تمازغا بريس وجريدة نوميديا
نظمت جمعية تاويزا بطنجة، يوم الجمعة 19 من الشهر الحالي، ندوة حول الإسلام والثقافات غير العربية، الأمازيغية نموذجا، وذلك بفندق الأمنية بطنجة، شارك في تأطيرها كل من الأساتذة: أحمد عصيد، باحث وموظف بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وسعد الدين العثماني، طبيب نفساني، أمين عام سابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس مجلسه الوطني حاليا، وكذلك مصطفى المسعودي، أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي، وعضو حزب البديل الحضاري الذي حله عباس الفاسي
وقد نفى الأستاذ عصيد وجود صراع بين الإسلام باعتباره دينا، والأمازيغية بتمثلها الحضاري، وأكد أن الصراع الموجود في مجمله هو بين الإنسان، ولتجاوز ذلك، أكد على ضرورة التقدم بالنقاش إلى الأمام، باعتبار أن النقاش العمومي مفيد ويخلف الكثير من التراكمات، والجوهر في كل حوار ونقاش هو الإنسان ، والأمازيغية ليست غاية، بل هي أداة لفهم الذات. وقد ألح عصيد على أن الجوهر والأساس هو الكرامة الإنسانية
كما تحدث الأستاذ عصيد واعتبر أن النقاش له بعدين أساسيين، بعد سياسي وبعد علمي أكاديمي، واستدل بمثال دسترة الأمازيغية الذي اعتبره مطلب سياسي في حين أن الدفاع عنه يتم بطريقة علمية. واستعرض كذلك حصيلة النقاش، بين الإسلاميين والحركة الأمازيغية، وعدد نقاط الاتفاق والاختلاف بينهما
وتتجلى نقط الاتفاق بين الإسلاميين والحركة الأمازيغية حسب الأستاذ عصيد في الاعتراف بوجود حيف ضد الامازيغية، و تم فك الارتباط بين الامازيغية و الإرث الكولونيالي، التأكيد على عدم قدسية اللغة العربية وانه من الواجب التفكير في اللغات على أساس علمي، و إعادة النظر في تاريخ المغرب ما قبل الإسلام، وان المغاربة أصبحوا أكثر اعتزازا بماضيهم، وجود إجماع حول ضرورة تعلم الامازيغية، إنصافها إعلاميا و كذا دسترتها كلغة وطنية. بينما تتجلى نقط الاختلاف في علاقة الإسلام بالامازيغية، و مسالة اعتماد العرف الامازيغي كمصدر من مصادر التشريع، و مسالة التعريب، و مفهوم العلمانية حيث أكد على أن العلمانية الامازيغية ليست أوربية النشأة بل هي محلية النشأة، وأضاف إلى نقاط الإختلاف، القضية الفلسطينية، حيث يرى الأستاذ عصيد أن موقف الامازيغ من هذه القضية ينبني على التضامن و يعتبر إسرائيل دولة احتلال وعنصرية. وفي أخر مداخلته، توصل عصيد إلى فكرة مفادها أن الامازيغ مع كل ما هو إنساني ويرفضون كل ما هو ليس إنساني سواء كان في الاسلام أو الامازيغية
وفي محاضرته، أكد الدكتور العثماني على أن موضوع النقاش ليس جديدا، بل هناك أجوبة تحضى بالقبول العام، وأن المقارنة بين الإسلام والأمازيغية هي مقارنة صعبة للغاية. وقد اعتبر أن الدين لا يميز بين الثقافات، ولا يؤثر شعب على شعب آخر، ولم يأت ليمحو شعبا ما ، وأكد أن العرب كانوا على هامش التاريخ وان قوتهم جاءت مع الاسلام
كما أشار أن العرف، أصل من أصول الشريعة إلى جانب الأصول الأخرى، وقال أن الأمازيغ استقبلوا الإسلام بشكل مغاير للطريقة التي استقبلوا بها الديانات والحضارات الأخرى، وقد تم ذلك على مراحل، مرحلة المقاومة، لكنها مقاومة أقل حدة من المقاومة التي قاومت بها قريش الرسول، فعلاقة كسيلة بالولاة كانت طيبة، لكنه عندما عاين الظلم والجور من قبل الأمويين انتفض وثار في وجههم، لتأتي مرحلة التفاعل الايجابي بين الاسلام والامازيغية. وأكد العثماني أن الثقافة الامازيغية في مضامينها إسلامية أكثر منها عربية
وفي مداخلة الأستاذ مصطفى المسعودي، أشار إلى أن الخطاب الامازيغي يقبل كل شيء إلا الإسلام والعروبة وقال إن الكتابات التي تتحدث عن غزو عربي لشمال إفريقيا كان يستفز الإسلاميين، و إن الإسلام لم يأت للعرب وحدهم، بل جاء لخدمة الإنسانية، وأكد أن الفتوحات الإسلامية لم تكن ملائكية بل اعتراها الدم والحروب وان هنالك أخطاء، وأقر على أن المغاربة اختاروا أن يندمجوا في المنظومة العربية واختاروا أن تكون العربية هي اللغة الرسمية للبلاد، ونبه إلى أن الخطر الذي يهدد المغرب هو التطرف سواء كان دينيا أو لغويا، كما توجس من أن يتحول الاختلاف والتنوع في المغرب من نقطة قوة إلى سبب للاقتتال، وأصر على أن تاطير القضية الامازيغية لا يمكن أن تتحقق إلا من داخل الحضارة العربية الإسلامية، كما صرح بكون الآلية الديمقراطية هي الوحيدة القادرة على حل القضية الامازيغية التي اختزلها في مسالة اللغة
وفي فترة النقاش، صب المتدخلون جام غضبهم على المسير، الذي طلب منهم ألا تتجاوز مداخلاتهم مدة الدقيقة الواحدة، واستنكر العديد منهم ما جاء في مداخلة الأستاذ المسعودي، واعتبروها دون المستوى، كما هوجم سعد الدين العثماني وحزبه، الذي انخرط في الجوقة
المخزنية فيما يتعلق بقضية الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire