وراحت المؤشرات تدعم كلامها نظريا حين استضافتني في بيتها وأطلعتني علي مكتبة زاخرة بالمعلومات عن دولة الأمازيغ التي يؤرخ لها بـ950 عاما قبل الميلاد.. والتي امتدت إلي مصر في عهد الملك "رمسيس الثالث" حتي استولي الأمازيغ علي حكم مصر علي يد زعيمهم "شيشينق الأول".. لكن مع مرور الزمن سقط هذا الحكم وانحصر أمازيغ مصر وتحوصلوا في واحة سيوة منذ حوالي 2758 .. وبقوا حتي الآن.. بعاداتهم .. وتقاليدهم .. ولغتهم الأمازيغية.. لم يكن من السهل أن أترك موضوعاً كهذا دون أن أحقق فيما يتردد حوله.. خاصة قضية انتمائهم العرقي الذي يتجاوز الانتماء للدين والوطن.. تدعم هذا الأمر واقعة شهيرة في السبعينيات من القرن الماضي، سببت أزمة سياسية بين مصر وليبيا، حين أعلن الرئيس معمر القذافي رغبته في ضم واحة سيوة إلي ليبيا بسبب القرب المكاني والجذور الأمازيغية التي ينتمي إليها سكان ليبيا وواحة سيوة...كان لي صديق- تعرفت عليه منذ فترة ليست طويلة- يدعي "حسين البدري" .. من أهالي مرسي مطروح .. طرحت عليه أمر السفر إلي مدينة سيوة للتحقيق في الأمر، فعرض علي مساعدته من خلال معارفه في مدينة "سيوة" .. لكني كنت قد اتخذت إجراءات السفر بالفعل صبيحة اليوم التالي وبات الوقت ضيقا للاتصال بمعارفه.. فما كان منه إلا أن اتصل ليلا بصديق له من "سيوة" يدعي "عمر حمزة" يعمل مفتش آثار في مدينة "سيوة" وطلب منه مضايفتي .. فوجده في إجازة عمل يقضيها في مرسي مطروح.. إلا أن الأخير طلب من صديقي التمهل حتي الصباح ليتحدث إلي صديق له من "سيوة" ليكون في استقبالي.خرجت في صباح يوم السبت 20 من سبتمبر الماضي ولا أعرف شيئا عن مستقبل رحلتي إلي "سيوة" إلا أن رحلة الذهاب ستستغرق 11 ساعة تقريبا.. لا أعرف أين سأقيم؟ ..ولا بمن سألتقي؟.. أشعر بأني سأكون ضيفا ثقيلا علي أناس لا أعرف عنهم ولا يعرفون عني شيئاً .. كنت أتساءل أثناء وجودي في الأتوبيس عما سأفعل عقب وصولي.. وكان من المقرر أن أصل مع حلول منتصف الليل.. وفجأة اتصل بي صديقي "حسين".. وكنت قد اقتربت في رحلتي من "مرسي مطروح" في طريقي إلي سيوة.. وأخبرني بأن "عمر" وجد من سيكون في استقبالي وعلي الاتصال به لأخذ بيانات الرفيق الجديد في رحلتي.. فاتصلت به.. وإذا به يخبرني باسم ورقم تليفون صديق- سوف أحتفظ باسمه حتي لا أتسبب له في حرج نتيجة ما سأفصح عنه فيما بعد- وهو شاب من "سيوة" ذو جذور أمازيغية.. وقد رافقني في رحلتي حتي رحلت عن المدينة بعد 3 أيام قضيتها بين شيوخ القبائل وأهل المدينة والمزارات السياحية.عندما وصلت إلي مدينة "سيوة" في منتصف الليل تقريبا، وجدت رفيقي في استقبالي علي المحطة.. وبحفاوة بالغة..ووجه بشوش.. ورداء أبيض اللون.. التقاني رفيقي وكأنني علي معرفة مسبقة به منذ سنين طويلة.. ثم قال لي: "نحن علي مقربة من الفندق الذي ستقيم به.. تستغرق 10 دقائق سيرا علي الأقدام ودقيقتين إذا ركبنا وسيلة مواصلات.. فأيهما تفضل؟ الزمن الذي تستغرقة لتقطع مدينة "سيوة" من الشرق إلي الغرب أو من الشمال إلي الجنوب دقائق معدودة، فهي مدينة صغيرة جدا لا يتجاوز تعداد سكانها 30 ألف نسمة، بما تبعها من قري وقبائل.. وجدت نفسي أقول لزميلي: دعنا نسير كي أتعرف علي المدينة.. فكان أول شئ إشار إليه قسم شرطة مدينة "سيوة" وأخذ يحكي عنه العديد من الروايات التي تحمل كثيراً من الانتهاكات والتجاوزات في حق المواطنين وكان أشدها قسوة هو التعذيب الذي تعرض لها أحد المواطنين العام الماضي وتم تسفيره خارج البلاد للتعتيم علي الجريمة.. وبعد قليل من السير أشار إلي مسجد الملك وهو المسجد الذي أنشأه الملك فؤاد في منتصف المدينة تقريبا.. ثم مدينة "شالي" وهي مدينة قديمة جدا، يرجع تاريخها الي ما بين 200 الي 300 سنة- كما تروي الحكايات الشعبية المتداولة بين الأهالي- وقد أقامها ساكن المنطقة من الأمازيغ لرد هجوم العرب علي المدينة لسرقة ما بها من زراعات ومحاصيل.كان من اللافت لي أن كل من التقيتهم في سيري من الرجال ولم ألتق أي سيدة علي الإطلاق.. وقد ظننت في أول الأمر أن هذا يعود لتأخري، فالساعة كانت تقترب من الثانية عشرة ليلا..لكن ما استوقفني في حينه هو مستوي التدين الشكلي الذي يغطي وجوه سكانها.. فما التقيت رجلا ولا شابا إلا وقد أطلق لحيته حتي توقفت عن التمدد..وما التقيت رجلا وشابا إلا وجدته مرتديا ثوبا أبيض يغلق عليه بغطاء الرأس.. وبعد 10 دقائق تقريبا كنت قد وصلت إلي الفندق.. فحجزت غرفة وصعدت إليها.. فلم أجدها أكثر من أربعة جدران تمتد عليها ثلاثة أسرة وسقف معلق به مروحة.. فلم أقبع فيها كثيرا، حتي استبدلت ملابسي وغسلت يدي ووجهي ونزلت إلي زميلي الذي كان في انتظاري. وطوال كلامي معه كان يحاول التأكيد دوما علي مصريته وأن مسألة الانتماء العرقي لا تنتقص من انتمائه لمصر، وهو ما كان يشعرني بأن هناك شيئا ما في القضية.حكاية الدولة المجهولة من مرسي مطروح إلي المغرب العربيتشيعوا كرهاً في الأمويين وعادوا للمذهب السني بعد سقوط الدولة الفاطميةقصة الملكة الأمازيغية التي هزمت الجيوش العربية وحكاية كراهية عمرها 1300 سنة مع العربالسكان والجغرافيا والتاريخالامازيغ هم سكان شمال أفريقيا الاصليون قبل الفتح العربي، ويرجع وجودهم في شمال أفريقيا إلي أكثر من 20 ألف سنة، ويمتد وجودهم عرضا من مدينة سيوة شرقا حتي جزر كناري غربا، مرورا بليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا .. وطولا: من حدود جنوب البحر المتوسط شمالا حتي صحراء أفريقيا الكبري جنوبا، حيث مالي والنيجر وبوركينافاسو.. ويبلغ تعدادهم حاليا أكثر من 32 مليون نسمة، يتمركز 30 مليوناً منهم في موطنهم الاصلي شمال أفريقيا و2 مليون في 9 دول أوروبية منها فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا.. ويوجد 21 ألفًا في مدينة سيوة المصرية، وعدة آلاف متناثرون في أمريكا الجنوبية خاصة كوبا.. واستنادا لكتابات المؤرخ وعالم الاجتماع الأمازيغي "ابن خلدون" فإن نسب الأمازيغ يعود إلي "أمازيغ بن كنعان بن حام بن نوح" الذي سكن شمال أفريقيا بعد الطوفان، وكلمة امازيغ تعني "الآنسان الحر" وقد انجب امازيغ بن كعنان ولدين "بتر" و"بارنس" ومن نسلهما خرج الشعب الأمازيغي، وينفي "ابن خلدون" نسب الأمازيغ إلي اصول عربية، فهم من نسل "حام" والعرب من نسل "سام" فكيف يكون الأمازيغ من أصول عربية، كما أن هناك دراسات حديثة تفيد بأن اقدم الشعوب فوق الارض 32 شعبًا منها الامازيغ، حيث لم يكن العرب قد ظهروا إلي الوجود انذاك.ومن الأمازيغ الذين هم ليسوا من نسل أمازيغ بن كنعان قبيلة بني صمغون، جنوب غرب الجزائر، حيث إن جدهم الأكبر من اليهود الفارين من بيت المقدس بعد غزو الملك البابلي "نبوخذ نصر" ومقتل النبي زكريا، وقد لجأ هذا اليهودي مع أولاده إلي شمال أفريقيا وعاشوا بين الأمازيغ وظلوا علي يهوديتهم حتي دخول العرب، فاعتنقوا الإسلام .. ويقال إن أصل الاسم شمعون، إلا أنه ينطق باللغة الأمازيغية "صمغون".الأمازيغ والعربكان دخول العرب شمال أفريقيا "بلاد الأمازيغ" مرتبطا بنشر الإسلام عام 64 هجرية، وكما يري الأمازيغ فإن العرب ابتعدوا عن روح الإسلام السمحاء وحكموا كعرب وكأمويين..ومع وصول القائد العربي عقبة بن نافع الفهري بدأ العصر العربي في شمال أفريقيا، فقد أعاد بناء مدينة القيروان - في تونس حاليا- واتخذها عاصمة سياسية وعسكرية لقواته، وفي عهد القائد العربي أبوالمهاجر بين دينار اكتملت الفتوحات العربية في شمال أفريقيا حتي وصلت إلي مدينة تلمسان - في الجزائر حاليا- وحدث أول احتكاك عسكري مع الأمازيغ بقيادة الملك "كسيلة" زعيم قبيلة "أوربة" وكان وثنيا، إلا أن العرب هزموه وأسروه، ولما كان القائد العربي أبو المهاجر دينار بعيد النظر، فقد أكرم الملك الاسير وعامله معاملة طيبة، وكان هدفه من وراء ذلك، شرح قلب الأمازيغ إلي الإسلام، مما نتج عنه اعتناق الملك "كسيلة" وعدد كبير من الأمازيغ للاسلام ، لكنه ارتد عن الإسلام بعد عودة عقبة بن نافع وحارب العرب وقتل في معركة معهم قرب قلعة "ممش" في المغرب حاليا- مع عدد كبير من جنوده وصفوة رجاله سنة 686 ميلادية.الملكة التي هزمت الجيوش العربيةجانب آخر من احداث الفتح العربي لشمال أفريقيا.. "كاينا" ملكة الاوراس وهي ابنة الملك "أمدغاسين" وكانت يهودية، والتي يطلق عليها العرب الكاهنة، وهي لم تكن تعمل بالكهانة لكنه تحريف للاسم، وكانت زعيمة قبيلة "جراوة "التي حشدت جيشا ضخما من الأمازيغ وتصدت للجيش العربي بقيادة القائد العربي حسان الغساني، وحدثت بين الجيشين معركة "وادي مسكيانة" شرق الجزائر وانتصر الأمازيغ في هذه المعركة وقتل حسان الغساني علي يد الملكة "كاينا"، إلا أن انتفاضتها انتهت بقتلها في إحدي المعارك علي يد القائد العربي "أبوالمهاجر دينار".ويدخل ضمن احداث الفتح العربي لشمال أفريقيا البطل الأمازيغي "ميسرة المطغري" وهو شاب ينحدر من عائلة فقيرة وكان أبوه سقاء مياه، ويعد ميسرة من الصفرية- فرع من الخوارج- وكان قائد الثورة الأمازيغية في عهد الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك، وقتل في ميدان المعركة في وادي "سبو" قرب مدينة "طنجة" المغربية علي يد القائد العربي "كلثوم بن عياض" سنة 123 هجرية...تلك الاحداث جميعها استقرت في نفس الشعب الأمازيغي وأدت إلي حساسية مفرطة في العلاقة بين الأمازيغ والعرب مازالت قائمة حتي الآن، لدرجة ان البعض صورها علي انها نوع من العداء التاريخي الذي لا يمكن ان يمحوه الزمن بمقتضي ما هو وارد في الادبيات الأمازيغية.شعب يحتكم إلي موروثه إذا تعارض مع الدينمعظم الأمازيغ مسلمون سنة، علي مذهب الإمام مالك بن أنس، وهناك أقلية إباضية "إحدي فرق الخوارج" وأقلية كاثوليكية- الطائفة الدوناتية نسبة إلي القديس دوناتوس الأمازيغي مؤسس هذا الفكر- وأقلية يهودية، ويعتمد المسلمون الأمازيغ -سنة وإباضية- تفسير ابن كثير للقرآن الكريم لأسباب عرقية، لأن ابن كثير أمازيغي، وقد كان تلميذا للإمام مالك بن أنس، وربما لهذا السبب أيضا يعتنق المسلمون الأمازيغ المذهب المالكي، وتعلو النزعة العرقية بين الأمازيغ علي النزعة الدينية، وهو ما تسبب لهم في اتهامات عديدة بسطحية الانتماء الديني سواء بالنسبة للإسلام أو المسيحية أو اليهودية، خاصة أن الثقافة الأمازيغية تعطي أولوية للموروثات التشريعية الأمازيغية إذا تعارضت مع النصوص الدينية، وعلي سبيل المثال، فإن الأمازيغ يرفضون تعدد الزوجات ويساوون في الميراث بين الرجل والمرأة.. ومثال آخر، فإن المسيحيين الأمازيغ يحللون الطلاق علي الرغم من أن الشريعة المسيحية خاصة الكاثوليكية تحرمه، وهذا يعود لأن الثقافة الأمازيغة تبيح الطلاق والزواج أكثر من مرة.الدين والسياسةتنسب الدولة العبيدية إلي عبيد الله المهدي، الذي يعود نسبه إلي الإمام إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق، الذي رفض الشيعة الجعفرية إمامته، أما الذين صدقوا بإمامته عرفوا فيما بعد بالشيعة الإسماعيلية، وقد قاد عبيد الله المهدي حركة ثورية إسماعيلية في بغداد، إلا أنه تعرض للاضطهاد علي يد العباسيين ففر ورفاقه إلي بلاد الأمازيغ -شمال أفريقيا- وقد سبقه اليها احد رجاله -أبوعبد الله الشيعي- الذي كان له دور مهم جدا في نشر الفكر الشيعي الإسماعيلي بين الأمازيغ خاصة قبيلة "كتامة"، مما ساعد عبيد الله المهدي فيما بعد لإقامة دولته الشيعية الإسماعيلية بين الأمازيغ وعلي ارضهم سنة 297 هجرية - 908 ميلادية وأسس مدينة "المهدية" لتكون عاصمة له، ويعد الخليفة المعز لدين الله رابع خلفاء الدولة العبيدية وأول خلفاء الدولة الفاطمية واشهر خلفاء هذه الدولة. وظل الفكر الشيعي الإسماعيلي منتشرا بين الأمازيغ مئات السنين إلي أن عادوا مرة أخري إلي المذهب السني بعد سقوط الدولة الفاطمية.لقد كان الشعب الأمازيغي مهيئاً لنصرة المذهب الإسماعيلي لان التشيع منذ نشأته اتخذ صبغة مضادة للأمويين، والذين كان الأمازيغ يكرهونهم اشد الكره، فكما اعتمد الفكر الشيعي في المشرق علي الفرس، اعتمد في المغرب علي الأمازيغ.لغة خاصة يتحدث الشعب الأمازيغي لغة خاصة بهم وتسمي "الأمازيغية"بطبيعة الحال.. يتفرع عن الأمازيغية حوالي 13 لهجة، تتحد جميعها في القاعدة اللغوية المشتركة ويمكن للناطق بإحدي اللهجات الأمازيغية أن يتعلم لهجة اخري في ايام قليلة.. وقد تم اعتماد لهجة الطوارق رسميا في المنظومة العامة للتعليم والثقافة والاعلام باعتبارها اقرب اللهجات للأمازيغية الصحيحة .. ومن أهم اللهجات الأمازيغية "الطارقية" وهي في دول النيجر ومالي وبوركينافاسو.. و"الريفية" و"السوسية" و"الاطلسية" و"التشليحية" في المغرب... و"القبائلية" و"الشاوية" و"الميزابية" و"الطارقية" أيضا في الجزائر .. و"الزوارية" و"الجبالية" و"الغدامسية" في ليبيا .. و"الغوانشية" في جزر كناري.. "السيوية" في مصر.. وعلي الرغم ان العربية والأمازيغية تمازجتا في شمال أفريقيا وخرجت منهما اللهجات الدارجة في تونس والجزائر والمغرب، إلا ان القواعد اللغوية لهذه اللهجات الدارجة أمازيغية بحتة، وعلي سبيل المثال لا يوجد في اللغة الأمازيغية مثني ولكن يوجد مفرد وجمع فقط، واللهجات الشمال افريقية لا يوجد بها مثني بينما يوجد المثني في اللغة العربية، هذا ولم تنل اللغة الامازيغية حقها في الاهتمام الاكاديمي علي مر السنين.عيدً رأس السنة الأمازيغيةيحتفل الشعب الأمازيغي ليلة 13 يناير برأس السنة الأمازيغية ويطلقون علي هذا العيد القومي "أسكاس أمينو" يعني السنة الجديدة، ويعد هذا العيد أشهر الاعياد الأمازيغية علي الاطلاق، حيث يعد عطلة رسمية في المغرب وموريتانيا والولايات الأمازيغية في الجزائر، وهذا العيد له طقوس خاصة للاحتفال به، حيث تقام ليلة العيد الولائم ويتجمع عليها الاهل والاقارب، وتتكون هذه الولائم من الاكلات الشعبية الأمازيغية، مثل الكسكسي بالخضروات والعسل الابيض بالتين المجفف والزبيب والشاي الاخضر، كما يقدم أيضا الديك الرومي وإن كان تقديمه عاده غير أمازيغية أخذها الأمازيغ عن الرومان، ويتم استقبال الضيوف بأكواب اللبن، وأشهر طقوس هذا الاحتفال بإشعال النار، التي تمثل النور والامل في الثقافة الأمازيغية.. وفي صباح يوم العيد، تتزين النساء والرجال، ويخرجون للاحتفال في الأماكن العامة.والسنة الأمازيغية هي سنة شمسية، تتكون من 12 شهرًا وهي توازي الشهور الميلادية، وهي يناير، خبراير، ماغريس، أيقرير، ماقو، يونيو، يوليوز، غشت، شوتمبر، توبر، دونمبر، دوجمبر، ..ويبدأ التقويم الأمازيغي باعتلاء الملك الأمازيغي "شيشينق" الأول عرش مصر سنة 950 قبل الميلاد وهو الفارق بين التقويم الأمازيغي والتقويم الميلادي، حيث إن سنة 2008 ميلادية توافق سنة 2958 أمازيغية.التاريخ يحركه المطربون أحياناينقسم الشعب الأمازيغي إلي أمازيغ الريف وهم يقطنون شمال غرب المغرب، ويتحدثون اللهجة الريفية واللهجة الزناتية وهم الذين خاضوا معركة "أنوال" الشهيرة سنة 1921 أمام الاحتلال الإسباني علي المغرب، ومن مشاهيرهم الأمير محمد عبدالكريم الخطابي -الزعيم الأمازيغي المغربي- .. وأمازيغ "الشلوح" يقطنون وسط وغرب الاطلس الكبير وكذلك في الاطلس الصغير في المغرب، وتستخدم في تلك المناطق اللهجة الشلوحيةأمازيغ "سوس" وهم يقطنون سهل سوس في المغرب الذي يعرف قديما باسم مملكة جزولة، ويستخدمون اللهجة السوسية.. وكذلك أمازيغ القبائل الذين يقطنون شمال وشرق الجزائر وأهم مدنهم "تيزي وزو" التي تعد معقل الحركة الانفصالية الأمازيغية التي يتزعمها حاليا المطرب الأمازيغي القبائلي فرحات مهنا ويتحدثون اللهجة القبائلية .. ومن مشاهيرهم المطرب العالمي "إيدير" والمطرب الراحل " معتوب لوناس" والقديس " أوغستين" أحد آباء الكنيسة الكاثوليكية و"لوكيسوس أبوليوس" صاحب رواية الحمار الذهبي التي تعد أول رواية في التاريخ.. وأمازيغ الاوراس، وهم يقطنون شرق الجزائر قريبا من الحدود التونسية بجوار الاوراس ويتحدثون اللهجة الاوراسية ومن مشاهيرهم الملك "أمدغاسين" وابنته الملكة "كاينا".. وامازيغ الطوارق ويقطنون جنوب الجزائر وأجزاء من ليبيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو ويتحدثون اللهجة الطارقية، ومن الجدير بالذكر انهم يتعرضون في النيجر لحرب إبادة واضطهاد عرقي."يوبا الثاني"موحد القبائل للأمازيغ حضارة عريقة يقدرونها هم أنفسهم ب 20 ألف سنة.. لهذا فإن تاريخ الأمازيغ حافل بعدد كبير من الاحداث والوقائع والشخصيات التي قدمت لهذا العرق الكثير، مما جعلهم يؤرخون لما قدمته تلك الشخصيات: يأتي في مقدمة تلك الشخصيات، الملك "يوبا الثاني" موحد القبائل الأمازيغية الغربية "مملكة موريا وهي موريتانيا والمغرب حاليا" وأنشأ حكمًا ديمقراطيا نيابيا واتخذ عاصمتين "شرشال" و"ليلي" وقد اهتم يوبا الثاني ومن بعده ابنه بطليموس بالجانب العلمي والفكري والثقافي، وكانت له مؤلفات كثيرة ومنها "تاريخ بلاد العرب" و"آثار آشور" و"آثار الرومان القديمة" و"تاريخ المسارح" و"منابع النيل" و"تاريخ الرسم والرسامين".. كما وضع كتابا في قواعد النحو الأمازيغي وقد امتد حكمه لمدة عامين من 25- 23 قبل الميلاد، إلا أنه قد خدم الثقافة الأمازيغية.القديس "أغسطين" وولد بمملكة نوميديا - الجزائر حاليا- من أم مسيحية وهي القديسة "مونيكا" وأب وثني. سافر إلي روما لدراسة الفلسفة اليونانية، وبعد عودته إلي نوميديا سنة 388 ميلادية أنشأ ديرًا وسار يبشر بين الشعب بعد أن تنصر وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، وفي ظرف 9 سنوات وصل لرتبة الأسقف، وكرس حياته للكنيسة والتأليف الديني ومن أشهر كتاباته "اعترافاتي " والذي يعد أول كتاب في أدب الاعترافات في تاريخ الإنسانية، كما كتب أيضا "مدينة الإله" و"اعترافات التوبة" و"المراسلات".. وقد كان القديس "أغسطين" متعاطفا مع الأمازيغ ويدافع عن هويتهم العرقية، وقد انتهت حياته بالاستشهاد في 9 أغسطس 430 ميلادية وهو التاريخ الذي تحتفل به جميع الكنائس الكاثوليكية في العالم، وقد مات وهو يدافع عن مدينته عنابه ضد الغزاة "الوندال" الألمان القدماء
.......
source:

Aucun commentaire: